​​​​​
ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008م”أوهكذا تكلم المسرحيون -2-4- نوري عبدالدائم
*****************​

فنان في الذاكرة
إعداد/ محمد بنور
الفنان المسرحي عبد الرحمن الدقن
رحلة عطاء وإبداع تجاوزت الربع قرن

يعتبر الفنان الراحل عبد الرحمن الدقن من بين المسرحيين الشباب الذين بدات انطلاقتهم الفنية من داخل الفرقة
القومية للتمثيل خلال فترة السبعينيات وهي الفترة التي تولى فيها الفنان الراحل “الهادي راشد” إدارة الفرقة
القومية للتمثيل.
والفنان “عبد الرحمن الدقن” من مواليد مدينة طرابلس سنة 1953، وتحديداً بمنطقة الظهرة حيث عاش مراحل طفولته
الأولى، عشق الفن وخاصة المسرح فقدم من خلاله العديد من الأعمال الفنية كان في عدد منها ممثلا وكاتباً ومخر جا،
غلبت على أعماله المسرحية روح الفكاهة والنقد البناء، ولحبه الكبير للأطفال.
فقد قدم لهم خلال رحلته الفنية مجموعة من الأعمال خاصة الإذاعية. رحلته مع المسرح كانت زاخرة بالكثير من
الأعمال وإن كان أهمها مسرحيات “كيخ كيخ” للمخرج الراحل “الهادي راشد” و”ياشينك عروسة” و”طاح الغطى” وأثناء
توقف النشاط المسرحي بالفرقة القومية للتمثيل بسبب بعض الظروف الفنية التي واجهتها، التحق الراحل “عبد
الرحمن الدقن” بالأسرة الفنية بفرقة المسرح الجديد فقدم من خلالها الكثير من الأعمال الناجحة التي حملت عناوين
منها “ياعيني عللي”، “برنية والستالايت”، “عنتر في مثلت برمودا” وهذه الأعمال قدمها في إطار دراما اجتماعية
فكاهيه ناقدة حمل فيها صفة الكاتب والممثل والمخرج، باستثناء مسرحية “ياعيني عللي” التي قام بإخراجها الفنان
“صلاح الأحمر” وشارك فيها الفنان الأزهر السوكني ونخبة من ممثلي المسرح الجديد.
وخلال رحلته الفنية تعاون الدقن مع عدد كبير من المخرجين المسرحيين، وبفضل حضوره الفني المتميز على خشبة
المسرح استعان به أكثر من مخرج وأكثر من فرقة مسرحية، فشارك من خلالها في عدة أعمال.
ومن بين الفرق التي ساهم فيها الفرقة الوطنية للتمثيل من خلال مشاركته في مسرحية “حلم وإلاعلم” في أول تجربة
إخراجية للفنان أنور البلعزي. أما رحلته مع الإذاعة المرئية فهي الأخرى حافلة بالعديد من الأعمال كان من بينها
المسلسل المرئي “الصحراء جنتي” للمخرج الراحل “الهادي راشد” وكذلك مسلسلا “صور اجتماعية والثمن وكلاهما للمخرج
“محمد مختار بن عيسى” إلى جانب مسلسلات “الكنة والسجين والحومة” وهذا الأخير للمخرج “يحي جرناز” بالإضافة إلى
مشاركته في عدة سهرات منفردة منها “اخضرت الأرض”، “أنس الطمع”، “الانتظار”، “الاكتشاف الخطير”.
وكما كان عبد الرحمن الدقن متميزاً ومتألقا في المسرح والمرئية كان أيضاً متميزا في الخيالة عندما شارك صحبة
عدد من زملائه الفنانين في شريطي “معركة تاقرفت ومعروفة الحطر” رحلة الفنان الراحل “عبد الرحمن الدقن” رحلة
عطاء كبيرة امتدت إلى أكثر من ربع قرن عاش فيها ذلك الإنسان الطيب والفنان الملتزم الخلوق، وكان آخر عمل
مسرحي قدمه بعنوان “الوردة البيضاء” لفرقة مسرح فرج قناو للطفل والشباب، حقا أنها رحلة متميزة أثرى من خلالها
المكتبة الإذاعية والمسرحية بعديد الأعمال الناجحة حتى وافته المنية في 17 الحرث “نوفمبر” سنة 2001 إثر مرض
عضال.
نشير إلى أن الفنان الراحل “عبد الرحمن الدقن” توفي بعد مرور ثلاثة أيام على وفاة والدته والتي دفن إلى
جوارها بمقبرة سيدي منيدر.

من almooftah

اترك تعليقاً