الشيخة لولو مبارك جابر الأحمد الصباح الفنانة التشكيلية المبدعة – ومؤسسة لشركة «جام»
الفنانة التشكيلية “الصباح”:
أحلم بوضع سوق الفنون التشكيلية على الخارطة العالمية
(التغطية بالصور)

حب «الفنون الجميلة» تولد بداخلي منذ الصغر… » وبالماجستير قررت احترافها
أنشأت «جام» الدولية بخبرة «كريستيز» لتعزيز الدبلوماسية الثقافية وتبني المواهب
أبحث في تاريخ الفنانين المخضرمين قبل مشاركتهم بمعارضي..وأختار «الجدد» بمشورة كبرى الجاليريهات
»جام» تستقطب أشهر الأعمال
بعد التغيرات الاجتماعية الاقتصادية الأخيرة أصبح التركيز على الفن المعاصر في الشرق الأوسط
أعمل على اثراء الساحة وتطويرها بالأفكار المبتكرة وموقعنا الالكتروني مفتوح أمام الجميع

أجرت اللقاء فضة المعيلي

كشفت المؤسس والشريك لشركة «جام» الدولية والمتخصصة في الشؤون الفنية والثقافية الشيخة لولو مبارك جابر الأحمد الصباح عن سعيها الدءوب، من خلال شركتها «جام» المتخصصة في تبني المشاريع الثقافية ودعم أصحاب المواهب من المبدعين كل في مجاله وتنميتها، وتنظيم المعارض الفنية الكبرى والصغرى دون النظر الى الحدود الجغرافية للمكان أو الزمان، مقدمة خدمات واستشارات احترافية في مجال الفن، الى اثراء الساحة الفنية المحلية بالأفكار المبتكرة المتجددة، وأشهر الأعمال سواء المحلية، أو الأقليمية أو العربية، موضحة عن حلمها الدائم بوضع سوق الفنون في بلادنا على خارطة العالمية.

وأكدت الشيخة لولو الصباح في حوار شامل مع «الوطن» ان الحركة التشكيلية في الكويت بدأت تنهض مجددا بعد سنوات من الفتور، مرتكزة على صعود جيل جديد من الفنانين واعد وطامح لتحقيق نجاحات واسعة خارج الحدود من خلال الاستفادة من بصمات الرواد، معتبرة ان فترة الاستقرار الاقتصادي التي نعيشها في البلاد حاليا، وتعدد الثقافات والجنسيات على أرضنا ما يشكل تنوعا للذائقة الفنية يمهدان لتحقيق هذا الحلم، متوقعة ان يزداد السوق المحلي نشاطا ليحلق بالأسواق الاقليمية ويصبح ذات يوم أكثر الأسواق العربية نجاحا.وأوضحت ان هدفها الاسمى حاليا هو التعريف بالمواهب المحلية والخليجية والعربية، والارتقاء بسوق الفن المعاصر في البلاد الناشئة، من خلال اطلاق مشاريع فنية كبرى تشمل المعارض والمزادات في الداخل والخارج.
وبينت الشيخة لولو الصباح ان آلية اختيارها للفنانين المشاركين في معارضها المتنوعة، تعتمد على البحث في تاريخ كل منهم واستقصاء نجاحاته في معارضه الخاصة بالنسبة للمخضرمين المشهورين في حين تعتمد على مشورة الجاليريهات العالمية التي ترتبط معها بعلاقات وثيقة في انتقاء الجدد لافتة الى أنها تسعى في كل معرض الى استقطاب أعمال أشهر الفنانين مع المواهب الشابة، وخاصة الكويتيين.

وعلى صعيد المزادات، أشارت الشيخة لولو الصباح الى أنها حققت نجاحا غير مسبوق وأرباحا خيالية من خلال معرضين أقامتهما في البلاد عرضت خلالهما 140 لوحة حازت اعجاب الحضور، كاشفة عن أنها تسعى لتكرار التجربة بمزادها الثالث في العام 2013 يكون أكثر تنسيقا وتنظيما وسيضمن نخبة من أعمال الفنانين العالميين، مع نصيب كبير بالطبع لعمالقة الفن والناشئة الكويتيين.
وفي السطور التالية مزيد من التفاصيل:

ما تقييمك للحركة التشكيلية في الكويت؟
– الحركة التشكيلية في البلاد أخذت تنهض مجدداً بعد سنوات من الفتور، ونحن اليوم نشهد ميلاد جيل فني صاعد يتطلع الى الوصول الى العالمية، والاستفادة من تجارب الرواد الذين وضعوا لأنفسهم بصمة على الصعيد العالمي، وسيزداد السوق المحلي نشاطاً خلال السنوات القليلة المقبلة ليلحق بالأسواق القريبة منه جغرافياً، وسيصبح ذات يوم السوق المحلي من أكثر الأسواق العربية نجاحاً خاصة أنني لمست لدى الشباب الطموح من أجل تحقيق مبتغاه، وهذا الأمر ليس بالمستحيل ويحتاج فقط الى الدعم والتشجيع، خاصة أن البلاد تعيش فترة رخاء واستقرار اقتصادي نسبي ويعيش على أرضها ثقافات وجنسيات متعددة، والذائقة ستكون متنوعة والنجاح سيكون أكيداً.

منذ متى وأنتِ تعملين في هذا المجال؟
– حب الفنون الجميلة متأصل في عائلتي، وعمل والداي على غرس حب هذا الجمال الفني الرائع في داخلي من خلال دفعي للمشاركة في حضور المعارض والمزادات الفنية والتشكيلية الدولية التي تقام في مختلف دول العالم، وقد نما هذا الحب في داخلي منذ نعومة أظفاري، وزاد ولعي مع مرور السنين وقررت تحويل الهواية الى عمل احترافي بدأته بدراسة الماجستير في الفنون الجميلة من كلية بيركباك في جامعة لندن، وبدأت معها بعدة خطوات متتابعة اذ عملت كمستشارة لدى مزادات كريستيز العالمية، واكتسبت خبرة من المنظمين في كيفية التعامل مع مثل هذه الأحداث بصورة احترافية وهو الأمر الذي نتج عنه تأسيس شركة «جام» الدولية التي أديرها وهي تقدم لأصحاب المشاريع الفنية والراغبين في اقامة المعارض والمزادات خدمة الاستشارات الفنية والاستراتيجية للمعارض العربية والدولية، عبر وضع الدراسات والخطط والأفكار المناسبة، والاشراف على المعارض والمزادات بأسلوب احترافي وراق.

الدبلوماسية الثقافية

ما سبب حرصك واهتمامك بمجال الفنون التشكيلية وتنظيم المعارض بشكل سنوي؟ هل هذا الحرص ينطلق من جانب ثقافي بحت أم لك جوانب أخرى تنظرين اليها؟
– قمت بتأسيس شركة «جام» المتخصصة في تبني المشاريع الثقافية وتنظيم المعارض الفنية الكبيرة منها والصغيرة من دون النظر الى الحدود الجغرافية للمكان أو الزمان ليس لتكون مجرد شركة عادية تقدم خدمات مقابل المال، بل لدينا خطط هادفة لتعزيز الدبلوماسية الثقافية، ونهتم بالمواهب الشابة من منطقة الشرق الأوسط وهدفنا من ذلك هو التعريف بالمواهب المحلية والخليجية والعربية، ونطاق مشاريعنا الفنية يشمل التمثيل والمعارض والمناسبات والمزادات، وملتزمون بتطوير سوق الفن المعاصر في الأسواق الناشئة بما فيها أسواق الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وآسيا، وايران، وتركيا، وأمريكا اللاتينية.

كيف يتم اختيار الأعمال المشاركة في المعارض التي تقيمها «جام»؟
– أقوم بدراسة أعمال كل الفنانين الذين أتابع معارضهم المحلية والدولية وكذلك اعكف على دراسة سيرهم الذاتية، وكذلك أعمل على اعداد قراءة فنية دقيقة لكل عمل فني مشارك، ناهيك عن التأكد من نجاح معارضهم الخاصة ومدى نجاحها وتقبل السوق لها، أيضاً هناك تنسيق يتم بيني وكبرى الجاليريهات العالمية التي تقدم لي المشورة والنصح حول بعض الأسماء المشاركة من الفنانين الجدد الذين تتحدد مشاركاتهم بناء على نظرتي لأعمالهم التي أحدد من خلالها شكل امكاناتهم المستقبلية، أما بالنسبة للفنانين المخضرمين الذين تعرض أعمالهم في المتاحف والمقتنيات الخاصة والمعارض الكبيرة، فأنا أبحث عن تاريخ المزادات الخاصة بأعمالهم وأحدث معارضهم، وأنا على صلة مهنية وثيقة بهؤلاء الفنانين، وانضمامهم لدينا يقوم على الثقة المتبادلة والمهنية.

معارض ناجحة

هل قامت شركة «جام» بعمل مزادات فنية في الكويت؟ وهل لاقت استحسانا من قبل المهتمين؟ على مدى عامين متتاليين أقمنا مزادين في البلاد، وقد لقي كل مزاد نجاحاً يفوق الآخر، فالأول بلغ عدد الأعمال المشاركة فيه 50 عملاً، أما الآخر فكان الأضخم إذ وصل عدد الأعمال المعروضة فيه 90 عملاً، وقد نجحنا في بيع معظم الأعمال المشاركة وحققنا نجاحاً فاق التوقعات وكذلك تمكنا من تحقيق أرباح استطيع ان أصفها بأنها خيالية، وقد حصلنا على اشادة من قبل الحضور الذين باركوا لنا النجاح الذي تم تحقيقه، ونسعى الى تكرار التجربة في العام 2013 اذ سنقيم مزادا ثالثا في البلاد سيكون أكثر تنسيقاً وتنظيماً وسيضم أعمال نخبة من الفنانين العالميين وبكل تأكيد سيكون للفنانين الكويتيين نصيب من المشاركة وذلك تأكيداً ان لدينا في البلاد فنانين عمالقة صنعوا المجد لأنفسهم.

في معرض «ليالي جام» ما سبب غلاء أسعار اللوحات المعروضة؟
– لا يعتبر غلاء كما يتصوره البعض، بل هي القيمة الحقيقية للأعمال الفنية المشاركة في المعرض، فمن وقع الاختيار على أعمالهم هم من خيرة الفنانين العرب والايرانيين وهذه هي قيمة لوحاتهم في الأسواق العالمية، والسوق المحلي بدأ يأخذ وضعه ومكانته البارزة على الخارطة الدولية من خلال استقطاب أعمال أشهر الفنانين لعرضها في البلاد وطرحها في السوق لتكون في متناول الجميع، ومن الطبيعي ان يعتبر البعض ان الأسعار التي عرضت بها الأعمال المشاركة مبالغ فيها طالما لم يتمكنوا من زيارة المعارض التي تقام في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا، وكذلك المعارض العالمية التي تقام في دبي والتي أصبحت وجهة رئيسة لعرض أعمال المشاهير من الفنانين.

الفن المعاصر

لماذا اخترتم ان يكون اسم المعرض «كيف تعلمت ان أوقف الخوف، وحب الفن الغريب»؟
– هذا الاسم قصد به التهكم، فكلمة الغريب تستخدم لتصف أمراً غير مألوف، وبالتالي فإن مجرد النظر الى أمر غريب اعتماداً على ما يمكن ادراكه ومن سيقوم بذلك ومتى وأين، وبسبب التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي حدثت في العقود الأخيرة هناك تركيز جديد على الفن المعاصر في الشرق الأوسط، وبخاصة العناصر النمطية للفن في هذه المناطق، والعناصر الغريبة هي التي تميز الفن العربي والايراني المعاصر عن الفنون التي تنتجها مناطق أخرى من مختلف أنحاء العالم، والتركيز الجديد نشأت معه موجة من النقد الفكري المزيف الذي يناقش مفهوم الغرابة.

على أي أساس يتم اختيار أفكار المعارض التي تقيمها «جام»؟
– لكل معرض هويته الخاصة التي يعبر عنها، والأهداف المرجوة منه، وقد تم اختيار أفكار المعرض الأخير بناء على أفكار مشتركة جمعتني مع «علي بختياري» أحد منفذي المعارض الدولية، وقد درست الفكرة وأبديت موافقتي على اقامة معرض مشترك حققنا من خلاله نجاحاً كبيراً بفضل الدعم الكبير وغير المحدود من قبل الحضور الذين أثنى عدد كبير منهم على الأعمال المشاركة وطريقة العرض الجاذبة والأفكار المستوحاة من الأعمال المعروضة التي لاقت رضا واستحسان محبي ومتذوقي الفنون التشكيلية.

وهل يمكن لأي شخص لديه فكرة معرض فني أو تشكيلي ان تتبناه «جام» وترحب بفكرته؟
– المجال مفتوح أمام الجميع لتقديم أفكاره ومقترحاته عبر صياغتها بشكل واضح لتتم دراستها والبت في أمرها، ونحن نعمل من أجل اثراء الساحة الفنية وتطويرها عبر تقديم خدماتنا بصورة احترافية، ويمكن للراغبين في التواصل معنا زيارة الموقع الالكتروني للشركة www.Jamm-art.com، وسنقوم بالرد على كل الرسائل التي تصلنا.

ما مخططاتكم المستقبلية على مستوى الشرق الأوسط؟
– لدينا أفكار متعددة للتوسع في أسواق الشرق الأوسط، وفي مقدمتها اقامة مزادات دولية في أسواق مثل دبي، وقطر، والسعودية، وتركيا، ولبنان، بالاضافة الى الكويت، ناهيك عن إعدادنا الجاد لاقامة مزادات في دول أخرى مثل أمريكا وبريطانيا، ولا يفوتني التذكير بأننا سنعمل من أجل اقامة معارض محلية جماعية وفردية للفنانين الكويتيين والأجانب خلال الفترة المقبلة.

هناك من يرى ان عالم الفنون الجميلة مضيعة للوقت .. ما ردك فنحن نريد تثقيف من يجهل أهمية هذه الأعمال؟
– نحتاج الى توعية العموم بمدى أهمية التعرف على الفنون الجميلة بمختلف أنواعها وفئاتها ومدارسها، لذلك أقوم شخصياً بالقاء المحاضرات واقامة الندوات والاشراف على ورش العمل في المدارس والجامعات بهدف نشر الوعي والثقافة، ونتلقى الطلبات بصفة مستمرة وعلى مدار العام، اذ نضع أجندة من أجل هذا العمل الطموح، ويمكن للجميع التواصل معنا للتنسيق على اقامة المحاضرات أو ورش العمل من خلال التي أقيمها شخصياً أو لمن أسند لهم مهمة القيام بها بدلاً عني وذلك عبر مراسلتنا وسنقوم بالرد عليه وتحديد الموعد المناسب.

ما رسالتكم؟
– رسالتنا اعادة احياء الثقافة في منطقة الخليج العربي في ظل تراجع حركة التنوير الثقافية، وما أتمناه هو ان أسهم في رقي الثقافة وأن يستعيد السوق الخليجي رونقه ويصبح مركزاً اقليمياً يستقطب المعارض والمزادات الدولية، والتركيز على اقامة المعارض الدولية والمزادات العلنية للمحافظة على الموروث الثقافي والأفكار المختلفة التي تصدر جوانب مختلفة من الفكر الانساني وابراز قصص انسانية من خلال الأعمال واللوحات الفنية عبر فترات زمنية مختلفة.

وهل أنتِ متفائلة بنهضة سوق الفنون التشكيلية في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والكويت بشكل خاص؟
– ‏تتباهى شعوب العالم المتحضر بأدبائها وكتابها وفنانيها وتنصب لهم التماثيل في الميادين العامة، بينما لا تزال بعض الدول العربية لا تعي قيمة هؤلاء المبدعين الذين أسهم نظراؤهم في الدول الغربية بنهضة دولهم وبلدانهم، ولذلك وعت دولتا الامارات وقطر أهمية منح المبدعين مكانتهم الطبيعية، ونحن نحاول توعية الشعوب والحكومات بمدى أهمية الاهتمام بالمبدعين واعطائهم حقهم من الرعاية والاهتمام وقد لمست اهتماما كبيرا في هاتين الدولتين بالفنون التشكيلية، وهو اهتمام شعبي مغلف بدعم حكومي، وقد تميزوا بشكل كبير من خلال انشائهم لصالات العرض الكبرى سواء الحكومية أو التابعة للقطاع الخاص، وقد حولوا هذه المعارض الى عمل استثماري يدر عليهم مبالغ مالية ضخمة جراء تنظيمهم المعارض والمزادات وتوجيه الدعوات لوسائل الاعلام العربية والدولية لحضور وتغطية الفعاليات المصاحبة لمثل هذه المناسبات، وهو الأمر الذي دفع محبي ومتذوقي الفنون التشكيلية الى الوجود بصفة مستمرة لاقتناء ما يريدونه من أعمال فنية ليصبحوا بذلك من ضمن الدول المتطورة فنياً، وما أطمح اليه حالياً هو وضع السوق الكويتي في مصاف الأسواق العالمية، وهو حلم لن يكون سهل المنال، الا أنني سأسعى جاهدة من أجل تحقيقه. وفقا لما نشر بصحيفة الوطن.

من almooftah

اترك تعليقاً