صباح كامل
لن تنهض بلادنا إذا لم يتم فصل الدين عن الدوله ، واستبعاد رأس المال عن السياسه وبالمطلق ، وبتشريع القوانين الصارمه التي تكفل العداله الأجتماعيه وتكافؤ الفرص للجميع ودون تمييز ، وسيطرة القانون العادل على كل مرافق الحياة ، وتساوي الجميع تحت سقف القانون دون أستثناءٍ أو تمييز أياً كانوا يكونون ،
ولن تنهض بلادنا إلا بإلغاء العنصريه ، ومذهبة الدوله والقضاء على الفكر الإقصائي المدمر وعدم القبول به مهما كانت الذرائع ، والأعتماد على الوطنيين الشرفاء والمخلصين من أصحاب الكفاءات العلميه وذوي الاختصاص ، بغض النظر عن مذاهبهم وانتماءاتهم وولاءاتهم ، فالمخلص والشريف هو مخلص وشريف بأي موقعٍ كان ،
لن تنهض بلادنا إلا بإلغاء التعليم الشرعي والأعتماد على التعليم الراقي والمتمدن الذي يواكب الحضاره والحداثه والعصر ، وتنميه المواهب وتشجيع الحركه الفنيه من رسم وموسيقى ومسرح وسينما ، فمن غير المعقول أن يكون هناك مئات الألاف من المساجد في بلادٍ لاسينما فيها ولامراكز ثقافيه ، من غير المعقول أن لايكون هناك أعلام حر ومسؤول ، من غير المعقول أن تكون مدارسنا أشبه بالزرائب ومساجدنا كالقصور ، من غير المعقول أن يعرف هذا الجيل خالد ابن الوليد وعمر ابن العاص وصلاح الدين الأيوبي ، ولايعرفون محمد الفاضل ، وصدقي اسماعيل ، وأدهم اسماعيل ، ونديم محمد وبدوي الجبل ، وحامد حسن ، من غير المعقول أن يحفظ هذا الجيل كل أحاديث أبي هريره ولايحفظ بيتاً واحداً لامرؤ القيس أو النابغه أو المتنبي أو المعري أو أبوتمام أو حتى أي قصيده عن الشهيد ، أو حتى أي شيئ عن الكثير الكثير من عباقرة بلادنا ، من المعيب أن نطلق أسم عالم على رجل الدين وهو لايعرف من العلم إلا تهجئتة حروفه وفتاوي لايقبلها عقل عاقل ، بينما نطمس أسماء مئات المئات من أسماء العلماء والمخترعين في بلادنا ، من المعيب أن نقول منّا الوليد ومنّا الرشيد ونحن منّا عبد الكريم رزوق وعلي خزام وجامع جامع وعصام زهرالدين وغيرهم ألوف الألوف من الأبطال البواسل الذين صنعوا تاريخ سوريا الحديث ومجدها ، فيا أمة النيام متى ستنهضي ، السويد قبل مئة عام كانت تعيش حياة العصور الوسطى ، ونحن بعد خمسين عاماً رجعنا إلى العصور الوسطى ، سوريا العظيمه تستحق منّا تضافر كل الجهود وتقديم كل التنازلات ومن الجميع ودون استثناء كي تبقَ شامخه يشع نور حضارتها على البشريه جمعاء
