فبراير 2014

  بقلم: كارل زيمر
عدسة: روبرت كلارك

ها هو ذا فان وِيدين يداعب لحيته التي خالطها الشّيب وهو يدقق النظر في شاشة الحاسوب بحثاً عن ضالّته ضمن قائمةٍ طويلة من الملفّات. إننا نجلس في مكتبة بلا نوافذ، وسط عُلَب بالية تحوي رسائل قديمة، وأعدادٍ من دوريّات علمية اعتراها القِدَم فعبث بأوراقها، وجهازٍ قديم لعرض الشرائح لم يكلف أحد نفسه عناء التخلّص منه حتى الآن. يقول ويدين بعد حين: “سيتطلّب العثور على دماغك بعض الوقت”.
ذلك أن ويدين خزّن مئات الأدمغة -أو بالأحرى صوراً ثلاثيّة الأبعاد مفصّلة بدقة متناهية لأدمغة قِرَدة وجرذان وبشر- بما فيها دماغي أنا. وكان ويدين قد عرض عليّ أن اصطحبه في رحلةٍ نستكشف من خلالها ذاك الشيء المحفوظ في جمجمتي.
يبتسم ويدين وهو يعدني قائلاً: “سنعرّج على كل المواقع السياحية داخل دماغك”. هذه هي زيارتي الثانية لـ”مركز مارتينوس للتصوير الطبّي الحيوي” في مدينة بوسطن بالولايات المتحدة. وقبلها ببضعة أسابيع كانت زيارتي الأولى للمركز حيث عرضت نفسي على ويدين ليستعملني وزملاؤه “فأر اختبار” في بحوثه العصبية. آنذاك استلقيت على سرير معدني في غرفة التصوير وقد أُدخِلَ رأسي في علبة بلاستيكية مفتوحة. أنزل المتخصص في الأشعة خوذةً بيضاء بلاستيكية فوق رأسي، فنظرت إليه عبر الفتحتين المخصّصتين للعينين بينما كان هو منهمكاً في إغلاق الخوذة بإحكام حتى تكون أجهزة الاستشعار الصغيرة الستة وتسعين التي بداخلها قريبةً بما يكفي من دماغي لتلتقط موجاته الإشعاعية التي كان يوشك على إطلاقها. وبينما أخذ السرير المعدني ينزلق داخلاً النفق الأسطواني لجهاز المسح، أخذت أفكّر برواية “الرجل ذو القناع الحديدي” للكاتب الفرنسي ألكسندر دوماس.

تشريح لغز لقد درس العلماء الدماغ على مدى قرون من الزمان، لكن مبلغ علمهم في القرن التاسع عشر لم يتجاوز المناطق المرئية للعين المجرّدة كما هو مُبيّن في الرسم التوضيحي. أما التقنيات الجديدة فتتيح للعلماء سبر أعماق البنية الخفيّة للدماغ. وتكشف رؤيةٌ شديدة الد

1. قشرة الفص الجبهي 2. القشرة الدماغية الحركية 3. الفص الجداري 4. الجسم الثَّفَني 5. السرير البصري 6. الفص القفوي 7. الفص الصدغي 8. جذع الدماغ 9. المُخَيخ

توهّج الذاكرة يقول دون آرنولد، من جامعة كاليفورنيا الجنوبية، إننا عندما تتشكّل لدينا ذكرى ما فإنه

من almooftah

اترك تعليقاً