ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏
Basel O Hariri
٢٣ يناير ٢٠١٤ · ·
المسلمون والمسيحيون في حلب
مقالة بقلم عميد الصحافة السورية شكري كنيدر
(ﺍﻟﻌﺩﺩ ١٨٦ من جريدته “ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ” الحلبية للعام ١٩١١)
ﺍﻤﺘﺎﺯﺕ ﺤﻠﺏ ﻋﻠﻰ أكثر أخواتها ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻨﻘل ﻜﻠﻬﺎ . ﺒﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺃﻫﻠﻴﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺍﺨـﺘﻼﻑ ﺃﺩﻴﺎﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﻟﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺯﺝ ﻭﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻭﻗﻠﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻨـﺎﻓﺭ وﺍﻟﺘﺨﺎﺼـﻡ ﻴﻜـﻭﻥ ﻤﻨﺸﺅﻩ ﺍﻟﺘﻌﺼﺏ ﻭﺍﻟﺒﻐﺽ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺤﺘﻰ ﺇﻨﻙ ﻟﺘﺠﺩ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﺼـﺩقاءﺀ ﻭﺍﻟﺨـﻼﻥ ﻭﺍﻟﻌـﺸراء ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ ﺃكثر ﻤﻤﺎ ﻟﻪ ﻤﻨﻬﻡ بين أبناء ﺩﻴﻨﻪ ﻭكذﻟﻙ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ . ﻭﻟﻴﺴﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺩﺓ ﺤﺩﻴﺜﺔ ﻭﺠﺩﺕ ﺒﻌـﺩ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺩﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻹخاءﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺒل ﻫﻲ ﻗﺩﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﺍﻟﺩﻋﺎﺌﻡ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺫﻟﻙ . ﻭﻗﺩ كنا ﻨﻌﺠﺏ ﺤﻴﻥ ﻨﺴﻤﻊ ﺒﺄﻨباء ﺍﻟﺨﺼﻭﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺼﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ كاﻨﺕ ﺘﻘـﻊ ﻓـﻲ ﺍﻟـﺒﻼﺩ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺒﻴﺭ ﻭﺕ ﻭﻨﺤﻤﺩ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻨﺤﻥ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺒﻁﺔ ﻭﺍﻟﺼﻔاء . ﻭﻟﻘﺩ ﺭﺃﻯ ﺃﻫل ﺒﻴـﺭﻭﺕ ﻋﺠﺒﺎ ﺤﻴﻥ ﺸﺎﻫﺩﻭﺍ ﻭﻗﺕ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺸﻴﺨﺎ ﻭﻗﺴﻴﺴﺎ ﻴﺘﺼﺎﻓﺤﺎﻥ ﻭﻗﺩ ﻤﻸ كتبتهم ﻴﻭﻤﺌﺫ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻐﺭﻴﺏ ﻭﻋﺩﻭﻫﺎ ﺃﻋﺠﻭﺒﺔ ﺒﺎﻫﺭﺓ ﻭﻨﻌﻤﺔ ﻋﻅﻤﻰ ﻭﺁﻴﺔ ﻜﺒﺭﻯ . ﺃﻤﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﻘﺩ ﺘﻌﺠﺏ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﻤﻥ ﺘﻌﺠﺏ ﺠﻴﺭﺍﻨﻬﻡ ﻷﻨﻨﺎ ﺍﻋﺘﺩﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺭﻯ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺍﻟﻘﺴﻴﺱ ﻴﺘـﺼﺎﻓﺤﺎﻥ .. ﻭﺁﺜـﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﺒـﺔ ﻭﺍﻻﺌﺘﻼﻑ ﺒﻴﻥ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻷﺩﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺒﺎﺀ ﺘﻅﻬﺭ ﺒﺄﺤﺴﻥ ﻤﻅﺎﻫﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻗـﺎﺕ ﺍﻟـﺼﻌﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﺤﺭﺠﺔ . ﻭﺇﺫﺍ ﺒﺤﺜﻨﺎ ﻋﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺘﺂﻟﻑ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻻ ﺘﺠـﺩ ﻤـﻥ ﺴﺒﺏ ﻏﻴﺭ ﻤﺎ ﻁﺒﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻋﻤﻭﻤﺎ ﻤﻥ كرم ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻭﻟﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﻴﻜﺔ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ . ﻓﺈﻨﻪ ﻟـﻴﺱ ﻤـﻥ ﺘﻜﺎﻓﺅ ﻟﻴﺤﺼل ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﻭﻋﺩﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺃﻀﻌﺎﻑ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻜﺜﺭﺓ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺍﻷﺜﺭﺓ ﻭﺍﺴﺘـﻀﻌﺎﻑ ﺍﻟﻘﻠﺔ ﻭﻟﻴﺱ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺤﻠﺏ . ﻓﻠﻴﺱ ﺇﺫﺍ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﺼﺩﺍﻗﺔ ﻤﻥ ﺴﺒﺏ ﺇﻻ ﻤﺎ ﺫﻜﺭﻨﺎﻩ ﻤﻥ ﺴﻬﻭﻟﺔ ﺍﻟﻁﺒﺎﻉ وصفاء اﻟﻘﻠﻭﺏ. ﻭكل ﻤﻥ ﺃﻗﺎﻡ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺒاء ﻴﺸﻬﺩ ﻟﻬﻡ ﺒﻔﺭﻁ ﺍﻷﻨﺱ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻟﺤﺎﺸﻴﺔ ﻭكثرة ﺍﻟﻠﻁـﻑ ﺤﺘﻰ ﻟﻘﺩ ﻴﺤﺴﺏ ﺍﻟﻐﺭﻴﺏ ﺍﻟﻠﻁﻑ ﻀﻌﻔﺎ ﻭﻴﻅﻥ ﺍﻟﺭﻗﺔ ﺘﺫﻟﻼ ﻭﻴﺤﻤل ﺍﻹكراﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻌﺔ ﻭﺍﻟﺨﻤﻭل . ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻼء ﺃﻥ ﻴﺤﺭﺼﻭﺍ ﻤﺎ ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻐﺒﻁ ﺤﻠﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃكثر ﺍﻟﻤـﺩﻥ ﻭﺃﻥ ﻴﻌﻤﻠـﻭﺍ ﺠﻬﺩﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺂﻟﻑ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺯﺝ ﻭﻴﻨﺘﺒﻬﻭﺍ ﻷﻗل ﻤﺎ ﻴﻭﺠﺏ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ.
أدمن/ عمرو عبد الإله مرعي الملاح

من almooftah

اترك تعليقاً