لا يتوفر نص بديل تلقائي.

الصورة للمصور الهنغاري István Zsíros

ممـــلكـــة العشــق و الهوى

حياة عشتها بين أحضان هذا الشعب بكل طوائفه و ألوانه الفسيفسائية الرائعة في بلد لم أشهد أجمل منه رغم سفرياتي الكثيرة . بلد يغمره السحر يغمره العشق يغمره الحب الذي يتقاطر و ينساب بين أفرع نهر بردى و يسري في مياه عين الفيجه.
الحب يحلق في سماء دمشق تراه في أسراب الحمام من على جبل قاسيـــون العظيم و تجده بين زوج من الستاتي المعششة تحت ظلال عضاضة شباك البيت.
الحب و العشق مخيم في قلوب قطط دمشق التي تعتبر من أجمل فصائل القطط التي تسكن حدائق المنازل و نعيش أعراسها في شباط فبراير معلنة قرب مواسم الحب، فصل الربيع… فهي من رحيق الحب الدمشقي.
في الصباح الباكر تتقاطع مع جماليات الأرواح المارة بشارع الحمراء و الصالحية و ريحـــة القهوه الصباحية المغلية يتطاير ويهف على روحك من كل اتجاه و صوت الكبيرة فيروز يزيـِّن سمعك و يحفز قطرات العشق و يجعلها تتطاير عبقــًا على كل المارَّة.

الحب في كل مكان
في غزلة أشعة الشمس في النسمات القادمة من ربوة الشام في عطر الياسمين المتعرش و المتسلق أبواب المنازل الحديدية المفصلة بزينتها و شبابيك البيوت و المشربيات وكل حدائق المنازل.
عند مغادرة بلد العشق و العاشقين نتدارك و نأخذ معنا كل العشق و كل قصص الحب التي عشناها نجعلها في حقائب السفر و لا ننسى إشباع قلوبنا بها.
لم أشهد في حياتي مكانا تسيل فيه الدموع حزنا و فرحا كما رأيته في مطار دمشق دموع الحب عند الفراق و دموع الفرح عند عودة الأحبة ،… إنه بلد الحب و المحبة.
الكل يسبح في الحب
حتى ضحايا هذه الأزمة و الحرب الحقيرة التي صنعتها أيدِ الحقد و الغيرة ، أيدِ المكر والخداع… لم يتنازلوا عن الحب … فبقيت مملكة الحب سائدة، حتى أثناء لحظات استراحة من تعب مشوار الهجرة و اللجوء إلى ضفاف الأمن و الأمان في محطة قطار في بودابست المجر، وجد هذا المواطن لحظة ليقطف من بستانه قبلـة عشـق من زوجته التي يستمد منها الطاقة لمواصلة أهوال المشوار (أنظر الصورة المرفقة).
كان هذا للذين اضطروا المغادرة من أهوال الحرب و بحثا عن ضفة أمن في مكان ما
أما الذين اختاروا البقاء في الوطن…
فيصنعون كل يوم رحيق الحب صناعة متقنة و يقدمونه لرجال الأرض رجالات الجيش العربي السوري في مختلف الجبهات الذين يدافعون على ما تبـَقـَّى من الشرف لكل الأمة بزيارة الجرحى في المشافي و زيارة أهالي الشهداء والصمود على كل أوضاع الحياة الشبه مستحيلة.
فترى أرواح الناس رغم قسوة الحياة بكل أنواعها المعيشية ، تترنح عشقا و محبة للأرض التي يعرفون قيمتها جيدا و لم تفسد قلوبهم و أرواحهم الفتن و الأحقاد التي يتم زرعها في كل ثانية .
لكل هذا الشعب أعلن له حبي وعشقي و وفـــائي.

كتبتها أنا لامين بن ساعو اليوم
03/10/2015

لا يتوفر نص بديل تلقائي.
Lamine Bensaou

Credits de la Photo István Zsíros Photographe Hongrois

Règne de l’Amour (Kingdom of Love)

Une vie vécu auprès de ce grand peuple toutes ethnicités confondu, peu

عرض المزيد

من almooftah

اترك تعليقاً