يعرض مسلسل الديفا على منصة شاهد (مواقع التواصل)
“الديفا”.. دراما تلفزيونية في صورة فيديو كليب

آدم منير – 11/12/2019

بعد عدة سنوات من إطلاقها كواحدة من المنصات المتخصصة في محتوى الترفيه العربي، تبدأ “شاهد” في صناعة محتوى أصلي خاص بها، ليعرض عليها مباشرة، وأول المسلسلات التي قدمتها هو “الديفا”.

لكن السؤال هنا، هل طبيعة المسلسل، الذي يدور في كواليس أحد برامج اكتشاف المواهب، مناسب كبداية للمنصة؟

تاريخ غير مستغل
منصة “شاهد” مملوكة لشبكة قنوات “أم بي سي” التي تملك أيضًا حقوق أغلب برامج اكتشاف البرامج بالدول العربية، مثل “ذا فويس” (أحلى صوت) و”آرابز غوت تالنت”. وبالتالي فهي تملك رصيدا جيدا من كواليس هذه البرامج سواء ما يخص العلاقة بين أعضاء لجان التحكيم، أو المواقف التي تخص المشتركين بهذه البرامج.

وهذه الكواليس يظهر منها بالطبع بعض المشاهد على السطح، سواء بشكل مقصود مثل الحلقات التي تعرض المواقف الكوميدية، أو غير مقصود مثل الخلافات التي نشبت تدريجيا بين راغب علامة وأحلام.

من هذه الكواليس تأتي فكرة مسلسل “الديفا” التي كتبها أليكس معوشي في حين تولت إخراج المسلسل رنده علم التي تمتلك في رصيدها فيلما وحيدا هو “بحر النجوم” وتشتهر أكثر في مجال إخراج الفيديو كليب وهو ما انعكس على المسلسل.

تدور الأحداث في كواليس برنامج يدعى حلم الشهرة، حيث نجد ريمه الملقبة بالديفا (سيرين عبد النور) كإحدى أعضاء لجنة التحكيم، والعضوان الآخران هما عمر (يعقوب الفرحان) وياسمين (بوسي) التي نشهد ملامح الكراهية بادية عليها لريمه دون مواربة، وخلال هذه الأجواء المشحونة بين لجنة التحكيم وغرفة الإخراج تدور أحداث المسلسل.

من الغريب أن نجد مدة الحلقات تقل عن 15 دقيقة، وهو ما يبدو أشبه بفيديوهات اليوتيوب منه لمسلسل. ومع أن الكثير من المسلسلات أصبحت مؤخرا، وخاصة الأجنبية التي على منصة نتفليكس وغيرها، تتبنى الحلقات الأقصر، والتي تتراوح بين 25 وحتى ثلاثين دقيقة، لكن ما زالت مسلسلات أخرى تقدم حلقاتها في مدة تقترب من الساعة، أما أن تكون الحلقة بالتترات أقل من 15 دقيقة فهو أمر لا يسمن ولا يغني من جوع بالتأكيد، إذ لا نشعر أن هناك أحداثا وقعت في الحلقة، ومع العرض الأسبوعي للحلقات فإننا سننتظر الكثير حتى نشعر بتطور حقيقي في الأحداث.

رغم وفرة برامج اكتشاف المواهب وكواليسها كما ذكرنا، فإن الحلقتين الأوليين قدمتا شخصيتي الديفا وياسمين بطريقة أحادية البعد، فالديفا تشبه الملاك البريء، محبوبة جدا من الجمهور، أما دور ياسمين فهو أن تكره الديفا وتحقد عليها فقط، وربما لاحقا تتضح أبعاد أخرى للشخصيات.

ومثلما تأتي الشخصيات الرئيسية أحادية الأبعاد، تأتي الشخصيات الثانوية أيضا، فنجد أحد المتسابقين يأخذ مجموعة كبيرة من الأقراص المهدئة دون مقدمات ودون سبب واضح، فقط لصناعة حبكة فرعية مفاجئة، تصب في الحبكة الرئيسية، لنرى المزيد من التشاحن بين ريمة وياسمين. ربما تخبئ لنا الحلقات القادمة المزيد من التطورات، ولكن كما ذكرنا فإن مدة الحلقات لا تسمح بتقديم الكثير.

فيديو كليب
مخرجة المسلسل لها باع طويل في مجال الفيديو كليب، وهو ما بدا واضحا من طريقة إخراج المسلسل. سنجد أن الحلقات تعتمد على اللقطات السريعة جدا داخل المشهد، في حين الألوان المستخدمة بالإضاءة هي أكثر ما يميز الحلقات في اقترابها من الكليبات.

وسنجد أن هناك إضاءة خضراء طوال الوقت في أغلب المشاهد دون وجود مبرر منطقي أو فني، وهذا الأسلوب الإخراجي قد يصلح مع كليب مدته دقائق يعتمد بشكل أساسي على خطف عين المشاهد من خلال الألوان، ولكن الدراما أمر مختلف، فالألوان يجب أن يكون لها توظيف وتأثير، أما أن تكون الإضاءة موجودة لغرض جمالي فقط دون أي تأثير فهو أمر غير مفهوم بالتأكيد.

على الجانب الآخر، نجد أن رنده علم لم تترك بصمة جيدة أيضا في تحريك الممثلين. ولنقف عند بوسي التي قدمت أداء مميزا من قبل في مسلسل “الحساب يجمع” إخراج هاني خليفة، مما يعني أنها قادرة على تقديم الأدوار بشكل جيد. وللإنصاف فهي لا تلعب الدور هنا بطريقة سيئة ولكنها تستخدم كل الكليشيهات المعتادة للشخصية الشريرة، حتى وإن كانت تلقي جملتها داخل البرنامج الذي يبث على الهواء مباشرة، فبدلا من أن تجد شكلا للشخصية نجدها تقول جملها باستخدام حركات الوجه وحدة الصوت التي تجعلنا نقول “نعم هذه هي الشخصية الشريرة”.

مسلسل “الديفا” لا يزال في بدايته بالتأكيد، لكنها بداية لا تعد بالكثير ولا يمكن الاعتماد عليها كبداية حقيقية لمسلسلات “شاهد” الأصلية، إذ كان من المتوقع عمل أكثر قوة وأضخم إنتاجيا.المصدر : الجزيرة

من almooftah

اترك تعليقاً