فن المسرح من أقدم الفنون لذلك أطلق عليه أبو الفنون , كانت بدايته أيام الإغريق والرومان , وارتباطه وثيق مع الطقوس الدينية خلال العصور الماضية , ثم تطور وتطرق لكل مناحي الحياة فكان لنا وقفة من خلال مهرجان حمص الثقافي مع العرض المسرحي الأول خارج دمشق ل (تصحيح ألوان ) نص وإخراج سامر محمد إسماعيل وبطولة كل من الفنانين يوسف المقبل ومريانا معلولي وصوت أيمن زيدان بدور الأب من إنتاج وزارة الثقافة السورية وذلك على مسرح دار الثقافة بحمص.
يسلط إسماعيل الضوء من خلال العمل على بعض النخب التي انكفأت أو صمتت أو تم شراؤها مقابل أرباح معينة, فكان لها دور في هذه الحرب على سورية ضمن الانقسام الحاصل بين النخب وخاصة المثقفين والفنانين , قام العمل بشروط المسرح الطبيعي بعيداً عن المسرح المعلب و باللغة العامية بعيد عن الفصحى كعادة المسارح, بمحاولة لملامسة هواجس الجمهور والاشتباك مع الواقع مباشرة بعفوية وبساطة بعيداً عن التصنع , فكان الديكور اقرب للبساطة, أراد إسماعيل إسقاط الأقنعة الثقافية وتعرية بعض النخب المثقفة التي تدعي أنها تنويرية وتقدمية حيث تلاقت مصالحها مع القوى الظلامية .
على هامش المسرحية التقينا مديرة المسرح في مديرية الثقافة لمى طباع : كان عمل متميز لمسنا نحن العاملين بالمسرح أثناء عملنا معهم دقتهم في العمل بتركيب الديكور والإضاءة مما أعطى العمل تميزاً , ولكن نلاحظ أن العمل بدأ برتم بطيء ولكن تصاعد بعد المشهد الثاني فظهر الإبداع الحقيقي للعمل فأستطاع يوسف المقبل الوصول إلى المتلقي بصورة متميزة , كان النص بسيطا ربما يكون له أهداف مخبأة تحت الكلمات , حاول الكاتب أن يقول : إن بعض الكتاب والمثقفين استخدموا الطريق الخطأ للوصول وكانوا أحد أسباب الأزمة التي وصلنا لها , فكان المسرحية صورة أو نموذج للشريحة الغير صحيحة بالمجتمع , ويصنف العمل من الأعمال الجيدة ونتمنى أن يتكرر.
الفنان يوسف المقبل أشاد بالحضور الجميل في حمص ووصفه بأنه يمتلك حس عالي في المتابعة وإن اهتمامه مختلف بالفن .
الفنانة مريانا معلولي أبدت تخوفها من جمهور حمص قبل قدومها لما قيل عنه بأنه جمهور مضغي للمسرح بشكل جيد , فكانت أمام مسؤولية كبيرة حيث ستقف أمام جمهور مثقف جدا ويمتلك قدرة على قرأت المسرح والعروض .
وقد تميز الحضور بكونه نخبوي من مثقفي حمص