فنانون تشكيليون للشرق: الحداثة تستحوذ على أعمال الجيل الجديد
29 أغسطس 2018
سمية تيشة
وصف عدد من الفنانين التشكيليين الجيل الجديد في الساحة الفنية التشكيلية بأنه جيل طموح، ومبدع، قدم الكثير من الأعمال الفنية المعاصرة، لافتين إلى أن كل فنان يعيش حالة فردية يبني عليها أعماله الفنية وإبداعاته المختلفة.
وأكدوا للشرق أن الفن هو قدرة لاستنطاق الذات بما يتيح للإنسان التعبير عن نفسه أو محيطه الذي يعيش فيه، لافتين إلى أن الفنانين الشباب أصبحوا اليوم يميلون إلى الحداثة من خلال طرح القضايا المجتمعية والتعبير عن آرائهم الشخصية المختلفة في أعمالهم الفنية.
واستنكر بعض الفنانين تركيز جيل الفنانين الشباب على الفن المعاصر وما بعد الحداثة، وغياب التراث وماضي الأجداد عن أعمالهم الفنية، موضحين أن الفنان هو سفير لبلاده، وأن ما يقدمه من أعمال فنية قد تصل للعالمية، لذا يجب التركيز على رسم التراث وكل ما يتعلق بالماضي.
ومع مطالبة الفنانين بضرورة المزج بين المعاصرة والأصالة، فإنهم يؤكدون أن البيئة القطرية أصبحت تستوعب الأفكار والاتجاهات الفنية الجديدة، بما يتناسب مع هذا المزج، ما يعكس الفن التشكيلي القطري، وفي الوقت الذي يحافظ فيه على الأصالة، فإنه ينفتح على التيارات الفنية الحديثة، في إطار من التأثير والتأثر الفني.
موضي الهاجري: التنوع مطلوب بالأعمال الفنية
الفنانة التشكيلية والمصورة الضوئية موضي الهاجري أوضحت أن الفن بكافة مجالاته عبارة عن موضوع، يطرح الفنان من خلاله قضايا مجتمعه وما يواجهه في حياته، وكل المواضيع هي مرتبطة ببعضها البعض، لافتة إلى أن الفنان خلال اليوم يتفاعل مع عدة قضايا ومع البحر والصحراء والبيئة وغيرها، ولا يمكن أن يتقيد بموضوع ما.
وأكدت الهاجري للشرق أن الجيل الجديد من الفنانين قدموا أعمالاً إبداعية، والبعض منها وصلت إلى العالمية، لافتة إلى أن التجديد والتغيير حالة فنية وظاهرة تنصب في مصلحة الفن والفنانين أنفسهم، وأوضحت في السياق ذاته أن الأعمال الفنية التراثية لا تزال محتفظة بموقعها، وهي أعمال خالدة تحتفظ بالذاكرة، مشيرة إلى أن الحداثة مطلوبة في الأعمال الفنية، مع الاحتفاظ بالتراث وتاريخ الأجداد.
وشددت على ضرورة التنوع في الأعمال الفنية خاصة في مجال الفن التشكيلي، وعدم التمسك بخط واحد طوال المشوار الفني، لأن الحياة تتطور باستمرار.
عيسى المالكي: الجيل الجديد يميل إلى المعاصرة
الفنان التشكيلي عيسى المالكي قال “بالنسبة للجيل الأول والثاني كانوا أكثر مثابرة في إعطاء أعمالهم الفنية الوقت الطويل، والممتد إلى شهور تقريباً، وحرصهم على إظهار التراث في تلك الأعمال بصورة جميلة جداً من لوحات الغوص والفرجان والأسواق، وكل ما يتعلق بعبق الماضي، وتاريخ الأجداد، مما كنا نرى الإبداع في تنويع الأعمال الفنية، أما بالنسبة للجيل الجديد من الفنانين فهو جيل طموح، ويسعى إلى الإبداع، والأكثر منهم يميل إلى الحداثة والفن المعاصر، مما نجدهم ينتجون أعمالا سريعة في وقت قصير، بل ويقيمون معارض فنية لعرض تلك الأعمال قبل أن تدخل مرحلة النضج”، لافتاً إلى أن فن “الحداثة” فن جميل لكنه ليس عميقا، والفنان غير مطالب فيه بالدقة، الأمر الذي نجد أن هناك أعمالا فنية كثيرة ظهرت في الآوانة الأخيرة.
ودعا إلى ضرورة الاهتمام بالتراث وماضي الأجداد، وإظهار ذلك في الأعمال واللوحات الفنية، لافتاً إلى أن الفنان هو سفير لبلاده، وأن ما يقدمه يظهر للعالم أجمع، لذا فإن من المهم جداً التركيز على رسم التراث الأصيل، وكل ما يتعلق بالماضي بهدف تعريف الأجيال القادمة بما قدمه الأجداد للوطن وما قاموا به من أجل الحفاظ على التراث والهوية.
محمد العتيق: الفنان القطري وصل إلى العالمية بأعمال جديدة
قال الفنان التشكيلي محمد العتيق “الجيل الجديد في الساحة الفنية يقدم أعمالاً تناسب عصره، وهذا أمر طبيعي لكوننا نعيش اليوم الحداثة بمفهومها الواسع، من المباني الجديدة والأرصفة والشوارع المتطورة، وغيرها من التطور الذي تشهده الدولة في كافة المجالات”، لافتاً إلى أن الفكر التراثي موجود ويجب أن يتناوله الفنان بشكل جديد ومعاصر دون أن يحصر نفسه في هذا المجال.
وأوضح أن نقل التراث القطري إلى العالم مسؤولية الجميع وليس الفنان وحده، والفنان القطري اليوم وصل إلى العالمية من خلال ما يقدمه من أعمال فنية معاصرة تليق بمكانة قطر اليوم، لافتاً إلى أن تناول التراث وتاريخ الأجداد عبر اللوحات والأعمال الفنية مطلوب ولكن لابد أن يكون بشكل معاصر.
وأشار إلى أن البعض من الفنانين لا يزالون يرسمون الحصان، والصحراء دون الالتفات إلى الفن المعاصر، موضحا أن الجوائز العالمية تقدم في الأعمال المعاصرة التي تواكب العصر، وأن جميع الفنانين يعتزون بتراث وماضي أجدادهم ولكن لابد من طرح أعمال فنية معاصرة مع الاحتفاظ برموز التراث.
فهد العبيدلي: تبادل الخبرات ضرورة بين الجيل القديم والآخر الجديد
أوضح الفنان التشكيلي فهد العبيدلي أن أي فنان في الساحة الفنية التشكيلية يعيش حالة فردية يبني عليها أعماله الفنية وإبداعاته المختلفة، لافتاً إلى أن الفنون بجميع مجالاتها لابد أن تتأثر بالثقافات الأخرى ضمن حدود معينة.
وأشار إلى أن الفنانين الشباب أصبحوا يطرحون في أعمالهم الفنية عددا من القضايا المجتمعية، ويعبرون عن آرائهم الشخصية المختلفة، مما أصبحت تلك الأعمال محور النقاشات الفنية، والبعض منها وصل إلى العالمية، موضحاً أن قطر في تطور وازدهار ولابد من الفنانين تسليط الضوء على هذا التطور عبر أعمالهم الفنية وعدم التركيز فقط على الصحراء والبحر كما في الأعمال الفنية السابقة. كما لفت العبيدلي إلى الفن هي قدرة لاستنطاق الذات بحيث تتيح للإنسان التعبير عن نفسه أو محيطه الذي يعيش فيه، مؤكداً على ضرورة التعاون بين فناني الجيل القديم والجيل الجديد، وتوطيد أواصر الترابط والتواصل فيما بين بعضهم بعض، بهدف الاستفادة وتبادل التجارب والخبرات بينهم.

من almooftah

اترك تعليقاً