"جمهورية الضحك الأولى".. كتاب جديد عن النكتة السياسية المصرية
 
 
“جمهورية الضحك الأولى”.. كتاب جديد عن النكتة السياسية
صدر مؤخراً عن دار “بتانة” بالقاهرة كتاب “جمهورية الضحك الأولى: سيرة التنكيت السياسي في مصر” للكاتب طايع الديب. الكتاب الذي سيتم طرحه في معرض القاهرة الدولي للكتاب المقبل، يعرض سيرة النكت السياسية بدءًا من عهد عبد الناصر مرورا بعصر السادات، وصولا إلى أيام مبارك، وحتى ما بعد ثورة 25 يناير، كما يلقي الكتاب الضوء على أهم النكت المتداولة في عهود الرؤساء الثلاثة، مع التركيز على الإطار الاجتماعي والسياسي العام لهذه النكات، والظروف التي تم إطلاق النكات فيها.
عمد المؤلف إلى صياغة النكت الواردة في الكتاب بطريقة أدبية، كأنها قصص قصيرة، ولم يلجأ إلى العامية إلا عند الضرورة القصوى، لكي تكون النكت مفهومة للقارئ العربي، وكان هذا رهانا صعبا لأن النكتة تفقد الكثير من قدرتها على الإضحاك إذا صيغت بالفصحى، منوها إلى أن الحكم على هذه التجربة الجديدة سيكون للقارئ.
ويتعرض الكاتب في فصل خاص مطول بعد ذلك للنكتة المصرية وآلياتها، كوسيلة شعبية لمعارضة الأنظمة الحاكمة، باعتبار أن النكتة كما قال الكاتب الإنجليزي المعروف جورج أورويل “مستصغر ثورة”، أو هي “نزهة المقهورين” حسب تعبير عالم النفس الأشهر سيجموند فرويد.
ولأول مرة، في تاريخ دراسة أدبيات النكتة المصرية، يرصد الكتاب ظاهرة “نقل النكت” من مصر إلى الدول العربية، وإعادة صياغتها بحيث تتناسب مع هذه الدول، ومن ذلك النكات التي استهدفت الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد الذي حكم البلاد سنوات طويلة إلى درجة أن السوريين أطلقوا عليه “الرئيس حافظ الأبد”!
وفضلا عن سوريا، وفق الكتاب، استنسخ الجزائريون النكت المصرية و”فصلّوها” على مقاس الرئيس الراحل الرئيس الشاذلي بن جديد، وهو نفس الأمر الذي حدث في العراق وليبيا والسودان، إلى حد أنه يمكن القول إن العرب جميعا باستثناء دول الخليج ذات الطبيعة الخاصة، اقتبسوا النكت المصرية وجعلوا منها نكتا محلية خاصة بهم.
وهذا الكتاب، هو “مستطرف” من فن التنكيت السياسي في عهد الجمهورية الأولى – والأخيرة- يجمع عصور الرؤساء الثلاثة في سلة واحدة، ويحكي سيرة النكت التي عرّضت بهم، لكنها في الوقت نفسه – صدّق أو لا تصدق- غيّرت قوانينراسخة في دولاب الدولة، وأنصفت فئات اجتماعية مهضومة الحقوق، كما حظيت هذه النكت المصرية الحرّاقة باهتمام الأوساط الأكاديمية في العالم،من جامعة “السوربون” في باريس إلى مختبرات العلوم الاجتماعية في موسكو، باعتبارها نوعا فريدا من الإعدام السياسي “رميا بالنكات”.

من almooftah

اترك تعليقاً