ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏سماء‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
 ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏سماء‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
تمت إضافة ‏‏10‏ صور جديدة‏ بواسطة ‏بقلم: نارام سرجون‏.

آراء الكتاب: بين قيصر موسكوفا وأسد الكوفا – بقلم: أسد زيتون

——————————————————————

لست أدري من يكون ذلك الداهية الذي تلاعب بترجمة أسماء بعينها دون سواها من لغة لأخرى ومن لسان لآخر . ولكنّي أعلم علم اليقين أن أصدقائنا الروس يطلقون على الكرملين اسم كريمل (Кремль ) وليس كريملين …
وموسكو أيها السادة إنما هي موسكوفا : موسكفا (Москва́ ) بلسان أهلها ما تزال , وهي من مواليد نهاية القرن التاسع وبداية القرن العاشر الميلادي . أي أنها ورفيقتها الخزريية : (كييف) ولدتا بعد مرور قرن على غرق المدينة المدورة بين دجلة والفرات حيث الكوفة القديمة مدينة إبراهيم الخليل والصخرة التي بنيت عليها الأقداس الدينيّة في كيش مصري التي تسميها النقوش السومريّة ( كيشدار : كيش دار ) منذ أن دار بيكار مؤسّسها على جبل الكرمل : الجبل العالي : (عيليم) في النقوش الأكادية إيذانا بميلاد مدينة المدائن : عروسة السماء : كوثا الفرات الأيمن : كي فا : الأرض العالية بلسان ونقوش أهل سومر …
(كريمل) في لسان الأشقّاء الروس تعني (حصن) , وها نحن مجدّداً أما بقعة مقدسة جديدة كتلك التي بناها كوستانيوس : كوسا آتون : قابوس الكوفة : شمس الكوفة : قسطنطين الأكبر في طور عابدين , وأطلق عليها اسم (حصن كيفا ) .
و(كيفا) هو اسم بطرس الطور (شمعون) في الوثائق السريانية وهي الصخرة التي يشرف عليها ( المعبد الأبيض : البيت الأبيض ) محاطاً بمياه البركة : براختا : أراختا نهر بابل المقدس : نون إيل : نيل السماء في الأرض المباركة . والمباركة بحسب المؤرخين هو اسم الأرض التي بنيت عليها بغداد القديمة كما يذكر المؤرخون …
نحن ما نزال نطلق على بياض الحور اسم (كرِيم) وهو اسم ارتبط أيضاً بالحيرة الحوراء : مدينة النعمان ابن الإله إيل التي كان يؤدّي إليها القياصرة والأكاسرة مستحقات سنويّة تحدث عنها المؤرخون أيضاً , ولكنهم لم يخبرونا عن السبب الذي كان يوجب على امبراطور روما دفع المستحقات لسيّد الحيرة الكسروية …
شرعية المُلك في العالم القديم هي شرعية إلهية مقدسة متوارثة عبر ذرية مختارة متتابعة بقانون وراثي, وليس لأحد – غير الله – أن يبدّل أو يحدث في هذه الشرعية أمراً , وعادة ما يكون هذا التغيير الإلهي مرتبطا بظهور نبيّ جديد وشريعة جديدة أو بعودة مرتقبة ومنتظرة بعلاماتها . وهذا الأمر استمرّ دونما تغيير حتّى اندلاع الثورة الفرنسية وحرب الاستقلال الأمريكية كتوأمين شقيقين تمرّدا على هذا القانون وأطاحا به لصالح قانون جديد نقل الشرعية من آباء الكنيسة إلى آباء الماسون , وحوّل الطقوس العلنية واحتفالاتها الجماهيرية إلى طقوس سرية في محافل خاصّة ما تزال حتى اليوم مستترة في أقبية وكواليس العملية الديمقراطية التي تحارب الولايات المتحدة لنشرها في العالم أجمع منذ عقود …
والشرعية التي انتقلت إلى موسكوفا وكرملها بموجب قوانين العالم القديم هي الشرعية القيصريّة التي انبثقت من ميراث عرش القسطنطينية الأرثوذكسي بنجاة (صوفيا باليولوج) ابنة أحد أشقاء قسطنطين الحادي عشر آخر أباطرة بيزنطا من سيوف العثمانيين الذين أسقطوا القسطنطينية سنة 1453م , لتتزوّج هذه الأميرة الناجية من إيفان الثالث (1462-1505م) الأمير المعظّم لمملكة موسكوفا , والذي أطلق على نفسه بعد هذا الزواج اسم قيصر عموم روسيا واتخذ النسر البيزنطي ذي الرأسين رمزاً على الوثائق الرسميّة لدولته التي استطاع تحريرها من نير تتار (القبيلة الذهبية) معتمداً على طبقة النبلاء التي أسسها في قيصريته الوليدة بوصفها الوريثة الشرعية للعرش الأرثوذكسي المقدس …
وقديماً كانت وفاة الملك الشرعي وورثته تحدث زلزالاً ومعضلةً كبرى لا يمكن حلها إلاّ باختلاق قصصاً يبرزُ فيها العنصر الإلهيّ كحلّ وحيد لا بدّ منه , وهذا ما جعل البيزنطيين الناجين يروون قصّة خرافية عن آخر أباطرتهم الشرعيين قسطنطين الحادي عشر الذي لم ينجب وقد قتل مع آخر جنوده وأتباعه دفاعا عن عرشه الذي خلا من ورثته إلاّ من صوفيا التي ولدت شرعية روسيا القيصرية من زواجها بأمير موسكوفا المعظم …
وبنفس الطريقة التي نفهم بها صلة القرابة بين الأمويين والعباسيين والفاطميين والعثمانيين , كذلك حال السلالات الحاكمة في العالم القديم وحتّى اليوم فجميعها متصلة بصلات قربى موزعة بين صلب ورحم تتوارث الشرعية وتسطو وتحتال عليها كحيلة بني سعود في التخلص من حكام حائل الشرعيين والتزوّج بنسائهم بعد قرون من نجاح تيسهم في التسلل بين المصاليخ إلى رحم العنزة …
وفي هذا الإطار أيضاً فإنه من المعروف والمشهور أن ملوك أوروبا المتصارعين في الحرب العالمية الأولى كانوا أقرباء تربط بينهم صلة الرحم . وكحالة الورثة الشرعيين لعرش بريطانيا اليوم إذ هم موزّعين في شتى أنحاء العالم وبجنسيات مختلفة , كذلك كان بالأمس وطالما أتى قانون وراثة العرش بملوك إلى عروش بلدان لا يجيدون لسان أهلها كما هو الأمر مع جورج لويس دوق هانوفر في ألمانيا الذي وصل إلى عرش بريطانيا باسم الملك جورج الأول فكان لسانه وأصله عرضة لسخريّة الإنكليز الحاقدين حتى النخاع على الألمان ورثة الامبراطورية الرومانية المقدسة …
في بحث سابق تحدّثنا عن الأمبراطورية الأسبانية التي ورثت الأندلس وسبقت بريطانيا بلقب الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس . وتحدّثنا عن أقداسها في وادي طوفا ومحجّتها المقدسة : مزار سيدة فاتيما العذراء , وعن مدينتها المقدسة (قادش) بالقرب من الباب العظيم : بورتو جال .
وحالها تلك كحال جميع الامبراطوريات التي أعجزتها الظروف والصراعات عن استقرارها في المهد الأوّل لأقداس الأرض المباركة للعالمين , فعمدت إلى استنساخ أقداسه وتكريس ثقافتها الخاصّة بتلك الأقداس المستحدثة على مدى سلطانها . الأمر الذي أدّى إلى تعدّد الحاضرات التي تنسب كلّ واحدة منهنّ أقداس السماء لنفسها .
غير أنّ الهدف الأساسي في استيلاء كلّ أمة على المهد الأوّل بقي مشتعلاً في أحلام وصدور ورثة خزائن العروش باعتباره علامة المجد الرعظيم والملك الأبديّ . وهو الهدف الذي طالما أدّى إلى تحالف الأعداء مع بعضهم البعض ضدّ أيّ قوّةٍ تقترب من السيطرة على ذلك المهد الذي خلا عرينه من الأسود عصورا طويلة . وطالما انقلب حلفاء هذه القوّة إلى أعداء متآمرين عليها خشية أن يستقرّ سلطانها على ملكوت السماء في الأرض , سواء أكان ذلك بدوافع الحسد أو بدوافع الأثرة في التفرد بهذا المجد يوماً …
وفي هذا الإطار كانت تأتي تحالفات بريطانيا وفرنسا مع الدولة العثمانية عدوتهم التاريخية ضدّ روسيا كلما اقتربت روسيا من القسطنطينية ومنطقة المضائق التي تحدثنا عنها وعن محجتها وحصنها ومدينتها المقدسة وبابها العالي في مقال سابق …
والأمر الملفت في قضية القسطنطينية هو عدم اهتمام الفرنج بهذه الحاضرة المقدسة التي كانت إعادتها إلى الامبراطورية المقدسة أهمّ وأوّل شروط بابا روما مقابل دعمه لحروب الفرنجة (الحملات الصليبية) التي توجهت إلى إيلياء القدس بعد فشلها بالوصول إلى بغداد , فالامبراطورية الرومانية المقدسة لم تطالب بالقدس ولم تحجّ إليها يوما وإنّما كان حجّها إلى جبل الحجّ في أنطاكيا حيث كنيسة القديس بطرس . وبعد الانقسام البيزنطي الرومان اشتهر الحجّ الفاتيكاني إلى كنيسة القديس بطرس التي قامت الساعة وسط ساحتها قرونا طويلة …
لا أعتقد أنّنا اليوم بحاجة لإعادة بحث ودراسة ضلوع الإنكليز في تأسيس الدعوة الوهابية ولكنّنا بحاجة لا شكّ إلى التفكّر مليّاً بكلام محمد بن عبد الوهاب في إحدى خطبه بين أتباعه : ( لقد أصبحت أملكُ من القوّة العسكريّة ما يمكنني من تحقيق ما نويت عليه من أمر . وهدفي من جمع هذه القوة وتجهيزها وإعدادها هو الغزو بقوة عسكرية قاهرة من دار خلافتنا , التي هي الدرعية النجدية , ولإخضاع القرى والبلاد التي أمر الله بها , وإدخالهم في طاعتي وتعليمهم أمور دينهم , والاستيلاء على بغداد وما حولها من البلاد , بفضل ما أتمتع به من صفات العدل واتباع الانصاف , ولكن تحقيق هدفي هذا مرتبط بسبب مهمّ وهو ضرورة القضاء على علماء أهل السنة الذين يدّعون أنهم يتبعون الشريعة المحمدية المطهرة والسنة الأحمديّة الشريفة ) كتاب تاريخ الوهابيين ص14
والسؤال الذي يجب أن نسأله هو : لماذا أراد صاحب الدعوة الوهابية الاستيلاء على بغداد وما حولها وليس على مكة أو المدينة أو على اسلامبول عاصمة الخلافة العثمانية ؟!
ولماذا تمّ اختيار ميقات الحجّ البابلي القديم (اكيتو) توجه المهدي الوهابي الإنكليزي بتاريخ 21/4/1802م من الدرعية إلى كربلاء المقدسة بجيش قوامه اثناعشر ألفا من قطعان التوحش والتكفير ؟!
أعتقد أنّ أفضل وأدقّ جواب لأهمّ الأسئلة التي لم يطرقها أحد هو صورة نشرتها مجلّة بانش الإنكليزية الهزلية التي تأسست في لندن سنة 1841م وهي صورة للملكة فيكتوريا ورئيس الوزراء بنيامين دزرائيلي على هيئة علاء الدين ذي المصباح السحريّ في حكايا شهرزاد وهما – أي الملكة ودزرائيلي – يتبادلان التيجان , والأهمّ هو أن دزرائيلي هو أوّل يهوديّ يصل إلى هذا المنصب في تاريخ بريطانيا وأوروبا عموما …
هذه الحقيقة – حقيقة الهدف الرئيسي من الصراع بين القوى العظمى عبر التاريخ – تعطينا تفسيرات وتحليلات واضحة وجلية لجميع تناقضات ومعضلات وألغاز التاريخ القديم والحديث أيضاً …
فالملكة فيكتوريا – عندما وصل الجيش الروسي إلى القسطنطينة سنة 1887م قالت : (إذا أخذت روسيا القسطنطينية فسوف تكون الملكة مهانة إلى درجة قد تدفعها للتنازل عن العرش فورا ) …
ولكن عندما وصل الروس بطراد حربي إلى ميناء بندر عباس على الخليج الفراتي سنة 1901م استنفرت بريطانيا العظمى وصرّح اللورد كيرزون تصريحا ناريا لا هوادة فيه : ( إنه في حال أقدم أي كان على إعطاء الروس ولو قطعة صغيرة ولو ميناء واحدا في هذه المنطقة فسوف يعدّ ذلك إعلانا للحرب على إنكلترا ) …
أمّا لسان حال الروس في هذه الخطوة فتعلنه صحيفة روسية في السنة ذاتها : ( يمكننا الوصول إلى الخليج الفارسي دون التطاول على وحدة أراضي فارس وليفهم الإنكليز مرة وإلى الأبد أن ما نحتاجه ليس الهند بل الخليج الفارسي وحسب هذه المسألة محسومة )
فهل كان الروس – الذين طالما كانت القسطنطينية قبلتهم وبغيتهم – على علمٍ مسبق بأهمية الفرات وخليجه ؟! أم أنّ هذا التحوّل جاء بعد الاستكشافات الأثرية في بلاد فاطمة : (ميزفوتاميا ) ؟! وبعد أن ظفر الألمان بحجارة بوابة الزهراء البتول عشتار ؟!
الجواب على تساؤلنا هذا تعطينا إياه أسرار السنوات الأولى من الحرب العالمية الأولى والتي خصص الروس فيها فيلقا خاصا حارب في مناطق واسعة من بلاد فارس ووصل إلى مدينة همدان الإيرانية ودخل قم المقدسة وكرمان شاه العريقة وشقّ طريقه نحو بغداد التي لم تهزّ أخبار سقوط القدس سنة 1099م شعرةً واحدة في مفرق خليفتها العباسي ولا في مفرق سلطانه السلجوقي العظيم ولم تدفعهما هذه الكارثة إلى تحريك ولو جنديّ واحد باتجاه القدس الغربية فضلا عن أن يدعوا إلى الجهاد المقدس من أجلها …
ولكن لماذا كان على روسيا القيصرية – التي حصلت مبدئيا على حلمها القسطنطيني في اتفاقية (سازانوف – سايكس – بيكو) وباتت قاب قوسين أودنى من وضع الصليب المقدس على محجة (آيا صوفيا) – لماذا كان عليها أن تخرق الاتفاقية وتتوجه بفيلقها الخاص إلى بلاد الفراتين التي جعلتها الاتفاقية من حصة بريطانيا ؟!
البرنامج الوقائقي المرفق يكشف أسرارا دقيقة جدّا من خفايا تلك الاتفاقية التي خرج منها الطرف الروسي فتقلقلت قدورها دون ثالثة الأثافي ؟!
وإذا كان علينا تلمّس حقيقة ما في هذا البرنامج فهي حقيقة الأرض المقدسة التي يتطلع إليها الحالمون بعودة مسيح مملكة الربّ الأبديّة : أسد يهوذا العائد : ليون : إليون : إل عليون : إليّا الآتي بمجد عظيم …
والحقيقة أننا لا نستطيع القول بأن الروس هم الذين انقلبوا على اتفاقية ( سازانوف سايكس بيكو ) لأنّ الإنكليز كانوا قد أعدّوا في لندن مسبقاً منصّة انطلاق الثورة البلشفية التي لم تُخرِج روسيا من الاتفاقية ومن القسطنطينية ومنطقة المضائق ومن خليج الفرات والمياه الدافئة وحسب وإنما أخرجتها من المسيح ومن الكنيسة ومن ملكوت الله – ولكن – إلى حين …
من اللافت جدا في تاريخ روسيا القيصرية هو أنها كانت على التقويم البابلي في عاشوراء نيسان أكيتو ميقات التصالب الربيعي قبل الميراث القيصري الذي وصل إليها بزواج إيفان من صوفيا ومعه تحولت إلى التقويم السومري (المندائي) في ميقات التصالب الخريفي إلى أن قام القيصر الأكبر بتحويله إلى منتصف الشتاء مع نموّ أحلامه باتجاه أوروبا وهي الأحلام التي دفعته لبناء العاصمة الأسطورية سان بطرسبورغ في بيئة مائية شبيهة بالحاضرة الفراتية وصخرتها المقدسة (حصن أليكسندر) فأطلت على العالم بانقيا جديدة : فينيسيا القيصرية الأرثوذكسية …
وبالعودة إلى شرعيّة المُلك في العالم القديم فيجدر بنا التذكير بأنّ مفهوم ومصطلح (العلويين) لم يكن مطروحا على بساط أي طائفة قبل الاستعمار الفرنسي لسوريّا بعد الإطاحة بشرعية الخلافة وتحويل مشروع حلم الشريف حسين الذي وعده بها إلى مشروع عمالة يتداولها أبناءه ملوكاً على الأجزاء التي فكّكتها خرائط سايكس بيكو , وإنّما كان مصطلح العلويين مصطلحاً يخصّ تلك الشرعية التي أطاحت بها قوانين الثورة الفرنسية . فشرعية الأسرة الحاكمة في المغرب تأتي من كونها أسرة علوية , وكذلك أسرة محمد علي باشا التي حكمت مصر بهذه الشرعية , ومثلها أيضاً شرعية الأئمة الزيديين والإسماعيليين وأسرة الأشراف الهاشميين التي نستطيع الحكم على نقابتها الطالبية العميلة والمأجورة للعباسيين ورايتهم السوداء بأنها مهرت خاتمها على العديد من الأنساب المزورة التي لا تمت إلى النسب العلويّ بأية صلة …
وبخصوص تخصيص وحصر المصطلح العلويّ في الجانب الطائفيّ يفيدنا المعلّم اللوائي زكي الأرسوذي بمعلومات هامّة ودقيقة جدا إذ يتحدّث في مذكراته التي تحدث فيها قيام المعلمين الفرنسيين في لواء اسكندرون بفرز الطلاب على مقاعدهم بحسب طوائفيهم فكانوا يجلسون المسيحي الأرثوذكسي بجانب الأرثوذكسي والكاثوليكي بجانب الكاثوليكي والسني بجانب السني وهكذا … لكنّ الملفت هو تخصيصهم لقب علويّ حمار لأبناء الطائفة النصيرية . وهو الأمر الذي تطوّر لاحقا اسم الطائفة النصيرية إلى الطائفة العلوية حيث تمّ إغرائها بشتى السبل للقبول بإقامة دولة علوية في الجبال الساحلية الأمر الذي أسقطه الشيخ صالح العليّ بقوة وإصرار , ولكن الجدير ذكره أن اسم النصيرية أتى من اسم (محمد بن نصير أبرز أصحاب الإمامين العسكريين وهو لقب وثيق الصلة بمدينة آل نصر : الحيرة الحوراء : المدينة المدورة : بغداد القديمة في البكة الإبراهيمية المباركة بالخصب …
بإمكاننا اليوم أن نفهم بعمق ودقة حقيقة المطالب الأمريكية الشهيرة بمطالب كولن باول التي رماها الأسد تحت نعليه , ويمكننا أيضاً فهم حدّة الجنون الأمريكي تجاه سلوك هذا الأسد في مفاوضات الخروج الأمريكي من العراق , ونستطيع الحصول على إجابة استثنائية لأحد أهمّ وأخطر الأسئلة التي لم يسألها أحد وهو : لماذا كان على الأمريكي – الذي دخل إلى العراق مٌهلّلاً له وأدخل على دبّاباته العديد من المرجعيات الدينية والجهات السياسية العراقية التي أوكل إليها واجهة الحكم بعد توطيد قانون بول بريمر – لماذا كان عليه أن يتفاوض مع الأسد وحليفه الروسي بخصوص الوجود الأمريكي في العراق ؟!
لقد أدار الأمريكيون حربهم على العراق وخططوا لتهجير ملايين العراقيين سيما المسيحيين وباقي الأقليات الدينية والعرقية بهدف تحويلهم إلى عملاء مأجورين في عواصم الغرب وكانت السفن مستعدة والعروض مغرية , ولكنهم لم يتوقعوا أن يستقبل السوريون هذه الملايين دون أن ينبسوا ببنت شفة ودون أن يجعلوا منها قضية – لا على المنابر الإعلامية ولا على المنابر الدولية – لاستجداء المساعدات ولا لاستعراض النخوة والمروءة . ولكنهم صدّروا ورسّخوا بدلا من ذلك مفهوما جديدا ومصطلحا جديدا هو القضبة العراقية وشرعية المقاومة العراقية ضد الاحتلال تلك الشرعية التي أطاحت بالرموز العراقية التي أوصلتها آلة الحرب الأمريكية إلى حكم العراق وهذا كان أخطر ما في السلوك السوريّ الأسديّ الذي اجتمعت دول الغرب وجميع الذين يدورون في فلكها لتغييره , ولكنهم فشلوا أمام هذا السلوك الذي غيّر العالم وسيغيّر التاريخ والجغرافيا بما لا يشتهون …
وهذا السلوك السوريّ الأسديّ العتيق الذي فرض على العالم أجمع الاقرار بوجوده في لبنان وجودا شرعيّاً ضروريّا لن يكون مضطراً بعد اليوم أن يكون مؤقتاً في أيّ مكان من هذا العالم الذي يتحضر لاستلام بطاقة هويته الجديدة من أمانة دمشق بختم بابليّ ونجمة زاهرة وصليب قيصري تتصالب في مركزه جهات الأرض الأربع …
ويهمّنا جدّا هنا إيصال رسالة محمّلة بسخرية القدر اللاذعة لعباقرة الماسون الصهاينة الذين يتباهون بقوتهم وقدرتهم الفائقة على التخطيط بدقة متناهية لتحقيق وإنجاز أهدافهم …
فالأسد الأب الذي قهر جبروتهم في تشرين 1973 وانتصر على أغتى عباقرة كهنوت الماسون (كيسنجر) بإقرار واعتراف كيسنجر نفسه , هذا الأسد شاء له القدر أن يولد في السادس من تشرين الأول وهو نفس الميقات الذي انطلقت به ملحمة انتصاره …
والقيصر الجديد بوتين ابن ماريا شيلوموفا إنما أولدته الأقدار في السابع من اكتوبر وهو عيد البعث والقيامة في ميقات التصالب الخريفي الذي اعتمدته روسيا القيصرية في عهد حفيد صوفيا البيزنطية القيصر إيفان الرهيب الذي احتفل الروس بتدشين نصب تذكاري له السنة الماضية بعد قرون من الإمعان فقي تشويه سيرته وصورته على يد الغرب …
وأخيرا فقد اختار القدر تاريخ الحادي عشر من أيلول ميقاتاً لولادة الأسد الذي أخذ على عاتقه إطفاء شرور شياطين الحادي عشر من أيلول وهم الذين اختاروا هذا الميقات تخليداً لهزيمة الجبروت العثماني أما أسوار فيينا فلحقت بهم هذه الهزيمة أيضاً التي اختارت الأقدار ميقاتها لهزيمة الجبروت والطغيان لا لهزيمة أنصار الحقّ والمحبة وحواريي السلام …
أرجو لكم متابعة مفيدة مع الروابط التالية :
وثائقي أسرار اتفاقيات سايكس بيكو :

https://www.youtube.com/watch?v=DTrGu6puwQ4&feature=share
حاضرات الأرض المباركة 2
https://www.youtube.com/watch?v=JA8DoR-bngY&feature=youtu.be
من تونس الخطراء حاضرة الكوفة الصغرى : الرجولة في زمن أشباه الرجال :
https://www.youtube.com/watch?v=zTq1M8EsosE&feature=youtu.be

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏سماء‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏سماء‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏سماء‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏‏محيط‏، و‏ماء‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏

من almooftah

اترك تعليقاً