من تاريخ أوكرانيا – اوكرانيا في واجهة الاحداث – نقولا الزهر -‎Mohmad Fareed Jdeed

Mohmad Fareed Jdeed shared his ‎صورة‎.‎

اوكرانيا في واجهة الاحداث الله يحميها ويجنبها طاحون القتل والدمار
Nicolas Alzahr
لمحة تاريخية عن أوكرانيا
غزيت إمارة كييف الأورثوذكسية في عام 1240 من المغول، وبقي الأوكرانيون بعد انحسار هذا الغزو تحت سيطرة الليتوانيين والبولونيين والروس. وفي 1918 بعد سقوط الأمبراطوريتين النمساوية والروسية تأسست أوكرانيا المستقلة بعد توقيع معاهدة برست ليتوفسك مع ألمانيا .
في 1919 دخل إلى أوكرانيا الجيش الأحمر وأعلنت جمهورية أوكرانيا السوفييتية الاشتراكية. وفي 1920 حدث الهجوم البولوني على أوكرانيا واحتل الجزء الغربي منها من قبل الجيش البولوني. وفي عام 1922 تم تأسيس الاتحاد السوفييتي وكانت الجمهورية الاشتراكية الأوكرانية إحدى الدول المؤسسة للاتحاد.
وفي عامي 1932-1933 وتحت تأثير سياسة ستالين لعزل المعارضة الأوكرانية للنظام مات حوالي 7 ملايين شخص من الأوكرانيين. وفي 1939 انفصلت مقاطعة الكربات الأوكرانية عن سلوفاكيا وشن الاتحاد السوفييتي هجوماً على بولونيا وانتزع منها الأراضي التي يقيم فيها الأوكرانيين وضمها إلى جمهورية أوكرانيا السوفييتية.
وفي عام 1941 شنت ألمانيا الهتلرية هجومها على الاتحاد السوفييتي وقمعت نشاطات المقاومين الوطنيين الأوكرانيين من قبل الألمان وفي خلال الحرب العالمية الثانية كان عدد من مات من الأوكرانيين حوالي 7،5 مليون نسمة. وفي عام 1942 شكل القوميون الأوكرانيين جيشاً مقاوماً في آن للألمان والسوفييت.
وفي عام 1954 ضمت شبه جزيرة القرم لأوكرانيا في عهد نيكيتا خروشوف. وفي عام 1991 في كانون الثاني أعلنت القرم جمهورية ذات حكم ذاتي ضمن أوكرانيا. وفي آب من نفس العام أعلن استقلال أوكرانيا كدولة مستقلة. وفي عام 1994 أنتخب رئيس القرم لوري ميتشكوف وفق برنامجه الذي يدعو إلى الاستقلال عن أوكرانيا والتقارب مع روسيا. وفي عام 1996 أصدرت أوكرانيا عملة جديدة (الهروفنا) بدلاً عن الروبل.
أما من الناحية الديموغرافية فأوكرانيا دولة كبيرة بحدودها الحالية فتبلغ مساحتها 603700 كم مربع وهي أكبر من فرنسا وعدد سكانها حوالي 51،4 وفق إحصاءات عام 2000 ومن الناحية الإثنية فنسبة الأوكرانيين 73% ونسبة الروس حوالي 22% وإثنيات أخرى حوالي 4%.
أما فيما يتعلق بالعقائد الدينية فالأورثوذكسية هي السائدة فالأوكرانيون الأورثوذكس فهم يتبعون البطريركية الأوكرانية الارثوذكسية في كييف أما الروس الأورثوذكس فيتبعون بطريركية موسكو والكنائس الأرثوذكسية مستقلة كما هو معروف عن بعضها البعض.وبعض الأورثوذكس يتبعون بعض الأبرشيات المستقلة غير المرتبطة ببطركية محددة. أما المناطق الغربية من أوكرانيا فمعظم سكانها من الطوائف المسيحية الشرقية المنضمة إلى الكنيسة الكاثوليكية(Uniates). وهنالك بعض الطوائف الصغيرة الكاثوليكية اللاتينية والبروتستانتية واليهودية وهنالك أقلية مسلمة ومعظمها من الآتراك الذين يسكنون في شبه جزيرة القرم وقد هجر قسم كبير منهم في زمن ستالين ولكن بدأ يعود البعض منهم بعد استقلال أوكرانيا في 1991.
أما من حيث اللغة فالأكرانية قريبة جداً من الروسية وهنالك تمايزات بين اللغتين في الأبجدية والمفردات والقواعد وهي قريبة جداً من اللغة السلوفاكية.وأما الأبجدية فالروس والأكرانيون والبيلوروس والبلغار يستخدمون الأبجدية الكيريلية وهي من تاأليف القديسين البلغاريين كيريل وميتوديوس.
ونستطيع القول أن أوكرانيا تاريخياً دائماً كانت مشدودة قومياً وسياسياً ودينياً من طرفين قويين من الشرق الروسي والغرب الأوربي ويبدو أنها في هذه الأيام تعيش هذا الشد المتعاكس وبأعلى شدته. وفي كل الأحوال ودون الخوض الكبير في المسألة الجيوسياسية هنالك ميل كبير لدى الأوكرانيين بشكل عام للتماهي مع الديموقراطية الأوربية والتخلص من روح الاستبداد الشرقي الذي لا يزال يعاد إنتاجه في روسيا حتى الآن. وفي اعتقادي أسوأ سيناريوهات الأزمة الأوكرانية الراهنة هو التقسيم لأنه سوف يكون خسارة لأوكرانيا ولأوربا وكذلك لروسيا في آن.لأن روسيا من الناحية الإثنية والدينية نوافذها من زجاج وليس من فولاذ. وسيكون له عقابيل على المنطقة كلها. والبحث عن حلول متوازنة يرضى عنها الشعب الأوكراني هي الأفضل للجميع.
نقولا الزهر
دمشق في 2/3/2014

من almooftah

اترك تعليقاً