مداخلة الأستاذ Adnan Mohammad
على منشور الاستاذ غسان القيم. الدكتور علي القيم
التّنوير ومملكة العقل.
كل الشكر والتقدير لك أستاذ غسان لمساهمتك في نشر هذه المقالة القيّمة جداً للدكتور المحترم علي القيّم الذي يلقي الضوء فيها على أهم مسألة من مسائل المشروع النهضوي لمجتمعنا وأكثرها ضرورة لاتخاذ القرار الحاسم في تبنيها والبدء في تنفيذها وتطبيقها على واقعنا
ولقد أشار الدكتور علي القيم في نهاية مقالته إلى المهمة التي يجب على القيادات السياسية في مجتمعاتنا المتخلفة أن تقوم بها عندما قال:
” لذلك نرى ضرورة إفساح المجال للعقل وإلى نقد العقل ذاته من جهة وإلى نقد الواقع من جهة ثانية. إن هدف التنوير الأسمى هو منح العقل البشري جميع الحمايات والأسباب التي تمكنه من أن يواصل المشوار ”
أن هذه النتيجة تلقي الضوء على ضرورة إطلاق سراح العقل في مجتمعاتنا التي اعتقلت العقل من مئات السنين باسم الحفاظ على المعتقدات والإيديولوجيات التي لاتقبل التبديل أو التغيير أو التعديل
لماذا تزداد الهوة بيننا وبين الغرب
إنه السؤال الذي يفرض نفسه على كل من يحاول الخوض في مهام المشروع النهضوي لمجتمعنا
إنه السؤال الذي كان يجب أن ينطلق القول فيه منذ أكثر من 130 سنة
أنه السؤال الذي يقودنا إلى السؤال الآخر وهو: هل يمكن بناء نهضة بعقل غير ناهض … عقل لم يقم بمراجعة شاملة لآلياته ومفاهيمه وتصوراته ورؤاه … ؟
أن المنهج العلمي في المعرفة لايؤمن بأبديّة الإيديولوجيات …. صحيح أنه لابد منها في كل مرحلة من مراحل تطور المجتمعات …. لكن تأثيرها يبطل وينتهي مع انتهاء المرحلة التاريخية التي وجدت فيها هذه الأيديولوجيات
المشكلة التي يعاني منها مجتمعنا والتي تقف كسبب أول في بقائنا في صف المجتمعات المتخلفة, بل التي يزداد تخلفها مع استمرار تحكم هذا العقل غير الناهض في صناعة قراراتنا, هي في أننا جعلنا من إيديولوجيتنا كياناً أبدياً كاملاً لايقبل التغيير ويصلح لكل العصور والأزمان, بالرغم من أن واقعنا الفعلي أصبح يستجير بعقولنا أن تنهض لتبدأ بالتغيير