لا يتوفر وصف للصورة.

ذكريات الزمن الجميل السورية
١٨ سبتمبر ٢٠١٨ م ·
قالوا عن دمشق :
ــــــــــــــــــــــــ
قال المهلبي وهو ممن زاروا دمشق في القرن العاشر ميلادي:
“بظاهر دمشق وادي البنفسج ونهر بردى يشقه وكان مملوء بشجر السرو لا تصل الشمس إلى أكثر أرضه وبدمشق عدة ألوان من الورد منها أصفر ابريز وأسود وسماقي وورد موجه للورقة لونان من خارجها وداخلها وليس الزهر على وجه الأرض ببلد أكثر منه بدمشق.
أما صاحب نزهة المشتاق فيقول عن وادي البنفسج:
“إنه من باب دمشق الغربي طوله اثنا عشر ميلاً وعرضه ثلاثة أميال وكله مغروس بأجناس الثمار وتسقيه خمسة أنهر.
أما بن طولون الصالحي فيقول:
أعظم متنزهات دمشق الربوة ،وعن صناعة العطر واستخراجه من الأزهار فقد أبقى لنا شيخ الربوة صورة استخراج العطر من أزهار الغوطة ووردها.
قال:”إن حراقته تلقى على طرقات المزه وفي دروبها وأزقتها كالمزابل فلا يكون لرائحته نظير.ويكون ألذ من المسك إلى مدة انقضاء الورد .وذكر صنعة إخراجه بالكركات والأنابيق ورسم صورها وطرق استعمالها وما هناك من كركات أخرى يستخرج منها ماء الورد وغيره بلا ماء بل بوقود الحطب وذلك بعد حشو القرع بالورد وغيره بلا ماء بل بوقود الحطب وذلك بعد حشو القرع بالورد وبلسان الثور وبزهر النيلوفر أو ألبان وزهر النانرج والشقشقيق “شقائق النعمان” والهندباء وبورق القرنفل،وقال :ويحمل الورد المستخرج بالمزه إلى سائر البلاد الجنوبية كالحجاز وما وراء ذلك وكذلك يحمل زهر الورد المزي إلى الهند والسند والصين وإلى ما وراء ذلك ويسمى هناك الزهر.ومما أرخوه أنه كان لقاضي القضاة الحنفية ولأخيه قطعة بأرض تسمى سور الزهر طولها مئة وعشر خطوات وعرضها خمس وسبعون خطوة باع منها عشرين قنطاراً باثنين وعشرين ألف درهم وذلك سنة خمس وستين وستمائة وهذا لم يسمع مثله.
ومن الأماكن التي اشتهرت بوردها وبشجرها الصالحية فقد ذكر بعض المؤلفين إنه كان في جبل الصالحية نخل قطعة تيمورلنك يقال أن عددها اثنا عشر ألف نخلة هذه لمحة موجزة عن أزهار دمشق فماذا بقي لنا منها؟
عرفت دمشق منذ القدم بأنها ملتقى الطرق التجارية القديمة وبوابة الساحل إلى الداخل ،ودار عز،وعاصمة ملك،ومركز ثقافي وزراعي وصناعي ودمشق بلد مضياف ،ما من غريب قصدها إلا وجد فيها الأمان والمكان والقبول من السكان وصفها محمد بن أحمد المقدسي في كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم.
“دمشق هي مصر الشام، ودار الملك أيام بني أمية ،ففيها قصورهم وآثارهم بنيانها خشب وطين وعليها حصن..أكثر أسواقها مغطاة،ولهم سوق على طول البلد مكشوف حسن .وهو بلد قد خرقته الأنهار.وأحدقت به الأشجار وكثرت به الثمار،مع رخص أسعار وثلج وأضداد،لا ترى أحسن من حماماتها ولا أعجب من فواراتها ولا أحزم من أهلها.
تحدث العالم محمد كرد علي عن سكان دمشق وخصائصهم قائلاً:
“ورأينا الدماشقة يجدَون ويهزلون وجدَهم جدَ وهزلهم هزل،ورأيناهم قد جعلوا لبلدهم طابعاً خاصاً في مرافقها ومصايفها ومساكنها.يكاد لا يجتمع مثله في عاصمة من عواصم الشرق القريب.وكان الدمشقيون على الأيام إذا عانوا التجارة جاؤوا في الصف الأول بين تجار الأقطار العربية المجاورة وإذا مارسوا الصناعة بزَوا غيرهم وأتقنوا عملهم.وإذا انقطعوا إلى الزراعة .قلبوا وعمروا وغرسوا.وإذا تولوا الأعمال الإدارية والحربية والدينية كانوا على الأغلب مثالاً صالحاً.
ويغلب على التاجر الدمشقي النظام كما يغلب عليه التدقيق والحرص في الغالب……”.
منقول

من almooftah

اترك تعليقاً