​​​​​​​​​​
ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008م”أوهكذا تكلم المسرحيون -2-50 – نوري عبدالدائم
*****************​​​​*********************​

أيام طرابلس المسرحية ….. دورة الكاتب الليبي
بقلم / نوري عبدالدايم

قبل ثلاثة أيام من تسيير الموازنة المالية وبعد ثلاث تأجيلات لإبتداء هذه الدورة ، حرص المسرحيون وبحسن نيتهم المعهودة على إنطلاق دورتهم التي تعنيهم وحدهم برعاية جمهورهم على إنطلاق دورتهم المسرحية بقاعة مسرح الكشاف بطرابلس مصحوبين بثلاثة عشر عرضاً مسرحياً من 7 الى 20 _ 7 _ 2005 م . هنا لا أريد إقصاء مجهودات الفنان ” عبدالله الزروق ” كرئيس لهذه الدورة . والمخضرم ” عمران المدنيني ” مديراً لها والإدارة الشابة التي تتمثل في الفنان ” سالم سلطان ” أمين اللجنة الشعبية للثقافة والأعلام لشعبية طرابلس الذين يوافقونني حجم المعاناة التي يعانيها قيام أية مناشط إبداعية .
المبدع الليبي بحاجة الى ملتقيات منتظمة ليحقق روح التواصل والتجديد والمثابرة مع إعطاء مساحة أرحب _ مادياً وزمنياً _ للتجهيز لأعمالهم بشكل اكثر تأني وتروي لإطلاق هذه الأعمال .
أستطيع تقسيم أعمال هذه الدورة الى قسمين أساسيين قسم منها أختار المسرح الأجتماعي الواقعي بمرجعية المسرح التجاري المصري . كان من الأجدى الرجوع لأعمال الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم التي يشكل مسرح ” شرف الدين / الأمير ” أكثر حضوراً لمثل هذه الأعمال … ولا ننسى ” سعيد السراج وسليمان المبروك ” . ومسرح الكاتب ” فرج قناو / بإخراج عبدالله الزروق و محمد القمودي ” والشواهد كثيرة . المؤلم بأن هذه العروض التي شاهدناها _ أقصد الأجتماعية _ بأنها بدت على صعيد التقنية وعلى صعيد الفكرة والأخراج اقل مستوى من تلك الأعمال التي عرضت منذ أكثر من نصف قرن على مسارحنا المحلية … هذا الأمر يشعرك بالخيبة لما آل إليه مسرحنا المعاصر ونحن و بعد سنوات قليلة على أبواب الأحتفال بمئوية المسرح الليبي .
القسم الثاني تبناه خريجي المعاهد و الأكادميات المسرحية أي الأجيال الشابة التي تحاول البحث على موقع في الساحة المسرحية الليبية …. يكتنف عروض هذه الأعمال الغموض . التي مردها مرجعية غير معروفة ربما ” الفيديو كليب ” لأعمال موسيقية غريبة او ربما أعمال المخرج المرئي السوري ” نجدت أنزور ” كمسلسل ” الكواسر ” فالقاسم المشترك بين هذه الأعمال ” الأكروبات ” والحركات الأستعراضية وبدون هدف . فالحركة تجنح الى حركات ” السيرك ” الأمر الذي أبعدته كثيراً عن روح المسرح ورائحته . فالذائقة المستلبة أبعدتهم على الموروث الثقافي المحلي ” موسيقى ومعمار وفنون وأداب …. الخ ” الجانب الأيجابي لهؤلاء الواعدين بأنهم يمتلكون الحرفية المسرحية فهؤلاء المخرجون متمكنون الى حد بعيد من أدواتهم المسرحية ف ” الفن فكر وصنعة ” كما يقول ” أميل زولا ” والمبدع من أولوياته توصيل فكرته الذهنية أو الجمالية للمتلقي وهذ شرط مهم من شروط الأبداع التي لم يستطع المخرج البولوني ” جيرزي جروتفسكي ” إلغائه في تجاربه المسرحية وإن كان الحضور نوعياً ومتخصصاً الذي يتمثل في عشرات المهتمين فقط …. ونحن في أنتظار أعمالهم القادمة التي نرجو أن تكون أكثر مقاربة للتواصل مع المتلقي وأكثر مقاربة من روح المسرح .
يضل عندنا عملين خارج هذين القسمين عمل ” عبدالله الزروق ” الميراث ” وعمل “شهرزاد تنهض من نومها ” لمحمد العلاقي ” اللذان خرجا من مفهوم الغموض والمرجعية المستلبة بإعتمادهما على خبرتهما المسرحية لولا أن العملين خرجا للنور دونما أكتمال نضجهما . كان بأمكان أنقاذ عمل ” العلاقي ” من خلال أستبدال شخصيتي العمل النسائية الرئيسة لتجسد بذلك الممثلة ” تركية فتحي ” دور ” شهرزاد” بديلاً عن الممثلة ” سالمة المرغني ” التي قادت العمل نحو الهبوط الأيقاعي مع التقليل من الأغاني والرقصات التي أخذت مساحة جعلها تضربسياق وترابط العمل . كما لم تستثمر إمكانيات ” عبدالله الشاوش ” في هذا العمل . يظل عمل أخير أريد التنويه عليه وهو بدايات لكل من المخرج ” محمد المسماري ” كأول محاولة منه لإخراج عمل مسرحي و ” القذافي الفاخري ” كأول محاولة له في التأليف المسرحي وهو عمل ” الوسواس ” فهذا العرض يتفق مع القسم الأول في إكتنافه للغموض وإبعاد المتلقي عن التواصل خاصة عندما أستغرق النص في نصوص من ” علم المنطق السلفي ” فالمسرح لا يعتمد الشرح بكثرة الحوار فقط وإنما يعتمد بالأساس الحدث والفعل المسرحي . ربما سيكون العمل أكثر حضوراً لو أعتمدت العامية الليبية لغة لحواره . لم يحتوي العرض على عمق في المضمون وخاصة في قراءته للشخصيات وأسلوب التنكر الذي اتبع في تقديم هذه الشخوص …. يحسب للمسماري والفاخري هذه التجربة التي تعتبر بداية ليست بالسيئة عندما نراها كتجربة أولى .
في مجمل عروض الأيام المسرحية لم نشاهد اي عمل من أعمالها تكاملت فيه شروط العمل المسرحي المتقن الذي من أهم شروطه المتعة ….. يحسب لهذه الدورة كم ليس باليسير من الأجيال الشابة الواعدة من مخرجين وممثلين صحبة جمهورهم _ وهو الأهم _ الممتتبع لهم الذي يعتبر مكسباً حقيقياً لإثراء الحركة المسرحية الليبية كما قدمت لنا الدورة ثلاث أصوات نسائية قمن بكتابة ثلاثة أعمال وهن ” فيروز عون ” في قدمت مسرحية ” شهرزاد تنهض من نومها ” من إخراج ” العلاقي ” و” كريمة الترهوني ” التي قدمت مسرحية ” الأختناق ” من إخراج ” علي سعيد ” التي قدمت فيه ” أمال بوشناق ” دوراً متميزاً يحسب لرصيدها كان بإمكان المخرج الأهتمام بالممثل ” وليد بلعيد ” الذي كان غائباً طيلة العرض أمام الممثلة المقابلة له . وأخيراً ” نور ” التي قدمت نص ” المتاهة ” من إخراج ” نادر اللولبي ” .
على هامش الدورة
* أقيمت عروض مرئية لبعض من الأعمال المسرحية في ساحة الكشاف لا أنسى تواجد المقهى المتحرك الصيفي ” كرافان ” أسبغ على الدورة نوعاً من البهجة والحيوية .
كما أقيما معرضان للتصويرالثابت ” لغة المحاكاة ” لأحمد الترهوني . وذاكرة الخشبة ” لصبرية الجرساني . و معرضاً للكتاب المسرحي . ومعرضين للرسم الساخر للفنانين ” عوض القماطي ، وجمال الترهوني ” كما صاحبتها العديد من البرامج المسموعة منها برنامج لإذاعة طرابلس المحلية تقديم ” عبدالباسط باقندة ” ومساء الفن تقديم ” أنور البلعزي ” والبرنامج المرئي ” أضواء حول أيام طرابلس المسرحية ” تقديم ” فوزي المصباحي ” وبرنامج ” ليلة ” تقديم ” خدوجة صبري ” مع تغطية مستمرة من كل الصحف المحلية إضافة الى صحيفة العرب ” اللندنية ” .
كرم العديد من المبدعين الرواد والكتاب المسرحيين المعاصرين :-
الفنان / أحمد البيزنطي . الفنان / الهادي المشيرقي . الفنان / المرحوم / سعيد السراج . الفنان المرحوم / سالم بوخشيم . الفنان / مصطفى الأمير . الفنان المرحوم / الهادي راشد . الفنان / عبدالحميد المجراب . الفنان المرحوم / سليمان
المبروك . الفنان / عبدالحميد بيزان . الفنان / محمد عبدو الفوراوي . الكاتب الأديب / عبدالله القويري .
الفنان الكاتب / الأزهر أبوبكر حميد . الكاتب الشاعر / فرج قناو . الفنان / ابراهيم العريبي . الكاتب الأديب د. أحمد ابراهيم الفقيه . الفنان / الطاهر يوسف القبايلي . الفنان / رمضان القاضي . الفنان / زهير التونالي . الكاتب / البوصيري عبدالله . الكاتب الأديب / منصور ابوشناف . الكاتب الشاعر / مفتاح العماري . الكاتب / عبدالباسط عبدالصمد . الكاتب الصحفي المرحوم / عمر السويحلي . الفنان الكاتب / عبدالله هويدي .
أخيراً أعتقد بأن المحافظة على هذا المكسب الثقافي بهؤلاء الشباب الذي كانوا الأكثر إثارة للجدل بجمهورهم لاشك سيضمن لنا تراكماً متجدداُ في فضائنا المسرحي .

من almooftah

اترك تعليقاً