ياسين الرزوق زيوس
من شعبة تجنيد حماة جيفارا يطلب المستحيل فهل صدأ أم سيصدأ سيف قضائه العادل؟!
إذا كانت الكتابة دون جدوى علينا أن ننزوي و نركن إلى زاويةٍ ميتة صوتها في المجهول هناك حيث لا ندري ما الذي يغضب مسؤولاً من مقالٍ إذا كان بريئاً و كانت أيديه نظيفة غير مغمَّسةٍ بأبجديات الفساد التي باتت غالبة في حضارات العرب و أممهم المتناحرة للأسف الشديد!…
من تجنيد حماة انعكست آية الخوف المترسخة في منظومة حياتنا و باتت مقولة اتقوا الشبهات موضع شبهات و سقط عرش الفضيلة على رأس كاتبٍ يهوى الفضيلة فيبحث عنها أكثر و أكثر و انهار بناء الإنسانية في فيه طبيب يصنع من التقارير الكيدية ما لا نتمناه أن يُسقط أسهم القضاء ميتة في ميدان العدالة التي لا نريدها أفلاطونية بل أقرب ما يمكن إلى سدِّ الثغرات التي من الممكن أن تعصف بالوطن بل هي تعصف فعلاً في الداخل و الخارج و إلى حفظ كرامة المواطنين الشرفاء الذين لم يفكروا بالهجرة و لم يبيعوا الوطن لسماسرة الداخل و الخارج و دواعشهما و ما يحزُّ في النفوس أنَّ أفعال هؤلاء السماسرة تشي بهم و مع ذلك يستمرون مكشوفين للجميع ليغرقوا الشرفاء أكثر و أكثر أو يحجروا عليهم بشعارات سرقوها و أفقدوها معناها بقدر ما أفقدوا المؤسسات جوهرها بعد أن أفرغوها من مضامين بناء الدولة و المجتمع!…
لا أريد أن أدع الكتَّاب في شعبة تجنيد حماة مجمدين للفضيلة فالخطيئة تمرُّ على الجميع لكنَّ من ينجح في اختبارات الخطيئة و الحرب عليها هو من يطردها قبل أن تسكن و تشرعن السكن بل و تتملك جسد و نفس المؤسسات باسم الفضيلة نفسها حينها أو لعلَّ الوقت الذي نمرُّ به يقول بأنَّ العهر المؤسساتيّ و سماسرة الفضيلة باتت مصطلحات منجية لكلِّ معاملةٍ في الدولة كي تعسكر من تعسكر و تجنِّد من تجنِّد لا وفق مفاهيم التضحية بل وفق مفاهيم النهب و السلب و مقولة “شعرة من طيز الخنزير مكسب!”
ما جرى معي و ما يجري مع كثر يبتلعون القهر و لا يتجرؤون على كشف الأخطاء في شعبة تجنيد حماة و سواها ما هو إلا جرس إنذار و كما يبدو أنَّه معطل كما كلّ أجراس الإنذار في المؤسسات المخترقة التي تعكس شخصنة القائمين عليها و تسخيرها لمصالحهم و ما هم إلا عابرون زائلون لكنهم للأسف يشوهون وجه الوطن و يزرعون قبحه في نفوس أبنائه الذين ترى الكثيرين منهم خائفين مكبوتين كقنابل موقوتة يبدو أنها لن تنضب من بلداننا و ها هي بِصِلات القربى المشبوهة تحاول إقحام القضاء بشهود الزور و البهتان و التقارير المجهزة في الغرف المغلقة و المفتوحة و هذا إن دلَّ على شيء إنَّما يدلُّ على الشخصيات المهزوزة و العقول المتحجرة و الأفعال اللا وطنية و اللا إنسانية فإيَّاكم أن تمضوا بمقولة القائد الخالد حافظ الأسد “لا أريد لأحد أن يسكت على الخطأ و لا أن يتستر على العيوب و النواقص ” هذه الرسالة التي يريد إيصالها إليكم رواد العتمة و ساكنوها معشرَ الوطنيين الحقيقيين لأنَّ مصيركم سيحاولون ترويضه بنهايته الحتمية كما يعتقدون على هواهم و على مزاجهم الحاقد المتأجج بالظلام يا أبناء الشمس الغائبة!…
سأنطلق من مقولة جيفارا “كن واقعياً و اطلب المستحيل” و سأتمنى على القضاء بعيداً عن المستحيل عدم زج روح القانون في معترك الكيدية و الأغراض المشبوهة و ما ذلك بمستحيل لا بحجة الشهود و لا بحجة “القانون لا يحمي المغفلين” لا لشيء بل لإبقاء مقولة الإمام علي كرم الله وجهه “الحقُّ لم يترك لي صاحباً” نبراساً للعدالة لا لتشويهها و أنا كشاعر و كاتب و باحث تعرضت للكيدية في مؤسسات الحزب و الثقافة و اتحاد الكتاب العرب و لم أتزحزح قيد أنملة عن مرونة الضرورة و ضرورة المرونة في حماية الوطن من منظور الكلمة غير الغارقة في طوباوية مطلقيها و غير المطوية في فساد محاربيها أدعو ليكون القضاء نصير المواطن المظلوم لا السفيه الظالم مهما غافلت المظلوم النوائب و الخبث و الأحقاد و كلنا نعرف أول ما تسقط الأمم بسقوط قضائها!…
أعرف بعد هذا المقال أنَّ من ينفخون في كير سجني و إسكات كلمتي سيكونون لا بأس بهم و لكن لن أعرف الصمت مهما غافلوني بالكيدية بعد أن ادعوا صلحاً طعنوني به لينفذ إلى قلبي فهل سيقدرون على حرق أصابعي أو تقطيعها إرباً مع لساني؟!.. الجواب في جعبة القضاء العسكري الذي سيجد لساني صارخاً بالحق تشحذه الحرية و لا يصدأ بالسجون!…
تنويه وتأكيد من الكاتب: “المقال لا يهدف إلى النيل من هيبة المؤسسة بل إلى تخليصها من الشوائب في نبراس المدرسة الأسدية العظمى التي ستبقى مشرقة”