​​​​​​​​​​​​​​
ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008م”أوهكذا تكلم المسرحيون -2-58 – نوري عبدالدائم
*****************​​​​*********************​​

أضواء على الموسم المسرحي
بقلم / سليمان سالم كشلاف ..

إذ قلنا إن الحركة المسرحية في ليبيا ميتة فإننا نظلم أنفسنا دون شك ونظلم معنا أولئك الذين يقومون ـ أو
يحاولون القيام ـ بنشاط، فالنشاط الفني للفرق المسرحية لا يمكن الحكم عليه حكماً ثابتاً يمكن أن يكون ذلك
قياساً على كل السنوات التي تمضي من عمر الفرق.
قد يحدث أن تنشط فرقة فتقدم عملاً مسرحياً أو عملين أو ثلاثة في السنة وقد تنعكس الآية فتخمد الحركة بحيث تمر
السنوات دون أن يكون هناك أمل في مشاهدة عمل فني مسرحي.
لذلك كانت عملية التقويم صعبة وكانت عملية اطلاق مصطلح (موسم مسرحي) حتى يضم إنتاج الفرق المسرحية أكثر صعوبة
فمعنى أن يكون هناك موسم مسرحي أن هناك إنتاجاً دائماً للفرق المسرحية يشكل في مجموعه الموسم المسرحي.
ومعنى أن يكون هناك موسم مسرحي أن يكون هناك جديد في كل عام نجوم جدد من العاملين بالمسرح كافة ممثلين
ومخرجين وكتاب وفي سنة 67/66 م قدمت مجموعة من الأعمال المسرحية ولذلك كان من الضروري أن نقول إن هناك موسماً
مسرحياً في سنة 67/66 م ويمكننا أن نحدد بدايته ونهايته مع بداية ونهاية دورة (معرض طرابلس الدولي) من كل سنة
فماذا قدمت لنا الفرق المسرحية في الموسم الماضي؟ قدمت الفرقة الوطنية مسرحية (غرام يزيد) الشعرية تأليف
محمود غنيم وإخراج محمد العقربي وقدمت الفرقة القومية مسرحية (حوت يأكل حوت) من تأليف محمد شلادي وإخراج
مصطفى الأمير وقدمت فرقة المسرح الجديد مسرحية (مسكين) تأليف كامل الفزاني وإخراج علي الحاراتي وأخيراً قدمت
فرقة نادي الاتحاد المصراتي مسرحية (فاوست) من تأليف الكاتب العالمي كريستوفر مارلو وإخراج خالد خشيم.
وفي حديثنا هذا محاولة لإبراز الجوانب الطيبة فيما قدم من أعمال مسرحية.
من ناحية التأليف نجد أنه في الوقت الذي كانت فيه فكرة وحوار مسرحية (مسكين) ساذجتين نجد أن الفكرة جميلة في
مسرحية (حوت يأكل حوت) وأن الحوار يعطي تفصيلات رئيسة لا تبتعد بالمشاهد عن صلب الفكرة وبما أن تلك المحاولة
الأولى بالنسبة للأخ محمد شلابي كاتب المسرحية فإن الأمل في تطوره وإمكانية إنتاج أحسن وأنضج من (حوت يأكل حوت)
كبيرة ومن ناحية التمثيل استطاعت المسرحيات الأربع أن تقدم نجوماً أقول إنه يرجى منهم خير كثير.
ففي (غرام يزيد) برز محمد حميد الدين الطياري وسالم الشريف الذي أثبت أنه ممثل ممتاز حين أضاف نجاحه في هذه
المسرحية إلى نجاحه السابق في مسرحية (أهل الكهف).
وفي (حوت يأكل حوت) برز محمد الكور كممثل فكاهي من الطراز الأول يجيد التمثيل بالحركة كما يجيد التمثيل
بالصوت فأثبت أن الممثل الإذاعي يمكنه أن يصبح بجده ومقدرته ممثلاً مسرحياً.
وفي (مسكين) برز الشاب عثمان إسماعيل بالرغم من أن دوره ذلك كان التجربة المسرحية الأولى بالنسبة له ومن
مسرحية (فاوست) يظهر عبدالله الدناع فيملأ المسرح بالطول والعرض ويكسب ثقة الجمهور وثقة العاملين بالمسرح وفي
الإخراج اختلفت المستويات ففي حين كان رديئاً في (مسكين) كان متوسطاً في (حوت يأكل حوت).
وكذلك بالنسبة لـ(غرام يزيد) إذا ما قسنا العمل المقدم بمقدم العمل فـ(غرام يزيد) كانت صدمة للذين كانوا
ينظرون لمحمد العقربي كعميد للمسرح التونسي ذلك أن إخراج (غرام يزيد) لم يزد عن كونه عادياً عموماً وإن تميز
بالذكاء والجودة في بعض المشاهد التي ارتقت على أكتاف الممثلين وعلى العكس من ذلك كانت (فاوست) فعلى أكتاف
المخرج خالد خشيم ارتفعت وكادت تسقط والممثلون المبتدئون ينوؤون بحملهم فيها.
ففاوست عمل ممتاز إذا قورن بخالد خشيم وقدرة خالد خشيم وخبرة خالد خشيم المسرحية.
و(غرام يزيد) تعتبر عملاً رديئاً إذا قورنت بمحمد العقربي وقدرة محمد العقربي وخبرة محمد العقربي المسرحية وفي
الختام لا أنسى أن أضيف للذين قاموا بتصميم المناظر وتنفيذها الشكر للفنان خليفة التونسي الذي أجاد في مناظر
(حوت يأكل حوت) وللفنانين الذين لا أذكر أسماءهم ويستحقون كل شكر وتقدير على ما قاموا به من عمل جميل في
تصميم مناظر (غرام يزيد) و(فاوست) لو أننا في كل سنة تحصلنا على مثل هذا العدد الطيب من ممثلين ومخرجين
ومؤلفين وفناني مناظر إذاً لتكونت لدينا خبرة طيبة تساعد على نمو حركتنا المسرحية المباركة.

من almooftah

اترك تعليقاً