
د.محمد خليل ابو الخير
نساء كنّ زوجات لأكثر رجال العالم نفوذاً وخطورة ..
جيانغ كينغ زوجة الزعيم الصيني ماو تسي تونغ..
ولدت (جيانغ كينغ) عام 1914، وتُعرف أيضاً باسم (مدام ماو). عملت (كينغ) في مجالات مختلفة حيث كانت ممثلة صينية وشخصية سياسية وثورية شيوعية، كما أنها أصبحت الزوجة الرابعة والأخيرة لمؤسس الجمهورية الصينية الشعبية (ماو تسي تونغ) الذي انتهج سياسة القمع والتعسف في حكمه وأمر بعمليات تطهيرية وأعدم عدد كبير من شعبه، إلا أن عدد سكان الصين قد ازداد من 550 مليون إلى أكثر من 900 مليون نسمة خلال فترة رئاسته على الرغم من تسببه بموت من 40 إلى 70 مليون شخص، أي أن نظامه هو النظام الأكثر وحشية التي شهدها العالم.
في شهر نوفمبر من عام 1938، تزوجت (كينغ) من (ماو تسي تونغ) في مدينة يانان الصينية على الرغم من كونه رجلاً متزوجاً ومطلقاً مرتين، وأصبحت السيدة الأولى للجمهورية الصينية الشعبية، حيث شغلت منصب السكرتيرة الشخصية لـ (ماو) طوال فترة الأربعينيات من القرن الماضي. وفي الخمسينيات والستينات لعبت دوراً رئيسياً في الثورة الثقافية، حيث شغلت منصب رئاسة الأفلام في قسم الدعاية للحزب الشيوعي في الخمسينيات، وفي عام 1966 تم تعيينها نائبة مدير المجموعة المركزية للثورة الثقافية. كانت (كينغ) تتمتع بنفوذ كبيرة في شؤون الدولة وخاصة فيما يتعلق بالشؤون الثقافية، وفي عام 1969 حصلت على مقعد في المكتب السياسي.
عندما توفي (ماو) سنة 1967 إثر إصابته بنوبة قلبية عن عمر يناهز الـ 82 عاماً، فقدت (كينغ) نفوذها وذلك لكونها قد اكتسبت معظم شرعيتها السياسية بعد زواجها من (ماو)، وتم إلقاء القبض عليها بعد أقل من شهر من وفاة زوجها من قبل السلطات الحزبية وإدانتها بتهمة التسبب بدمار وأضرار كبيرة في الثورة الثقافية، في بداية الأمر حُكم عليها بالإعدام ولكن تم تخفيف الحكم الصادر ضدها عام 1983 إلى السجن مدى الحياة.
في عام 1991 تم إطلاق سراح (كينغ) من السجن مبكراً بعد إصابتها بسرطان في الحنجرة، وأثناء تواجدها في المستشفى لتلقي العلاج قامت بشنق نفسها في الحمام وماتت عن عمر يناهز الـ 77 عاماً وتركت رسالة كتبت فيها: ”لقد سُرقت الثورة من قبل عصبة الرجعيين“، واعتقدت أن موتها هو الوسيلة الوحيدة للقاء زوجها الراحل، كما كتبت: ”أيها الرئيس، طالبتك ومقاتلتك قادمة لرؤيتك!“. توفيت (كينغ) بعد يومين من الذكرى الخامسة والعشرين للثورة الثقافية.