الطبيعة وألوانها مصدر وحي للرسامة يسرا. [ذكرى سرسم/موطني]

الرسامة العراقية يسرا العبادي توزع وقتها بين العائلة والفن
ذكرى سرسم في بغداد
الطبيعة وألوانها مصدر وحي للرسامة يسرا. [ذكرى سرسم/موطني]
شهدت تجربة الرسامة العراقية يسرا العبادي إنتقالات متكررة في حياتها، والسبب حسب قولها انها تمل التكرار وتعشق التغيير.

أقامت العبادي معرضها الشخصي الأول في بغداد عام 2002، لحقه معرضان شخصيان في 2003 و2009. وأقامت بعدها العبادي معرضها الشخصي الرابع في العاصمة الأردنية عمّان. ولها عشرات المشاركات في معارض مشتركة داخل العراق وخارجه.

موطني التقى الرسامة يسرا العبادي، وكان معها هذا الحوار:

موطني: كيف بدأت رحلتك مع فن الرسم؟

يسرى العبادي: ولدت في مدينة الديوانية وكنت منذ طفولتي مشدودة إلى الطبيعة وألوانها، حيث كنا نسكن على مقربة من النهر والبساتين التي أمدتني بشعور من الاسترخاء والتأمل. وظهرت لدي بوادر حب الرسم منذ تلك الفترة. وأتذكر إني كنت أنتبه إلى تغير ألوان حقول الشلب بتغير الفصول.

وبعد أن أنهيت دراستي الابتدائية، انتقلت عائلتنا إلى بغداد وأكملت دراستي في المدرسة والتحقت بالدراسة في قسم الرسم في كلية الفنون الجميلة وسط تشجيع من عائلتي. ثم عملت كمدرسة لمادة الرسم بعد تخرجي.

لكني لم أمارس الرسم إطلاقا بعد زواجي. وهكذا عشت أنتظر تحقيق حلمي الذي لم يفارقني يوما، لكن انشغالي بمسؤولية البيت والأطفال جعله مؤجلا دائما. ثم عاودت محاولاتي في الرسم عام 1997 وبدأت أستمع إلى آراء أساتذتي بأعمالي ولاقيت تشجيعا ودعما منهم. وما أزال أرسم حتى اليوم وأصبحت لا أحقق ذاتي إلا حينما أرسم.

موطني: وسط المسؤوليات المتوزعة بين العائلة والعمل، متى ترسمين؟

العبادي: أنا لا أبدأ بالرسم إلا بعد أن يذهب كل من في البيت إلى سريره. ولقد تعودت على السهر يوميا. وأجد في الليل ملاذا أحقق فيه حلمي اليومي من خلال الرسم حيث أكون حينها قد أديت كل متطلبات عائلتي لأني كأم أحرص على أن لا أكون مقصرة بحق أطفالي.

بالطبع الفنانة المرأة لا تتمتع بالحرية التي يتمتع بها الرجل. وعادة يكون تحركها ونشاطها ليس بنفس المقدار. وهذا مرده إلى طبيعة المجتمع والمسؤوليات المنزلية التي تقع على كاهل المرأة.

أنا أعتبر أن المراة حين تقدم على إقامة معرض أعتبره بطولة وإنجازا، فهذا دليل على أنها تتحدى المخاطر وتبحث عن فسحة ولو ضيقة لتقدم فنها الذي أخذ الكثير يعتبره من الأمور الغير مدعاة للاهتمام.

موطني: أين هو موقع الرسام في المجتمع اليوم؟

العبادي: الرسام العراقي صنع لنفسه مكانة مرموقة عربيا ودوليا. ولو استعرضنا تاريخ الفن التشكيلي العراقي سنجد أن الفنان العراقي اعتمد على جهده الخاص ليصنع هذه المكانة ولم يكن ينتظر دعما من أحد. أعتقد أن هذا مدعاة فخر للمجتمع العراقي فنحن من نجحنا في رفع اسم العراق حينما نمثله خارج الوطن من خلال أعمالنا المعروضة.

موطني: ما هي آخر مشاركاتك؟

العبادي: شاركت مؤخرا في معرض فني مشترك أقامه مجلس البحث والتبادل الدولي في بغداد إلى جانب مجموعة من الفانين والفنانات. وضم المعرض عددا من اللوحات والصور.

وأعد حاليا لأكثر من معرض. فمن المؤمل أن أقيم معرضا في عمان والإمارات ولبنان خلال عام 2011.

من almooftah

اترك تعليقاً