الزن هو سلوك ذهني وطريقة مختلفة لإدراك الواقع لنرى الشيء عارياً مجرداً كمعرفة ذهنية وبلا تشويش انفعالي كزهرة أو حجر أو شجرة .

والزن يعني التأمل والتركيز أي فن السيطرة العقلية على الأفكار …بهذه الكلمات بدأ حديثه الأديب والمترجم محمد الدنيا في فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب قبل أن يلقي  مجموعة من القصص القصيرة التي  اختارها من حكايات الزن اليابانية التي تحملُ  الكثير من العبرة والموعظة , من  تأليف هنري بروبل الذي ينحدر من أب فرنسي وأم يابانية مشيراً أن الزن من أهم المدارس البوذية في اليابان ,وللزن فروع وأشكال منها الشعر والقصة والمسرح..  وقصة الزن هي حكاية قادمة من أعماق العصور من الهند والصين واليابان , صقلها الزمن نستعين بها لنكشف الخفي من المرئي والمطلق في النسبي ومن القصص التي قام بسردها :الأحجار الكبيرة التي تعطي عبرة بضرورة التخطيط المناسب أو استثمار الوقت بشكل جيد وضرورة وضع الحجارة الكبيرة أولا في الإناء , والأهم معرفة ما هو الحجر الكبير في حياة كل منا ؟ هل هي الصحة أم الأسرة أو الأصدقاء …

25353472_2002844929930836_404832476_o

والقصة الثانية عن تحدي بين أحد المرتزقة ومعلم ياباني وهروب المرتزقة في نهاية القصة  , أما القصة الثالثة فكانت عن ابن سكير ووالده الذي ينصحه بالتخفيف من شرب الخمر وعند عدم عودته في الوقت المحدد للمنزل  , خروج الأب للبحث عنه خوفاً عليه أن يضل طريقة وتنهي القصة بعودة الابن لعادته السابقة في الشرب , أما القصة الرابعة فهي قصة الذيل والرأس واعتراض الذيل على الرأس بأنه دائما يتقدمه, ورضوخ الرأس لطلب الذيل والسير خلفه ,وبما أن الذيل لا يملك عينين فقد أوقع الرأس معه في بركة ماء مما أدى لهلاكهما , أي أنه يجب أن يمارس كل دور في الحياة وعدم التذمر ولأن كل منا مبدع في مجاله  , والقصة التالية عن العقرب ومعلم التأمل  والتي تقول كل يتصرف على فطرته فالعقرب مفطور على لسع كل من يقترب منه والمعلم مفطور على مساعدة الآخرين ليعطي عبرة لتلامذته بعدم تغيير طبيعتهم عندما يؤذيهم أحدهم, أما قصة الغني الذي أراد أن يعطي درسا لأبنه في الحياة ,ولكن الابن كان أكثر بعد نظر من والده فرأى أن الفقراء أغنى منهم فهم يملكون السماء بنجومها ويملكون السهول والجبال…وسرد العديد من القصص الشيقة التي شدت الحضور .

25346295_2002844986597497_1668272956_o

أما القاصة غادة اليوسف فشاركت بقصة قديمة من قصصها حيث أنها هجرت كتابة القصة منذ عام 2011 ربما لأسباب كثير أهمها الفاجعة السورية قدمت قصة من مجموعتها ” أنين القاع “الصادرة عام 2009 القصة بعنوان الخيام  تتحدث عن تشرد العرب وتركهم أوطانهم وكيف كانت سورية هي الحضن الدافئ للجميع وخصوصاً الفلسطينيون الذين لا يزال بعضهم  يحتفظون بمفاتيح منازلهم مع قلب ينبض بحلم بالعودة وخوف دفين من غدر اليهود ,وأشارت على تأمر حكام العرب مع الإنكليز واليهود بأسلوب شيق وكلمات بسيطة تصل لكافة الشرائح من المهتمين بالقراءة .

25346208_2002844976597498_264779493_o

واختتمت الأمسية قادمة  من دير الزور القاصة أمية عبيد تحمل الحب بين جناحي قلبها فقدمت “عروس الثلج ” وهي  دعوة للحب والاحتفال بسطوع شمسه ليذيب جليد المشاعر ….

أما محمد الفهد فكان له دور مميز في إدارة الأمسية فقال : أدب الزن فيه قيم أخلاقية وجمالية عالية جداً , ولكننا اتخذنا إلى الغرب أكثر من توجهنا لأدبنا العربي حيث تأخرنا في الانتباه إلى أدب الزن وهذا ما ندعوه للاستشراق المعاكس  ….

25344527_2002844959930833_1600362234_o 25319780_2002844913264171_88871801_o

اترك تعليقاً