يتحدث عبد الرحيم ياسر عن الكاريكاتور في العراق ..


عبد الرحيم ياسر يتحدث عن الكاريكاتور في العراق
– ذكرى سرسم في بغداد
بدأ رسام الكاريكاتور العراقي عبد الرحيم ياسر بنشر أعماله منذ أكثر من 40 عاماً. [ذكرى سرسم/موطني]

يعدّ عبد الرحيم ياسر واحداً من أبرز الفنانين العراقيين الذين تخصصوا في رسم الكاريكاتور ومجلات الأطفال. وكان من بين أوائل الفنانين المنضمين إلى أسرة مجلة “مجلتي” منذ تأسيسها أواخر عام1969 ، وهو ما زال يرسم في “مجلتي” حتى يومنا هذا كما يواصل نشر الرسومات الكاريكاتورية في جريدة “الصباح”.

موطني التقى الفنان في بغداد وكان معه هذا الحوار:

موطني: كيف بدأت رحلتك المهنية؟

عبد الرحيم ياسر: نشأت في ناحية غماس التابعة لمحافظة الديوانية. ويبدو أنني كنت متميزاً في الرسم من بين أقراني. وقد لاحظ أساتذتي ذلك. وكان حصولي على علبة ألوان خشبية هو أغلى هدية أطمح للحصول عليها. وقد اشتهرت في زماننا العلبة التي تحمل صورة “لقلق”. لذا أنا حتى اليوم أحب هذا الطائر.

بعد انتقالنا إلى كربلاء حيث كنت أتردد على المكتبات التي تزخر بها المدينة، شدتني الرسومات التي حملتها أغلفة القصص. كما توفرت لي فرصة قراءة مجلات الرسوم الكرتونية. ومنذ ذلك الحين تنامى لدي حب الرسم للمجلات وتمنيت أن أكون رسام كاريكاتور.

وصادف وأن أرسلت رسماً كاريكاتورياً لمجلة “المتفرج” في بغداد لأجده يوماً وقد صدر كصفحة غلاف. وهكذا غادرت بعدها إلى بغداد لدراسة الرسم في معهد الفنون وانضممت في نفس الفترة الى أسرة “مجلتي” عام1971 وعملت رساماً فيها منذ تلك الفترة وحتى يومنا هذا.

موطني: ما الذي يميز فن الكاريكاتور في العراق؟

ياسر: لعل من أهم ميزاته هو كون رسامي الكاريكاتور أغلبهم من الرسامين التشكيليين المميزين وأغلبهم درس الفن. كما يتميز بلجوئه إلى الرمزية ودفع القراء إلى التأمل والتفكير نتيجه القيود التي فرضتها السلطة سابقاً، حيث كان التشخيص والنقد المباشر من المحرمات. لكنه نجح في تحقيق هدفه بطريقة غير مباشرة وفنانو الكاريكاتور العراقيون مشهود لهم بتميزهم وقد حقق عدد منهم جوائز في محافل عالمية.

موطني: هل ما زالت هناك محرمات لا يتسنى لرسام الكاريكاتور تناولها اليوم؟

ياسر: بالطبع لا يمكن مقارنة المساحات المتوفرة للنقد اليوم بما كان عليه الوضع سابقاً. فاليوم بوسعنا أن ننتقد رأس السلطة ونصور الشخصيات. لكن تبقى المحرمات الدينية. كما تبقى بعض الشخصيات والأحزاب من المحرمات التي نحذر من تناولها. لذا سيكون رسام الكاريكاتور بحاجة إلى حماية حريته لدى تناول هذه المحرمات.

موطني: هل سبق وأن تم رفض نشر رسم كاريكاتوري لك بسبب هذه المحاذير؟

ياسر: أنا عادةً أعرف متى أرسم ماذا. ونتيجة خبرتي التي فاقت الأربعين عاماً، أصبحت لدي القدرة على تحسس ما يمكن أن يصلح في الوقت المناسب. لكن أحد رؤساء التحرير تردد في نشر إحدى رسوماتي قبل فترة ولم تقنعني مبرراته.

موطني: هناك من يقول بأن الكاريكاتور فن مرتبط بالمحلية ولن ينجح إن غادر مجتمعه.

ياسر: أنا لا أؤيد هذا الرأي، فالكاريكاتور أنواع. المحلي المباشر هو ما ينشر في الصحف اليومية. ولكن الرسام حينما يرسم لمجلة شهرية أو فصلية سيكون الأسلوب والتناول مختلفين عن النشر اليومي. كما قد يتناول الكاريكاتور أحيانا أفكاراً فلسفية وبعض أنواعه ترقى إلى العالمية. وهناك بعض الرسامين الذين نشروا كتباً خاصة بالكاريكاتور.

من almooftah

اترك تعليقاً