إن تاريخ الفنون والخطوط في السودان تاريخ قديم جداً ومرتبط بتاريخ حضاراته القديمة، تلك الحضارات التي شهد العالم بتميزها وتفوقها منذ اللحظة الأولى التي نشأت فيها حضارة وادي النيل، وهي تستقي عظمتها وعنفوانها من الأرض السودانية قبل تمددها نحو الشمال، وهذا بدوره ترك لنا العديد من الآثار والمعالم المتفرقة يمنة ويسرة في مختلف المناطق السودانية، وقد استمر الأمر في تطور يترافق مع السمات التطورية للفنون السودانية بشكل عام، إلى حين ظهور الحقبة الإسلامية وتمكنها من وجدان السودانيين ومن مشاعرهم الفكرية والإبداعية، ومن هنا كانت نقطة البداية، فقد برز الاهتمام بالعلوم والفنون الإسلامية وعلى رأسها القرآن الكريم حفظاً وتدويناً وتفسيراً، ومن ثم تكون تيار جديد من الكتابة العلمية والتوثيقية في المجتمع السوداني مرتبط بأصله الروحاني ومادته الجمالية الدينية التي تعد امتداداً طبيعياً للحضارة الإسلامية الرائدة في هذا المجال. من هنا برز الاهتمام بفن الخط العربي في المجتمع السوداني كركيزة أساسية تتبلور من خلالها شخصيته الإسلامية والعربية. ويعد فن الخط العربي واحداً من أهم الإنجازات التي يفخر بها العرب والمسلمون الكاتبون بتفاصيله في مجال الفنون الجميلة على مر العصور، وهذا الأمر قد تم تقديمه للبشرية بكل فخر واعتزاز منذ قرون عديدة.
وبالرغم من أهمية الخط العربي كثروة قومية للأمة العربية والإسلامية في مجال الفنون، وفي جانب صناعة الجمال وتوطينه بين الناس؛ فإن هذا الفن وفق تقديري الخاص لم يأخذ نصيبه الكافي من الدراسة والأبحاث بالشكل المرضي والمقنع الذي يلبي طموح وشغف محبي هذا الفن على مستوى العالم، وبالأخص في بلد مليء بالمواهب الفنية والأنامل المقتدرة إبداعياً كالسودان، هذه المواهب التي تحتاج للتشجيع والصقل والمساعدة على الظهور ونيل مكانها المفترض من الصدارة والريادة الاحترافية محلياً وإقليمياً وعالمياً.
ومنذ عهد ليس بالبعيد نجد الاهتمام الملحوظ من قبل واضعي المناهج التعليمية الحديثة في السودان بتدريس الخط العربي، وقد كان يدرس في المدارس الابتدائية ضمن مقرر الدراسة في حصة الفنون، ولكن ليس بذلك القدر المطلوب لإعداد خطاطين، إنما كان الغرض منه تحسين خطوط التلاميذ وتعليمهم القواعد والأسس الأولية للخط العربي، وإن برز به اهتمام مضاعف في المرحلة الثانوية من خلال مادة الفنون والرسم، فقد كان الخط العربي أحد فروع الفنون التي يسمح للطالب بأن يجلس للامتحان فيها ضمن مادة الفنون.
أما فيما يتعلق بالدراسة الجامعية المتخصصة فإن هناك قسماً كاملاً للخطوط العربية واللاتينية والزخرفة الإسلامية بكلية الفنون الجميلة والتطبيقية بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، يمثل دعامة أساسية لإعداد وتخريج فنانين للحفاظ على تقاليد الخط العربي والزخرفة الإسلامية بوصفهما عنصرين من أهم عناصر الجمالية الإسلامية تاريخياً، وتنص رؤيته ورسالته على ضرورة الحفاظ على المناقب والمآثر المتصلة بشخصية الأمة عقائدياً وجمالياً والمنتقلة عبر فن الخط العربي، ذلك بجانب تجديد قدرة الخطاطين على إنتاج كل جديد يتصل بروح العصر وما استجد فيه من إمكانات تقنية لخدمة الطباعة والصناعة الثقافية والجمالية في السودان وبقية العالم، ويمنح هذا القسم درجة البكالوريوس في الخطوط العربية واللاتينية والزخرفة الإسلامية كأهم البرامج الأكاديمية فيه، وله مجموعة من المتطلبات والإمكانات والأسس المهمة، وفعلياً فقد تم التأسيس لكلية متخصصة في الفنون في بداية الخمسينات من القرن المنصرم في السودان على أيدي مجموعة من المتخصصين والمهتمين.
وهناك لجنة خاصة بفن الخط العربي من لجان المجلس القومي للتراث الثقافي وترقية اللغات القومية بوزارة الثقافة والإعلام السودانية، كما أن هناك جهوداً حثيثة لتطوير فن الخط العربي بشكل غير رسمي عن طريق تقديم ورش عمل متخصصة وعقد دورات تدريبية في هذا الفن، إضافة لتنظيم المعارض وتنمية المواهب الصاعدة من الهواة وتشجيعها على الترقي في فن الخط العربي، وإجراء المسابقات ورصد الجوائز المقدرة لها، كما تعمل هذه الجهود على إبراز الوجه المشرق للخطاطين السودانيين إقليمياً ودولياً، وهي مناشط مهمة جداً وعظيمة الأثر لمستها من خلال جمعية الخطاطين السودانيين التي أتشرف بعضويتها، ولهذه الجمعية رئيس وأمين عام ومكتب تنفيذي إضافة إلى العضوية المتاحة لجميع المحترفين والهواة والعشاق لفن الخط العربي، ويقوم على أمر هذه الجمعية نفر كريم من خيرة الخطاطين السودانيين على رأسهم رئيس الجمعية البروفيسور أبو الحسن علي السماني ذو النشاط المرموق في تدريس فن الخط العربي خصوصاً في القارة الأفريقية ضمن أنشطة ندوة الشباب الإسلامي ومنظمة الدعوة الإسلامية، مع بقية منظومة العقد الفريد في هذه الجمعية الرائدة والمتفردة دون فرز ودون تحديد.
وتعتبر التجربة السودانية في مجال الخط العربي تجربة ذات خصوصية عالية وتختلف عن بقية التجارب في الوطن العربي، فقد أبدع الرواد السودانيون كعثمان وقيع الله وإبراهيم الصلحي وأحمد محمد شبرين ما يعرف بفن الحروفية، وهو فن يعنى باستخدام الحرف العربي كمفردة لإنتاج اللوحة التشكيلية، كما ظهرت في هذا المجال عدد من المدارس السودانية المتميزة منها مدرسة الخرطوم، ومدرسة الواحد التي لها عدد من الرواد، وتختلف هذه التجربة عن تجارب الدول العربية الأخرى التي تعتمد على كتابة الخط بالأنواع الكلاسيكية المعروفة من نسخ وثلث.. وغيرهما.
وتؤكد مدرسة الخرطوم ارتباط الفنون التشكيلية في العصر الحديث ارتباطاً وثيقاً بالتراث الوطني والبيئة المحلية والتطور الاجتماعي في السودان والتحولات العالمية في مجالات الفنون والتي منها فن الخط العربي بكل تأكيد، هذه الخاصية جعلت أستاذ الفنون الجامايكي دينس وليامز -محاضر وناقد بكلية الفنون البريطانية- يطلق على الأعمال التشكيلية السودانية التي انتشرت في الخرطوم إبان الستينيات اسم (مدرسة الخرطوم التشكيلية)، ولم تكن لمدرسة الخرطوم في بداية سنواتها نزعة أسلوبية أو جمالية محددة بل كانت تشمل مختلف المدارس الفنية من انطباعية وسريالية وتجريدية وواقعية.. وغيرها، ولكنها رغم ذلك اتسقت وتميزت بجملة من الخصائص منحتها هذا الاسم. ولا بد من الإشارة إلى أن بداية بلورة منجزات مدرسة الخرطوم التشكيلية وتحقيق سماتها وإسهاماتها المعروفة؛ قد سبقت بسنوات لحظة إطلاق هذا المصطلح عليها في الستينات، حيث إن نشأة ملامح هذا التوجه الفكري الجمالي كانت خلال أربعينات القرن العشرين الماضي، وهنالك من يؤرخ لها بعام 1945م تحديداً كنقطة انطلاق، رغم أن مسيرة فناني تلك الظاهرة كانت قد سبقت ذلك بسنوات أخرى، ولكن إبان فترة الأربعينات برزت بقوة انشغالات وهموم مضمونية مشتركة فيما بين المبدعين آنئذ في ظل الظروف الموضوعية التي افترضتها فترة مقاومة الاستعمار البريطاني التي امتدت حتى فجر الاستقلال في 1956م، وذلك في إطار سعيهم للبحث عن الهوية وتجليات الخصوصية الثقافية للمجتمع السوداني، الأمر الذي يؤكده بروز مدرسة إبداعية موازية في مجال الشعر ظلت تهجس بسؤال الهوية أيضاً فأطلقت على نفسها اسم (الغابة والصحراء) أو مدرسة (النخلة والأبنوس) خلال الستينات ذاتها، وليس خافياً انطواء عنوانها على إشارة حاسمة نحو تمازج الثقافتين: العربية وترمز لها الصحراء أو النخلة، والأفريقية وترمز لها الغابة أو شجرة الأبنوس، ومن خصائص مدرسة الخرطوم تلك السمات المشتركة لفنانيها والتي تتمثل في التشبث بوحدات من المرئيات مستلفة من التشكيل التقليدي في السودان، وهي وحدات يمكن تصنيفها ضمن الفنون التطبيقية التراثية، حيث تشمل أدوات شعبية فولكلورية تستخدم على سبيل الأدوات المعيشية في أزمان ماضية، كـ(البِرِش)، وهو بساط من سعف شجرة الدوم أو النخيل، وكذلك (الطَّبق) وهو غطاء للأطعمة في شكل قرص واسع مصنوع من السعف أيضاً مزخرف ومنسوج ومزين بدوائر غنية بالألوان ومنداحة، وأيضاً (اللوح) المصنوع من الخشب ويستخدم في كتابة الآيات الكريمة بيد تلاميذ كتاتيب حفظ القرآن، و(الشرافة) التي هي تزويق وزخرفة تشكل إطاراً للنصوص التي تكتب في قلب اللوح، وهناك أيضاً الحروف العربية التي توظف داخل اللوحة لإغنائها بجماليات الخط العربي، والمباني القديمة للمدن المعرضة للاندثار، وأبرز فناني هذه المدرسة: إبراهيم الصلحي الذي غدا فناناً عالمياً تقتني أعماله كبريات متاحف الفنون في العالم، ويقول الصلحي إن تدريبه الفني قد بدأ في الواقع وهو طفل في الثانية من عمره، حين كان في خلوة (مدرسة قرآن) والده شيخ الصلحي يحاول نسخ الكتابات وزخارف الشرافات على ألواح الكتابة، ويقول الصلحي إن أول معرض أقامه في الخرطوم بعد عودته من (السليد سكول أوف آرت) لم يجذب الجمهور السوداني لأن الأعمال المعروضة لم تكن تعبر عن الموروث التشكيلي للسودانيين، وقد ألهمه هذا الواقع البحث عن المكونات السودانية في تجربة السودانيين التشكيلية وذلك بغرض استخدامها لتأسيس أسلوب تشكيلي سوداني ومعاصر في آن واحد، وفي هذا المشهد سعى الرجل من خلال بحثه لتعريف نوع من أبجدية بصرية تعكس مكونات الثقافة البصرية للسودانيين، وهكذا انطبعت أعمال الصلحي منذ عودته من بريطانيا بموتيفات تستلهم البعد الثقافي العربي (فن الخط العربي) وأخرى تستلهم البعد الثقافي الأفريقي (زخارف المصنوعات الشعبية)، وهكذا بدأت ملامح وسمات مدرسة الخرطوم التشكيلية تتبلور على يده، ومن ثم انتقلت إلى من جايلوه.
ورديف الصلحي في تأسيس مدرسة الخرطوم التشكيلية ذات الصيت الواسع وسط مبدعي هذا المجال في كل مكان من العالم هو رفيقه البروفيسور أحمد محمد شبرين الذي يعتبر أكثر رواد الحروفية السودانيين عطاء جاداً ومنضبطاً أمسك بعظم الحرف، وإبراهيم الصلحي أدرك القيمة التشكيلية في الفراغات التي تصنعها الحروف بما أسماه لحم الحرف، وشبرين والصلحي هما اللذان أسسا مدرسة الخرطوم في السودان وتبعهما عدد كبير من الفنانين في السودان، ومع تمكنه في خطه الذي ابتدعه مترسماً خطى الحرف الكوفي، ومشتقاً منه خطاً حراً عرف بـ(الخط الشبريني)، الذي يتخاطب بحرية كبيرة مع الفراغ، ومن خلاله استطاع الفنان شبرين أن يرسم شعراً ويقدم سيمفونيات خالدة تتسرب إلى البصر والنفس عبر الكتلة واللون فتفتح عوالم موحية في غنائيتها التي تجمع بين الإيقاعات المتوازنة والدقيقة التي توفر الإحساس الحميم بالحياة، ويبحث شبرين في تكوينات اللوحة المعاصرة عن الطيف العاطفي الذي يستعيد من خلاله السلالات الأخيرة للكتابات العربية كموروث شعبي غني بتقاسيمه وزخارفه ومتونه وهوامشه، الكتابة المليئة بالغرابة والدهشة والمناخات السحرية، حيث الخربشات المبهمة والدلالات اللونية، كأنها هي حدود اللوحة وخضابها وخضمّها.
ومن الجهود السودانية القيمة في ترسيخ الفنون الإسلامية وتعزيزها مجتمعياً ابتكارهم لمدرسة الواحد، التي انطلقت من ذات الأرضية التي انطلق منها الحرف العربي، وقد انعكست فلسفة تلك المدرسة في تناولها للخط العربي، وتطبيقاته الفلسفية والزخرفية وما يمكن أن يواجه ذلك من معيقات وإشكاليات. ونكتفي بالإشارة إلى مدرسة الواحد باعتبارها قد أسهمت في إحياء ما اندرس من تلك الرؤية الإسلامية للحرف العربي. ومن هنا فإن جهود الكثير من الفنانين التشكيليين السودانيين الذين كان لهم فضل في إنشاء تلك المدرسة؛ قد حققت تقدماً في تأصيل الزخرفة والفن الإسلاميين في التطبيقات الفنية المختلفة من خلال استخدام الحرف العربي وغيره.
وفي الآونة الأخيرة نلاحظ بروز نشاط ملحوظ لبعض التشكيليين من الخطاطين السودانيين المعروفين من خلال أجهزة الإعلام والصحافة، ويأتي في المقدمة الخطاط الرائد في مجال الخط العربي البروفيسور عثمان وقيع الله (1925م – 2007م)، والملقب بـ(شيخ الخطاطين)، وهو معروف في الأوساط الفنية على مستوى العالم العربي والعالمي، ويعد رائد مدرسة الخرطوم التي تم الحديث عنها سابقاً، وهي التي استلهمت صيغ الخط العربي وجمالياته، وهو حاصل على وسام الإنجاز من رئاسة الجمهورية في السودان، وإجازة من الخطاط المصري سيد إبراهيم، كما أنجز بخطه المتفرد بعض المصاحف وعدداً كبيراً من اللوحات القرآنية، وهو أستاذ مؤسس لكلية الفنون الجميلة في السودان عام 1951م، ولأول مرسم حر لفنان سوداني، كما أنه أول سوداني يحقق امتيازاً في إجادة الخط العربي على نهج وطرق المدرستين العربية والتركية، وقد كان بذلك أباً ومعلماً ورائداً لأجيال الخطاطين الموهوبين الذين خدموا فيما بعد في الصحافة والنشر، والتربية والتعليم.
وكان في التلفزيون الخطاط المشهور أدمون منير الذي كان يميل إلى توظيف الخط الحر في المقدمات البرامجية وأسماء وعناوين برامج التلفزيون المختلفة، وذلك قبل ظهور الحاسبات والبرامج المساعدة التي تعين المصممين والخطاطين على تنفيذ أفكارهم وتصاميمهم الفنية.
وفي الصحف وكتب مكتب النشر التابع لوزارة التربية والتعليم برز الخطاط حسن عباس كندورة الذي انتقل إلى صحيفة الصحافة لاحقاً. وفي صحيفة الرأي العام اشتهر الخطاط الأستاذ (مرتضى). وفي صحيفة الأيام الخطاط البارع الأستاذ حسن مختار -يرحمه الله، وقد انتقل إلى السعودية خطاطاً في صحيفة الجزيرة التي تصدر في الرياض العاصمة من مؤسسة الجزيرة الصحفية، وزميله الأستاذ هاشم مرغني بلاص الخطاط التشكيلي البارع، الذي انتقل هو الآخر للجزيرة السعودية، والخطاط جلي. ومن الخطاطين المشهود لهم أيضاً الخطاط والتشكيلي الأستاذ الفاضل أحمد موسى الشهير بالفاضل الأسمر الذي صمم لافتة (دار الصحافة للطباعة والنشر) وكتب أول مانشيت لها في العام 1961م، وبجانب مهارته في فن الخط العربي فهو من أمهر فناني الصورة الفنية للوجه (البورتريه)، حيث انتقل إلى مصر واشتهر هناك ورفع رأس السودان عالياً بفنه الأنيق وأسلوبه المتفرد، وظهرت أعماله في الأفلام المصرية القديمة، ورسم كبار الشخصيات العالمية ورؤساء الدول المشهورين آنذاك.
وهناك العديد من الخطاطين السودانيين التشكيليين الذين أسهموا في تطوير الحرف العربي في الداخل والخارج، أذكر منهم على سبيل المثال: الخطاط المتمكن الأستاذ تاج السر حسن خريج كلية الفنون الجميلة والتطبيقية بالخرطوم عام 1977م، وهو من الخطاطين المبدعين ممن تلمس فيه روح الجدية والاهتمام بتطوير الحرف العربي وتشكيله، وقد واصل أبحاثه ودراسته حيث نال ماجستير الكلية المركزية للتصميم والفنون في لندن بالمملكة المتحدة في العام 1983م، ويعمل الآن في دولة الإمارات العربية المتحدة في نفس مجال تخصصه، وقد تم تكريمه هناك من عدة جهات رسمية، ولا يزال يواصل مشواره الممتد مع جمالية الحرف العربي.
وهناك أيضاً على سبيل المثال الخطاط المبدع محمد بابكر الذي درس بشعبة الجغرافيا بكلية الآداب بجامعة الخرطوم وتعاون مع دار الصحافة للطباعة والنشر، وهو بجانب تميزه في الخط فقد كان أيضاً متميزاً في دراسته بالجامعة، وقد ابتعثته الجامعة إلى كندا حيث نال درجة الدكتوراه في تخصص نادر ألا وهو درء الكوارث والتعامل معها، وهناك أيضاً الخطاط قاسم سيد أحمد ومحمد أحمد (الزبير)، والخطاط الأستاذ درمة، وغيرهم كثير داخل السودان وخارجه، وكانوا جميعاً نعم السفراء لفن الخط العربي في السودان، ونعم العاكسين لجمالياته المعهودة بروح سودانية خالصة ومتميزة.
وختاماً، أؤكد على أهمية أن يجد فن الخط العربي ورواده الذين لمعت أسماؤهم في سمائه سودانياً وعربياً وعالمياً الاهتمام والتكريم، وأن توثق كل أعمالهم وإبداعاتهم، فقد بذلوا مجهودات جبارة في تأسيس صروحنا الفنية التي تعنى بذلك النوع من الفنون، كما أهيب بالمهتمين بأمر الخط العربي أن يبرزوا لنا دور الرواد الأوائل في هذا المجال وأن يعملوا على كتابة التاريخ وجمع المعلومات ولا سيما في عهد الثورة المعلوماتية الإلكترونية التي سهلت على الباحثين عملية جمع المعلومات وتحليلها وتوثيقها، والله ولي التوفيق.