​​​​​​​
ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008م”أوهكذا تكلم المسرحيون -2-36- نوري عبدالدائم
*****************​​​​*********************​​​​​

الفنان/ صبري عياد …
…” أمتهنت الفن عندما لم أجد من يمتهنه.. ”
حوار / أحمد الحريري

كانت البداية .. في فوج المهاجرين لكشاف سوريا سنة 1938.. عندما لم يكن لدينا تلفزيون ولامسرح ولا إذاعة
ولاسينما… وأول مرة مثلت فيها كانت في مهرجان ثانوية دمشق الأولى …وكانت الثانوية الوحيدة في دمشق وقد
كانت تسمي مطبخ الوطنية إذ كانت تنطلق منها الشرارات الأولى لكل عمل وطني.
– مرة ثانية… أنا صبري عياد بدأت بإلقاء الشعر الحماسي والوطني لشعراء سوريين وساعدني صوتي على أن أبرز في
هذا الميدان فاختارني ضمن فريق الثانوية..
– إذا أردت أن أكتب رسالة إلى ابني فسأقول فيها :-
” ولدي الحبيب.. الحياة معرفة والمعرفة ثقافة…والثقافة علم..فتعلم وتثقف لتعرف الحياة وتتعلم كيف تجابه
أحداثها،وتضمن مستقبلك وبعد هذا اقترب شيئاً فشيئاً من المسرح الصغير كالذي أمثل عليه أنا الآن.. وعندها تعرف
بأنك قد درست على خشبة المسرح الكبير.. ألا وهو مسرح الحياة..”
– في سني الحرب تنقلت كثيراً وتجولت كثيراً وتعلمت أكثر من احتكاكي بكثير من الفنانين وأشباه الفنانين ومدعي
الفن… من الفنانين الذين أفتخر بأنني عرفتهم عميد المسرح بلا منازع الأستاذ يوسف وهبي ورائد المسرح وأستاذه
ومعلمي ورائدي الأستاذ زكي طليماث والفنانة المتكاملة أمينة رزق وضحية المسرح وقربانه السيدة فاطمة رشدي وعدد
كبير من أصدقائى الأعزاء كالأساتذة محمود المليجي والمرحوم فاخر محمد فاخر وأستاذي في اللغة العربية والشعر
المرحوم أحمد علّام.
بلد مثل بلدنا ليبيا لديه المقومات والإمكانات غير المتوفرة في أي بلد عربي آخر.. لو نجد فيه من يخطط لنهضة
فنية صحيحة ويرسم طريقاً فنياً خالياً من الأنانية والاحتكارات الشخصية…. لوجدنا أن انطلاقة هذا البلد نحو
مستقبل فني أفضل تشق طريقها بعنفوان وآنفة وترسم طريق الفن الصحيح أمام الجيل الصاعد ليساهم في بناء مجد
وطنه ويصون حريته واستقلاله ويبني مع البنائين الأسس التي يقوم عليها وطن عاش على ستمائة عام في ظلام العبودية
والاستعمار…
– عرفت الحب مرة واحدة في حياتي…
كانت زميلتي في المسرح… أحببتها بناظري وقلبي… وهجرت منزل عائلتي غير آسف على شىء… وتزوجتها بعد نضال
دام سنتين ضد أهلها ضد زملائي وضد المعجبين.. ولكن المرأة مرأة… فقد تعرضت لنكبات مالية جعلتني أفقد كل ما
ادخرته في حياتي وفقدت العمل الذي يقيني شر الحاجة والسؤال… كان ذلك عام 1942..وكان قد أشرق في سماء حياتي
نور أعرفه هو أني فقدت البصر لمدة ستة أشهر وعندها بدأت صورتها تزول من مخيلتي ونسيتها ويعود الفضل في هذا
إلى إخوة وزملاء كرام أعانوني على احتمال الصدمة… وحولوا منطلق حياتي في اتجاهات أخرى أنستني هول صدمة حبي
الأول وحولته إلى عطف ومودة نحو أولادي من زوجتي الثانية التي أعتبرها صديقة وراعية لي ولأولادي..
– أحمل دبلوم المدرسة العلمية الثانوية وشهادة إخراج في تصميم وإخراج البرامج التلفزيونية مصدقة من إيطاليا
وفرنسا في الصف الثاني بمعهد الحقوق في جامعة دمشق نلت وسام التقدير للفنون المسرحية من وزارة الثقافة
والإرشاد في سوريا وجائزة أفضل ممثل مسرحي لعام 1965 وأفضل ممثل تلفزيوني لعام 1966.
– بدأت التجربة التلفزيوينة في سوريا سنة 1960 والتخطيط السليم الذي خططته اللجنة العليا للتلفزيون كان
السبيل الصحيح لخلق نهضة تلفزيوينة تتابع نموها مع الأيام والعمل المثمر إلى أن أصبح التلفزيون السوري يغطي
أنحاء الجمهورية السورية كافة ويبث برامجه لمدة خمس ساعات متواصلة.
التلفريون في ليبيا تجربة قد تنجح مع أن الاحتمال الأول هو أقرب إلى المعقول لوجود الرغبة الصادقة لدى
المسؤولين لخلق هذا المشروع.
ثانيا: لوجود الأمكانات المتوفرة التي يمكن أن تساعد على خلقه
ثالثا: إذا وجد التعاون الأكيد بين مختلف الفئات التي تعمل لإيجاد مثل هذا المشروع وقدلاتنجح وهو المستبعد إذا
لم يوجد التخطيط السليم ولم نستغل الكفاءات المتخصصة في هذا .
رابعاً: إذا طغت الأنانيات والمحسوبيات على أفكار وعقول العاملين في هذا الميدان بارتجالية مفتعلة غير مدروسة
نكون كالطفل الذي يبدأ في كتابة وظائفه ثم يخط عليها بقلمه الأحمر ليطمس معالمها …وأملي أن يوفر المسؤولون
الأجواء المناسبة لدعم المختصين في هذا العمل ليكون التلفزيون في مستوى الأحداث التي تمر بها بلادنا وتفتح
آفاقاً لننطلق ونتجاوب مع الأٍقطار المتقدمة فكرياً وثقافياً وفي الوقت بنفسه نحافظ على خلقياتنا وديننا ونحفظ
لمجتمعنا تقاليده وعاداته المستمدة من حضارتنا وماضينا المجيد.
– وكي نضمن إنتاجاً تلفزيونياً كاملا علينا أن نهيىء له الجنود العاملين في اختصاصاته كافة فالتلفزيون ليس وجود
مخرج ومصور فقط بل هناك أعمالاً كثيرة من المفروض وجودها وتشكل ملاكاً (كادراً) يقوم بالتزاماته نحو هذا الفعل
وبذا نضمن أن يكون لدينا أنتاجً تلفزيوين متكامل كافة وأنا على استعداد إذا طلب مني أن أتقدم بعرض وشرح هذه
الالتزامات وأرجو أن يكون هذا في أقرب وقت حتى لايفوتنا القطار ونندم .
– أكثروا من المطالعة والقراءة والدرس وتحلوا بالأخلاق الكريمة فقوام الأمم أخلاق بنيها وتناقشوا فيها بينكم
نقاشا ودياً وابتعدوا عن ادعاء المعرفة بكل شيء فالإنسان مهما تعلم يبقى في حاجة إلى دروس كثيرة وكما قلت في
بدء حديثي الحياة مسرح كبير ونحن عليه ممثلون.
– في المسرح قدمت ما يزيد عن أربعين مسرحية وفي التلفزيون قدمت ثلاثة وثلاثين مسرحية بخلاف النصوص القصيرة
والبرامج الترفيهية- وبدأت عملي في السينما عام 1962 بفيلم عقد اللؤلؤ وآخر فيلم مثلته هو فيلم سائق الشاحنة
أمام هالة شوكت ونادية فريد وعبداللطيف فتحي وهم من سوريا وقبل هذا اشتركت في فيلم بطولة مريم فخر الدين
والثنائى الفكاهي نهاد ودريد ومجموع الأفلام التي مثلتها سبعة أفلام.. وفي حقيبتي سيناريو لفيلم تجري أحداثه في
ليبيا وسأحاول أن أقدمه في أقرب فرصة للسيد وزير الإعلام والثقافة ليكون الانطلاقة الأولى للفيلم الليبي.

 

الفنان/ صبري عياد …
…” أمتهنت الفن عندما لم أجد من يمتهنه.. ”
حوار / أحمد الحريري

كانت البداية .. في فوج المهاجرين لكشاف سوريا سنة 1938.. عندما لم يكن لدينا تلفزيون ولامسرح ولا إذاعة
ولاسينما… وأول مرة مثلت فيها كانت في مهرجان ثانوية دمشق الأولى …وكانت الثانوية الوحيدة في دمشق وقد
كانت تسمي مطبخ الوطنية إذ كانت تنطلق منها الشرارات الأولى لكل عمل وطني.
– مرة ثانية… أنا صبري عياد بدأت بإلقاء الشعر الحماسي والوطني لشعراء سوريين وساعدني صوتي على أن أبرز في
هذا الميدان فاختارني ضمن فريق الثانوية..
– إذا أردت أن أكتب رسالة إلى ابني فسأقول فيها :-
” ولدي الحبيب.. الحياة معرفة والمعرفة ثقافة…والثقافة علم..فتعلم وتثقف لتعرف الحياة وتتعلم كيف تجابه
أحداثها،وتضمن مستقبلك وبعد هذا اقترب شيئاً فشيئاً من المسرح الصغير كالذي أمثل عليه أنا الآن.. وعندها تعرف
بأنك قد درست على خشبة المسرح الكبير.. ألا وهو مسرح الحياة..”
– في سني الحرب تنقلت كثيراً وتجولت كثيراً وتعلمت أكثر من احتكاكي بكثير من الفنانين وأشباه الفنانين ومدعي
الفن… من الفنانين الذين أفتخر بأنني عرفتهم عميد المسرح بلا منازع الأستاذ يوسف وهبي ورائد المسرح وأستاذه
ومعلمي ورائدي الأستاذ زكي طليماث والفنانة المتكاملة أمينة رزق وضحية المسرح وقربانه السيدة فاطمة رشدي وعدد
كبير من أصدقائى الأعزاء كالأساتذة محمود المليجي والمرحوم فاخر محمد فاخر وأستاذي في اللغة العربية والشعر
المرحوم أحمد علّام.
بلد مثل بلدنا ليبيا لديه المقومات والإمكانات غير المتوفرة في أي بلد عربي آخر.. لو نجد فيه من يخطط لنهضة
فنية صحيحة ويرسم طريقاً فنياً خالياً من الأنانية والاحتكارات الشخصية…. لوجدنا أن انطلاقة هذا البلد نحو
مستقبل فني أفضل تشق طريقها بعنفوان وآنفة وترسم طريق الفن الصحيح أمام الجيل الصاعد ليساهم في بناء مجد
وطنه ويصون حريته واستقلاله ويبني مع البنائين الأسس التي يقوم عليها وطن عاش على ستمائة عام في ظلام العبودية
والاستعمار…
– عرفت الحب مرة واحدة في حياتي…
كانت زميلتي في المسرح… أحببتها بناظري وقلبي… وهجرت منزل عائلتي غير آسف على شىء… وتزوجتها بعد نضال
دام سنتين ضد أهلها ضد زملائي وضد المعجبين.. ولكن المرأة مرأة… فقد تعرضت لنكبات مالية جعلتني أفقد كل ما
ادخرته في حياتي وفقدت العمل الذي يقيني شر الحاجة والسؤال… كان ذلك عام 1942..وكان قد أشرق في سماء حياتي
نور أعرفه هو أني فقدت البصر لمدة ستة أشهر وعندها بدأت صورتها تزول من مخيلتي ونسيتها ويعود الفضل في هذا
إلى إخوة وزملاء كرام أعانوني على احتمال الصدمة… وحولوا منطلق حياتي في اتجاهات أخرى أنستني هول صدمة حبي
الأول وحولته إلى عطف ومودة نحو أولادي من زوجتي الثانية التي أعتبرها صديقة وراعية لي ولأولادي..
– أحمل دبلوم المدرسة العلمية الثانوية وشهادة إخراج في تصميم وإخراج البرامج التلفزيونية مصدقة من إيطاليا
وفرنسا في الصف الثاني بمعهد الحقوق في جامعة دمشق نلت وسام التقدير للفنون المسرحية من وزارة الثقافة
والإرشاد في سوريا وجائزة أفضل ممثل مسرحي لعام 1965 وأفضل ممثل تلفزيوني لعام 1966.
– بدأت التجربة التلفزيوينة في سوريا سنة 1960 والتخطيط السليم الذي خططته اللجنة العليا للتلفزيون كان
السبيل الصحيح لخلق نهضة تلفزيوينة تتابع نموها مع الأيام والعمل المثمر إلى أن أصبح التلفزيون السوري يغطي
أنحاء الجمهورية السورية كافة ويبث برامجه لمدة خمس ساعات متواصلة.
التلفريون في ليبيا تجربة قد تنجح مع أن الاحتمال الأول هو أقرب إلى المعقول لوجود الرغبة الصادقة لدى
المسؤولين لخلق هذا المشروع.
ثانيا: لوجود الأمكانات المتوفرة التي يمكن أن تساعد على خلقه
ثالثا: إذا وجد التعاون الأكيد بين مختلف الفئات التي تعمل لإيجاد مثل هذا المشروع وقدلاتنجح وهو المستبعد إذا
لم يوجد التخطيط السليم ولم نستغل الكفاءات المتخصصة في هذا .
رابعاً: إذا طغت الأنانيات والمحسوبيات على أفكار وعقول العاملين في هذا الميدان بارتجالية مفتعلة غير مدروسة
نكون كالطفل الذي يبدأ في كتابة وظائفه ثم يخط عليها بقلمه الأحمر ليطمس معالمها …وأملي أن يوفر المسؤولون
الأجواء المناسبة لدعم المختصين في هذا العمل ليكون التلفزيون في مستوى الأحداث التي تمر بها بلادنا وتفتح
آفاقاً لننطلق ونتجاوب مع الأٍقطار المتقدمة فكرياً وثقافياً وفي الوقت بنفسه نحافظ على خلقياتنا وديننا ونحفظ
لمجتمعنا تقاليده وعاداته المستمدة من حضارتنا وماضينا المجيد.
– وكي نضمن إنتاجاً تلفزيونياً كاملا علينا أن نهيىء له الجنود العاملين في اختصاصاته كافة فالتلفزيون ليس وجود
مخرج ومصور فقط بل هناك أعمالاً كثيرة من المفروض وجودها وتشكل ملاكاً (كادراً) يقوم بالتزاماته نحو هذا الفعل
وبذا نضمن أن يكون لدينا أنتاجً تلفزيوين متكامل كافة وأنا على استعداد إذا طلب مني أن أتقدم بعرض وشرح هذه
الالتزامات وأرجو أن يكون هذا في أقرب وقت حتى لايفوتنا القطار ونندم .
– أكثروا من المطالعة والقراءة والدرس وتحلوا بالأخلاق الكريمة فقوام الأمم أخلاق بنيها وتناقشوا فيها بينكم
نقاشا ودياً وابتعدوا عن ادعاء المعرفة بكل شيء فالإنسان مهما تعلم يبقى في حاجة إلى دروس كثيرة وكما قلت في
بدء حديثي الحياة مسرح كبير ونحن عليه ممثلون.
– في المسرح قدمت ما يزيد عن أربعين مسرحية وفي التلفزيون قدمت ثلاثة وثلاثين مسرحية بخلاف النصوص القصيرة
والبرامج الترفيهية- وبدأت عملي في السينما عام 1962 بفيلم عقد اللؤلؤ وآخر فيلم مثلته هو فيلم سائق الشاحنة
أمام هالة شوكت ونادية فريد وعبداللطيف فتحي وهم من سوريا وقبل هذا اشتركت في فيلم بطولة مريم فخر الدين
والثنائى الفكاهي نهاد ودريد ومجموع الأفلام التي مثلتها سبعة أفلام.. وفي حقيبتي سيناريو لفيلم تجري أحداثه في
ليبيا وسأحاول أن أقدمه في أقرب فرصة للسيد وزير الإعلام والثقافة ليكون الانطلاقة الأولى للفيلم الليبي.

من almooftah

اترك تعليقاً