الدورة الثالثة للملتقى الدولي للخط العربي بقابس
لزهر الحشاني “فنون الخليج”
عاشت ولاية قابس من 3 الى 5 أفريل 2015 على وقع الدورة الثالثة للملتقى الدولي للخط العربي التي نظمتها جمعية دار الفنون بقابس بدعم من المندوبية الجهوية للثقافة بقابس.
وقد شهد اليوم الاول افتتاح المعرض برواق الفنون «حوش خريف» والذي شهد مشاركة نخبة من الخطاطين التونسيين والعرب القادمين من عدد من الدول كالعراق وسوريا و السعودية وسويسرا ثم كان الموعد مع امسية موسيقية أثثتها مجموعة «ديما ديما» بقيادة الفنان ياسر الجرادي الذي ادى وصلة من اغانيه الخاصة واخرى تونسية وجزائرية تفاعل معها الجمهور المتابع نذكر من بينها «تشي قيفارا»، «تسكات» ، «ذبان»،«نسمع فيه يغني» اهداء لروح الشهيد شكري بلعيد ،»الشيخ الصغير» و «ديما ديما» التي اهداها الجرادي للمضربين عن الطعام بقابس.
جماليات الخط الكوفي القيرواني
تميزت فعاليات اليوم الثاني السبت باقامة مائدة مستديرة تضمنت مداخلة أولى للخطاط التونسي عامر بن جدو معنونة بـ«جماليات الخط الكوفي القيرواني و تاريخه» تعرض فيها خاصة الى رحلته مع الخط الكوفي القيرواني مؤكدا انه لم يكتف باعادة صياغته في ثوب اكثر اناقة للمساهمة في بعثه من جديد وانما قطع معه خطوات تلاحمت خلالها الجراة والمغامرة لتقديمه في صوره عصرية
على امل ان يجد مكانا في حلبة التنافس بين الخطوط العربية المتداولة وعمله احتاج إلى تغييرطفيف في ملامح حروف علي الورّاق صاحب المصحف الشهير «الحاضنة» وتليينها احيانا والى استعارة اشكال من خطوط اخرى كالديواني او الكوفيب المشرقي او الخط الحرّ كذلك تطرق بن جدّو الى ضبط قواعد للخط الكوفي القيرواني ودوّنها في كرّاس واضح المعالم عنوانه «قواعد الخط الكوفي القيرواني» .. اما الاستاذ والخطاط طارق عبيد فاكد ان الخط المغربي او القيرواني لم يكن موجودا ضمن المسابقات الدولية الا بعد بروز خطاطين مغاربة واعداد قواعد هذا الخط العلمية والبيداغوجية خاصة كما بين عبيد وجود 130 نوعا من الخط الكوفي لا نعرف منها الا حوالي 70 نوعا..
كما تخلل هذه المداخلات ورشة للتعريف بفنّ الرسم على الماء «الإبرو «نشطتها الفنانة زهرة زرّوقي وقد كان جل المشاركين من طلبة المعهد العالي للفنون والحرف بقابس حيث قدمت زرّوقي في البداية ومضة تاريخية عن هذا الفن التشكيلي التركي ثم اعداد الورشة من مستحضرات والوان فالتطبيقات وعرض حي لتختتم الورشة بانتاج المشاركين لعدد من اللوحات كما اطر عدد من الخطاطين على غرار عبد الرزاق حمودة وطارق عبيد وسليم العلمي وطارق السويسي ورشات مختلفة في الخط العربي.
الخطاط التشكيلي عبد الرزاق حمودة:
النقطة رفيقة طريقي الفني والناطقة بلساني و الخط شاهد علي ّ
على هامش هذه التظاهرة كان «للمغرب» لقاء مع الفنان العالمي عبد الرزاق حمودة وهو خطاط تشكيلي وعضو مؤسس للجمعية المنظمة والذي اقيم بمنزله باحد احياء قابس والذي هجره منذ أواخر سبعينات القرن الماضي الى فرنسا ثم سويسرا لكن المنزل لا يوحي بالفراغ الا من بعض الفوضى «حرّيتي فوضاي» فأينما ولّيت وجهك في أركانه تعترضك لوحات تشكيلية تعتمد الخط العربي مفعمة بالحياة ومستلهمة من أقوال مأثورة وخاصة من الشعر العربي الحديث والقديم ومن كتب المتصوفة من أبي نواس وعمر الخيام وجلال الدين الرومي وصولا إلى الشابي ونزار قباني
وأدونيس..تحدث حمودة بداية عن فكرة خلق فضاء تشكيلي بالجهة وشراء البلدية لـ»حوش خريف « سنة 1989 ثم تاسيس الجمعية في ماي 1991 واكتمال اعداد فضاء حوش خريف مع تدخل معهد التراث ليبقى المنزل محافظا على خصوصياته المعمارية ثم سرد رحلته الى فرنسا ثم استقراره بسويسرا واقامته لعشرات من المعارض بمختلف القارات مدافعا عن النقطة وشعاره في اعماله «نقطة وحرف وكلمة»، فيؤكد حمودة أن النقطة لديه مع طول الزمن رفيقة طريقه الفني والناطقة بلسانه، بالنقطة يساند قضية، ويندد بتطرف، ويحاور الرأي الآخر، الخط لديه شاهد عليه..،
كما يستخدم حمودة أدواته وخاماته ليمزج فكرة وفلسفة الكلمة بخط متحرك غير جامد، أما عن هدف هذه الدورة الثالثة للملتقى الدولي فهو حسب عبد الرزاق حمودة المحافظة على الصبغة الدولية للتظاهرة .. وعن الوضع العام الحالي في تونس والمثقف اليوم اكد ان الوضع لا يحتمل اليوم الا الوفاق والتونسي لم يفهم بعد معنى الحرية والخوف كل الخوف من ثورة الجوع خاصة إذا علمنا ان لكل ثورة عادة ثورة ثانية ، اما عن المثقف والفنان فدوره طرح السؤال فهو ليس صاحب الحل او التخطيط او التنفيذ كما يجب الاشارة الى عودة ثقافة المناسبات والفراغ مما سهل انتشار الفكر المتطرف والعدمي ..الفنان عبد الرزاق حمودة هو شاعر أيضا وصديق لادونيس وصديق أيضا للراحل محمد الغزالي وهذا مقطع من إحدى قصائده «فاجئيني // أحبك أن تفاجئيني //العبي بتجاربي في الحب// فرقعيها// وانثريها في مهب الريح ،اني ورقتك البضاء// اكتبي عليها ما تشائين // ارسمي بالاسود ليالينا// وبالاحمر شفاها من النار//وبلون التراب جسدا قمحيّا/ /وبالاخضر شتى البساتين». وفقا لما نشر بصحيفة المغرب.