معلقا في النص.. مجموعة شعرية جديدة للشاعرة شروق حمود

 

دمشق-سانا

معلقا في النص.. مجموعة شعرية للشاعرة شروق حمود تحتوي على عدد من المواضيع الإنسانية والاجتماعية التي حاولت أن تضمنها رؤى فلسفية عبر استقراءات واستنتاجات ظهرت ملامحها في كثير من النصوص.

ترى الشاعرة أن الحياة مهما امتلأت بالمتاعب والمصاعب لا بد من أن هناك إشراقات وإضاءات تفتح مجالا للسعادة والفرح حيث أدت فكرتها بشكل حداثوي يميل إلى الرمز واستخدام الدلالات والايحاءات مبتعدة عن المباشرة كما جاء في نصها بعنوان فرح تقول.. الساعة الآن .. تشير إلى ضحكة .. سوف تشق هذا الجدار لتلبس أحلامنا .. قبعات النهار والشعر عند حمود قادر على أن يذهب بصاحبه متى شاء للكتابة فلا يمكن للشاعر أن يتوانى أو يتوقف إذا اختلجت الفكرة بين جوانحه وأرادت أن تصل أو أن تحلق فالشعر موهبة تفجرها العاطفة في كل موسم ووقت وأمام كل حالة يعيشها الإنسان تقول في نص بعنوان شكوى.. أرأيت إلى الشعر .. تسافر أشجاني ولا يزال يجرني .. بحروفه السوداء .. من رأسي .

وتلجأ حمود في سياق عواطفها الشعرية إلى مخزونها الثقافي الذي يحتوى على مفردات من التراث ضمنتها وأسقطتها وشكلتها بمفردات كونية لتجعل من القمر والماضي والحاضر نصا أدبيا يحاول أن يفسح عن فلسفة انسانية تعبر عن أسباب حزن الإنسان وكينونته في الحياة تقول في قصيدة جاءني.. جاء في صحيح منامي.. أن القمر .. يفتش بين أضلعنا .. عن طائر كان يؤانسه السهر.. أحزنتني ..خيبة ظن القمر وتعمل الشاعرة في نسيج نصوصها على محاولة زرع الأمل والتفاؤل والوقوف في وجه التردي والظلام وترى أن كل ما يعكر الصباح والضياء والجمال زائل الى غير رجعة ووفق رؤيتها تعتقد أن هذه نتائج حتمية كما جاء في نصها وداع..تقول.. أيتها الليالي التي ..تحشرين أنفك دوما .. في صباحات وتلثمين صوتي.. كالغناء .. تصبحين على النهاية.

ولا تؤمن الشاعرة حمود ببقاء الانسان على وجه الارض فتعتبره سعيدا أمام الموت كلما اتجه في المسارات الحياتية الصحيحة والمليئة بالقناعة التي ترضي الضمير وتصنع الجمال وتعمل على إنسان الحب والخير والنقاء أو قد ترى في خصوصيتها الثقافية إضافات أخرى لا يراها الإنسان الآخر أو لا يقتنع معتمدة على رؤاها تقول “في حوار مع الموت”.. أشهد أنك ها هنا .. قاب قوسين من صوتي .. نداؤك ..تسحب الخيط الفاصل ..بين النهاية والختام .. لتسدل شالات الصمت على روحي.. أصابع فتنتك.. وفي نصوصها كثير من الانفة التي تقتحم نهاية النص وتفاجأ المتلقي بقناعات مبتكرة تخالف المألوف فتكسر الخط البياني لمسار الكلمات وتزرع المفاجأة دون أن تكترث بصدى ما ذهبت إليه كما جاء في نصها نية دامعة.. غدا.. في الخراب القادم ..سأبحث عنك ..في جداول الكلمات ..بين القلوب التي تضج بالراحلين ..وأصرح لك قبل كل شيء أني كنت مخطئة..

وفي المجموعة نصوص تصل إلى مستوى الشعر بشكل لائق وتحمل عبارات شديدة الايحاء دون أن تسقطها تحت وطأة حروف العطف والجر بشفافية أنثوية رقيقة دون تكلف وهذا ما جاء في قصيدة رغبة .. نعست قبلة في فمي.. خلتها الروح ..عطرت شفتي وأمطرت .. كالبوح.. تتفاوت نصوص المجموعة فتارة يرتفع المستوى التعبيري ليصل إلى حالة الشعر وتارة يتراجع إلى مستوى النص دون أن تسقط فنية العبارات والكلمات إلا أن الرؤى الفلسفية الموجودة في النصوص ظلت تحتاج إلى تجارب أكثر عمرا لتتمكن من الوصول الى النتائج الانسانية التي تتوافق مع العقل البشري.

يشار إلى أن المجموعة تقع في 197 صفحة من القطع المتوسط وهي من منشورات دار بعل .

شذى حمود

من almooftah

اترك تعليقاً