​​​​​​​​​​​​​​
ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008م”أوهكذا تكلم المسرحيون -2-28- نوري عبدالدائم
*****************​​​​*********************​​​

لطفية إبراهيم …*
” الروح المبدع والحضور الآخاذ ”
حاورها / نوري عبدالدايم

لا أدري لماذا تذكرني ” لطفية إبراهيم ” بمقالة للشاعر والمسرحي الأسباني ” فيدريكو غارسيا لوركا ” تحدث فيها
عن عمل ” الروح المبدع ” ** الذي يعتبره ” جوهر الإبداع الحقيقي ، والجذور الممتدة في أعماق التربة الخصبة
… تلك القوة الخفية والصدق الخالص والتجلي الذي يتلبَس المبدع في لحظة تواصل مع حواسه الخمس تسري عالياً
من أخمص القدمين .. إنه تواصل الجسد والروح ” .. ذلك السر الذي لا تعلمه المعاهد ولا الأكاديميات الفنية ..
أنه الحضور المسرحي الآخاذ …
كنت وقتها في عقدي الثاني عندما تخرجت من معهد جمال الدين الميلادي للمسرح وباشرت حياتي المهنية في ” المسرح
الوطني / طرابلس ” عندما جمعني مشهد قصير مع الفنانة ” لطفية إبراهيم ” في مسرحية ” النبع ” من تأليف وإخراج
” عبدالله الزروق ” يقتضي المشهد ببداية الحوار للشخصية التي أجسدها حيث حاولت قدر الإمكان الحفاظ على الأداء
والحركة والإحساس الذي تتطلبه أبعاد الشخصية ، كما حاولت إختزال كل ما تعلمته أثناء سنوات دراستي بالمعهد
في ذلك المشهد .. عندما استلمت ” لطفية إبراهيم ” حوارها مني ، وبالتالي استلمت قيادة المشهد حيث تغيرت
حيوية المشهد حينما تصاعدت بأدائها إنطلاقاً من نهاية جملتي لتضيف خبرتها وحرفتها وروحها المبدع وحضورها
لجملتها بحيث جعلتني أستلم منها نهاية “جملة ” مشبعة باللإيقاع والحياة ، لتتم بذلك ولادة المشهد من جديد
بروح متجانسة تسري فيه الحيوية . … وقتها أدركت بأن ثمة سر غامض سر خفي سر لا تعلمه المعاهد ولا الأكاديميات ..
ما حدث في ذلك المشهد بعيداً عن التقنية والخبرة اللذان تتمتع بهما ” لطفية إبراهيم ” ، إنما كان نتاج ” روح
المبدع ” الذي يسكنها وحضورها الآخاذ الذي تجلى في أدائها . هذا الحضور الطاغي _ باعتقادي _ يمتلكه ثلاثة
ممثلين مروا على خشبات المسرح الليبي ” الراحل محمد حمدي حسب روايات معاصريه ، والراحل محمد الساحلي رغم قلة
إنتاجه ، والفنانة لطفية إبراهيم ” ومن هنا استشهد ” لوركا ” بجملة ” مانويل توريس ” حيث قال لمغن في إحدى
المناسبات ” تمتلك صوتاً وأسلوباً ولكنك لن تصادف النجاح لأنك تفتقد لروح مبدع ” ..
بعد غيابها على المشهد الإبداعي عقدين من الزمن استقبلنا من قبل ” لطفية إبراهيم ” وزوجها الفنان ” محمد
بواجعة ” في بيتهما صحبة إبنهما الوحيد ” وحيد ” .. المرة الأولى كنت صحبة الفنان ” محمد كرازة ” والصحفية ”
أسماء بن سعيد ” لإجراء حوار معها على خلفية مبادرة تكريم من المركز العالي للمهن المسرحية والموسيقية لصحيفة
” أويا الفنية ” والمرة الثانية كنت صحبة الصديق ” كرازة ” لإجراء هذا الحديث :-
= كانت البداية في سن مبكرة مع ” المسرح القومي ” _ ” المسرح الوطني فيما بعد _ بإدارة ” عمران راغب
المدنيني ” الذي كان يضم خيرة العناصر المسرحية ” أذكر منهم ” البهلول الدهماني ، لطفي بن موسى ، أحمد
الغزيوي ، علي القبلاوي ، عمران المدنيني ، عبدالحميد حسن ، عبدالله الريشي ، شعبان القبلاوي ، محمد الشويهدي ،
سعاد الحداد …. الخ ” إضافة إلى هذا كانت بداياتك مع أهم مخرجين تعرفهم الساحة المسرحية .. المخرج ”
الأمين ناصف ” في مسرحية ” الزير سالم ” تأليف ” الفريد فرج ” والمخرج ” أبوظيف علاًم ” في مسرحية ” العادلون ”
تأليف ” البير كامو ” .. كيف وجدت طريقك نحو أهم مؤسسة مسرحية في ذلك الوقت علماً بأنك لا تحتفظين بأي رصيد
مسرحي ؟!!
لطفية :- كان دخولي ” المسرح القومي ” مع مستهل السبعينيات من القرن الماضي عن طريق الراحل ” منير عصمان ”
صديق العائلة حيث لاحظ إهتماماتي بالتقليد من خلال تطويع بعض الملابس للشخصية التي أقوم ب” لعبها ” داخل
المنزل وهو أشبه بلعب طفولي ..
= هل كانت لك تجربة من خلال الأنشطة المدرسية ؟
لطفية :- لم أشارك في أي نشاط مسرحي في المدرسة غالباً ماكنت انضم إلى فريق الرقص ….. اقترح الراحل ” منير
عصمان ” دخولي للمسرح القومي ” _ الذي يبدو بحاجة إلى عناصر نسائية _ وبدوره أقنع العائلة كان وقتها عمري 15
سنة .. كانت دهشتي كبيرة عندما شاهدت كل نجوم مسلسل ” منزل للبيع ” من إخراج ” حسن التركي ” الذي كان له
صدى كبيراً في ذلك الوقت ..
= …………
لطفية ؛- … كان إنتسابي للمسرح القومي صحبة مجموعة من الزميلات ” فاطمة الترهوني ، سعيدة بوراوي ، فاطمة
الحاجي ، عائشة الحاجي ” بمكافأة قدرها ” 26 د.ل ” ذات القيمة التي يتقاضاها بقية الأعضاء في المسرح .. وقتها
كانت ” فرقة المسرح الحر ” تجري التدريبات على مسرحية ” العادلون ” مع المخرج “أبوظيف علاًم ” حيث تمت
إستعارتي من المسرح القومي .. وهي أول تجربة مسرحية لي حيث جسدت فيها دور ” الدوقة ” .
= هل هذه أول تجربة لك ؟
لطفية :- نعم .. في هذا العمل تعلمت من الأستاذ ” أبوظيف علاًم “ماهية الخشبة وبعض المصطلحات المسرحية وأصول
الإلقاء .. كان العمل بالعربية الفصحى .. كنت غير واعية لما يحدث … رغم تشجيع الجميع أذكر منهم الفنان ”
عياد الزليطني ” الذي قال قبل العرض ” لن تتركي الخشبة يالطفية .. انت مشروع ممثلة ” …. بعد العرض أشاد
العديد بأدائي .. لست مستوعبة لما يجري في ذلك الوقت ..
= تجربتك الثانية كانت مع المخرج ” الأمين ناصف ” في مسرحية ” الزير سالم ” .. من خلال هذه التجربة .. هل
تذكرين كيفية تسييره للتدريبات وتعامله مع الممثلين؟
لطفية :- :- الأستاذ ” الأمين ” شخصية ساحرة وهادئة وعلى وعي تام بما يعمل …كنت ضمن مجموعة ” الجوقة /
الكورس ” صحبة ” سعيدة بوراوي ، فاطمة الحاجي ، فاطمة الترهووني “.. عندما سافرت ” فتحية عبدالغني ” زوجة
المخرج الراحل ” زين العشماوي ” للقاهرة التي كانت تلعب دور ” الجليلة ” حيث أسند دورها للفنانة ” سعاد
الحداد ” التي كانت تلعب دور ” سعاد / البسوس ” الذي أسند لي فيما بعد بقرار من ” الأمين ناصف ” .
= ما هي تفاصيل إسناد الدور لك ؟
لطفية :- تم إستدعائي للإدارة حيث طلب مني الأستاذ ” الأمين ” تسميع الحوار _ ومن عادتي أحفظ المسرحية بالكامل
أثناء التدريبات _ ظلت تلازمني هذه العادة طيلة مسيرتي المسرحية.. هذا الاختيار أوجد معارضة من بعض الممثلين
الذين أعتبروا الأمر مغامرة من المخرج الذي تكفل بتدريبي بتخصيص وقت إضافي مدته ساعتين بعد التدريبات التي
تنتهي الساعة التاسعة مساءً بعدما تم الإتفاق مع أسرتي والسائق . .
= تعلمت من تجربة ” العادلون ” بقيادة ” أبوظيف علاًم ” أبجديات المسرح . ماذا تعلمت من ” الأمين ناصف ” ؟.
لطفية :- كانت بدايتي مع الأستاذ ” الأمين ” مريحة وممتعة حيث تبنى شرح المسرحية باللهجة الدارجة الليبية
ببساطة شديدة و بدون إدعاء .. من خلال لهجته المبسطة تناول أبعاد العمل والإسقاطات وماذا يريد أن يقول من خلال
العمل كما أعلمني بأني محركاً رئيساً لأحداث المسرحية . الأمر الذي حفزني لقرأة العمل من جديد .. كانت
التدريبات في ” الكاتدرائية ” _ جامع جمال عبدالناصر حالياً _ من الساعة ” 9الى 11 ” ليلاً .. كانت التدريبات
مغلقة بحضور مدير المسرح والشخصية التي تقابلني ” أحمد الغزيوي ” الذي يجسد دور زوج ” سعاد / البسوس ” فقط
..
= ………………
لطفية :- .. تعلمت من ” الأمين ” الإحساس بالجملة وبالتالي الإحساس بالعمل ، علمني الصدق أثناء العمل
والإهتمام بالتفاصيل الصغيرة للشخصية .. كان مخرجاً دقيقاً في عمله ومثابراً .. وأيضاً ” الأمين ” أول من راهن
على قدرتي كممثلة في مستهل مسيرتي بإسناده لي شخصية رئيسية أمام عمالقة المسرح في ذلك الوقت .
= كانت التدريبات مقصورة عليك وعلى الشخصية المقابلة .. ماذا حدث أثناء التدريبات النهائية ؟ ..
لطفية :- أثناء التدريبات النهائية ” بروفات جنرال ” التي كانت في ” مسرح صبراتة الأثري ” كان يطلب مني عدم
التمثيل .. ويلزمني بقرأة الحوار فقط كان يردد ” لا أطلب منك التمثيل ” وغالباً ما كان يتجاوز مشهدي أنا
والغزيوي .. الأمر الذي أربك الممثلين المقابلين .. ربما يريد أن يؤكد رهانه في ليلة العرض فقط ..
= في ليلة العرض ؟
لطفية :- في ليلة العرض أهملني تماماً .. ولكن قبل خروجي للخشبة قام بوضع بعض اللمسات على ملابس شخصيتي
وقال باللهجة : ” وريني توا يا لطفية .. عندك حاجتين ياتطلعي في السماء ياتروحي لحوشكم تقشري البصل ولا
تقشري بطاطاً وتقعمزي وتهفتي .. يلا .. ” هذا العرض حضره أغلب أعضاء مجلس قيادة الثورة .. وأذكر بأن الفنان
” لطفي بن موسى ” كان متألقاً فيه … بعد خروجي أفرد ” الأمين ناصف ” ذراعيه لي مرحباً بإجادتي .. كانت
الضجة والصدى والإستحسان الذي لاقيته في هذا العرض لا يوصف …
= هل هذا العرض الذي وجدت فيه نفسك وقررت الدخول لعالم المسرح ومنه لعالم التمثيل ؟.
لطفية :- ربما العرض الذي قررت فيه مواصلة مسيرتي الإبداعية ذلك الذي أقيم بمسرح الكشاف وحضره عدد من الكتًاب
والصحفيين .. حيث أشاد بي الأستاذ الراحل ” محمد أحمد الزوي ” الذي قال على الملاء ” هذي كلتكم هذي الغولة
الليلة ” _ ومنها لقبت ب”الغولة ” _ في اليوم الذي يليه أثنى علي كثيراً في برنامجه ” كلمات في الفن والأدب ”
بعد ما أشاد بالعمل والممثلين .. منذ هذا العرض وبعد هذا الثناء الذي حظيت به من الأستاذ ” الزوي ” قررت
البحث والخوض والمعرفة وعدم التوقف . مع الأسف لم تصور هذه المسرحية وايضاً ” عديد المسرحيات ..
= …………
لطفية :- بعدها توالت الأعمال في السبعينات عملت مع ” فرقة المسرح الحر ” وأنتسبت لها فيما بعد حيث شاركت
معهم في العديد من الأعمال بعد ” العادلون ” مثل مسرحية ” النعجة سالفة الذكر ” إخراج ” محمد عبدالعزيز ”
ومسرحية ” عكوز موسى ” الأستاذ الأمير وخالد خشيم ،و” راس المملوك جابر ” . مع القومية ” بين يوم وليلة ”
ومسرحية ” مايقعد في الوادي الا حجرة ” مع “حسن قرفال ” مع فرقة ” الأمل ” مسرحية ” الفرافير ” اخراج ” زين
العشماوي ” ومع ” المسرح الليبي ” مسرحية “اغنية الموت ” إخراج ” عبدالله الزروق ” وعديد الأعمال لا أذكرها .
= شاركت في مسرحية ” المارشال ” التي أنتجتها ” الفرقة الوطنية ” .. في أي العروض شاركت ..؟
لطفية :- كنت وقتها مشغولة عندما أسندت لي الشخصية الرئيسية ولكني ألتحقت فيما بعد بديلاً عن الممثلة التي
لعبت الشخصية .
= الممثل الذي ترتاحين معه فوق الخشبة ؟..
لطفية :- عمي ” محمد شرف الدين ” … هذا لا يقلل من قيمة الزملاء الذين عملت معهم ولكن الوقوف أما ” شرف
الدين ” أشعرني بأني أقف أمام هرم ..أمام خبرة .. أمام إرث مسرحي كبير ..
= أحياناً الممثل يلجاء إلى الإرتجال في بعض المواقف بالذات في الأعمال الشعبية .. متى تشعرين بأنك بحاجة إلى
إضافة جملة تخدم العمل أو تنقذ المشهد .. هل يأتي هذا من خلال قرأتك للصالة ؟
لطفية :- حسب … الإرتجال لدي مدروس.. من خلال مفردة أو جملة بسيطة وغالباً لا ألجاء للإرتجال .. كل الإضافات
يتم الإتفاق عليها منذ التدريبات الأولية ” بروفات طاولة ” .. بإستثناء عمل واحد لم يتم تغيير أي جملة أو
مفردة واحدة ،وهي مسرحية ” هو وهي والشيطان ” تأليف وإخراج ” محمد شرف الدين ” حيث كان الحوار مشبعاً ومتقناً
بدون زوائد أو نقصان .. كانت المسرحية من ثلاثة فصول .. في هذه المسرحية كرمني الأستاذ ” شرف الدين ” بأنه ترك
لي مكانه أثناء تحية الجمهور ..
= أحياناً يصادف نفس العرض ونفس المكان ونفس الممثلين عرض يصاف النجاح وعرض يمنى بالفشل … ماتقييمك لهذا
من خلال خبرتك ؟
لطفية :- … حدث هذا الأمر في ” أغنية الموت ” كانت المسرحية مأساوية صادف عرضها في سينما الحمراء بعد حفل
موسيقي .. … وفي ” مسرحية عكوز موسى ” _حيث كان العرض على شرف شخصيات رسمية عربية _ حينما تسرب خبر لنا
من الصالة بأن العمل لم يفهم ويعتقد الحضور بأنه يحكي على غلاء المهور والعمل سياسي كما تعلم … هذا الخبر
ساهم في إرباك إيقاع العمل . وقتها انزعج عمي ” مصطفى الأمير ” كثيراً .. الله يرحمه ..
= هل يعنيك مكان العرض ؟
لطفية :- لا فرق عندي طالما شروط الصالة متوفرة ولكني أرتاح لقاعة ” مسرح الكشاف ” التي تشعرني بالألفة
والحميمية ربما لأنها مكان عملي …
= بعض الممثلين يستهويهم التمثيل باللغة الفصحى والبعض تستهويهم اللهجة الدارجة المحلية … ماذا عنك ؟
لطفية :- اللغة العربية تستهويني رغم خشيتي منها لأن الخطاء وارد فيها وتحتاج إلى تمكًن وإتقان .. تستهويني
اللغة عندما أكون متمكنة منها .. لا شك اللسان تعود على اللهجة التي يحكي بها .. كل عمل يملي شروط لغته …
وكذلك الجمهور ..
= هنالك من يضع الجمهور ضمن أولوياته ويحسب حساب للصالة .. ماذا يعني لك الجمهور ؟ ؟…
لطفية :- عندما تكتمل شروط العمل .. نص جيد مخرج جيد ممثل جيد وبقية عناصر العرض بالتالي تحضى بجمهور جيد
.. انا اضع الجمهور ضمن دائرة أولوياتي
… أقدم عرضي حتى لثلاثة أشخاص .. في بعض الأعمال عرضنا لأقل من نصف الصالة وكان من أمتع العروض .. عندما
اقف على الخشبة أحاول تناسي الحضور جزئياً واهتم بشخصيتي … لا شك بأن ردات فعل الجمهور تدعمك أو العكس
بالتالي تنعكس على أدائك سلباً أو إيجاباً..
= عملت مع أغلب مخرجي المسرح .. مايميز كل منهم … وماذا قدم لك كل مخرج ؟
لطفية :- كل مخرج له خصوصيته ولونه ومذاقه .. اشتغلت مع ” الطاهر القبايلي ” وطني عكا ” مع القمودي ” حوش
العيلة ، هجالة و100 عريس ، حمل الجماعة ريش ” مع ” العلاقي ” ملحن في سوق الثلاث ” مع ” الزروق ” بشرى
والنبع مع ” مفتاح المصراتي ” وين العسل ” مع عياد ” الحب بالدينار ” مع البوصيري ” بضربة واحدة قتل عشرة
“.. كما أسلفت كل عمل مع مخرج يقدم لك إضافة جديدة .. من جانب أخر العديد منهم تعامل معي وأنا ” لطفية
إبراهيم ” التي كتبت لها عديد الأعمال من قبل كتًاب مثل ” الأمير ، قناو ، الأزهر… ” … بينما الأستاذ “الأمين
” راهن علي وأنا في مستهل مسيرتي المسرحية .. استثني هنا عمي ” شرف الدين ” الذي قدم لي الكثير ..
= من وجدت أمامك من العناصر النسائية ؟
لطفية :- وجدت قبلي ” حميدة الخوجة ، سعاد الحداد ، زهرة مصباح ، نورية العرفية ” ، ومن بنغازي ” فاطمة
عبدالكريم ، كاريمان جبر، سعاد خليل ” .
= من من الزميلات التي تشعرك بالأمان أثناء الوقوف أمامها ؟؟ اقترح ” حميدة الخوجة ” و ” سعاد الحداد ” ..
لطفية :- لا توجد لغة الأناء عندهن .. كلهن يتحلين بروح ودودة ولا ينحزن لأنفسهن على حسابك .. ” حميدة ” و سعاد
” استاذتان بمعنى الكلمة ” … ” حميدة الخوجة ” وقفت على الخشبة سنة ” 1956 م ” وعمرها ثلاثة عشر سنة
ودعمتني في بداياتي .. كانت ” سعاد الحداد ” تشجعني ليلة عرض ” الزير سالم ” علماً بأني كنت ألعب شخصيتها
الرئيسية .. ولم تخش المقارنة ..
= كانت لك تجربة مع المسرح المدرسي في مسرحية ” محاكمة رجل مجهول ” صحبة ” رضا بن موسى ” .. متى كانت هذه
التجربة ؟
لطفية :- وقتها استعانوا بي وانا في المسرح القومي .. أذكر بأن الجائزة الاولى حجبت لأني ممثلة محترفة ولست
طالبة …
= لكل ممثل عادات قبل خروجه على الخشبة ؟ ماهي الطقوس التي تمارسينها لتحفيز درجة استعدادك ؟ .
لطفية :- احافظ على حضوري للمسرح قبل بداية العرض بثلاث ساعات .. ” ونمشي لقهوة عمي ” محمد شاقان ” الله يرحمه
ونطلب منه قهوة سادة وشيشة ميرندا باردة .. لازم تكون مسقعة ” وأدخل غرفتي واهتم بتفاصيل الشخصية ومستلزماتها
.
المسرح والخيالة :- هذا عندما يكون العرض في ” مسرح الكشاف ” مقر عملك .. كيف كان الأمر اثناء عرضك على خشبة
مسرح ” محمد الخامس ” بالرباط ؟
لطفية :- أيضاً ذات العادة مع تعديل بسيط تم استبدال ال” ميرندا ” ب”برتقال ” بارد .. لعدم توفر ال” ميرندا
” … هذه العادة لا زمتني منذ عرض مسرحية ” مايقعد في الوادي الا حجره ” .
= لم تتزامن البدايات المسرحية مع المرئية .. كيف كانت البدايات المرئية ؟
لطفية :- كانت بدايتي مع المرئية في سهرة ” خروف العيد ” تأليف الراحل ” الدوكالي بشير ” في العام ” 1973-
1974 ” ، تلتها سهرة ” قراية وفهامة ” من إخراج الراحل ” محمد الساحلي ” في تلك الفترة عملت مع عديد
المخرجين أمثال ” محمد أبوعامر ، فخرالدين صلاح ، محمود عياد دريزة ، خالد مصطفى خشيم ، حسن التركي ” فيما
بعد عملت مع أغلب المخرجين المرئيين بحيث حققت في المرئية أكثر من 700 ساعة مرئية بين سهرات ومسلسلات
ومنوعات .
= قبل أن نتطرق لموضوعة المنوعات الرمضانية … في رصيدك شريط سينمائي يتيم بعنوان ” الطريق ” صحبة ”
مصطفى المصراتي ، يوسف الغرياني ، سالم أبوخشيم ……” .
لطفية :- بالكاد أذكره بل مسح من ذاكرتي … إجمالاً لا تستهويني السينما ..
ولوجي لعالم المنوعات تحت إصرار ” فتحي كحلول ” الذي اقنعني _ لإعتقادي بأن المنوعة ملعب إسماعيل ويوسف _
بالمشاركة في منوعة ” ساعة لقلبك ” من تاليف الراحل ” فرج قناو ” ، ونظراً لعدم توفر أستوديو خال في طرابلس
تمت تصويرها في مدينة بنغازي من إخراج ” محمود الزردومي ” .. نجاح المنوعة الأولى قادني للإستمرار فيها عملت
فيها لعدد من الكتًاب والمخرجين لعشرة مواسم رماضانية ..
= أكثر أجر تقاضيتيه على عملك المنوع ؟
لطفية :- كان مبلغ ” 1600 د.ل ” وهذا الأمر كان تجاوزاً وتشجيعاً من الأستاذ ” نوري ضو الحميدي ” في ذلك الوقت
عندما لاقت المنوعة إستحساناً من المتفرجين … أكبر مبلغ تقاضيته لقاء عملي الإبداعي كان ” 5000د.ل ” مقابل
” 15 حلقة من سلسلة من وسط الناس و30 حلقة من منوعة ” كلمة حب ” تحديداً ” 4800 د.ل ” التي حجزت بها صالة
فرحي ..
= منذ عشرين عاماً أنسحبت من الحياة الإبداعية .. هل ثمة سبب لإنقطاعك ؟
لطفية :- ربما السبب الرئيسي محاولة مني للإستقرار بعدما تم الإتفاق بين وبين زوجي ” محمد ” .. وربما
لخشيتي بأن العمل الإبداعي يصادرني ويأتي على حساب أسرتي .. كما تعلم أنا اعشق عملي وأعطيه كل وقتي ..
= عشرون عاماً من الغياب على الحركة المسرحية خاصة والإبداعية عامة .. هل ثمة أمل للعودة لو توافر الشرط
الإبداعي الذي تنشدينه ؟.
لطفية :- لو يرجع الشرط الاول انا اعود .. لا زال في ذاكرتي ذلك التوهج المسرحي وذلك الزخم وتلك الحميمية
والألفة .. ولكن هل تعتقد بأن الشرط الأول يعود ؟!! ..
عشرون عاماً من الغياب ، لم تقدم لي دعوة حقيقية للعودة بإستثناء محاولتين ماتتا في مهدهما ..أحداها زيارة
الأستاذ “الطاهر القبايلي ” و ” عبدالباسط بوقندة ” ..على خلفية حوار أجرته معي إذاعة الزاوية المحلية
عندما أخبرتهم بأن الباب لم يوصد وإنما ” مردود ” .. ولكن هذه الزيارة لم تقدم مشروعاً يحفزني للعودة ..

= ماهو الشرط الذي يجعلك تفكرين في العودة ؟
لطفية :- عودتي مشروطة بعمل يليق بقيمتي ويليق بمتتبعي مشواري الإبداعي عمل يحمل قيمة فنية وأدبية وأيضاً
مجزي مادياً ..
= مادياً ؟!!
لطفية :- نعم مادياً .. لأن القيمة المادية ترجمة لقيمتك الإبداعية وترجمة لمسيرتك .. انت تعلم بأني لست
محتاجة ” والحمد لله ” ..
= بعد هذا العطاء والكفاح والعقبات التي مرت بك عبر مشوارك الإبداعي … هل هذا المشوار يستحق هذا التعب وهذا
العناء ؟ … هل خالجك الندم ؟! هل لديك بعض التحفظات على بعض الزملاء ؟
لطفية :- هؤلاء اسرتي التي تربيت في كنفها ..عندما دخلت كنت صغيرة .. ” زي ما يقول عمران المدنيني ” جيتي
بزوز ضفاير ” .. يكفيني سؤال المتلقي الليبي بعد غياب عشرين عاماً ..
= طوال هذه الفترة .. ألم تقدم لك دعوة للتكريم … في ظل هذه التكريمات العديدة التي قامت بها المؤسسات
الإعلامية ؟
لطفية :- لم أتلقى أي دعوة بشان تكريمي بإستثناء دعوة موجهة من مهرجان البيضاء .
= ” عندما هاتفت المخرج ” عزالدين المهدي ” مدير مهرجان البيضاء التجريبي ” بشان هذا التكريم أفادني بأنه لا
يذكر وعليه العودة إلى مستندات المهرجان ولم يوافيني إلى هذا الوقت بالرد ” ..
لطفية :- لا يهمني تكريم المؤسسات الإعلامية بقدر مايعنيني تكريم فرقتي ” فرقة المسرح الوطني / طرابلس ” التي
قدمت لها الكثير والمحزن بأنه تم إيقاف راتبي بعد أربعة أشهر من غيابي ولم يسوى وضعي الوظيفي وظل طيلة
مسيرتي بمرتب أجر يومي ” 120 د.ل ” أتقاضى منها ” 90 د.ل ” بدعوى أني رفضت الوقوف أمام لجنة التسوية ..
كان بالإمكان تسوية وضعي على مسيرتي ومجمل أعمالي .. المحزن في المقابل أختي توفيت ” رحمها الله ” وهي تعمل في
” شركة إفريقيا ” أحيل راتبها بالكامل إلى والدتي التي تستلم فيه إلى هذه اللحظة ..
= ألم يقدم أي عمل فني تمنيت المشاركة فيه ؟
لطفية :- على الإطلاق .. لم أشاهد أي عمل أندم على عدم مشاركتي فيه ..
= من تعتقدين المسؤول على ما آل إليه المشهد الإبداعي الليبي ؟.
لطفية :- دونما شك القائمين على المؤسسات الإبداعية .. مع الأسف مساهمة بعض الفنانيين الذين لايحترمون تاريخهم
ولا جمهورهم .. المحزن أننا نفتقد للوفاء نفتقد للإهتمام … من هؤلاء الذين يتحكمون في مصاير المبدعين ؟…
أنظر لحال ” الحريري .. حميدة الخوجة .. عمي ” شرف الدين ” ، الحاج ” مختار الأسود ” والعديد العديد …
لماذا نحن هكذا ؟ ألم يقدم هؤلاء من عرقهم وجهدهم ؟ … لماذا الإهمال ؟ ” خلوني ساكتة ” … أحمد الله كثيراً
بأني أنسحبت في الوقت المناسب .. ربما الحسنة الوحيدة التي جنيتها من هذا المجال هو حب الناس .. ” الحمد لله ”
أتمتع برضى الوالدين ورضى زوجي وأسرته فأنا متزوجة منذ عشرين عاماً .. هذا الفن الذي يسكنني ينعكس على كل
تفاصيل بيتي كما ينعكس على سلوك إبني ” وحيد ” ..
= حدثيني على أبنك ” وحيد ” ..
لطفية :- ” وحيد ” دنيتي .. ” وحيدالعمر كله ” ..” ربي لم يقدر لنا في الخلفة ” بذلك تم الإتفاق بين
زوجة سلفي _ اخ محمد _ وزوجها ” الله يخلف عليهم ” بأن الجنين سيكون من نصيبي _ كان هدية من الله أولاً وهدية
منهما .. طيلة حملها وأنا أقتني ملابس أطفال حتى بعدما أعلموها بأن الجنين بنت _حسب الكشوفات _ وأنا أقتني
ملابس طفل لرغبتي الملحة على تسميته على روح أخي ” وحيد ” وكنت أدعو الله كل صلاة بأن ” لا يخيب رجائي ” ، في
الشهر السابع أبلغوها بأن الجنين طفل وبالفعل أستلمته من المستشفى منذ اليوم الثاني وعدت به للبيت وهاهو ”
بسم الله ماشالله .. وانشالله من حملة كتابه ..
= ” لطفية إبراهيم الورقة الرابحة لإنجاح أي عمل إبداعي تساهم فيه رغم قصر مسيرتها الفنية .. التي تقدر
بأربعة عشر عاماً ، المسرحية ” 1970 – 1984 م ” المرئية ” 1974_ 1988 م ” إلا أنها ظلت في ذاكرة أجيال من
المتتبعين والمهتمين حتى هذه اللحظة .. كما ساهمت في إيجاد متفرج للمرئية وجمهور للمسرح ومتلقي للمسموعة ..
تستحق بحق لقب ” نجمة شبًاك ” كما وصفها الفنان المخضرم ” محمد شرف الدين “..
لطفية إبراهيم .. دمت بسلام ..
……………………………………………..
الهوامش :-
* لطفية فوزي إبراهيم الشاوش
مواليد المدينة القديمة / طرابلس 1954 م
المدرسة الإبتدائية ” باب الحرية ، ومدرسة باتشيني / هايتي ”
المدرسة الإعدادية ” مدرسة أم سلمة ”
المدرسة الثانوية ” مدرسة طرابلس الثانوية ”
** ..” المصدر : ” لوكا .. مختارات من شعره ” صدر عن دار المسيرة / الطبعة الثانية 1983 م “محاضرة للشاعر
والمسرحي الأسباني ” فيدريكو غارسيا لوركا ” ألقاها في هافانا وبيونس ايريس بعنوان ” مقالة في الروح
المبدع وعمله “.

أحمد القطعاني …
” نحن بحاجة إلى إقتناع الدولة بأهمية المسرح ”
حاوره / الصالحين الرفروفي

إعلامي درس الإعلام في جامعة اكسفورد ببريطانيا أسس مجلة الأسوة الحسنة الزاخرة بعديد المواضيع . .أحد أكبر ثلاثة
علماء مسلمين متخصصين في علوم التنضير والتبشير على مستوى العالم .. عالك الحديث الشريف في ليبيا حاليا وتقل
اسانيده التي تشمل كل الحديث الشريف رواية ودراية لعلماء عصره في جل الدول العربية والاسلمية .. يقرض الشعر
ويعزف على آلة الناي .. اسمعني أغنية يازهرة الياسمين كذكرى لصديقه المرحوم الفنان نوري كمال يسمع الموسيقى
العالمية بتهوفن وموتزارت وعربيا بحب فريد الاطرش كثيراص .. هذا الفنان الشيخ يحفظ عديد الادوار والموشحات
والمالوف ويذكر بخير الفنان ورجل الدين عبدالله جمال الدين الميلادي .
له عدة اعمال مرضية وأكثر من عمل استعراض .. أسس فرقة غفران للأعمال الفني والمسرحية .. أسس مزاراً سنوياً
وحوله الى موسم ثقافي تثقام فيه المحاضرات العلمية والتوعوية ومعارض الفنون والعروض المسرحية .
أويا : كيف كانت بدايتكم الفنية ؟
البداية قديمة .. هواية وعمتها تلك اللمسات الفنية من المالوف والموشحات وكثير من الفنانين في ليبيا وعلى
رأسهم الشيخ حسن عربي تخرجحوا من هذه الزوايا الفنية .. حيث كنا نذهب اليها من الطفولة المبكرة … هذه
البدايات اشتركت فيها مع ابناء جيلي .. كنا نشاهد ونسمع الموالد والحضارى والرقصات والفلكلور شاهدت مسرحيات
لشكسبير اجاتا كريستي قرأت مسرحيات لموليير معربة خصوصاً التي حظيت بنقد الناقد لويس عوض .. ولكن تظل خصوصتي
للفن الليبي .
أويا : هل يوجد مسرح يحمل الهوية الليبية ؟
هناك محاولات جميلة لمسرح ليبي تخطو خطوات أولى .. مسرح له طابعه الليبي في ثقافته ولسانه وظروفه .. وهذا
بقدر ما هو مفرح هو محزن لا تستطيع منافسة الآخرين لأننا مسبوقين للأسف .. سبقنا اللسان المصري واللسان الشامي
والخليجي .. المرحلة التي كان من الممكن ان يسوق فيها اللسان الليبي انقضت .. وهذا مرده راجع الى النخب
الثقافية الليبية فهي خذلت الناس .. خذلت الشعب الليبي .. هذه النخب التي أوكل إ ليها أمر الثقافة في ليبيا
لم تكن في المستوي المطلوب جعلتنا نعيش في عصر ما قبل التاريخ فنيا كي يوم نبتعد فيه ماذة عام عن مواكبة
الفن .
المسرح الليبي يحتاج الى معجزة ليأخذ مكانه بين مسارح العرب على الأقل .
أويا : مالذي تحتاجه لذلك ؟
بالردجة الأولى تحتاج الى اقتناع الدولة بأهمية المسرح ولابد أن تعتبر اهميته كأهمية المدرسة والمصنع والطريق
.. ألخ .. ووضع خطة وبرنامج يبدأ من الص فر .. بلدنا خالية من المسارح حتى كمبنى ومن الدعم الفني كل فناني
العالم يحظون بالشهرةج والاحترام والتقدير إلا الفنان الليبي لايعرفه أحد حتى داخل ليبيا بكل أسف تفعيل دور
الروابط المهترئة التي لاتقدم اي خدمة للفنان .. هذا الذي لايستطيع ان يعطيك فتاو وهو جائع ومريض وابنه في
المستشفى .. لاتطلب منه اضحاكك وهو حزين الم؟ؤسسات الرسمية مقصرة وأهملته ومسؤولة عن هذا . .لايوجد أدنى
اهتمام اعلامي بقدراتنا الفنية ومبدعينا وهذا الاهمال انتج جهل المواطن بأهمية هذه الفئة الهامة التي تم
تهميشها .. اين التعيرف برواد الموسيقا والمسرح الأوائل .. قنواتنا الفضائية لا تعرف ولا تعترف بالفناينن
القدامي (بشير فهمي فحيمة) على سبيل المثال له كل التقدير والاحترام والشهرة في تونس وله كل الجهل وعدم
المعرفة به في بلده ليبيا كان ملحنا ومطربا وشاعراً فكاهياً ايضاً .
هل من المعقول ان طرابلس زهرة الشمال الأفريقي لايبنى بها مسرح منذ اكثر من اربعين عاماً وتعاني أزمة بمعني
الكلمة .
المسرح اداة تنظيم وتثقيف وقريبة السلوك .. يجب تدريسه على أسس علمية لابد من وضع برنامج مسرحي للفرق
المسرحية وتشجيعها بالدعم .. كل الدول سبقتنا في المجال الفني بشكل عام واصبحت تحتكر المشاهد الليبي .. دخلت
المدبلجات المكسيكية وجاءت التركية لتأخذ ما تبقى .. المشاهد الليبي اصبح يعاني احباطاً .. التلفزيون الليبي
جهاز كبير يفتقر الى سياسة واضحة .. استخفاف شديد بعقول الناس وهذه اخطر الأشياء كل الناس في العالم لهخا
خصوصيتها الفنية وإلا نحن للأسف النخب الثقفاية التي تولت زمام الأمور لم تكن أمينة على ثقافتنا وتردت بها الى
الدرك الأسفل .. وهذا ما نشاهده اليوم .. الإعلام الليبي أخلى الساحة منالمشاهد الليبي .. كل البرامج التي
يبثها ليست ليلية .. خيبث الآمال وأصبح يمارس الحكم الهندية (لاأرى .. لا أسمع .. لا أتكلم) .
أويا : حدثنا عن علاقفة الدين بال فن ؟
الدين حياة فهو يحتوي كل شيء جميل ومفيد وإنساني والمشكلة ليست في الدين وإنما في جهل بعض رجال الدين بحقيقة
الدين وليس المشكلة في الدين نفسه .. النبي (ص) كان يستمع الى الاغاني وقد استمع الى جاريتين وهما تغنيان ..
وكان يقف مع أم المؤمنين (عائشة) ويشاهدان الاحباش وهم يرقصون ويقول لها (هل اكتفيت ؟)
إذا نحن تتجنى على الدلين عندما نفصا بينه وبين الفن .. ولكن الفن الهداف الذي يبني المجتمعات يثير العقول
وليس السفاف والانحراف التطرف هو نتيجة لعزل الدين عن باقي مناحي الحياة من رواد المسرح الليبي رجب البكوش
كان رجل دين .. عبدالله جمال الدين الميلادي أول من صاغ الاوبريت الموسيقي كان مشجعا وصوفيا .. على أمين سيالة
له كتاب الاناشيد المولودية والانشاد هو نشاط فني .. زكريا احمد .. بيرم التونسي .. الخ
لا تستطيع عزل الدينن عن الفن .. غير أنه هناك من أمتطى الدين لتحقيق مآرب وأغراض تخدم توجهاته وافكاره
ومصالحه فقط ولا تخدم الدين ذوو الافكار الضيقة والمصالح ال شخصية سخروا الدين لخدمتهم من سياسيين وتجار
واقتصاديين .. أنا أرى ان الشخص الذي يتعاطى العمل الفني بصفة عامة أيا كان هذا الفن .. مسرح موسيقي .. شعر
.. غناء .. فن تشكيلي .. الخ يجب ان يؤمن بأنه يقف في محراب مسجد .. كونها قد تشوبها بعض الشوائب فاللوم ليس
عن الفن وانما على من امتطى هذا المجال لتحقيق اغراضه .. حتى المنبر كما قلت استغل من قبل بعض ذوي الاراء
والافكار عبر المقبولة لقضاء مصالح .. انا لا أرى ان الكلام في الاسلام هو ذلك الذي يتناول الصلاة والصوم والزكاة
والحج وسواه .. الاسلام أوسع من أن يقيد بقيود .. إذا ما تكلمت في عمل فني عن الاحسان والعلاقات الأسرية الجميلة
ونظافة ذات اليد فأنت تتعلم عن الاسلام .. كل حياتنا هي جزء من ديننا وكل ديننا هو حياتنا .
أويا : لك عدة مؤلفات شعر ، مسرح ، استعراض حدثنا عنها ؟
الفت ما يزيد على عشرة مسرحيات وبعض القصائد الشعرية وأول محفوظ لي كان كتاب مختارات من غناوي العلم ولدي
ايضاص منتخبات زهر الخماذل من قصائد الشعر الشعبي للأواخر والأوائل وكذلك (عمر المختار ، فتح مكة .. سجين بلا
قضبان عمل اجتماعي وبعض التمثيليات والاعمال الاستعراضية .
أويا : اليست الاغاني والتمثيليات من لهو الحديث ؟
مستحيل .. لهو الحديث هو ذاك الذي يزين ك الباطل فيجعله حقا ويقلب لك الحق فيجعله باطلا .. وهذه صفة
السياسيين .. الفن الجميل .. الهادف النقي .. لايجرؤ أحد على حربه .. وإنما نسخره لخدمة الناس ومصالحهم ..
الفن يهذب النفس ويرتقي بالانسان الى أعلى المستويات … بينما نرقص الفن الذي يتعارض مع قيمنا ومعتقداتنا .
أويا : ما هو السبيللايحاد نهظة فنية ليلية ؟
الفن في ليبيا بشكل عام كشجرة نمت وتوقفت عن النمو .. الجانب الايجابي فيها أنها لا تزال حية .. تحتاج الى
الكثير لتنمو .. كذلك نحتاج الى خطط وبرامج دراسات .. في تصوري ان الخصخصة تفتح الأبواب الى ر يجاد مجلات
وقنوات خاصة التوسع في بناء المسارح والاهتمام بالفن وأهله لابد من ايجاد المسؤول المقتنع والواعي لما يعمل
ووليس الموظف الجالس على الكرسي .
أويا : المزار الذي درجتم على إ قامته كل عام مالهدف منه ؟
لدينا شباب لديهم الحيوية والرغبة في تقديم الأعمال الجيدة والمفيدة على كل المستويات .
المزار احتضن هذه الأعمال . احتضن معارض الفنون التشكيلية والنحت والرسم .. العروض المسرحية الدينية
والاجتماعية وكذلك العمل الاستعراضي والموسيقي جعل الناس تعتلي المسرح وتتكلم في محاولة لكسر النخب للفنون في
ليبيا .. الناس تأتي للمزار من أمساعد الى ز واره الى غات من لديه شيء يقدمه فهو وفرصة للتلاقي وعرض الافكار
وتقديم الجيد والجديد ..
محاضرات وندوات علمية وثقافية انطلقنا بتعاون الجميع .
أويا : كلمة ترغب توجيهها ؟
أشكر لصحيفة أويا حرصها واهتمامها وأقول أتمني ان يحظى المشهد الثقافي والفني في بلادي باهتمام المسؤولين
وأقولو لهم أتقوا الله في هذا البلد .

من almooftah

اترك تعليقاً