ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏‏‏وقوف‏، ‏‏نظارة‏، ‏طفل‏‏‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏لقطة قريبة‏‏‏

Farid Hasan

31/1/1945م
عدت يا يوم مولدي :
في مثل هذا اليوم قبل ستة وسبعين عاماً – بينما كانت الحرب العالمية الثانية مستعرة – والخراب والدمار في كل مكان – أطللتُ على هذه الدنيا – كان الموقف حينها وكأن هناك ثأراً ورغبة في قتل أكبر كمية ممكنة من الناس – وكانت النهاية في هيروشيما وناغازاكي ؟
في كل الحروب لا رابح إلا تجار وصانعو السلاح – وعداهم كل ما عليها خاسر إنساناً كان أو حيواناً أو شجراً كان أم حجراً ؟
وأنا دائما أشبِّه أصحاب مصانع السلاح وتجاره , بصاحب مقهى القمار الذي يأخذ نسبة مئوية من كل رابح على كل طاولة قمار- وهكذا يخسر طرف فيأخذ هو نسبته من الذي ربح – ثم يربح الخاسر من جديد فيأخذ منه نسبة مما ربح – وتستمر اللعبة إلى أن يعلن طرف إفلاسه فيتوقف اللعب فيكون الرابح الحقيقي هو صاحب المقمرة – وفي الحروب كذلك : الرابح الحقيقي هم صانعو السلاح وبائعوه أما الباقي فالكل خاسرون ؟
لقد كانت الحربان العالميتان درساً كبيراً لسكان هذا الكوكب , لكنني ألمَحُ في الأفق رغبة وتعطشاً لصفقات كبيرة – لا تلبيها إلا الحروب الكبيرة , إن ما أعقب الحرب الثانية من حروب صغيرة في كوريا – وحروب منطقة الشرق الاوسط – وحرب فيتنام – وحروب البلقان والصرب – وحرب أفغانستان – وحروب ما سمي بالربيع العربي – وحروب الانفصال في أفريقيا – ولا ننسى حروب التحرير في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ؟
فقد صرَّفَت لمصانع الاسلحة المكدسة – ما كانت قيمته تكفي أن لايبقى فقير أو محتاج أو جائع أو جاهل أو مرض أو مريض على وجه الارض ؟
ألم يحن وقت صحوة عقول وضمائر وعواطف البشر من شرب دماء الفقراء- وتركهم يعانون من البرد – والجوع – والمرض – والجهل – والموت ؟
منذ كنت في السنين الأولى من حياتي , كنت أقول في نفسي هل العدوان والظلم قضية ازلية مفروضة على البشرية , هل هي سنة الكون , كنت أرى الظلم في قريتنا – كيف يظلم الاقطاعي فلاحيه – كنت أرى ظلم بعض التجار الذين يربحون مئات أضعاف ما يربحه فلاح يتعب وأسرته ليحصل في آخر الموسم على ما لا يكفيه لتسديد ديون طعام متواضع وثمن ثوب لكل ولد من أولاده في أحد العيدين – كنت أرى ظلم المرتشي الذي يتلذذ بتعذيب مراجعي مكتبه إلى أن يقدموا له ما يُمكِّنُه من الليالي الحمراء له ولأولاده – وعلى مستوى الدول كنت أرى وأسمع عن الظلم الذي يلحق بالدول الناشئة والفقيرة وقليلة السكان ومحدودة التسلح – كنت أرى وأسمع بالفتن التي تفتعل بحجة أو بأخرى ليتقاتل الإخوة وتسيل انهار من الدم – لقد حصَلَتْ طفرة في القرن الماضي للرأفة والرفق بالحيوان في صيده أو ذبحه أو معاملته , وهذا أمر جيد – لكن ليت البشرية تفكر بالرفق بالإنسان الذي يمتلك أحاسيسا وعقلا وعاطفة حتما هي أضعاف أضعاف ما لدى الحيوان؟
ليت الامم المتحدة ومجلس الامن اللتان ولدتا في نفس سنة ميلادي والقائمتان على أسس غير موضوعية أساسا , ليتهما تعملان على أسس العدل والمساواة وإنهاء كل اشكال الظلم – وأشكال الأذى الذي يلحق بالإنسان من تلوث : في الهواء, والماء, والتربة, والرؤيا , والعقل – الظلم الذي يلحق بالإنسان من جهل – ومرض – وجوع – وصراعات – وتطهير عرقي – وتهجير – واسترقاق – ونهب للممتلكات ومصادرتها ؟
هذا ما رأيته في ثلاثة أرباع قرن عِشْتُها – وجاء كورونا ليختم رؤايا بدءاً من القرصنة على الكمامات – وأجهزة الوقاية – ومرورا بحصار دول فقيرة جائعة ومنع مساعدتها – وأخيراً في طريقة وأسلوب توزيع اللقاح ( ليتنا نقلد النملة ذلك الكائن البسيط التي تساعد أختها المصابة أو الضعيفة)
بعد كل هذا التطور العلمي والحضاري الذي وصلت اليه البشرية – ألم يحن الوقت أن نفكر بعقل منطقي – وبضمير انساني – كي نعيش في عالم –يسوده الأمن والسلام والرفاه والمحبة والتآخي والسعادة – ونتخلى عن صفات تأبى أغلب الحيوانات أن تفعلها؟
كل عام وأنا وأنتم وكل إخوتنا في البشرية بألف خير !
دمتم لأخيكم فريد حسن

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏‏‏وقوف‏، ‏‏نظارة‏، ‏بدلة‏‏‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏‏نظارة‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٤‏ أشخاص‏، ‏‏‏‏أشخاص يقفون‏، ‏طفل‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏

من almooftah

اترك تعليقاً