“أحمد حاتم”.. من “الخطوات” إلى الخشبة

  إيفا زاهر

“أحمد حاتم” شاعر وفنان موهوب، عشق عالم الكتابة فأبحر فيه وكتب القصائد والأغاني وبعض الأفلام، إضافة إلى تجربته المميزة في التمثيل.

تكبير الصورة

ولمعرفة المزيد عن تجربته ومواهبه المتعددة التقت مدونة وطن “eSyria”، في 12 كانون الثاني 2014، الشاعر والممثل “أحمد حاتم” حيث حدثنا عن بداياته بالقول: «تعود بداياتي في الكتابة إلى فترة المراهقة عند سماعي لأغنية “أعطني الناي وغني” للسيدة فيروز التي فجرت رغبة الكتابة في أعماقي، فبدأت أبحث عن معنى مفردات تلك الأغنية الجميلة، وقرأت مؤلفات “جبران خليل جبران” فسحرت بالفلسفة التي تنضوي عليها قصائده، وعمق كلامه المفعم بمفردات نقية ولدت شعراً ليلكياً محلىً بقصائد تحكي أدباً متفرداً ومميزاً، فكتبت خربشة شعرية من أربعة أشطر، وألقيتها في أحد الأنشطة المدرسية».

وتابع: «وكانت قصيدتي الأولى “خطوات” الخطوة التي ثبتت قدمي في عالم الكتابة وقدمتني إلى الناس كشاعر، حيث قمت بتسجيلها بصوتي وإطلاقها على صفحات التواصل الاجتماعي و”اليوتيوب” ونالت استحساناً كبيراً، وتقول كلماتها: 

“هي خطوات..

بدأت تراقصني

لتزرع في وجداني 

حدائق من التوليب 

فأنعشتني… وأنعشت عظامي 

كانت أنفاسها تعزف 

أرقى وأنقى النغمات 

وجنون الخصائل 

أطفأ ثورتي 

وأعادني بكل رتابة 

إلى أحلى المتاهات 

وعندما لامست تبغي 

أشعلتني 

وأطفأت نور الكلمات 

وأشعلت داخلي براكين من الفوضى 

والتداعيات والتراكمات 

وخلقت مني مطراً

يعلم قطعاً أن الله اصطفاها 

على كل الكائنات 

هي خطوات 

أيقنت حينها أنها أُنثى اللحظة 

فعشقت أُنوثتها… في كل اللحظات”».

للأنثى رائحةٌ عبقت بها روض قصائد “حاتم”، وقد خصها بمفردات الغزل والقداسة، فتحدث شارحاً: «الأنثى وطن ويقين ووجود، وأنا أحب قصيدتي أكثر كلما غازلتها أكثر، فحاولت أن أكتب للأنثى ومنها ولأجلها، وبدافع فطري فأنا أعشقها كأم وكعاملة وأهوى الأنثى الجميلة، والأنثى الزهرة فأسميتها التوليب والنرجس والبيلسان والياسمين والبنفسج، وقد أرى جمالها في تفصيل أو ملمح أو مضمون أو قضية، فكانت أجمل قصائدي لها، 

تكبير الصورة
أحمد حاتم

وأحلى مفرداتي في وصف ودغدغة الأنوثة، فهناك فضاءات من التناقض لتوصيفها في قصائدي فهي أفلاطونية في حين، وعابرة في حين آخر، ولكن لا أستطيع رؤيتها إلّا كقديسة لُجينيّة منتشية بعبق الجنون». 

وعن ميزة قصائده تحدث “حاتم” قائلاً: «تكمن ميزة قصائدي بأنها سهلة تخاطب العموم، وتوصف بالسهل الممتنع، ومجمّلة بمحسنات البديع التي باتت ملمحاً من ملامح قصيدتي، فأحببته وأردته أن يزين كلماتي بأنغام وصور شعرية متجانسة ومنسجمة لها معانٍ مختلفة، وقد يقرؤها كل شخص بعيون مختلفة».

وتابع: «ولمحبوبتي “اللاذقية” عشق في قلبي فهي الحنين والفوضى والألم، هي بيت وجداني وثروتي الفكرية، هي البحر والصمت والخشوع، فكيف لا أتأثر بمدينتي العذراء، وكيف لا يكون شعري من رحيقها ومكنونها النقي والفريد، ولها كتبت قصيدتي “حبيبتي يا لاذقية”».

في رصيد “حاتم” أغنية وطنية سُجِّلت بصوت الفنان “فراس سليمان”، وبثت على الفضائيات والإذاعات، فقال عنها مضيفاً: «مع بداية الظروف الراهنة في “سورية” قمت بكتابة أغنية الى وطني الحبيب “سورية”، بعنوان “وحياتك”، وحازت انتشاراً كبيراً وأحبها كل من سمعها؛ فقد كانت متفردة لالتزامها بقواعد الأغنية الوطنية التي شذ عنها الكثيرون، وتقول كلماتها: 

“وحياتك وحياة كل اللي راحوا.. وحياة قلبك لو كترت جراحو.. رح ترجعي متل زهرة الرمان مفتحة عالشمس.. رح ترجعي وطيرك مرفرف جناحو..

وحياتك وحياة شجرك والأغصان.. وحياتك وحياة ميّة الجولان.. رح ترجعي ويرجع وردك متل ما كان.. بألوانو وأفراحو..

وحياتك وحياة غيمات السما.. ضحكاتك بالعالي رح نرسما.. وحياتك وحياة خدك وتفاحو رح ترجعي.. وموجاتك عالشط يرتاحوا”».

ألف “أحمد” عدداً من الأفلام القصيرة والطويلة، وقام بالتمثيل فيها، فقال متابعاً: «التمثيل هو فن محاكاة الواقع، ومن خلال شغفي بالأدب والشعر والمسرح كان التمثيل أحد اختياراتي، فكانت بداياتي من مسرح الطلائع ثم الشبيبة، وتدربت في معهد “القباني” للفنون المسرحية، وشاركت في أكثر من 

تكبير الصورة
من كواليس فيلم “عودة التراب”

ورشة عمل مسرحية مع مخرجين سوريين وعرب، إضافة إلى عدة أعمال مسرحية، منها: “شكسبير ملكاً”، و”حكاية وطن”، وقمت بتأليف فيلمين قصيرين، بعنوان: “زيك زاك تي في”، و”حبر حزيران”، ومثلت فيهما».

وأضاف: «لقاء التراب بالتراب محتوم باختلاف النظرة سواء كانت عقلانية، علمانية، دينية أم علمية، لذلك قمت بكتابة فيلم طويل بعنوان “عودة التراب”، فنحن خلقنا من التراب وإليه سنعود، والفيلم كوميدي تراجيدي نبتسم فيه ألماً للإفرازات المجتمعية السلبية التي تفاقمت مع تفاقم الأوضاع في “سورية” لنسقط الضوء عليها مخترقين كل حد بمهنية ووضوح وشفافية، وفي محتوى الفيلم صفعة وجدانية لمن سيشاهده، وشاركت أيضاً في التمثيل مع نخبة من الممثلين في مدينة “اللاذقية”».

الشاعر “عادل شريفي” قال في “أحمد حاتم”: «هو شخصية تستحق الاهتمام، فحيويته والطاقة الإيجابية التي ينشرها حوله يجعلانك تحب هذه الشخصيّة من أول لقاء، إضافةً إلى الرّوح القياديّة التي يتمتع بها، والتي وظّفها في العمل التّطوعي والإنساني، أمّا على صعيد تجربته الشعريّة فأستطيع أن أقول إنّنا أمام تجربة رائدة في عالم الأدب مقارنة مع حداثة سنّه، فقصائده تغصّ بالصّور الشعريّة الجميلة، والموسيقا المألوفة المحبّبة، والنّظم السّلس البعيد عن التعقيد اللفظي والبياني الذي بات مستهجناً من قبل جيل الشّباب، من هنا نجد أنّ شريحةً واسعة من هؤلاء الشباب تتابع أعماله باهتمام بالغ على عكس بقيّة الشعراء المعاصرين، إضافةً إلى الجرأة الواضحة في طرح المواضيع الغزليّة، لكن بالمقابل عليه الاهتمام أكثر بالنّحو والقواعد اللغويّة، وهذا ما يأتي بالمران والمتابعة، وأتمنى له كلّ التّوفيق في مسيرته الأدبيّة».

“أحمد زملوط” مخرج فيلم “عودة التراب”، تحدث عن صديقه قائلاً: «يسعى “أحمد” إلى التجديد الدائم في قصائده وصوره ومفرداته، ما يجعله بعيداً عن النمطية، ويبحث عن شريك له ليوظف طاقاته بشكل إيجابي، وقدم نفسه اليوم ككاتب لفيلم طويل، يظهر فيه حنكته ومرونته في 

تكبير الصورة
أثناء تصوير أغنية “وحياتك”

الكتابة، وقدرته على إيصال الإحساس المطلوب والرسالة الموجهة بذكاء وإتقان عاليين».

الصحفية “هبة علي” من وكالة “سانا”، قالت فيه: «يمتلك الشاب “أحمد حاتم” موهبة حقيقية في كتابة القصائد النثرية، ويعتمد بكتاباته على ملامسة الواقع بأسلوب شيق ومحبب، حيث يترك بصمة خاصة بشعره تتمثل بالإحساس الرائع النابع من قلب صادق يعبر عن العمق الداخلي فيه، إضافة إلى بساطة التعبير وسلاسته، فيرسم القارئ في خياله المشهد المقدم بالقصيدة».

الشاعرة “صفاء جنيدي” قالت: «هو شاعر مرهف الإحساس حيث يرسم حالة وجدانية في قصائده، ويستخدم مصطلحات غريبة، ويُخرج الأشياء بطريقة جميلة، وما يميز قصائده أنها تحكي عن شيء مطلق لا عن شيء مجسد بشخص».

يذكر أن “أحمد حاتم” قد أحيا عدداً من الأمسيات الشعرية في مدينة “اللاذقية”، وهو في صدد طباعة ديوانه الأول، إضافة إلى كونه مؤسس حركة “شباب شدو الهمة التطوعي”.

 

 

من almooftah

اترك تعليقاً