المخرج العراقي المغترب جمال امين :انا ممثـلا هاويـا..ولكني مخرجـا محترفا!!
ريموت نيوز – ديسمبر 13, 2020 م.

خالد النجار / بغداد
مخرج وممثل عراقي ذو صوت دافى انتج ثقافة وابداع داخل العراق وخارجه في الغربة وهو ممثل يتحرك في كل الاتجاهات بثقة وقناعة اجاد التمثيل والاخراج معا ،واثبت ان للعراق صولات في كل مناحي الحياة ادبا وثقافة وتاريخا وفنا ،ولد في خمسينيات القرن الماضي في مدينة الحرية في العاصمة بغداد وتخرج من معهد الفنون الجميلة عام 1981 قسم السينما ومثل في العديد من الافلام والمسلسلات العراقية ومنها فلم (بيوت في ذلك الزقاق) وفلم( البندول )وفلم ( اللوحه) ومسلسل ( الذئب وعيون المدينة) و( المسافر ) و( خيوط من الماضي وشارك في العديد من الاعمال الدرامية العراقية المعروفه انذاك،عمل مخرجا في العديد من الدول العربية والاوربية واخرج افلاما لها ( فلم RAKA) وفلم ( انهم يصنعون الحياة ) و( VIYROS ) و( اللقالق ) وحصل على الجائزة الفضية في مهرجان القاهرة الدولي عام 1977 وحاليا يمارس الاخراج والتمثيل معا ،يؤكد دائما بانه ممثلا هاويا ولكنه مخرجا محترفا!! انه ( جمال امين ) العراقي الذي حل ضيفا على وكالتنا الاخبارية .

( الحدث ) تسال الحسني عن ايهما اصعب التمثيل ام الاخراج ؟ اجاب : بلا تردد اقول لك بان التمثيل اصعب بكثير من الاخراج ، لانك كممثل تجد بان هناك الملايين من البشر سيشاهدونك وتشعر بحجم المسوؤلية والقلق المشروع تجاه عملك !ويجب ان اكون مقنعا كممثل واجيد دوري واوصل احاسيسي كما يجب وحتى شخصيتي للناس واشعر برعب كبير من اجل تحقيق ذلك! بالرغم من عملي امام الكاميرا اكثر من 35 عاما ولكني عندما اقف امامها الان ارتبك تماما؟

( الحـــدث ) وماذا عن الانسجام والتعاون مابين الممثل والمخرج كيف تجد ذلك ؟ يقول الحسني : بصراحة قد يزعل علي بعض المخرجين ! لقد عملت مع الكثير من المخرجين داخل العراق وخارجه ، وهناك بعض من المخرجين العراقيين لايعرفون كيفية ادارة الممثل لانها صعبة للغاية ! ولابد ان يكون المخرج متمرسا في هذا المجال ، واغلب المخرجين للاسف الشديد لايعرفون كيفية التعامل او التوجيه المناسب للعمل واليته مع الممثل ؟! ولاحظ بان الممثل العراقي يمثل بطريقة مسرحية والسبب؟ لان المخرج لايعرف كيف يدير العمل او يعطيه لفرصة لان يكون تلقائيا في التمثيل ، ونلاحظ الممثلين الانكليز تحديدا الاوربيين بشكل عام يتميزون بالتلقائية وعدم التشنج لاداء ادوارهم كما كنا نراها في فترات سابقة !

ـ وعن رحلة الغربة والفن والسينما يقول الحسني للـ ( الحـــدث ) :لقد بدأت العمل في السينما عام 1967 في بطولة اول فيلم اسمه بيوت في ذلك الزقاق وكنت في السابعة عشر من العمر! ودرست السينما فرع الاخراج في العراق والمونتاج في مدرسة الفيلم في الدانمارك ،واخرجت العديد من الافلام في العراق والكويت والاردن والدانمارك ولندن ، كما مثلت العديد من الافلام خلال مسيرة 40 عام مليئه بالابداع والنجاح والالم والغربه ، واستمر عملي طيلة دراستي للسينما في بغداد واهمها فيلم اللوحة والبندول وفيلم تحت سماء واحدة ومسلسل( الذئب وعيون المدينة) ومسلسل ( المسافر) مع الفنان كاظم الساهر وانا امثل شخصية شقيقه الاكبر،واول تجربة اخراجية لي فيلم وثائقي في الكويت وباشراف المخرج فيصل الياسري واخر فيلم اخرجته هو فيلم ( ياسين يغني) وانتج مابين الدانمارك ولندن!

( الحــــدث ) وماذا عن هموم السينما والغربة معا ؟ يؤكد الحسني : كل ماانجزه من اعمال فلمية لابد ان يكون عنوانها وفحواه هو (هموم المتغربين والغربة والمهاجرين)! لاننا هنا في الغربة نملك من المعاناة الكثيرة وخاصة من الناحية العنصرية، لذا اقوم باختيار مواضيع تخص المهاجرين بكل اصنافهم ومن الذين هربوا كي ينجوا من الحروب ؟!كما ان السينما قادرة على رصد الجانب الانساني من خلال اعمال تلفت نظر (الاجانب لنا)!! واهم فيلمين بهذا الاتجاه هو فيلم( اللقالق) و(فيلم فايروس) لان الغرب عندما يتعاملون مع مشكلة المهاجر يتعاملون معها كعنصر سلبي وليس كانسان يعاني من الغربة !! اننا نعمل على تفتيت مرتكزات الاحساس بالغربة،واعمل على تقارب الاحساس بين المهاجر وابن البلد انا اعرف انها مهمة قد تكون مستحيلة لكني يجب ان ارفع صوتي عاليا.

ـ ويؤكد الحسني :تجربتي الغنية بالخبرة هي التي ميزتني في اخراج الأفلام الروائية وحققت فيها نجاحا كبيرا بشهادة العديد من النقاد والجوائز التي حصدتها، وخاصة ( فلم اللقالق ) الذي يعد من أهم الأفلام التي تناقش موضوع التعايش وتقبل الآخر في المجتمعات الغربية ، لاسيما الجيل الثاني من المغتربين وقد استطعت من خلال دقائق الفيلم القليلة ان نوصل رسالتنا الإنسانية الكبيرة ومن خلال مشهد واحد ، تجري أحداثه في احد المتنزهات العامة حيث يلتقي بطله محمد بصديقة طفولته الشابة ماري ، ويتضح من خلال حوار بسيط طول الفترة الزمنية التي تربطهما ، ويلمح جمال ومن خلال هذا الحوار، الفارق والتمييز الذي يتعرض له الوافد ، فمحمد الذي يتمنى أن يصبح طيارا ،لم يستطع ان يحقق حلمه !ويعمل الآن جزارا، فيما صديقته ابنة البلد أصبحت معلمة في نفس المدرسة التي درسا فيها معا خلال سيرهما يعبران جسرا خشبيا ومن خلاله يؤكد صعوبة عبور هذا الجسر معا بسبب اختلاف الثقافات وعدم تقبل الآخر ؟!

( الحـــدث ) وماذا عن بداياتك الفنية ؟ اضاف :لقد شاركت في الكثير من الاعمال التلفزيونية والسينمائية في العراق مثل ( فلم بيوت في ذلك الزقاق) للمخرج قاسم حول 1976 و (فلم تحت سماء واحدة) للمخرج منذر جميل 1978 و( فلم اللوحة ) للمخرج كارلو هارتيون1977 و(مسلسل الذئب وعيون المدينة ) للمخرج ابراهيم عبد الجليل 1979، كما انتجت واخرجت العديد من الاعمال من الأفلام الوثائقية والقصيرة وأشهرها (اللقالق ) وانا اعيش ومنذ سنوات في العاصمة الدانماركية ( كوبنهاغن ) وقمت بزيارة الى كربلاء وشاركت في مسابقة( الفيلم الوثائقي الحسيني) التي أضيفت إلى فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي العاشر برعاية الأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وتم اختياري كأحد أعضاء اللجنة التحكيمية مع كل من الفنان حمودي الحارثي والفنان أحمد ماهر والمخرج وائل رضوي من مصر والمخرج وائل رمضان من سوريا..

ـ المخرج وديع نادر زميل وصديق الفنان جمال اكد للـ ( الحـــدث ): بلا ادنى شك ان المخرج والممثل جمال امين كان متميزا جدا في اداء ادواره واعماله في العراق وخاصة في فلم ( بيوت في ذلك الزقاق) ويمتلك شخصية فريدة ومتمكنة في الاداء وعدم التشنج والاسترخاء المطلوب في الاداء !! وقد غرس الكثير في دواخلي بالرغم من عدم عملي معه طويلا لكني تاثرت به، وقد غادرنا الى اوربا وقدم الكثير من الاعمال التي كنت اتابعها بشكل مستمر، ولابد ان تتعلم الاجيال الفنية الكثير منه لانه صنع اسمة بذاته المتمكنة في عالم السينما ،وستبقى بصمته واضحة في ذاكرة الفن السينمائي العراقي، واتمنى بعد ان عاد الى بغداد ان يبقى فيها ليتعلم الجيل القادم الكثيرمن خبراته وتجربته في السينما العراقية.

من almooftah

اترك تعليقاً