​​​​​​​
ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008م”أوهكذا تكلم المسرحيون -2-7- نوري عبدالدائم
*****************​​

الفرقة الوطنية للتمثيل ـ طرابلس …” أكثر من ثلاثمائة عضو غذت بهم الحركة المسرحية الليبية ”
إعداد / الصالحين الرفروفي

فرقة أهلية قام بتأسيسها أصدقاء أحبوا الفن وشغفوا به هؤلاء من خريجي مدرسة الفنون والصنائع الشيخ محمد قدري
معروف هو من أشار إلى مجموعة الأصدقاء بتأسيس هذه الفرقة للموسيقا والتمثيل سنة 1936 ف وقد أوكلوا مهمة
إجراءاتها الإدارية إلى الدكتور مصطفى العجيلي الذي بذل جهوداً كبيرة منذ بداية تكوينها وقد ضمت منذ إنشائها
عناصر واعية ومثقفة حيث كانت تضم في عضويتها بالإضافة إلى الدكتور مصطفى العجيلي الشاعر أحمد قنابة والفنان
الساخر امحمد حمدي والمعروف ببربري طرابلس والهادي المشيرقي وأنور شحاته وبشير عريبي وفؤاد الكعبازي حسن
الشربيني محمد عبدالهادي مينه.
بدأت هذه الفرقة نشاطها وقدمت سلسلة من الأعمال المسرحية الاجتماعية ومجموعة فصول ساخرة غير أنها توقفت عن
نشاطها بسبب الحرب العالمية الثانية منذ سنة 1942 ف وحتى سنة 1944 ف غير أنها سرعان ما أعادت نشاطها ولكن
تحت رعاية “نادي العمال والنادي الأدبي” وقدمت ما يزيد عن سبع مسرحيات حيث أوردت في ذلك الوقت جريدة “طرابلس
الغرب” خبراً في شكل إعلان جاء فيه: ستمثل مساء الأحد 13-2-1944 ف عند الساعة الثامنة رواية “العودة للمدرسة”
ذات فصل واحد ورواية “خيانة الأصحاب” ذات الثلاثة فصول وستقوم بتمثيل الروايتين طائفة من فرقة العمال لإحياء
التمثيل.
الفرقة في تلك الفترة نالت نجاحاً غير مسبوق وتعدى نشاطها مدينة طرابلس حيث ذهبت إلى بنغازي والمرج سنة 1946
ف والفرقة الوطنية كانت لديها فرقة مسويقية تضم خيرة عناصر الطرب في ذلك الوقت وفي سنة 1949 ف قدمت الفرقة
مسرحية “العامل و غنى الحرب” وهذه المسرحية كانت باللهجة المصرية وهي من تأليف وإخراج إبراهيم المصري وهنا
بدأ اسم الفرقة الوطنية للتمثيل بعد أن كانت تحت اسم فرقة مدرسة الفنون والصنائع وفرقة نادي العمال.
الفرقة الوطنية كانت تعمل حسب الظروف في ذلك الوقت فهي تعمل وتنقطع عن العمل لأن أعضائها لم يكونوا محترفين
بشكل رسمي للتمثيل أو الموسيقا وإنما كانوا عبارة عن مجموعة من الهواة جمعتهم الرغبة في ممارسة الفن ولم
يكونوا متفرغين لها.
سنة 1956 ف عاودت الفرقة نشاطها بعد انقطاع وانظم إليها مجموعة أخرى من هواة التمثيل والذين كانت لهم أنشطة
بسيطة ورغبة أكيدة في هذا المجال من هؤلاء : حسني ساسي، سالم الشريف، سالم موسى، أحمد المعداني، محمد
الساحلي، بشير المبروك ، كامل الفزاني، بشير عريبي، وعاد أيضاً إليها أحد المؤسسين الفنان محمد حمدي بعد هذا
الانقطاع قدمت أول أعمالها وهي مسرحية “طيش الشباب” و”طريق الشيطان” هذا العمل المسرحي الذي تمثل فيه أول
فتاة ليبية وهي الفنانة حميدة الخوجة توالت أعمال الفرقة وقدمت مجموعة أعمال منها: “ثمن الحرية” و” أهل
الكهف” التي أخرجها عمران المدنيني، غرام يزيد وقدمت الغرفة مجموعة أعمال أخرى منها: ما إيدوم حال، يوم
القيامة، الماريشال، لتتوقف عن الناشط مرة أخرى بعد دمجها مع فرقة الأمل للتمثيل سنة 1974 ف زاد عدد
المنتسبين للفرقة الوطنية على مدى مسيرة فنية طويلة حافلة بعديد الأعمال عن ثلاثمائة عضو جلهم موجود على
الساحة الفنية الآن يواصلون المسيرة الفنية مع زملائهم من مختلف الفرق وهؤلاء من أمثال : الفنان عمران
المدنيني، الطاهر القبائلي، يوسف الغرياني، عبدالحفيظ أبوسيولة، فاطمة عمر، هدى عبداللطيف، وهذه الفرقة تعد
بمثابة المدرسة التي تخرج منها مجموعة من الفنانين ليؤسسوا فرقاً مسرحية أخرى مثل فرقة “الجيل الصاعد” والتي
كونها مجموعة شباب كانوا أعضاء بالفرقة الوطنية من بينهم:
مختار عوبه، محمد زميط، وأيضاً فرقة المسرح الحر والتي كونها :سالم أبوخشيم، مصطفى المصراتي، علي
الخمسي، كان معظم أعضاء هذه الفرقة هم مؤسسون لنادي الرسامين من أمثال :بشير المبروك، سالم الشريف، حسني
ساسي.
بعد انقطاع آخر عادت لتبدأ نشاطها من جديد بعد أن تنادى أعضاؤها السابقون ليبعثوا فيها أمل العودة من جديد
إلى عالم أحبوه وشغفوا به وعانوا من أجله.. عانقوا قلة الامكانات والعمل بالامكانات البسيطة والمتاحة وكانوا
فرحين بذلك ويبعثهم الأمل في نشر الفن والثقافة بين أفراد المجتمع وقدمت الفرقة العديد من المسرحيات والأعمال
المرئية التي شاركت بها إذاعة الجماهيرية العظمى في المهرجان الدولي للتلفزيون في القاهرة ونالت الجائزة
الثالثة على العمل المرئي “سائق الشاحنة” أو “حدث ذلك غدٍ”.
وقد كانت لهذه الفرقة المشاركات العديدة في المهرجانات المسرحية حيث تحصلت على ثمان جوائز بالمهرجان الوطني
الثامن للفرق المسرحية سنة 1999 ف وهذه الجوائز هي :
* الإعداد المسرحي للنص والإخراج.
* الإضاءة والديكور.
* التنكر جائزتان.
* الممثة الأولى.
* الممثل الأول.
وقدمت الفرقة الكثير من الأعمال المرئية منها “رجل وامرأة” وآخر أعمالها “جنان النوار” التي شورك بها في آخر
مهرجان للتلفزيون في القاهرة لسنة 2001 ف والآن الفرقة تستعد لتقديم مجموعة أعمال مسرحية في ترتيب موجود لدى
إدارتها فلديها عمل “هم الوسواس” التي كتبها وأعدها المرحوم سليمان الصادق المبروك “البيت القديم، النخاس”
وهما للمرحوم المذكور كما تنوي الفرقة تقديم مجموعة أعمال مسرحية وقد أخرج الفنان الشاب عمر هندر مسرحية ”
اللحظة” بهذه الفرقة وهذه الفرقة تشجع الشباب الذين لديهم الرغبة الصادقة في اقتحام هذا المجال والمشاركة
في الأعمال المسرحية.

من almooftah

اترك تعليقاً