نفحات القلم
مجلة الكترونية سياسية – ثقافية – اجتماعية – متنوعة
صاحب الامتياز – المدير المسؤول : منيرة أحمد :: رئبس التحرير : رفعت شميس
=================================================
حجر اوغاريت العاشق والمعشوق

خاص : منيرة احمد – نفحات القلم – البلاد يرس

تعبر اللغة حدود الزمان والمكان, لكنها في بعض مواضعها تقصر عن وصف سمات الفرح او رسم لوحة تظهر جمال روعة اللقاء . لم يكن لقاء سؤال وجواب … كان وكما اختارت ابنة اوغاريت وحاملة الاسم المعنى ودلالة الفن الذي بدأت خطواته بثبات وتشق الطريق اليه بكل ثقة وارادة..

لم يكن في مخيلتي ان يكون الحديث عما تنجز هي والجبل الاوغاريتي لقاء ليس عين بعين بل قلب وروح لقاء محبةوعشق لا يفل منه ولا يهزمه عشق (انه العشق السوري )

ما لفتني وجعلني اراسلها لتجيب على بعض من فضول اسئلتي هي وصانع هذا الفن هو فرادته وذهول العين حين تقرأ ما نسج العشق السوري من لوحات ,تجاوزت وبكل شموخ حدود الوطن لتحلق , تتلقفها العيون والقلوب بلهفة , وتجري نحوها بكل الابجديات التي صاغتها ابجدية ام الدنيا سورية باوغاريتها المعجزة .

كنت قرابة الموعد ببعض الدقائق تأخيرا غير مقصود , فتحت باب المنزل وابواب قلبها , ورقصت المحبة بكلمات تحمل الصدق وتخالها ام تستقبل ابنتها

اوغاريت صافون ( هيام علي بدر )انا الان في منزلها دلفت الحديقة التابعة للمنزل وهي للتو فرغت من انجاز عمل لها بحجارة اللون المعشق بالمحبة والرغبة بالتميز وتحقيق موقع ثابت في عالم الفن الفريد , وكأني باللحظة الاولى اعرفني معها منذ زمن طويل , حديث قصير , قهوة ورشات كلام ينم عن قريب لصيق ,

لم يطل بنا الحديث حتى اطل بهلال ضحكة في القلب , الجبل الشامخ بفنه الفريد جبل صافون ( نزار علي بدر ) النحات والفنان الذي ابتكر بلا منافس فن التصاق حجارة بحر سورية الاوغاريتي بالابداع كما التصاقه بروحه , وكما يترجمان معا هو وحجارته ارق المعاني والمشاعر .

انا والجبل واخته وسورية ثلاثة جمعتنا بروحها وما لجمعتنا افتراق , لانها اتت من عمق الانتماء والتجذر في عشق ابنة الاصالة والتاريخ والتراث الحضاري والانساني الذي يشكل سورية بخزان حضاري لا ينضب , بل كلما اكتشفنا منه جناحا بدت لنا اجنحة واجنحة تنتظر بحب ان نلقي عليها السلام بنور المحبةووعد الوفاء لعميق انتماء ميزنا و حبانا ما لا يعرف كنهه الا عاشق لتلك الام العظيمة التي كان وسيبقى اسمها سورية ( الشمس )

زادت فناجين القهوة …..فناجين شاي ….. حوار بلا اسئلة , اجوبة بلا تحضير ولا تملق ولا حذاقة فعل يعرف كل منا انه سيكون على بساط الاعلام مادة متداولة وكل له عينه القارئة وقلبه المفتوح كل بلون , لكننا نعلم ونحن نتبادل بكل بساطة وجمالية ونقاء الحديث ما نعتقد انه سيثلج قلب القارئ ,فالحديث مع قامة فنية تتقاطر الاسئلة وتلاحقه المحطات اينما حل

وهو الساكن مع كوخه يتبادلان الحب لمنطوق فقط معهما ( انها حجارته الاحب والاقرب له فنا ووجدانا والاكثر تهاتفا روحيا معها )

ولنبدأ الان لا حوارموزع وفق اسئلة نمطية انه كما اردت ان يكون لا كما اي لقاء :

جبل صافون (نزار علي بدر )هذا هو اسمه ولقبه وعنوانه يقول :

=اي انسان سوري منتمي لتراب سورية هو فنان , فقط عليه تنمية ما بداخله من فن .

=لابن سورية يقول : في سورية فقط عند زيارتك لاي معلم تاريخي تجد ان الزمن توقف هنا

= لمن يقف خارج السور السوري من السوريين : ليبحث عن جذوره ليكتشف ان لا جذور له …. والدفاع هو عن سورية عن جحارتها … عن كيانها … جذورها ….

= لسورية يهمس بصوت يسمعه العالم (((اعبدك …. واعبد تاريخك المشرف …)))))

=جبل صافون لديه اقانيم ثلاثة: الاوطن الام سورية – الشهداء الانبياء – مقام السيد الرئيس

جبل صافون امنيته الا تضيع اعماله .

= اما عتبه وانا معه فهو على من كان من الواجب ان تكون اول من تبنى اعماله واول من امسك بها راية تصل الى كل الاصقاع والمقصود هنا حكما هووزارة الثقافة التي لم تلحظ هذا الفن رغم انه اظهار وتوثيق للاصالة وعمق الانتماء السوري .

=رسالته -ابجديته للقادم من عمر ومستقبل –((الحياة حلم….. بيدنا تشكيله ….. من درس التاريخ وشهد عظمة سورية والقادة الموجودين في سورية ياخذ من عظمتهم – القوة من هانبيعل – العلم والثقافة من اوغاريت —– زنوبيا ….. وغيرهم .

اجدادنا تركوا لنا ارثا ضخما ومهما .

الرسالةوالمهمة هو التفكير بالاجيال القادمة حملة الراية مستقبل سورية الوضاء .

وللاخر يقول : من كانت حضارته كثبان رملية لا يندم على تدمير حضارة الاخرين

وقبل ان   نتجه الى ركن اوغاريت صافون لابد من لمحة  في عالم الجبل :

يتجه الفنان نزار علي بدر الى الشاطئ في اكثر من نقطة على الساحل السوري بلهفة المحب للقاء عشقه والحجر الصديق الحميم , ينتقيها بعين الفنان , يحملها بحرص ابوي روحي , ينظف مكان اقامتها , يغسلها يوميا فهي نظيفة الجذور ويجب ان تبقى ,مخيلته تغص بالحكايات التي يهمس للحجر ان يكون فيكون, بقلب عاشق , وغالبا تمتزج بالدموع وهو يحاكي الحجر وينقل معه اللوحة الحكاية ,وتتبلور الفكرةوتصبح بعد انتقاء الحجر وغسله عملا يحكي ولا ينتهي من سرد الحكايات,

بعد الانتهاء من اللوحة يقوم بتصويرهاعدة صور ثم يبقي على الصورة المناسبة تمام , يعيد تفكيك اللوحة وتنحية الحجارة جانبا ليشكل لوحة اخرى بحجارة مناسبة لها .

بعد الانتهاء من الحجارة يعيدها الى المكان الاصلي الذي احضرها منه , وله اسبابه منها : ان هذه الحجارة وبفعل عوالم الطبيعة تتغير بعض الشيئ وبامكان اي احد الاستفادة منها , ومنها انه لا يملك المكان الذي يستطيع استيعاب كل هذه الحجارة, وللحالة المادية دوره كبير سلبيافي ذلك .

هو يعرف كل حجر من اين احضره

جبل صافون ( نزار )دائم الحزن على سورية ….. يبكي كثيرا وهو يقوم بتشكيل حجارته , وكانه يشكو لها وتبادله المشاعر .

وتمتد بنا جلسة العمر مع اوغاريت صافون (( هيام علي بدر )) التي اسماها نزار بهذا الاسم وتقولها بكل فخر ,سيدة تعشق الفن بل استطيع القول ان الفن يلازمها ويرفض مفارقتها فهي اضافة لكونها خبيرة تجميل فهي عشقت فن الاخ الحنون المبدع (جبل صافون )) رافقته في رحلة البحث عن الحجارة وكل تبع مخيلته واختار بمفرده ما اختار من حجارة , حملتها كام , وكما هي العادة لها مكانها النظيف , ولها دورها اليومي مع الغسيل , في مكان وارف ملفت الاناقة والجمال ترقد حجارتها , وتصحو على عشق هيام لها ,

ل هيام ( اوغاريت صافون )بصمتها الخاصة واعمالها التي تولدفي مخيلتها اولا والتي تعنى بها كعنايتها بنفسها وربما اكثر فهي ايضا تنسى نفسها حين تغرق بمحبة مع حجارتها وحكايتها التي تعطيها من روحها , تشق طريقها وتحث الخطو لترسم نهجها الخاص , وكم هو جميل قولها انها مهما بلغت من حرفية سيبقى نزار اولا بلا منازع .

((وحين طلبت من الفنان نزار رأيه بمانفذته هيام حتى الان قال : اي عمل اراه بعيني ارجوان يكون له مضمون او هدف …. فالفن رسالة والعمل هو من يتحدث عن نفسه , اوصيها ان تثابر على خطها وهويتها الخاصة …. هيام اعمالها كبداية جميلة ولديها ارادة وتصميم وهي ستصل للمتلقي كما يجب ليفهم عملها كما يجب ))- وهذا وحده يكفي من فنان عالمي لتكون شهادة منه لفنانة متميزة وليس الامر ببعيد نظرا لعشقها ايضا لفنها وتخصيص الوقت الذي يستحقه منها .

بدأت الفنان هيام علي بدر تنشر اعمالها وتلقى الصدى الواسع وهنا اخترت بعضا يسيرا من اراء من شاهدوا اعمالها وتركوا انطباعهم بكلمات لا تمحى :

آدم سليم لا شيء يدوم في هذا العالم الفاسد ولا حتى ألامنا و اوجاعنا .. فقط الفن والنحت هو الذي يعيش الاف السنوات ..ليبقى شاهد على كل شيئ !!
دمت بالف خير استاذة هيام

-مفيد بريدي منتهى الإبداع.
هيام علي بدر. يحميك الرب

الروماني الأخير عِندَما تَرسم الرّوح و تتَجَسَّد بالحِجارَه…
و كَذا الأمر مع هيام علي بدر…
تعطيك مَعاني العِشق و نَاره..

ما زال للغة حروف كثيرة تستطيع تسطير الكثير الكثير عن اللقاء وماورد هنا ما هو الا موجز عما امتلأت به دنان اللغة وفاضت به الحروف .

ولابد كما العادة من خاتمة هي البداية وهي الرسالة والمقام العالي للقاء الانتماء ويكون ذلك اروع حين نختمه بما نثره جبل صافون الفنان ( نزار علي بدر )) الذي يصنع عالما من الحجارة حيث يقول :

الحجارة تنطق …. انا المنتقى من اسلاف الاوغاريتيين افهم ابجدية الحجر … والسر هو عشقي للحجر خلال رحلة امتدت لسنوات طويلة … عشقي ازلي موروث ….

اوغاريت اعطت الكتابة المسمارية …. وانا اصنع ابجدية حجر اوغاريت الناطق بالانسانية

(( لم اورد في هذه المادة اية شهادات مما كتب عالميا عن جبل صافون (نزار علي بدر )) لانها اكثر واكبر من ان تستطيع المادة استيعابها لذلك ستكون تباعا في قسم خاص لاعمال وشهادات عالمية بما قدم الفنان فقط ساورد ما قاله البرفسور الايطالي ( اليساندرو سيشا ) في مقال له على غوغل يصف فيها الفنان نزار بالفنان العبقري واطلق على هذا الفن اسم ( النحت المائع )

من almooftah

اترك تعليقاً