حلقة نحتفل فيها باليوبيل الفني الذهبي للمبدع روميو لحود
صورة ‏‎Ahla Jalseh‎‏.

بالصور: روميو لحود.. مبدع يحوّل مسرح إلى وطن
ليبانون ديبايت – راكيل العُتيّق

صباحا، يدوي صوت انفجار في بيروت، ومساء تصدح أصوات الموسيقى في كازينو لبنان، لتنقذنا من احتضار محتم، فهي وسيلة المقاومة الوحيدة المتبقية لنا لنواجه الموت والحياة معاً، لنبكي ونضحك، فتكون صلاة موحدة كي ترقد أرواح الشهداء بسلام، وتطمئن وتهدأ أرواح الأحياء.

عاد روميو لحود إلى المسرح، وخاطر بانتاج مسرحيته الخاصة برغم الأوضاع الأمنية والاقتصادية التي لا تشجع والتي ممكن أن تؤثر على الاقبال الجماهيري .

ولكن هذا العمل أكبر وأسمى من عمل تجاري، إنه خطوة نحو طريق الفرح والأمل نحو لبنان الثقافة والجمال. حوّل روميو لحود المسرح الصغير إلى لبنان “الوطن”، فدمج بين الوطنية، الحب، الطمع، الخيانة، متناولاً أساس المشكلة التي تكررت وتتكرر مع الزمن، القصر “الوطن” المشرعة أبوابه أمام الجميع، فتأتي وفود وجيوش جميع الدول كي تصفي حساباتها على أرضه.

أثبت روميو لحود بأن المسرح لا يتطلب انتاجاً كبيراً كي يحقق النجاح، بل يكفي أن يحرك حنين اللبنانيين من خلال نص مترابط يترجم همومهم بمسحة حزن تارة وبسخرية مضحكة تارة اخرى، فأعادت وصلات الدبكة ذكريات الضيعة والزمن الأصيل.

تم تنفيذ هذا العمل بإخراج روميو لحود، وإدارة جهاد الأندري، بالاشتراك مع المطربين ميكايلا، جاد قطريب وزينب شريف، ونخبة من الممثلين نذكر منهم بياريت قطريب، وليد العلايلي وفاديا عبود، بالاشتراك مع فرقة آلان مرعب الراقصة.

أصابت اختيارات روميو لحود للمطربين والممثلين، فتميزت الممثلة بياريت قطريب بحضور قوي، كما جسدت ميكايلا دورها بطريقة محببة وكان اداؤها جميلاً وقريباً من القلب، اما اللافت فكان المطرب جاد قطريب الذي لامس قلوب الجميع وحرّك مشاعرهم من خلال صوته الحنون. ختمت المسرحية بأغنية تكريما للملحنين الكبيرين، الأخوين رحباني، وليد غلمية، زكي ناصيف وتحية خاصة إلى بوغوص جلاليان.

شكر روميو لحود الحضور، كما وجه تحية خاصة إلى رئيس الجمهورية الذي لم يتمكن من الحضور بسبب الحادث الأليم الذي أصاب لبنان، فمثلته الوزيرة أليس شبطيني التي قلدت لحود باسم الرئيس ميشال سليمان وسام الأرز الوطني برتبة كوموندور تكريما لعطاءاته الوطنية لمدة خمسين سنة.

امتلأ المسرح بالمدعوين من سياسيين، فنانين واعلاميين منهم: السيدة منى الهراوي، الوزير السابق غابي ليون، الوزير السابق زياد بارود، النائب سيمون ابي رميا، النائب السابق وليد خوري، الفنان الكبير ريمون جبارة، الاعلامي روبير فرنجية، مقدم البرامج طوني بارود وزوجته ملكة جمال لبنان السابقة كريستينا صوايا. وكان بارزا الدعم “الرحباني” لروميو لحود، فحضر كل من الموسيقار الياس الرحباني وزوجته نينا، الملحن غدي الرحباني وزوجته والموسيقي أسامة الرحباني ترافقه الفنانة هبة طوجي.

أكد الجميع على ضرورة مواجهة الارهاب الذي يضرب لبنان بثقافة الحياة، ولعل أبرز ما قيل هو حديث أسامة الرحباني لموقع “ليبانون ديبايت”: “بدنا نستمر ما فينا نوقف والمقاومة الفكرية اهم شي جينا اليوم ندعم روميو ولازم الكل يعمل مسرح ممنوع نستسلم، وبالنهاية هيدا عملنا متل ما الطبيب عندو عملو فبدنا نشتغل بكل الظروف والحياة تستمر”.

“قصتنا قصة قصر قديم واقف عمفرق طرقات، قيمتو لا بحجمو ولا بجمال اراضيه بل بمركزو وبصمودو رغم طموح الطامعين”.

فمتى سيدرك هذا “القصر” انه يجب ان يغلق هذا الباب مرات او بالحد الأدنى ان يضع شروطاً للدخول، فيحدد بوجه من يفتح بابه وبوجه من يغلقه، فالغرباء يدخلون بحرية، بينما ابناؤه يلوذون بالفرار من النوافذ، على امل ان نقطع طريق الدم والعذاب ونخرج من العتمة واليأس لنسلك مجددا طريق الشمس .

بالصور: روميو لحود.. مبدع يحوّل مسرح إلى وطن
2صورة ‏‎Ahla Jalseh‎‏.
ضيوفنا الليلة في أحلى جلسة : المبدع روميو لحود، وأبطال مسرحية “طريق الشمس”: الممثل وليد العلايلي، الممثلة بياريت قطريب، الفنانة ميكايلا، الفنان جاد قطريب والممثل عصام مرعب
ــــــــــــــــــــ

روميو لحود فنان الفولكلور اللـبـنـانـــي

اعداد : تريز منصور

صمّـم وأخـرج وكـتب أعمالاً مسرحية غنائية، شكّلـت جزءاً من تاريـخ نهـوض الفولكـلور اللبـناني منذ الستينيات، بالإضافة إلى أعمال غنائية ومسرحية لها حجمها وحضورها، جرى عرضها في لبنان ومختلف دول العالم.
روميو لحود رئيس لجنة مهرجانات جبيل الدولية، ولد في بلدة حبالين – قضاء جبيل عام 1939، تزوج من السيدة ليليان بولان وله منها ابنتان، ثم تزوج ثانية بعد وفاة زوجته من السيدة الكسندرا قطريب؛ في ما يلي إضاءة على مسيرته وأعماله.

عاشق المسرح

تلقى روميو لحود علومه الابتدائية في مدرسة القدّيس يوسف في عينطورة، ثم تابع دروسه الجامعية في جامعة «موزار» في باريس – فرنسا، وحاز في العام 1954 على إجازة في هندسة الديكور.
عشقه للمسرح وللأوبرا دفعه إلى متابعة الدروس في علم المسرح أو بما يسمى بـ«سينوغرافي ميكانيك» في معهد «مونتكامودزو» في إيطاليا، وهذا العلم يركّز على درس خشبة المسرح، نوعيتها وسماكتها… وايجاد الحلول لكافة مشاكل المسرح.

أثناء متابعته هذه الدراسة، بدأ بالعمل الفعلي في إنشاء المسارح، وتجهيزها، وتأمين كل ما تتطلب من معدات وغيرها…
رحلته الإبداعية بدأت فعلياً سنة 1964، عندما طلبت منه جمعية مهرجانات بعلبك، إعداد «أوبريت» غنائية ضمن إطار برنامجها «ليالي لبنان»، فكانت بمثابة الخطوة الأولى في رحلة السنوات الأربعين، التي برز خلالها منتجاً ومخرجاً ومؤلفاً لألحان وكلمات عشرة مهرجانات كبرى، وسبعة وعشرين استعراضاً غنائياً. هذا إضافة إلى الجولات العشر التي قام بها في دول العالم، وإحياء أكثر من مئة حفلة فيها.

في العام 1969 دعي لتقديم عروضه في صالة أولمبيا، حيث قدّمت له «جمعية جنيف الدولية» جائزة «بروموسيون إي بريستيج» (Promotion et Prestige)، الخاصة بالفنون المسرحية المرادفة لجائزة نوبل.

وهو كان المخرج العربي الوحيد الذي دعي إلى حفل تتويج شاه ايران، كما انفرد بالذهاب إلى بروكسل بدعوة من البلاط الملكي، ليقدّم حفلة في «مسرح الفنون الجميلة» (Grand Théâtre Des Beaux Arts). بعد ذلك قام بجولة دامت خمسة عشر يوماً، شملت كبريات المدن البلجيكية.

وعلى مدى ثلاث سنوات متتالية 98-69-70, لبّى روميو لحود دعوات الشباب الموسيقيين الفرنسيين (Jeunesses Musicales de France) وجال في كافة أنحاء فرنسا، مقدّماً استعراضه الفني «ميجانا». وكان قد سبق هذه الجولات، جولات عدة قام بها في العراق والكويت والأردن، حيث نال ميدالية مهرجان جرش للعمل الفني الكبير «ليالي لبنان».
إحياء التراث

في لبنان، كان روميو لحود أول مـن أطلـق «المسـرح الدائم» وذلك في فندق «فينيسيا»، بالاستعراض الكبير «موّال» الذي عرض بشكل مستمر طوال أحد عشر شهراً.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنه الفنان الوحيد الذي استمر يعمل بعد اندلاع شرارة الحرب اللبنانية في العام 1975.

سعـى الفنان المبدع روميو لحود في مسيرته الفنية، الى إحياء التراث أو الفولكلور اللبناني وتطويره وتقديمه مادة فنية راقية إلى الجمهور، من خلال العروض المسرحية والرقصات الموسيقية الفولكلورية، التي ما زالت مطبوعة في ذاكرة اللبنانيين والعرب لغاية الآن.

اليوم يعمل لحود على اعادة تأهيل وتطوير مسرح «الاتينيه» في جونية، بهدف تقديم أرقى الأعمال الفنية الإبداعية على خشبته.

ويؤكد الفنان روميو لحود أن همّه الكبير خلق وجوه فنية جديدة مثقفة، ترفع مستوى الفن من الانحطاط الذي يتخبّط فيه، إلى درجة الكمال والخلق والإبداع، الذي تميز به الفن اللبناني والفنانون اللبنانيون عبر الزمن، ملتزمين بعاداتهم وتقاليدهم.

                                                                                                              تصوير:
المجند متري كرم

جوائز وأوسمة

نال الفنان روميو لحود، جوائز وأوسمة منها وسام الأرز الوطني برتبة ضابط، الذي قلّده إياه فخامة رئيس الجمهورية السيد الياس الهراوي عام 1995.
أما الجوائز فهي: «بروموسيون إي برستيج» – جنيف، الـ«فوبور» – لبنان، «ابينيه سور سان» (Epiney sur seine) – فرنسا، «غولدن ميدل» – الولايات المتحدة الأميركية، الأرزة الذهبية – لبنان، الـ«موركس الذهبي» – لبنان، الاسطوانة البلاتينية للأغنية – اليونان.
محطات إبداعية

خطّت مسيرة الفنان روميو لحود الإبداعية محطات عديدة مشرقة وبحسب ترتيبها الزمني:
– «الشلال»، مهرجانات بعلبك الدولية 1962.
– «موال»، مسرح فينيسيا 1965، مهرجانات الأرز 1965.
– «ميجانا»، مسرح فينيسيا 1966.
– «عتابا»، مسرح فينيسيا 1967.
– «ليالي لبنان»، مهرجانات بعلبك الدولية 1967.
– حفل تتويج شاه ايران – طهران 1961.
– «القلعة»، مهرجانات بعلبك الدولية 1968.
– Olympia، باريس 1969.
– Grand Théâtre Des Beaux Arts، بروكسل 1969.
– «فرمان»، مهرجانات بعلبك الدولية 1970.
– جولات مع Jeunesses Musicales de France، 1968، 1969، 1970.

– مهرجان بغداد 1969 و1972.

– مهرجانات بعلبك الدولية 1971.
– «العواصف»، مهرجان الأرز 1971.
– «فينيقيا 08»، مسرح مارتينيز 1971.
– سنكف سنكف»، مسرح الايليزيه 1974.
– «هـرب شـاهــين»، بعــبدات، مـسرح تحـت الخيـمة 1975.
– «بنت الجبل»، مسرح الاليزيه 1977.
– «اسمك بقلبي»، مسرح الايليزيه 1978.
– «اوكسيجين»، مسرح الايليزيه 1979.
– «ياسمين» مسرح الايليزيه 1980.
– «نمرود»، مسرح الايليزيه 1981.
– «سوبر ستار»، مسرح كازينو لبنان 1982.
– «حكاية أمل»، مسرح الايليزيه 1982.
– «الحلم الثالث»، مسرح الايليزيه 1985.
– «ليالي لبنان»، مهرجان جرش 1987 .

– مـهرجـانــات جبــيل 1978.

– «بنت الجبل»، مسرح كازينو لبنان 1988.
– «ليالي زمان»، ريجنسي بالاس 1995.
– «ياسمين» (2)، مهرجانات بيبلوس 1998.
– «من لبنان»، مدرج الزوق الروماني.

مجلة الجيش

من almooftah

اترك تعليقاً