وفاة وزير الخارجية السوري وليد المعلم أحد أبرز عن عمر 79 عاماً - فرانس 24

Salim Kharat
-18-11-2020
من اجمل ما قرات بحق ابن سورية شام الياسمين للكاتب الفرنسي والسفير العالمي ميشيل ريمبو يقول :
ارقد بسلام سيّدي الوزير واسهر على سوريا ..:
ميشيل ريمبو سفير فرنسي
مترجم للعربية ..
توفّي الدكتور وليد المعلّم. خسارة كبيرة لسوريا التي تواجه منذ عشر سنوات عدوانًا لا نرى نهايته .
نادرًا ما رأينا وزيرًا للخارجية يستحقّ هذا الاسم. الهدوء النبيل، سيّد نفسه دائمًا، حضور البديهة الموجز ولكن الثاقب، كان المعلّم بامتياز، المعلّم، الشخص الذي يعلّم . كان مهذّبًا وحازمًا، لقد كان دبلوماسيًّا بالفطرة والفطرة الجيّدة .
القوّة الهادئة والصفاء التي كانت تنبعث من شخصه وسلوكه في جميع الأوقات جعلت الأمر يبدو وكأنّه لا يمكن مفاجأته أبدًا في مواجهة كلّ خصومة العالم، والله يعلم كم كانت سوريا بحاجة لرجلٍ ذكيّ وخبير ومخلص مثل وليد المعلم .
لقد كان محظوظًا بالتأكيد، في خضمّ كلّ المحن المحيطة به، بأن يدافع، ليس عن قضيّةٍ فاسدة مثل العديد من نظرائه أو زملائه، ولكن عن قضيّةٍ عادلة : الدفاع عن بلده الضحيّة لعدوانٍ إجراميّ نظّمه نصف “المجتمع الدولي”، ومواجهة وحشية وحقارة الدول الغربية وعملائها وشركائها، ناهيك عن بعض “الدول الشقيقة” . عدوان لم تشهد البشرية مثله قط .
سيكون هناك الكثير ممّا يمكن قوله وحفظه من مسيرة هذا الرجل المخلص، وهي الصفة التي لم تعد شائعةً هذه الأيام .
من بين العجائب التي تركها كإرث، يمكننا أن نتذكّر، على سبيل المثال، حلقةً أسطورية .
نحن في سويسرا في مونترو، في كانون الثاني/ يناير 2014 ، خلال مؤتمر حول الصراع السوريّ، ووزير خارجية أوباما، جون كيري يعلن للتوّ، بلهجة قطعيّة أنّ “بشّار الأسد لن يكون جزءًا من الحكومة الانتقاليّة في سوريا. لا يمكن تخيّل ذلك”. ما زلنا نرى الوزير الهادئ المعلّم يشير بإصبعه إلى زميله الأميركي، إصبعه المرفوعة مثل مدير مدرسة يوبّخ تلميذًا بليدًا: “سيّد كيري، لا أحد في العالم له الحق في إضفاء الشرعيّة أو سحبها من رئيسٍ أو دستور او قانون إلا السوريّين انفسهم.” . ونرى السيد كيري يفرك أنفه لإخفاء حرجه….
لن يُسعدَ الوزير الشجاع برؤية السلام يعود خلال حياته. لقد حان الوقت، على ما يبدو ، لـ “حروبٍ لا نهاية لها، صامتة و/ أو غير مرئية” يستطيع الخبراء الغربيّون التحدّث عنها حتّى يشعروا بالعطش، دون أن يروا أيّة خطيئة في الجرائم التي يتغاضون عنها. لكن حيثما هو، فإنّ الراحل المأسوف عليه، دعونا لا نشكّ في ذلك، يسهر على البلاد التي خدمها جيّدًا، كما يسهر على دبلوماسيةٍ مقاومة ومخلصة ورابطة الجأش، على الرغم من الضغوط والتهويل ومحاولات الشراء، دبلوماسية الجودة والرقيّ الكبير، التي تمّ تكوينها في المدرسة الأفضل بين المدارس، مدرسة وليد المعلّم .
ليرقد بسلام ولتجد سوريا أخيرًا الطمأنينة والسلام .
16/11/2020
ميشال ريمبو
كاتب وسفير فرنسي سابق .
#وليد_المعلم

توالي برقيات التعزية بوفاة المعلم من السفارات والمنظمات الدولية - الوطن أون  لاين

من almooftah

اترك تعليقاً