حسام فهمي-الجزيرةنت

انتهت منذ ساعات فعاليات حفل الأوسكار لعام 2019، جاء الحفل كما هو متوقعا متوجا لعام سينمائي سيطرت على أفلامه تيمة (موضوع) التنوع العرقي ورفض العنصرية، ولكن على الرغم من ذلك لم يخلو الحفل من بعض المفاجآت التي جاءت خارج السياق.

من فوز غير متوقع لفيلم أميركي عن صداقة غير معتادة في زمن الفصل العنصري، وصولا لفيلم مكسيكي يحصد الأوسكار لبلده للمرة الأولى، ومرورا بجائزة أوسكار تمنعت على عمر الشريف قديما ليحصدها اليوم أميركي مصري لم ينس ذكر أصوله على منصة التتويج. نقدم لكم اليوم متابعتنا الخاصة لحفل الأوسكار رقم 91.

الكتاب الأخضر.. الفيلم الأفضل هو السيناريو الأفضل
جاءت المفاجأة في ختام الحفل بفوز فيلم “الكتاب الأخضر” (Green book) بجائزة أفضل فيلم، ليتفوق على فيلم “روما” (Roma) المكسيكي الذي فاز بجائزة البافتا في فئة أفضل فيلم منذ أيام.

اعتادت الأكاديمية منح جائزتها الكبرى في الأعوام الأخيرة للفيلم الفائز بجائزة أفضل سيناريو، هنا تكررت تلك القاعدة وأثبتت صحتها بفوز فيلم “الكتاب الأخضر” بالجائزتين.

الفيلم عن قصة حقيقية لصداقة جمعت عازف البيانو الأميركي الأسود دون شيرلي وسائقه الأميركي من أصل إيطالي توني ليب، وعن الجولة الموسيقية التي قام بها شيرلي في الجنوب الأميركي في زمن الفصل العنصري أواخر الستينيات.اعلان

الفيلم توج رحلة المخرج الأميركي بيتر فيرلي الذي اشتهر بأفلامه الكوميدية وأشهرها “الغبي والأغبى” (dumb and dumber)، قدم فيرلي في هذا الفيلم معالجة مختلفة، مزج فيها بين المواقف الكوميدية والدرامية في رحلة طريق بين الحب والكراهية.

صعد بيتر فيلي في نهاية الحفل برفقة فريق عمل الفيلم، وأبرزهم الممثل فيجو مورتينسين، والممثل مارشالا علي الذي حصد جائزة الأوسكار الثانية في مسيرته عن دوره في هذا الفيلم، بالإضافة لنجل بطل الفيلم الحقيقي والذي شارك في كتابته نيك فالليلونجا، وتحدثوا جميعا عن رسالة الفيلم في الدعوة للحب والتقارب بين البشر.

رامي مالك.. المصري الأميركي المتوج بالأوسكار
حصد الممثل الأميركي من أصول مصرية رامي مالك جائزة الأوسكار في فئة أفضل ممثل في دور رئيسي، جاء هذا الفوز ليكمل به مالك عاما سينمائيا حافلا حصد فيه جائزة أفضل ممثل في حفل جوائز البافتا وحفل جوائز الجولدن جلوب، بالإضافة لحفل جوائز نقابة الممثلين.

لم ينس مالك أثناء احتفاله بالفوز بالجائزة الكبرى أن يذكر أنه ولد لأبوين مصريين، وأنه يحتفل كأحد أبناء الجيل الأول للمهاجرين بفوزه عن تجسيد فريدي ميركوري الابن المهاجر لأسرة هندية فارسية هاجرت من زنجبار إلى المملكة المتحدة.

فيلم “افتتان البوهيميا” (Bohemian Rhapsody) الذي قام ببطولته مالك وتدور أحداثه عن القصة الحقيقية لفريق الروك الإنجليزي كوين ومغنيه الرئيسي الأسطوري فريدي ميركوري، نجح في الفوز أيضا بجوائز الأوسكار في فئات أفضل مونتاج، وأفضل مونتاج صوتي، وأفضل مزج صوتي، ليجمع في جعبته أربع جوائز أوسكار في حفل هذا العام.

ألفونسو كوارون.. ثلاث جوائز للمكسيك وذكريات روما
على الرغم من أن الحظ لم يحالف ألفونسو كوارون صانع السينما الأهم هذا العام في الفوز بجائزة أفضل فيلم عن فيلمه “روما”، فإنه قد نجح في حصد ثلاث جوائز عن أفضل فيلم أجنبي وأفضل إخراج وأفضل تصوير سينمائي.

تدور أحداث فيلم “روما” عن يوميات خادمة تعيش في أحد بيوت حي روما بمدينة مكسيكو سيتي، وهو مستوحى بالكامل من الذكريات الشخصية لألفونسو كوارون ومهدى لخادمته ومربيته.

الفيلم تمت صناعته بفريق عمل مكسيكي أغلبه من الممثلين الهواة في مقدمتهم الممثلة المكسيكية ياليتزا أبريشيو التي تم ترشيحها لجائزة الأوسكار في فئة أفضل ممثلة.

كلمات كوارون الاحتفالية تركزت على إهداء الجوائز للمكسيك وصناع فيلمه من الممثلات النساء بالإضافة للتأكيد على أن البشر ينتمون للعالم نفسه والمحيط ذاته بغض النظر عن أعراقهم وأجناسهم، ليأتي هذا كرد على سياسات ترامب المضادة للأجانب ورغبته في بناء حائط يفصل الولايات المتحدة عن المكسيك.

جلين كلوز تخسر وأوليفيا كولمان تصنع المفاجأة
في فئة أفضل ممثلة فازت الممثلة الإنجليزية أوليفيا كولمان بالجائزة عن دورها في فيلم “المفضل” (the favourite)، وعلى خلاف التوقعات التي ذهبت للممثلة جلين كلوز عن دورها في فيلم “الزوجة” (the wife)، لتصبح كلوز بعد هذه الخسارة صاحبة الرقم القياسي في الترشح لجائزة الأوسكار في فئات التمثيل دون أي فوز.

شكرت كولمان مخرج فيلم “المفضل” اليوناني يورجوس لانثيموس، كما أوضحت تعاطفها وحبها لمنافستها جلين كلوز.

سبايك لي.. الخطاب السياسي الأوضح
جاء خطاب الفوز السياسي الأوضح والأكثر قوة من المخرج الأميركي سبايك لي عقب فوزه بجائزة أفضل سيناريو مقتبس عن فيلم “بلاك كلانسمان” (blackklansman).

أهدى لي الجائزة لجدته التي ولدت لأم عانت من العبودية في أميركا، كما ذكّر الجميع بأن الانتخابات الرئاسية قادمة وأنه يجب عليهم الوقوف سويا ضد اليمين الذي يمثله بوضوح شديد دونالد ترامب.

فوز لي جاء ليتوّج مسيرته بعد أوسكار شرفي فاز به من قبل في العام 2005.

من almooftah

اترك تعليقاً