​​​​​​​​​​​​​​
ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008م”أوهكذا تكلم المسرحيون -2-31- نوري عبدالدائم
*****************​​​​*********************​​​

عن المسرح الليبي في مهرجانه الحادي عشر
بقلم / عبدالعزيز الرواف
ماذا سيقدم مهرجان المسرح للمسرح ؟ سؤال يطرح بقوة ، وهو أن هذا السؤال يمكن طرحه بعد أي مهرجان متخصص في
العلوم أو الأدب أو حول المخدرات ، فكثيرا ما تعقد هذه الندوات والمؤتمرات والمهرجانات وتقدم في الختام
توصيات إنشائية تقرأ وتوزع على وسائل الإعلام ويظل حال موضوع المهرجان أو الندوة أو المؤتمر مثلما كان وربما
أسوأ.
وسيكون موضوعنا هنا مهرجان المسرح في دورته الحالية بشحات الأثرية ، وطبعا نتمنى أن يكون مهرجان هذا العام
يضم جديدا في فاعلياته تجعل منه نقلة نوعية في العمل المسرحي ، وليجسد فعلا مؤثرا بعد انقضائه في مجال المسرح
، وكذلك تطويرا لكل العوامل الملحقة بالعمل المسرحي ، وأن لا يكون فرصة فقط (للمة) فنية و(هدرزة) مسرحية رغم
أننا لسنا ضدهما إذا رافقهما عملٌ مؤثر في موضوع المهرجان .
نأمل أن لا يكون المهرجان طفرة إعلامية يلتقي فيها بعض الزملاء الصحفيون من كل أنحاء ليبيا ، لكي يستغلوا
المهرجان في اللقاءات والمراسلات الصحفية ، مع أن هذا الأمر مطلوب وهو من صميم عملهم ، لكننا نأمل أن يقدم لنا
الزملاء المحضوضون بالحضور تقييما حقيقيا لكل ما سيدور في كواليس هذا المهرجان ، وأن لايقتصر عملهم على لقاءات
من شاكلة الفنان الكبير والرائع والمعروف ، مسيرته الفنية الحافلة ، حياته الشخصية إلى غير ذلك من أمور
نعرفها مسبقا ، وحتى إن لم نعرفها فالأمر سيان .
نأمل وضع النقاط على الحروف في كل أمور المهرجان وتبيان القصور لأجل التطوير ، لا أن تكون مجمل المراسلات
والكتابات تتغزل في هذا المدير الذي أشرف ، وهذا المسئول الذي حضر، كما أننا نأمل أن يكون حضور بعض الفنانين
العرب الذين لهم مكانتهم في الوسط الفني فرصة للاستفادة للفنان الليبي أيضا ، وأن لا تقتصر الاستفادة للفنان
المدعو فقط
ويبقى أمر مهم وهو أن يترك هذا المهرجان أثراً في الملتقى العادي لأن المسرح الذي لا يتعلق به جمهوره هو مسرح
فاشل مهما لمعناه بمهرجانات ومهما كان مستواه، أيضا أمل أن يكون التعامل في قبول الأعمال المعروضة تحكمه
القيمة الفنية أولا وأخيرا بعيدا عن المحاباة لفرق مدن بعينها ، وفي الختام أمل أن نجد جميع مهرجاناتنا
الفنية والأدبية والعلمية ، تقدم أثرا ملموسا يساهم في تطوير ما أقيمت من أجله.
تذكرت هذه الحكاية ، بعد كل هذا العمر وأنا أتابع أخبار مهرجان المسرح الليبي في دورته الحادية عشرة ،
وخيبت بالطبع نبوءة ذلك المعلم فكل علاقتي بالمسرح تمثلت في متابعة المسرحيات والكتابة من حين لآخر عن المسرح
، وها أنا منعتني ظروفي من متابعة هذا الحدث الذي أتمنى أن يقدم للحركة المسرحية حراكا مؤثرا يصل مداه لكل
المدن الليبية ، وبالأخص مدينتي طبرق التي أمل أن أجد إحدى دورات المسرح القادمة تدور على أرضها ، وأملا أن
يوفق كل القائمين على هذه الدورة بتقديم ما يفيد هذا الوسط المهم .

من almooftah

اترك تعليقاً