التصوير

التصوير

التصوير أو ما يُسمى بالتصوير الضوئي أو الفوتوغرافي بين الماضي والحاضر، نتناول تاريخ التصوير ونستعرض أنواع التصوير والعلماء الذين كان لهم الفضل في اختراعه واختراع الكاميرا الفوتوغرافية.

التصوير (Photography) أو التصوير الفوتوغرافي هو فن التقاط الضوء بالكاميرا لإنشاء صورة تمثل المنظر بحيث يمكن روية هذا المشهد فيما بعد، التصوير الذي نعرفه باسم التصوير الفوتوغرافي أو ما يطلق عليه التصوير الضوئي أو الفوتوغرافيا هو مرادف لفن الرسم القديم، ففي التصوير يستطيع المصور إعادة إسقاط المشهد أمامه على وسط باستخدام العدسة الخاصة بآلة التصوير (الكاميرا)

 

 

فالتصوير هو فن التقاط الضوء بالكاميرا يحدث هذا عادة عبر مستشعر رقمي أو فيلم بهدف إنشاء صورة باستخدام معدات التصوير المناسبة. في التصوير يمكن حتى تصوير الأطوال الموجية للضوء التي تكون غير مرئية للعين المجردة البشرية كالأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء وأشعة الراديو.

 

وقد اشتُقت كلمة فوتوغرافي من الكلمة اليونانية التي تمزج بين كلمة (Photos) التي تعني الضوء، وكلمة (Graphien) التي تعني الرسم، هذه الكلمة استُخدمت لأول مرة في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر، ويعود الفضل في صياغة اسم التصوير الفوتوغرافي إلى عالم الرياضيات والفلكي الإنجليزي السير جون فريدريك ويليام هيرشيل عام 1839م

 

 

تاريخ التصوير

 

 

  • التصوير فن حديث نوعًا لأنه يعتمد على تقنيات آلات التصوير التي ظهرت حديثًا، فتاريخ التصوير يعود إلى أقل من 200 عامٍ مضت.الكاميرات في أول اختراعها كانت تُستخدم لغرض علمي وهو دراسة البصريات. هذا العلم الذي وضع أساسياته أحد علماء العصر الذهبي العربي والإسلامي؛ الحسن بن الهيثم (945 – 1040) الذي اخترع حجرة التصوير المظلمة التي كانت شرارة البداية لاختراع كاميرات التصوير ذات الثقب فيما بعد.

 

ما هي تقنية الحجرة المظلمة في التصوير أو Camera Obscura؟

 

تترجم (Camera Obscura) حرفيًا إلى الحجرة المظلمة، وهو من الناحية العملية يعتمد على إسقاط الصور يدخل فيه الضوء إلى منطقة مظلمة عن طريق فتحة صغيرة؛ مما يؤدي في البداية إلى تكوين صورة بدائية، كما هو مبين في الفيديو التالي يمكنك تجربة هذا بنفسك في حجرتك

 

 

  • كانت الخطوة التالية في صنع تاريخ التصوير تعود إلى القرن السابع عشر حيث اختُرعت العدسات المصنوعة بدقة مما شجع على استخدام حجرة التصوير المظلمة استخدامًا آخر يتعلق بتشكيل صور واقعية، كما ظهر إمكانية استخدام الفوانيس الملونة التي تُمكّن من عرض صور مرسومة على شرائح زجاجية على أسطح كبيرة.

 

 

  • وفي عام 1727م استطاع العالم الألماني (يوهان أينريش) من استخدام المواد الكيميائية الحساسة في انتاج الصور الفوتوغرافية.

 

  • في عام 1827م طبع العالم الفرنسي ( نيسيفور نيبس) أول صورة فوتوغرافية باستخدام ما سُمّي بالتصوير الشمسي (Heliography)، وكانت الصورة لمنظر من النافذة في “Le Gras”

قلة من الناس صدقوا نيبس عندما قدّم صورته للعالم، فالبعض اتهمه بالتزوير، وعلّق عليها الرسامون بسخرية، أما الكثير من الناس في ذلك الوقت قابلوا تجربته بالتجاهل لعدم تصديقهم لها.

 

 

متى اُخترع التصوير؟

 

بعد ذلك وفي عام 1828م قرر العالمان لويس داجير والعالم نيسيفور نيبيس التعاون من أجل تحسين وتطوير تجارب التصوير والعمل على إجراء تجارب تساعد في تطوير عملية التصوير، بعدها في عام 1833م توفي نيبيس بسكتة دماغية، وبعد عدة سنوات من البحث والتجربة استطاع داجير تطوير طريقة أكثر فاعلية للتصوير الفوتوغرافي وسميت باسمه (العملية الداجيرية – Daguerreotype) في التصوير، في هذه العملية تُثبّت الصورة على ورقة من النحاس المطلي بالفضة المصقولة والمطلية باليود من أجل خلق سطح حساس للضوء، ثم وضع اللوح في الكاميرا وكشفها لبضع دقائق، وبعد رسم الصورة بالضوء، يتم نقعها في محلول كلوريد الفضة؛ حتى لا تتغير الصورة فيما بعد بتعرضها للضوء وجعلها صورة دائمة.

 

كان للويس داجير دور كبير في تاريخ اختراع التصوير الفوتوغرافي بل ويعتبر هو من اخترعه، وبحلول عام 1850م أصبحت طريقة لويس داجير في التصوير هي الأكثر انتشارًا وشعبية في أوروبا، وانتشرت استوديوهات التصوير التي اعتمدت في عملها على هذه التقنية التي شكلت انتقالة حقيقية في التصوير الفوتوغرافي في ذلك الحين.

 

متى تم اختراع الكاميرا؟

 

 

  • من الصعب تحديد السنة التي تعرّفت فيه البشرية على التصوير أو اخترع فيها الإنسان الكاميرا كأداة للتصوير، ولكن المنتشر عن وقت اختراع الكاميرا هو أن ما بين العامين 1816 و1885 ولكن هذه المعلومات لا تجزم باسم شخص معين لنطلق عليه اسم مخترع الكاميرا، ولكن النقاط التالية ستوضح أكثر عن مراحل اختراع الكاميرا:

 

  • يعود الفضل في اختراع الكاميرا بشكلها الحالي المتعارف عليها المستخدمة في التصوير الفوتوغرافي إلى المخترع Joseph Nicéphore Niépce – جوزيف نيسبور نيبيس تقريبا في عام 1816م، وهذا بسبب إلتقاطه لأول صورة فوتوغرافية بتجربة قام بها كما وضحنا من قبل، وهذا السبب الذي جعل اسم نييس مرتبط باختراع الكاميرا أو التصوير، ولكن هذا لا ينسب إليه الفضل كاملًا بالطبع، لأنه وبالرجوع إلى عام 1685م، اخترع يوهان زان – Johann Zahn أو تصميم للكاميرا الإنعكاسية المحمولة، ويبدو أنّ يوهان كان سابقًا عصره بمراحل؛ حيث استغرق خلفه ما يقرب من 150 عامًا لكي يصبح تصميم يوهان هذا حقيقة ملموسة.

 

  • وكما وضحنا من قبل فإنّ هذه الكاميرات في بادئ الأمر لم تكن تُستخدم بهدف التصوير الذي نعرفه اليوم بل كان الهدف من استخدامها هو دراسة البصريات، وهو ما تحدثنا عنه في Camera obscuras أو الكاميرا الغامضة أو المظلمة.

 

ما الفرق بين الكاميرا الغامضة أو المظلمة Camera obscuras والكاميرا ذات الثقب الواحد pinhole camera؟

الكاميرا المظلمة (التي اعتمدت على فكرة الحسن بن الهيثم الحجرة المظلمة) تستخدم العدسة بينما الكاميرا ذات الثقب بها فتحة الثقب.

في القرنين السابع عشر والثامن عشر كانت هذه التكنولوجيا هي المُعتمد عليها من قبل الفنانين للتمكن من رسم مشاريعهم للصور التي يمكنهم تتبعها فيما بعد، ولكن هذه الصور لم تكن دائمة ولم يكن هناك طريقة للحفاظ على الصور لمدة طويلة.

 

نتذكر عام 1829م عندما نجح لويس داجير في تطوير التصوير الفوتوغرافي العملي، وقد باع هذه التكنولوجيا للحكومة الفرنسية.

 

المخترع الحقيقي للكاميرا

 

في عام 1840م اخترع ألكسندر وولكوت الكاميرا الأولى التي تلتقط صورًا لا تتلاشى ويمكن الاحتفاظ بها، وإليه يعود الفضل في اختراع الكاميرا بوظيفتها الحالية.

 

 

التصوير حديثًا

 

 

تتابعت التطورات في التصوير حتى أصبح الوقت المستغرق لالتقاط صورة هو ثوانٍ قليلة معدودة، بل وأجزاء فقط من الثانية، كما قدمت التطورات في مجال التصوير تسهيلات اقتصادية؛ فلم يعد هواة التصوير في حاجة الآن إلى استخدام الأفلام الملفوفة، كما سمحت بالصور الملونة بالإضافة إلى الصور بالأبيض والأسود.

كما تطور التصوير حتى وصل إلى الكاميرا الرقمية والإلكترونية التي بدأت في الظهور في تسعينيات القرن العشرين للميلاد، هذا الظهور الذي أحدث ثورة في مجال التصوير.

وبحلول القرن العشرين بدأ الاعتماد في التصوير على وسائل تكنولوجية أغنت عن استخدام الوسائل التقليدية التي تعتمد على الأفلام والأدوات والمواد الكيميائية، كما قلت تكلفة التقاط الصور وسرعتها وكذلك سهولة الحصول عليها والاحتفاظ بها.

 

أسماء علماء لهم تأثير كبير في تطور التصوير الفوتوغرافي

 

قبل 1930م كانت كل الصور الفوتوغرافية أحادية اللون أي باللونين الأبيض والأسود، بدأ التصوير الفوتوغرافي الملون في الانتشار في الثلاثينيات من القرن الماضي مع إصدار فيلم إيستمان كوداك، وقد كان مجموعة من العلماء في مجال الكيمياء والتصوير قد تمكنوا من التقاط بعض الصور بالألوان وكان ذلك في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وتجمع هذه الصور بعض المعرض التي تقتني الكثير منها.

 

جوزيف نيسيفور نيبس – Joseph Nicéphore Niépce

 

المكان: فرنسا.

العام: 1826م.

التقط أول صورة دائة والمشهورة باسم (منظر من النافذة في لو جراس)

 

لويس داجير – Louis Daguerre

 

 

المكان: فرنسا.

العام: 1839م.

اختراع أول مادة فوتوغرافية تجارية (The Daguerreotype)

 

ألفريد استيجليتز – Alfred Stieglitz

 

المكان: الولايات المتحدة الأمريكية.

العام: أواخر القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين.

كان من المؤثرين الذين اتخذوا التصوير بجدية كوسيلة إبداعية، وكان يعتقد أنّ الصور قد تعبر عن رؤية الفنان تمامًا مثل اللوحات والموسيقى.

 

دوروثيا لانج – Dorothea Lange

 

المكان: الولايات المتحدة الأمريكية.

العام: ثلاثينيات القرن الماضي.

دوروثيا لانج واحدة من أبرز المصورين الوثائقيين في التاريخ، وهي التي تقف وراء أكثر الصور تأثيرًا على الرطلاق في هذه الفترة الزمنية، فقد كانت تعبر صورها عن فترة الكساد، الصورة التالية من بين مجموعة رائعة من صورها.

 

أنسل آدامز – Ansel Adams

 

المكان: الولايات المتحدة.

الزمان: من عشرينيات إلى ستينيات القرن الماضي.

آدامز يعتبر أشهر مصور في التاريخ، وقد قام بشكل أساسي بالتقاط الصور والمناظر الطبيعية، وقد ساهم آدامز في الدخول في عصر الواقعية في تصوير المناظر الطبيعية، وقد كان من أكثر المدافعين عن البيئة في الولايات المتحدة الأمريكية، الصورة التالية من صور أدمز.

 

 

أنواع التصوير الفوتوغرافي

 

هناك العديد من أنواع التصوير الفوتوغرافي الذي يحظى بشعبية كبيرة اليوم بين المحترفين والهواة للتصوير، ومنها:

 

  • تصوير المناظر الطبيعية كالنباتات والحيوانات والكائنات البحرية والمناظر الطبيعية التي تعتمد على الجبال والأنهار والمياه بأنواعها، وهو الأكثر انتشارًا بين الهواة من المصورين.
  • تصوير الهندسة المعمارية الذي يختص بتصوير الهياكل الخارجية للمباني المعمارية.
  • تصوير الأزياء، الذي يتخصص في تصوير الملابس بهدف التسويق وغيره.
  • تصوير الغذاء، وهذا النوع يعتمد على الغذاء مثل الخضروات والفاكهة والأطباق المطهية في التصوير وهو تخصص أصبح منتشرًا اليوم ويهواه الكثيرون.
  • تصوير الرياضة، ويتخصص في تصوير الرياضات المسابقات الرياضية ويحترف فيه مصورون كثيرون.
  • تصوير الحياة البرية، مثل تصوير حياة الحيوانات في الغابات.
  • تصوير الماكرو، وهو تصوير يتخصص في الأشياء الصغيرة جدا ويبين تفاصيلها بوضوح في الصور.
  • تصوير الشوارع.
  • تصوير الأحداث.
  • التصوير الوثائقي، هو التصوير لعرض موضوع معين، أو قصة معينة وتستخدم صورًا حقيقية غالبًا، مثل دورة حياة الدجاجة مثلًا.
  • التصوير البانورامي الذي يعتمد على أخذ صور واسعة لمنظر ما أو لمشهد ما.

 

من almooftah

اترك تعليقاً