رسام الكاريكاتور خضير الحميري – [ذكرى سرسم/موطني]

خضير الحميري بدأ العمل كرسام كاريكاتوري في الإعدادية. [ذكرى سرسم/موطني]

خضير الحميري ورحلة 30 عاماً مع الكاريكاتير
– ذكرى سرسم من بغداد
خضير الحميري بدأ العمل كرسام كاريكاتوري في الإعدادية. [ذكرى سرسم/موطني]

يكاد خضير الحميري أن يكون من بين أكثر فناني الكاريكاتير العراقيين غزارةً في الإنتاج. فمنذ أكثر من 30 عاماً وهو يواصل نشر رسوماته عبر الصحف والمجلات العراقية.

ينشر الحميري أعماله الكاريكاتورية حالياً وبشكل يومي على صفحات جريدة الصباح.

التقى “موطني” بالفنان الحميري في بغداد، وكان معه هذا الحوار:

موطني: كيف كانت البداية؟

خضير الحميري: تعود أولى محاولاتي لرسم الكاريكاتير إلى فترة الدراسة الإعدادية. وأتذكر حادثة عشتها نبهتني إلى مدى التأثير الذي يحدثه هذا الفن على الجمهور.

ففي إحدى المرات، رسمت رسماً كاريكاتيرياً ضمن نشرة مدرسية. لكن مدير المدرسة رفض تعليق النشرة ما لم يتم حذف رسمي لأنه كان ينتقد حالات سلبية داخل المدرسة. وهكذا وجدت النشرة وقد علقت على الحائط وتم لصق ورقة بيضاء لتخفي رسمي. لكن الفضول دفع الطلبة إلى محاولة رفع الورقة باستمرار لرؤية ما تم إخفاؤه.

كما أتذكر أني كنت حينها مهتماً باقتناء المجلات المصرية التي كانت تضم رسوماً كاريكاتيرية مثل مجلة “صباح الخير” وأخريات جعلتني مولعاً بهذا الفن.

موطني: وكيف قررت احتراف رسم الكاريكاتير؟

الحميري: حينما كنت طالباً في كلية الإدارة والاقتصاد أقمت معرضاً للكاريكاتير في الكلية وصادف حضور حسن العلوي للمعرض، وكان في حينها يترأس تحرير مجلة “ألف باء”. فأعجب بأعمالي ودعاني للنشر في المجلة. وسرعان ما بدأت أنشر فيها رسوماتي بالإضافة إلى عمود مكتوب. ولم أنقطع عن النشر في ألف باء منذ أواخر السبعينات حتى عام 2003.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد نشرت أعمالي في عدد من الصحف المحلية والعربية.

موطني: هل تحرص على معرفة رد فعل الجمهور إزاء ما تنشره من رسومات؟

الحميري: بالتأكيد رأي الجمهور يهمني. وكنت غالباً ما أتلقى رسائل وتعليقات عن أعمالي التي كنت أنشرها. وأذكر حادثة بهذا الخصوص حينما كنت ومجموعة من الأصدقاء نتناول الغداء في أحد المطاعم وانتبهت إلى صاحب المطعم وهو يتصفح مجلة ألف باء. فأخذت أراقبه. وفجأة نادى على أحد عماله وهو يصيح: شوف هذا الكلب إبن الكلب شراسم!

وطبعاً كان يقصدني لأني كنت قد تناولت بعض الرسوم التي تنتقد أصحاب المطاعم.

موطني: هل تجد أن فن الكاريكاتير يحقق تأثيراً لدى الساسة اليوم؟

الحميري: فن الكاريكاتير يتطلب مساحة واسعة من الحرية في التعبير. لكننا حتى اليوم ما زلنا نصطدم بالخطوط الحمراء. ومازال الساسة يعتبرون الانتقاد فرصة للنيل منهم ولا يعتبرون الكاريكاتير الناقد وسيلةً للتقويم.

في إحدى المرات حدثني أحد رسامي الكاريكاتير المصريين عن تجربته وقال إنه كان ينشر رسماً كاريكاتيريا ينتقد فيه رئيس الوزراء كل يوم وبشكل منتظم وصادف أن التقيا في مناسبة عامة. فما كان من رئيس الوزراء إلا أن احتضن الرسام وقبله وقال له “أنا أحرص على متابعة ما تنشر كل يوم وأستفيد منه كثيراً في تنبيهي لما ينبغي الانتباه له”. لذا أتمنى أن تكون للمسؤولين مثل هذه الروحية في تقبل النقد.

من almooftah

اترك تعليقاً