((((((((((((( أحمد ربي رأيتها قبل رحيلها )))))))))))))

《 قصتي وأمي في عيدها 》
منذ 6 سنوات وبالتحديد في مدينة جده بالمملكه السعوديه كانت نهاية رحلاتي الكثيره لبلاد كثيره للعمل والترحال والسياحه وكنت وقتها استعد لفريضة الحج والتي لا أعرف وقتها ترتيبها من عدد مرات الحج التي قمت بها مسبقا والله يتقبلهم منا ومن الجميع . وقبل بداية رحلة الحج كانت امي الحبيبه قرة عيني وروح قلبي والحضن الدافئ المريح مريضه في البيت الكبير بالقاهره وكان بجوارها أخي الكبير كان متواجدا في اجازه . اتصلت بها وكنت أكثر من يتصل بها من اخوتي وأقرب لها من الجميع لاطمئن عليها وأدعو لها وتدعوا لي كالعاده .
قلت لها كيف حالك وصحتك اليوم حبيبتي عسى أن تكوني بحال أفضل فجاوبتني وهي تخفي رقيق دمعتها الحمد لله أفضل . فقلت لها سوف اقوم بالحج بعد غد وسأهب لك هذه الحجه وتوقعت أن تفرح لهذا الخبر . وهي التي تجاوزت الخامسه والسبعين من عمرها . ولكن وقعت علي قلبي كلماتها كالرعد التي لم اتوقع سماعها حين جاوبتني . ياحسن الحج يتعوض أنا محتاجه اشوفك وأحسست دمعتها كأنها زرفت علي خدي . فقلت لها بدون تفكير هاحجز واكون عندك من بكره عايزاني أجيبلك ايه من هنا
قالت لا شئ غير ماء زمزم مشتاقه اشرب منها .
وكانت أمي تحج معي في حج العام السابق.
ونسيت اني حاجز لرحلة الحج وباقي علي مناسك الحج يومين نسيت كل شئ أمام كلماتها .
كانت المكالمه ليلا بعدها نمت وقمت مبكرا لاشتري لها ما أستطيع من هدايا وأولها ماء زمزم وبعدها حاولت احجز من النت وجدت ان الحجز علي النت غير متاح فقلت انه سقوط للسيستم . وذهبت لشركة الطيران القريبه للحجز قالوا لي لا يوجد حجز للقاهره لأن العيد بعد ثلاثة أيام . ومن اراد السفر حجز من أسابيع فكانت كالصاعقه علي تفكيري . إلا يوجد حجز لكرسي واحد بأي درجه لاري أمي وكنت مستعد ادفع عشره خمستاشر عشرين او مائة الف ريال وأكثر علي كرسي واحد رغم أن قيمة التذكره وقتها الف وخمسمائة ريال فقالوا waiting list only يعني علي انتظار أحد يكنسل تذكرته . وركبت سيارتي اجول بلا عقل ابحث في كل الشركات وبعد 24 ساعه استطعت أن احصل علي تذكره من الخطوط السعوديه بمساعدة صديقي محمد مدير المحطه بالمطار وموعدها ثاني يوم العيد الساعه 5.00 مساءا من المطار السعودي . فكنت قبلها بخمس ساعات خوفا من زحمة مطار الملك عبد العزيز بجده قبل كل عيد . وبالرغم من ذلك تأخرت الطائره أكثر من ساعه ونصف ووصلت للقاهره وارتميت بين يدي واحضان امي الساعه العاشره إلا ربع مساءا اقبلها واقبل يدها فبكت وبكيت وفرحت وفرحت وقالت لي لقد طلبت أن أسعد بوجودك جنبي رغم أني استبعدت مجيئك سأنام الليله وانا مرتاحة البال وحكينا لمدة ساعه .ووجدت الخادمه احضرت الطعام لتطعمها وهي غير مقبله علي الطعام من فتره فأخذت الطعام من الخادمه لاطعمها فقبلته مني بسعادة حتي أنهت صحن الطعام وهي تنظر لي مبتسمه .
وفجأة وجدتها تتآوه وتصرخ الما طلب طبيب العائله وجدته مسافرا فطلبت أكثر من مستشفي فلم أجد مكانا الي ان قبلت أحدي المستشفيات فذهبت بها الي المستشفي ودخلت علي الفور العنايه المركزى بعد أن رسمت ابتسامه عريضة ممزوجة بالالم ونادت علي اسمي لآخر مره قبيل أن أراها في الصباح الباكر وانا غارقا في دموعي في مغسلة الموتي بالمستشفى ولم أشعر إلا بمراسم الجنازة المهيبه اسمع أصواتا من حولي كالاشباح لا أميز مصدرها ولأول مره احمل نعشا داخل قبر .
لم أشعر بالخوف ولم استشعر رهبة المكان نزلنا باللحد وانا ادعوا باكيا باكيا باكيا إلي ان توارت الشخوص حولي وزالت الأصوات وانا ادعوا لمن لم يمر عليها ساعة في الدنيا إلا وذكرتني بالدعاء لم أشعر بما يشعر به الآخرون عند ذكر الموت أو القبور جلست معها وانا احاورها وأتذكر حنانها وحبها وحديثها الذي لايمل تذكرت من كانت تمر علي في نومي مرارا لتضمني وتسدل الغطاء علي جسدي وتعيد غطائي مرات عديده مع الدعوات وكل الحنان . من كانت تنصحني وتستمع الي بمنتهي الإصغاء والاهتمام من كنت أري رضا ربي في بشاشة وجهها ونظرتها ودفئ ذراعيها علي كتفي.
كنت ابتسم لذكرياتها معي وانا غارقا في دمعي ولم أشعر إلا والرجال يصيحون باعلي أصواتهم لاخرج وكأني لا اسمع فأنا مع ست الحبايب .
انا مرتاح تحت الأرض فنزلوا وأخذوني بقوه وانا أقاومهم واقاوم تعبي من الليله قبل الماضيه فأنا لم أنم من يومين ووجدت نفسي في العزاء وانا لم أشعر بمن يصافحوني معزين في ست الحبايب الغاليه . في ظلي الدافئ . فيمن لاحياه بعد حياتها .
وبعد زوال الشخوص والأقارب والجيران والأصدقاء أخذوني لارجع للمنزل الذي تربيت فيه معها رجعت كالطفل الذي سلبوه حنان أمه وانا في الخمسينات من عمري لم أدرك الفرق وتذكرت اني كنت معها في القبر وتمنيت أن ارجع متسائلا لما رجعت معهم وتركتها…
ولم ارجع الي المنزل الذي كانت تملؤه بهجة وسعاده ..
أهذه النهايه الن أري ذلك الوجه الصبوح الحنون المبتسم مره اخري …. والي الآن لم أراها وهي التي لايفارق نداها خلايا بشرتي وذكراها العطره خيالي وفكري ذهبت امي وذهبت معها الابتسامه والدفئ والحنان … وماذا بعد ؟ … سأذهب ويذهب الآخرون .

وحمدت ربي بعدها أن من علي برؤيتها قبيل موتها بسويعات قليله . وانا علي بعد آلاف الاميال منها .

وبعد عام قمت بأداء فريضة الحج ووهبتها لإسم اغلي المفقودين والأحياء .

رب ارحمهما رحمة واسعه وأدخلها الفردوس الاعلي دون حساب ولا سابقة عذاب .. ربي ارحمها وابي كما ربياني صغيرا . واجمعني بها وأبي تحت ظلال جنات الخلد وإسقنا وجميع خلقك شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا .
أمين امين امين .

من almooftah

اترك تعليقاً