|
|
المهندسة المعمارية العراقية الاصل زها حديد في المتحف الوطني لفنون القرن الحادي والعشرين في روما في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2009 |
الجزء الأول من الفيلم الرائع عن حياة زها حديد .. من هي زها حديد .. زها في اعين اشهر المعماريين .. زها في منزلها .. و بدايات زها حديد منذ الطفولة في بغداد .. بداياتها مع التصميم…
Faisel Laibi Sahi
عبقرية عراقية لا يعرفها ملايين العراقيين .. زها حديد المعمارية التي كسرت قيود الفن المعماري المعاصر.
عينان سوداوان يملأهما ذكاء خارق لواحدة من أكبر فنانات عصرنا الراهن .. هكذا وصفتها إحدى الصحف الإيطالية .. إنها المعمارية العراقية “زها حديد” ، التي تعتبر الأنثى الأولى في التاريخ الحديث التي قفز اسمها إلى مصاف عظماء العمارة العالمية ، حيث فازت زها بجائزة “بريتزيكر” المرموقة في مجال التصميم المعماري لهذا العام ، والتي تعادل جائزة نوبل في الهندسة المعمارية، وهذه هي المرة الأولى التي تفوز فيها امرأة بهذه الجاهزة التي يرجع تاريخها لنحو 25 عاماً، كما أنها أصغر من فاز بها سناً .
زها حديد .. مهندسة معمارية عراقية الأصل ، مولودة في بغداد عام 1950، وهي كريمة السياسي الليبرالي والاقتصادي العراقي المعروف محمد حديد (الموصل 1906 ـ لندن 1998)، الذي اشتهر بتسيير اقتصاد العراق إبان بداية الحقبة الجمهورية (1958 ـ 1963) .
أنهت زها دراستها الثانوية في بغداد ، وأكملت دراستها الأولية في الجامعة الأميركية في بيروت 1971 ، ثم التحقت بالدراسة في بريطانيا تحت إشراف “الكولهاس” ، لها شهرة واسعة في الأوساط المعمارية الغربية، حاصلة على وسام التقدير من الملكة البريطانية، تخرجت عام 1977 في الجمعية المعمارية “AA” أو “Architectural Association” بلندن ثم عملت في بريطانيا بعد تخرجها عام 1977 مع “مكتب عمارة الميتروبوليتان” مع المهندس المعروف “ريم كولهاس” والمهندس المعماري “ايليا زينيليس” ، وذلك بالتوازي مع عملها كمعيدة في كلية العمارة والتي خلالها التقت تيار “التفكيكية”* المعماري الذي اشتهرت به بعد ذلك ، إلى أن بدأت العمل بمكتبها الخاص ابتداء من العام 1987 .، عملت كمعيدة في كلية العمارة 1987، انتظمت كأستاذة زائرة أو استاذة كرسي في عدة جامعات في أوروباوبأمريكا منها هارفردوشيكاغووهامبورغوأوهايووكولومبياونيويوركوييل وتسنى لها أن تحصل على شهادات تقديرية من أساطين العمارة مثل الياباني كانزو تانك، قفز اسمها إلى مصاف فحول العمارة العالمية، ولا سيما بعد خفوت جذوة تيار ما بعد الحداثة بعد عقدين من الزمن.
ــــــــــــــــــــــــــ
أدب وفن وثقافة: المهندسة المعمارية زها حديد تصمم متحفا يشبه طبقا طائرا حط في روما
نروما (ا ف ب) –
اسمنت وزجاج وفولاذ في وسط روما: لم تتردد المهندسة المعمارية العراقية الاصل زها حديد في اختيار تصميم معاصر للمبنى الذي سيتضيف المتحف الوطني لفنون القرن الحادي والعشرين الذي يفتح ابوابه امام الجمهور في ربيع العام 2010.
واعتبرت زها حديد لدى تقديمها التصميم امام الصحافيين “انه لامر رمزي جدا ان تستضيف روما متحفا جديدا للفن المعاصر”. وزها حديد كانت اول امرأة تفوز في العام 2004 بجائزة بريتزكير وهي بمثابة جوائز نوبل في الهندسة المعامرية.
والمبنى المقام في موقع ثكنة سابقة في شمال المدينة يشبه طبق طائر ات من كوكب اخر حط في روما مع خطوطه المقوسة المنحنية وزواياه الحادة. واوضحت حديد انه سيكون “مجمعا يضم عدة مشاريع تندمج في نسيج المدينة”.
ويلعب مشروع المتحف على انعاكسات المباني المجاورة عليه وهي في غالبيتها بنيت في القرن الرابع عشر وتطغى عليها الالوان الصفراء والترابية. وينعكس جرس كنيسة على الواجهة الزجاجية التي تكلل قمة المبنى في مواجهة ملفتة وناجحة.
وفي الداخل المسار المتعرج امام الزائر يذكر بالتصميم اللولبي الذي ابتكره فرانك ليد رايت في متحف غوغينهايم في نيويورك. خطوط بسيطة واخرى مقوسة سلسة فيما يختلط النور الطبيعي المتسلل من السطح عبر شباك حديدي مع الانارة الاصطناعية.
وقالت حديد “المبنى ليس مجرد متحف بل هو مركز ثقافيا مؤلف من نسيج كثيف من الفضاءات الداخلية والخارجية التي تلتقي وتتحاور الواحدة مع الاخرى عبر تشابك قاعات تفتح على ساحة كبيرة”.
وبلغت كلفة المبنى 150 مليون يورو وهو يمتد على مساحة 21200 متر مربع بينها 10 الاف مخصصة لقاعات العرض. واستمرت الورشة عشر سنوات. وعلقت زها حديد على الامر بقولها “لا يسعني ان اصدق اننا انجزناه”. وقد اضطرت حديد الى التفاوض مع ست حكومات متتالية لتنجز المشروع.
مجموعة المتحف تقتصر راهنا على 350 عملا فنيا بينها لوحات لاندي وارهول وانيش كابور وغيرهارد ريشتر. كما ان قسم الهندسة المعمارية في المجمع يضم 75 الف وثيقة ولا سيما محفوظات ورسوم كارل سكاربا الدو روسي وبييرلويجي نيرفي.
الى جانب هاتين المؤسستين سيضم المجمع قاعة مؤاتمرات ومكتبة ومكتبة اعلامية فضلا عن مكتبة لبيع الكتب وكافيتيريا ومطعم ومكان مخصص للمعارض الموقتة. اما الساحة الكبيرة امام المتحف فيمكنها استضافة منشآت او عروض.
وزها حديد البالغة التاسعة والخمسين سبق ان صممت اوبرا كارديف ومركز روزنتال للفن المعاصر في سينسيناتي ومتحف “بي ام دبليو” في لايبزيغ ومتحف “موبايل ارت” لشانيل.
ويتم التحضير لخمسة معارض لا تزال غير واضحة المعالم لربيع العام 2010 عند تدشين المبنى رسميا الذي بامكانه استيعاب 200 الى 300 الف زائر سنويا.