لا يتوفر وصف للصورة.

‏‎Abderrahim Tourani‎‏ هنا مع ‏‎Sbai Mohamed‎‏
في اتصال هاتفي مع صديق مثقف وحقوقي سألته عن انعكاسات وتداعيات فترة الحجر الصحي على المغاربة، فرد علي:
“ما دَّاتْ منهم فترة الحجر الصحي لا صحْ ولا باطل”. لقد زاد الجهلاء جهلا على جهل، والرعاع رعونة، والمتسلطون تهورا واستغلالا”.
وأضاف: ” أنا لست أهاجم أو أظلم الشعب بكل فئاته وطبقاته، ولكن هذا ما لمسته ورأيته يا صاحبي وكنتُ شاهدا عليه. لا يمكن تغيير حالٍ سوء بحال أحسن في ثلاثة أشهر أو حتى سنة. ستعود إلى المغرب وترى بنفسك حقيقة كلامي”.

في رأيي المتواضع أن التغيير حدث، ولا زال يتفاعل ومستمرا.

عادة ما يحدث التحول ببطء. يلزم وضعه تحت مجهر البحث العلمي لخبراء علم الاجتماع وغيرهم من المتخصصين في الانثروبولوجيا، وستجد أن التغيير طال لغة الناس وحركاتهم حتى.

جائحة كورونا والحجر الصحي ليست بالشيء القليل والمستهان. علاماتها وندوبها الدفينة في النفوس ليست كلاما أو توهما.
ما حدث فاجأ السلطات والحكومات في مجموع دول العالم، حتى تلك المحسوبة في عداد ومصاف الأمم المرفهة المتقدمة والمتطورة علميا وصحيا وتكنولوجيا. فالحجر الصحي واقع غير مسبوق، مس بعنف صادم حريات الناس وتنقلاتهم. وبالتالي خلف انعكاسات نفسية سلبية لدى البشر.


بالأمس تلقيت مكالمة من صديقي العزيز محمد السباعي الصحفي القديم وصاحب مطعم “رياض الزيتون” في الدار البيضاء، الذي يقضي تقاعده بمدينة مراكش الجميلة. هو من يسميني دائما بلقب “مجيرات”، وقد حكيت في مرة سابقة حكاية هذا اللقب الحميمي.
حكى لي صديقي محمد السباعي عن قلقه وتوتره وحالات الانفعال التي تلم به أحيانا جراء استمرار تدابير العزل الصحي، هو الرجل الاجتماعي المحب للناس وللعلاقات واللقاءات الغامرة بالدفء الإنساني وبالصداقات الحقيقية وبالمحبة.

نفس التوتر الذي نقله لي صديقي الأديب والكاتب إدريس الصغير من القنيطرة.

أما الصديق عبد الصمد محيي الدين، فقد اتصل بي أيضا يوم أمس، فتناهت إلى مسمعي ضجة مقهى، وفعلا كان عبد الصمد يرتشف فنجان قهوته بمقهى باريسي عريق، هو مقهى الأوبرا بساحة السلام، وهو فضاء مشهور في العاصمة الفرنسية، كان في السابق في ملكية مستشار الحسن الثاني المحامي أحمد رضا كديرة، قبل أن يستولي عليه أحد اليهود بطرق غامضة.
أكد لي محيي الدين أن الحياة العادية رجعت إلى باريس، وأنه يحاول ترميم بعض الذكريات الجميلة من زمن هارب.

أتمنى أن تكون الأضرار النفسية وغيرها من السلبيات أقل.
وشكرا للمواطنين الذين استجابوا للتدابير الحكومية حفاظا على الصحة العامة.
مع الأمل في أن يتمكن العلم والمختبرات الطبية في أقرب فرصة من القضاء نهائيا على الوباء اللعين، وأن تعود الحياة إلى حياتها.

فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة.
عبد الرحيم التوراني


اللوحة من تصميم: ع. التوراني

من almooftah

اترك تعليقاً