ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏‏‏جلوس‏، ‏تناول الطعام‏‏ و‏طفل‏‏‏‏

يسرية الشبكشي

عن الفقر والغنى
( كفانا الله شر ما فيهما )
……………………………………
في حلقة من حلقات برنامج انجليزي تقرر أن يتبادل الأغنياء أماكنهم وحياتهم مع الفقراء .. ذهبت سيده غنيه لتعيش في حى فقير وتقلصت مواردها بشكل كبير جدا .. قررت من أول يوم أن تعمل .. طرقت العديد من البيوت تعرض عليهم إنها يمكنها قص شعرهم … قالت جملة جميله جداً ( قالت طالما كانت يداى تجيد عمل شيء فلن أجوع أبدا ) وتقريبا في كل الحلقات كانت الأسرة التى كانت الغنية توجد لنفسها عملاً من أول أو ثانى يوم .. كانوا يعيشون بموارد الأسرة الفقيرة عيشة أحسن من تلك التى كانت تعيشها الأسرة الفقيرة ..
وبالمقابل فإن كثيراً من الأسر الفقيره التى تيسرت أحوالها وتوفر معها المال كانت سياستها فى الإنفاق يكتنفها الكثير من السفه كالإنفاق ببذخ على الأطعمه والألبسه والتباهى بالمظاهر دون الإستفاده بتنمية هذا المال فى عمل مثمر أومشروعات مفيده .. و كثيرٌ منهم يعضون على هذا المال بالنواجز و لا يتصدقون من هذه الأموال ولا يقومون برعاية الفقراء من الأقارب أو المعارف القدامى فى زمن العوز إلا من رحم ربى .. هذا ما نلتمسه بالفعل فى أغنياء الإنفتاح الذين صعدوا من قاع المجتمع إلى واجهته ..
هذه الحلقات أكدت أن الفقر حالة عقلية وليست فعلية … كثير من الناس تضيع الوقت فيما لا يفيد .. والوقت هو أهم مورد للرزق على الإطلاق .. بعض الناس تركن للاستجداء والمعونات .. وناس تفسد حياتها وتقلل البركة فيها بسبب المعاصي ..
يجعلنا ذلك نتذكر نصائح الكبار الذين سبقوا وكانت متعلقة بدرء الفقر .. ففيها حكم لطيفة جدا … مثل ( بيت المهمل يخرب قبل بيت الظالم ) .. و ( من إدعى الفقر جابه ومن أدعى المرض صابه ) ..و ( البيت القذر والمكركب يورث الفقر ) .. ( الاستغفار يفتح أبواب الرزق .. هذه عبادة ) .. ( ما نقص مال من صدقة .. ذلك عمل الخير ) ..
و هذه الطاعات ليست حكراً على الأغنياء .. الفقير أحوج للنظافة من الغني وهذا ليس صعباً ولا مستحيلاً .. ( فى لبنان زرت بيوت لأسر فقيره جداً ولكنها كانت تشع من النظافه ولم تخلوا من إصص لبعض النباتات والأعشاب التى زرعوها بأنفسهم حباً فى الجمال الذى لا تكلفة له إلا قليلاً من الماء ) .. كما يمكن للفقير أن يتصدق بالقليل على قدره أو حتى بالمجهود ليتسع رزقه .. و عليه أن يكون أكثر أدبًا ودماثةً فى الخلق من الغني وألا يكون ناقماً على ربه لضيق رزقه ولا حاقداً على من اتسع رزقه .. و أن يكون عزيز النفس ويتعفف ولا يدعى البؤس والتباؤس كما يفعله البعض و كما تتصدى لك السيدات عاملات النظافه فى المحال الكبرى والمولات بنظره بائسه مفتعله أو كلمات استجداء أو بتفحص مشترواتك فى التروللى علماً بأنهن موظفات برواتب لا بأس بها .. فالله أوصى بالمتعففين و استنكر الذين يسألون الناس إلحافاً ..
٠أعتقد إن أي إنسان يعانى من ضيق الحال لو عمل بعضاً من هذه النصائح لن يركن لعيشة بائسة وسيجد في نفسه القدرة على تحريك الجبال !
………………………………………
شكراً للصديقه حنان عواد التى كتبت فى هذا الموضوع القيم وأثارت شهيتى للكتابه عنه !

من almooftah

اترك تعليقاً