التصوير المفاهيمي
نوع التصوير : رقمي
اسم العمل : الاحتلال الأمريكي للعراق
الفوتوغراف : فاطمي الربيعي
رؤيا فنية للعمل المفاهيمي الخاص بالأستاذ فاطمي الربيعي 
بقلم : سناء صبوح
تحية سلامٍ و سلامٌ لأرضك العراق!
فنان أنصت إلى نبض الواقع و ما يقع في عالمنا العربي ..و تأمل خلف ما يجري من أحداث، و أصاغه بعمل مفاهيمي…
لا مكان للصدفة هنا ، تجمدت لحظة الالتقاط ، و لم يتجمد الفكر لدينا… أتاح لنا الفنان فاطمي السفر عبر الماضي لنصل لحاضرنا برؤيا شمولية لكل مكونات العمل و دلالتها التي صاغها بعمل جوهره الزمن… باتصال و امتداد للتاريخ …بطرح رؤيا فلسفية واقعية تاريخية ، يختزلها النص البصري …
الفنان فاطمي يملك فكراً واضحاً تجاه ما يريد أن يقدمه في عمله الفني ، و هذا يعود إلى صدق تجربته الفنية و الإنسانية و ارتباطه العميق بوطنه الأم…”العراق”.
اختار من المواضيع أهمها ، فعبق إحساسه الفياض و حنانه لبلده…بأعمال تحملها الرياح و تنثرها كحبات طلعٍ من أعمق نقطة في وجدانه و ذاكرته إلى أبعد نقطة من أرض الوطن……..
حس تاريخي… أن يعيش الإنسان في الماضي و يشاهده بتأثير تلقائي صادق ، قريب إلى حد البساطة و ذكي إلى أبعد الحدود هو ارتباط الرمز بالموضوع،و انعكاس لدور المقومات الحسية في إعادة إنتاج الموضوع البصري و تشكيله .
من أرض الرافدين و مهد الحضارات اقتنصنا حكايتنا ، حكاية تاريخٍ يسرد نفسه بين حدود أوهامٍ و خطوط ، قسمتنا حتى انقسمنا على أنفسنا ..نحن العرب!.
نتناول هنا أرض الحضارات بلاد الرافدين …
سومريوها الذين جعلوا للأرض خصوبتها بعلم و فن ، من بصرتها جاءنا الحسن بن الهيثم بكتابه البصريات الذي شع علمَ نورٍ و معرفة على العالم أجمع و بفكره الفلسفي و كل علومه الذكية…
حمو رابي! شرع قوانينه و تركنا بلا قانون ، فكانت شريعة الغاب تقتات بنا ، و بتنا نبحث عمن سيأكلنا…
زرياب..نبت من أرض عراقية و أضاف وتره الخامس للعود..آه يا زرياب! عزفنا للعالم أجمل الألحان و الموشحات ، و عزفوا لنا نشيد الموت على أوتار أجسادنا…
نمضي و نمضي بسرد تاريخٍ هو دفء و منارة للآخرين. لم يشفع لنا هذا التاريخ! ….نقف على أطلاله في كل محفل ، حتى الأطلال سحبت من تحت أقدامنا!.
فالتاريخ يسطر نفسه من جديد بكل قسوته و ألمه …جحافل هولاكو عادت من جديد ، تخضب ماء دجلة بدماء العراقيين كما تخضب بدماء أجدادهم..
هي صرخة غضبٍ في وجه العالم أجمعين ، من صدى صوتك يا “مظفر النواب” :
وجميلٌ أن تأتينا أميركا
بجيوش و أساطيلْ
و جميل ٌ أن تحترق الأرض
فلا يبقى زرعٌ و نخيلْ
و جميلٌ أن تختنق الخيلُ
فلا يبقى نزقٌ وصهيلْ
و جميلٌ أن تتهاوى كل عواصمنا
كي تبقى
دولةُ إسرائيلْ
هي الكرة الأرضية التي تحيط بنا ، تطل علينا بأحدث أسلحتها ، و كأننا لم نكن يوما ً جزءاً منها.. لم نكن في يوم من الأيام إلا ورداً وسلاماً ، و شمعة نور تضيء تاريخاً..وهم وضعوا السلاسل و الأغلال على رقابنا وحملونا ذنوب شرور العالم أجمعها.
الإنسان العراقي بات أيقونة على رف مهمل ، رمي خارج الخريطة ، خارجاً يقبع مراقباً ، ينظر…
قذفته الأيام خارج العالم كله ، بأوجاعه… بهمومه… بدولته ، الأهم ما في جوف الأرض و استفادتهم منا و آخر همهم الإنسان..
يحمل كتابه ليستعيد تاريخ مجدٍ ، ما الفائدة؟!…لفظه العالم ، أهم حدثٍ عاشه هو معرض فني عن آثار حربٍ و دمار و تشريد أطفال ، و هجرة داخل الوطن و خارجه…
هي صور معلقة على الجدران !..الكلُّ ينتقد الكل..لم يبق شيئاً لم ينتقدوه رافضيه في النهاية…حتى رفضنا بعضنا البعض و إن كنا من بعضنا…فسلام على كل البلدان العربية التي تشابهت في الحال…
أنت يا عراقُ..عروس زغردت كل ألوان الحب و كأنها أطياف أحلامٍ نبكيها لسوء ما مر بنا، و كانت هي دوماً مطمع للآخرين .
تحيتي الكبيرة لك الفنان فاطمي ، رسمت خارطة الوجع من جديد بإلهامك الفني الذي تجاوز حدود النفس و القلب و شع فكراً أضاء كل مفردة من مفردات العمل ، وقفنا بصدق و ذهول أمام حبك الكبير لوطنك العراق ، بوركت الفنان الكبير فاطمي!.

من almooftah

اترك تعليقاً