بالصور الاسطورة الراحل ” مارلون برندو ( 1924 – 2004 ) “..عراب هوليود و عراب السينما العالمية بالإجماع .. و عاشق الحرية ضد الاستبداد ..والذي رفض جائزة الأوسكار عن دوره في الفيلم الخالد (العراب) ..

في الثالث من شهر نيسان من عام 1924 ولد مارلون براندو ” جونيور ” نسبة الى ان والده كان اسمه مارلون براندو ,,,
ولد في ولاية نبراسكا الامريكية لابوين من اصل ايرلندي ,,,

و كانا يعانيان من مشاكل جمة منها ما هو في الزواج و منها ما هو بسبب السكر و ادمان الكحول ,,,
و بسبب استمرار المشاكل حدث الطلاق سنة 1935 ,,,
فانتقلت والدته و معها اطفالها الى مدينة سانتا أنا فسي كاليفورنيا ,,,
لكن سنة 1937 تصالح ابواه و انتقلت العائلة الى مدينة ليبيرتيفيل شمال شيكاغو ,,,
و كان ابوه قاسيا عليه و كان دائم الانتقاد له ,,,
و امه كانت تدعى دوروثي بينيباكر و كان ممثلة لكنها كانت مغمورة ,,,
و بسبب ادمانها على الكحول عانت من الامراض و توفيت عام 1954 ,,,
في هذه الاجواء نشأ مارلون الصغير ” بد ” كما كانو يطلقون عليه ,,,

بمثل تلك عائلة كان الطبيعي ان يخرج الصبي متمردا ,,,
و هذا ما كان فحتى المدرسة العسكرية لم تستوعبه !!!
و بقي هاجس ابيه يطارده بأنه يجب ان يعمل و يجب ان لا يكون عالة و غير منتج ,,,
فامتهن عدة مهن مثل مشغل مصعد باحد المباني و حتى هذا العمل لم يصمد به اكثر من 4 ايام ,,,
مع هذه الحياة الصعبة اوماها كان لا بد لمارلون ان يغير الاجواء ,,,
عله يبدأ حياته و يشق طريقه بالطريقة المثلى ,,,
ليثبت للجميع انه شخص ناجح ,,,
فرحل مارلون الى نيويورك سنة 1943 بعزيمة تهد الجبال ,,,
و التحق بالورشة الدرامية الجديدة للبحث الاجتماعي ,,,
حيث تتلمذ على يد كل من لي ستراسبيرغ و ستيلا ادلر ,,,
ادلر تلك امرأة التي أثرت بشكل بالغ الاثر على مارلون ,,,
حيث تعلم على يديها فن المحاكاة ” Method Acting ” هذا الفن الذي اتقنه مارولن لدرجة تدريسه بالمعاهد لاحقا ,,,
و في عام 1944 ظهر مارلون بدور المسيح بمسرحية ” هانيل ” للمخرج لجيرارد هوبتمان ,,,
و بنفس تلك السنة ايضا حصل مارلون على عقده التمثيلي الاول ,,,
و كان بمسرحية ” I Remember Mama ” تلك التي اداها على مسارح برودواي المشهورة العمل نجح و استمر عرضه لسنتين ,,,

تلك المسرحية فتحت العيون على مارلون ,,,
حيث لقبه النقاد باكثر ممثل واعد ببرودواي ,,,
و مثل بعدها بعدة اعمال مسرحية ,,,
لكن مع ذلك لم تفتح ابواب الشهرة لمارلون الا بعد ان ادى دور ستانلي كوالسكي في مسرحية ” A Streetcar Named Desire ” عام 1947 ,,,

بعدها قرر براندو ان ينتقل للسينما ,,,
فبدا سنة 1950 في فيلم ” The Men ” ,,,

حيث مثل فيه دور رجل اصبح معاقا ضحية للحروب ,,,
و هنا توضحت بشكل رائع طريقة مارلون الجديدة بالتمثيل الا و هي المحاكاة ,,,
حيث ظل مارلون طريح الفراش لشهر كامل لكي يعيش بأجواء المريض النفسية !!!
و نجح الفيلم و لاقى رواجا لكنه لن يقارن ابدا بما حدث بالسنة التي تليها ,,,
حيث قرر مارلون اعادة شخصية ” ستانلي كواسكي ” لكن هذه المرة الى السينما ,,,
مع نفس مخرج المسرحية ايليا كازان في فيلم ” A Streetcar Named Desire ” ,,,

ترشح مارلون لجائزة اوسكار افضل ممثل عن هذا الفيلم لكن الجائزة ذهبت لهمفري بوغارت ,,,
و حينها قال الناقاد ان بوغارت فاز لكن لا احد سيؤثر مثل مارلون براندو على التمثيل الحديث ,,,
و في عام 1952 اشترك كازان و براندو مرة اخرى بفيلم جديد ” Viva Zapata ” ,,,

هذا الفيلم الذي رشح للاوسكار لكنه لم يفز بها ,,,
لكن فاز بجائزة كان الفرنسية و بجائزة الاكاديمية السينيمائية البريطانية لافضل ممثل اجنبي ,,,
و في عام 1953 مثل براندو فيلمين لتستمر رحلة الابداع في هوليوود ,,,
الفيلم الاول هو ” Julius Caesar ” المقتبس عن مسرحية شكسبير الشهيرة ,,,

حيث مثل براندو دورس مارك انتونيو الشاب المخلص للقيصر و حصل عن دوره هذا جائزة الاكاديمية السينيمائية البريطانية لافضل ممثل اجنبي و ترشح للاوسكار ايضا عن دور افضل ممثل ,,,
و فيلمه الثاني هو ” The Wild One ” ,,,

الفيلم هذا اثر بشكل كبير بالثقافة الاميركية المعاصرة ,,,
فالصورة الظاهرة بالاعلى اصبحت رمزا للشباب المتحرر و اصبحت جاكيت الجلد رمزا للتحرر >>> فياعة يعني
و باع هذا البوستر رقما قياسيا حتى وقتنا هذا ,,,
و في سنة 1954 توفيت والدته ,,,
و في سنة 1955 مثل براندو بفيلم ” On The Waterfront ” ,,,

هذا الفيلم الذي حصد الجوائز بشكل كبير ,,,
و كان ايضا مع المخرج ايليا كازان ,,,
حيث لعب فيه دور تيري مالوي الرجل الذي يعمل و يشهد على جريمة قتل قام بها احد اتباع رئيسه بالعمل ,,,
و لكن بعد مقابلته لاخت القتيل تعاطف معها >>> حبيييب
و حاول ايصال الحقيقة للشرطة في صراع مع الفاسدين ,,,
الفيلم هذا يعتبر من كلاسيكيات هوليوود الخالدة ,,,
الفيلم حصد اوسكار افضل فيلم و 7 اوسكارات اخرى و ربح براندو جائزة افضل ممثل بالاوسكار و الجولدن جلوب و مهرجان كان و غيرها ,,,
و بعدها سنة 1955 اسس براندو شركة انتاج خاصة له سماها ” شركة بينيبيكر للانتاج ” نسبة لوالدته ,,,
و مثل عدة افلام بهذه الفترة ايضا مثل ” Desiree ” الى الفيلم الغنائي ” Guys and Dolls ” الى دور خبير امريكي يرسل لليابان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ليعلمهم الديمقراطية ليجد نفسه بالنهاية هو من تعلم منهم الحضارة اليابانية في فيلم ” The Teahouse of the August Moon ” ,,,
و في سنة 1957 تزوج براندو من الممثلة الحسناء آنا كاشفي ,,,

و في عام 1958 ظهر بفيلم ” The Young Lions ” الذي ظهر فيه بدور ضابط الماني نازي هذا الفيلم وضع براندو على لائحة اعلى الاجور بهوليوود ,,,
ثم في عام 1960 اعلن براندو زواجه من الممثلة المكسيكية موفيتا كاستانيدا ,,,

و في العام التالي ظهر براندو كمخرج للمرة الاولى و الاخيرة ,,,
و كانت بفيلم ” One-Eyed Jacks ” ,,,

و يمثل فيه دور لص قبض عليه بينما فر شريكه و لاحقا هرب هو من السجن و ذهب لينتقم من شريكه الذي اصبح ضابطا باحدى المدن المكسيكية , الفيلم رغم نجاحه و حصوله على جوائز الا ان براندو لم يعاود المحاولة بالاخراج لانها مرهقة و مؤلمة كما يقول ,,,
و في نفس العام مثل بفيلم ” Mutiny on the Bounty ” ,,,

و اثناء تمثيل هذا الفيلم بجزر تاهيتي عثر براندو على جزر تيتيياروا المرجانية ,,,

و التي اشتراها لاحقا ,,,
و في فترة الستينات كانت اسهامات لانهاء التمييز العنصري ضد السود واضحة و جلية بالاشتراك مع حركات الحقوق المدنية المنادية بحقوق السود ,,,
حيث سخر امواله لخدمة المظلومين من الهنود الحمر و السود , و تحول براندو لصوت ينادي بحقوقهم ,,,
كذلك براندو عرف عنه انتقاداته اللاذعة للسيطرة اليهودية على صناعة السينيما بالولايات المتحدة , مواقفه تلك جعلت اللوبي الصهيوني يضع براندو كهدف له و بدأ يعمل على تحطيمه ,,,
و هنا نص ما قاله براندو بالبرنامج الشهير ” Larry King Live ” يوم 5/4/1966 :
“ اليهود يمتلكون هوليوود , لقد غطى اليهود على جميع المجموعات الأثنية الأخرى الموجودة . ولكنهم حذرون جدًا ويعملون على الوقوف بوجه أي صورة سلبية عن اليهود ! ” ,,,
هذا الامر كان يثير غضب براندو كثيرا حيث كان يحتج على تصوير اليهود بأنهم اشخاص لطفاء محبوبون ظرفاء ,,,
لذلك اتهمو براندو بأنه معاد للسامية ,,,
كل هذه الامور جعلت افلام براندو تفشل تجاريا بشكل او بآخر ,,,
و هذا الامر سبب مشاكل جمة للمخرج فرانسيس كوبولا من اجل اقناع منتجين فيلم ” The Godfather ” باسناد دور الدون فيتو كورليوني له ,,,
لذا اشترط المنتجون على ان يؤدي براندو اختبارا للدور و هو الامر الذي قبله مارلون ,,,
و مباشرة تجهز للدور بتحضير الماكياج الخاص للدور بنفسه و كذلك بوضع مناديل بفمه كي تظهر الترهلات على وجنتيه و ادى الاختبار ,,,

فصعق المنتجون بمدى اتقانه للدور لا وبل مدى اعطاءه ابعادا اخرى للدور ,,,
فأسر الدون فيتو كورليوني عقول الجميع باداءه الاعجازي بالفيلم ,,,
و اعجب الجميع بنبالة الدون فيتو الذي كان يرفض التجارة بالمخدرات و كذلك انبهر الجميع بهدوء و رصانة و حتى بطريقة كلام الدون فيتو بهذا الفيلم الخالد ,,,

حتى اصبحت هذه الجملة كلاسيكية الى حد كبير :

فكان من الطبيعي ان ينجح الفيلم نجاحا تاريخيا مذهلا صاعقا جامعا مبالغ قياسية ,,,
حيث جنى قرابة ال 270 مليون دولار و هو رقم خيالي بتلك الفترة ,,,
و مع نجاح براندو الاعجازي بهذا الفيلم ذهبت الاصوات النشاز التي كانت تقول بأن مارلون انتهى ,,,
و حصد جوائز الجولدن جلوب و االاوسكار لافضل ممثل ,,,
و عندها قام براندو بإرسال إحدى الفتيات من الاميركيين الاصليين لإبلاغ لجنة الاوسكار رفضه للجائزة احتجاجا على معاملة هوليود للسكان الاصليين , في موقف نبيل جدا من اللرائع براندو ,,,
و ساهم براندو جعل هذا الفيلم واحد من افضل 5 افلام عبر التاريخ ,,,
و ساهم بجعل براندو واحد من اشهر الممثلين عبر التاريخ ,,,
و بعدها مثل براندو بفيلم ” The Last Tango Dance In Paris ” ,,,

الذي يلتقي فيه براندو بحسناء باريسية عندما كان حزينا على انتحار زوجته فيعشقان بعضهما بسرعة رشح مارلون لاوسكار افضل ممثل عن دوره هذا ,,,
بعدها سنة 1976 مثل مارلون بفيلم ” The Missouri Breaks ” ,,,

الفيلم الذي كان دور جاك نيكلسون فيه هو لص ماشية يستقر قرب براندو و يقع في حب ابنته مما جعل براندو يأمر بقتله ,,,
و في عام 1978 شارك براندو بفيلم ” SuperMan ” ,,,

حيث كان دوره هو جور إل عالم في كوكب آخر يرسل ابنه كال إل للارض قبل ان يتم تدمير كوكبهم ,,,
رغم ان مدة ظهور براندو بالفيلم لم تتجاوز العشر دقائق الا ان اجره كان 3.7 مليون دولار و هو مبلغ تجاوز و بشكل كبير اجر البطل الرئيسي للفيلم كريستوفر ريد >>>>  
ثم لعب براندو واحد من اهم ادواره في فيلم ” Apocalypse Now ” الفيلم الذي جمعه مع المبدع كوبولا مرة اخرى ,,,

الفيلم عن قصة جنود امريكيين بالحرب مع فيتنام الذي ادى فيه براندو دور الكولونيل والتر كيرتز المرعب الذي يفضل التفرد بالرأي و الغطرسة ,,,
ثم بعد غياب طويل يشاع فيه ان براندو اعتزل التمثيل ,,,
عاد براندو للتمثيل مرة اخرى بفيلم ” A Dry White Season ” ,,,

الفيلم الذي يجعله يترشح للاوسكار لاول مرة كممثل مساعد ,,,
و في عام 1990 قام براندو بتمثيل فيلم كوميدي اسمه ” The Freshman ” ,,,

الفيلم هذا اعتمد على شخصية الدون فيتو كورليوني من فيلم العراب ,,,
و بسنة 1994 شارك براندو بفيلم ” Don Juan DeMarco ” ,,,

ثم في عام 1995 قام براندو بنشر سيرته الذاتية بعنوان ” Songs My Mother Taught Me ” ,,,

آخر أفلام براندو مثله عام 2001 ” The Score ” ,,,

و الذي شارك فيه مع روبرت دي نيرو الرجل الذي مثل دور فيتو كورليوني بالجزء الثاني من العراب ,,,
الفيلم كان جميلا و كان عن السرقات و جمع الثلاثي الرائع ” براندو , دي نيرو , نورتن ” و الكثير يعتبرهم بالاضافة الى ال باتشينو افضل من مثل ادوار الجريمة و الغموض ,,,
و الطريف ان بهذا اليلم براندو كان على خلاف مع المخرج فلم يلتقيا ابدا طوال الفيلم و كان يخرج المشاهد التي يمثل بها براندو روبرت دي نيرو نفسه !
و توفي الممثل العملاق مارلون براندو يوم 1/7/2004 ,,,
براندو رحل لكن ترك خلفه ارثا كبيرا من الاعمال الخالدة و التي لن تندثر ابدا ,,,
براندو غير نمط و طريقة التمثيل الى الابد ,,,
فطريقته بتشرب و لبس الشخصية باقصى و ادق التفاصيل غيرت من شكل التمثيل الى طرق اكثر واقعية ,,,
و اصبحت طريقة المحاكاة التي انتهجها بالتمثيل علم يدرس و سمي بالتمثيل الواقعي ,,,
ليس فقط بان تصبح شبيها للشخصية لا بل ان تصبح ايضا تفكر مثلها ,,,
توفي و لم يقبل ان يمثل اي فيلم يتنافى و مبدائه الاخلاقية ,,,
توفي و هو المدافع عن حقوق الانسان بكل نبل ,,,
الجدير بالذكر انه قبل وفاة براندو كان هناك اتفاق مع المخرج التونسي رضا الباهي ,,,
و كان من المفروض ان يمثل فيلم ” Brando Brando ” ,,,
يمثل فيه شخصيته الحقيقية ,,,
و الجدير بالذكر ايضا انه حتى بعد وفاة براندو ,,,
فهو قد مثل سنة 2006 بصوته في فيلم ” SuperMan Returns ” ,,,

حيث استخدمت مقاطع صوتية له من السابق ووضعت بالفيلم ,,,