النحاتة العربية السورية علا هلال: أعمالنا الفنية يجب أن تحاكي حضارة سورية الغنية

دمشق-سانا: تمتلك أعمال النحاتة علا هلال حساسية خاصة من حيث التعامل مع الكتلة لصياغة أفكار تدمج فيها الحلم والأسطورة بالواقع بكثير من الدفق الوجداني الأنثوي حيث يحركها الشغف بالعمل الفني بعيدا عن الاستسهال والتكرار.

وتقول النحاتة هلال في حديث لـ سانا “محبتي لفن النحت بدأت منذ صغري كهواية من خلال مشاركتي في مسابقات رواد الطلائع ما أعطاني حافزا لتعزيز هذه الموهبة أكاديميا فاكملت في كلية الفنون الجميلة باختصاص النحت مع رغبة لتقديم رؤيتي الفنية الخاصة”.

وتتابع.. “النحت مرآتي التي أسقط عبرها ما بداخلي على الخامة سواء كانت صلصالا او حجرا او خشبا ليبدأ حوار بيننا بلغة خاصة ينتهي بعمل نحتي يترجم أحاسيسي وأفكاري ويحمل رسالة أو صرخة أو تخليدا لفكرة أو موقف”.

وتوضح النحاتة هلال أن مصادر الإلهام للنحات متعددة وموجودة في الطبيعة وكل فنان يتأثر ببيئته ومجتمعه ولديه مسؤولية في خلق الجمال وتوثيق ما يمر بمحيطه مبينة أنها تركز على القضايا التي تتعلق بالمرأة بكل تناقضاتها لذلك كان مشروع تخرجها من كلية الفنون الجميلة حول امرأة تعيش صراع الخجل والخوف في مجتمع ذكوري يقابلها امرأة تحررت من قيودها.

وحول تأثر عملها الفني بالحرب على سورية تبين النحاتة أن تأثرها بالأزمة ظهر من خلال منحوتاتها مشيرة إلى مشاركتها مؤخرا في ملتقى النحت على الخشب بعنوان تدمر بوابة الشمس في طرطوس حيث قدمت منحوتة تحمل طابع العنفوان والأمل وتقول.. “العمل الذي قدمته كان ردا مني كنحاتة سورية على ما يجري في وطني لانها حرب كونية على الانسان السوري وحضارته ومستقبله وتهدف إلى زرع اليأس واليباس في أرواحنا”.

وتضيف.. “عملت في هذا الملتقى على إظهار الأمل بالغد القادم معبرة فيه بحركة الأمواج المتخبطة عن واقعنا الحالي لتخرج منها سمكتين واحدة متهشمة ومحتضنة للسمكة الثانية مبشرة بولادة جديدة في دليل على أن إشراقة الحضارة السورية والباقية رغم الألم”.

وترى المدرسة في معهد الفنون التطبيقية والتشكيلية أن الموهبة ضرورية لكن لا بد من صقلها بالدراسة الأكاديمية لافتة إلى أن هناك علاقة عكسية بين التدريس والفن وكلاهما مهم للآخر ويكمله.

وحول وجود فرق بين العمل الفني المعد من قبل الفنان الرجل والفنانة المرأة ترى النحاتة هلال أن الحياة قائمة على الثنائية بينهما ولكل منهما وجهة نظر بحسب تباينات التكوين المختلفة مقابل أمور أخرى يشتركان فيها لتبرز خصوصية كل فنان ورؤيته المختلفة عن الآخر والتي تصقل بالتجربة مع الوقت.

وتجد خريجة كلية الفنون الجميلة أن التشكيل السوري استطاع أن يرسم ملامح جديدة مختلفة منذ بداية الأزمة حاملا معه توثيق وتجسيد ما نمر به وتقول.. “للفن دور في مواجهة الإرهاب لذلك بقيت الحركة التشكيلية مستمرة رغم الحرب على سورية ولا سيما النحت الأبقى فأصبح أكثر نشاطا وحضورا من خلال ورشات العمل والمعارض والملتقيات وبدعم من مؤسسات رسمية أو خاصة”.

وتؤكد النحاتة هلال على ضرورة الاهتمام أكثر بالملتقيات الفنية كنمط إبداعي يشترك في مواجهة الحرب التي تستهدف تدمير حضارتنا وتاريخنا مع ضرورة إعطاء الفرص للنحاتين الشباب ليقدموا ما لديهم ويحتكوا بالنحاتين المخضرمين لبناء حوار فني بين الأجيال مبينة أن سورية في مقدمة الدول العربية من حيث عدد النحاتين وبينهم أسماء وصلت للعالمية.

وترى هلال أن أهمية الملتقيات النحتية تكمن في تنوع الفكر والأساليب لدى النحاتين والذي يساعد على حدوث حوار ثقافي فني مهم بين النحات والمنحوتة والمشاهد نتيجة متابعة الأخير لأعمال مختلفة يتابعها أثناء عملية تشكيلها بكل مراحلها منذ أن تكون خامة إلى أن تصبح منحوتة ليأتي اختيار المكان المناسب الذي توضع فيه المنحوتة لتكتمل الصورة وتحاكي عين وفكر الناس ضمن الفراغ المحيط بها.

وتؤكد أن هناك خصوصية وتفردا للنحت السوري مقارنة بفن النحت في الدول المجاورة ولكن على خريطة النحت العالمي لا يمتلك خصوصية واضحة بل ملامح هوية تحتاج إلى جهد جماعي وعمل مؤسساتي لتتطور لافتة إلى وجود تجارب فردية ترتقي إلى مصاف الفن العالمي تفتقر للتسويق الاحترافي الذي ترعاه مؤسسات فنية وثقافية.

وتتحدث هلال عن وجود نسبة من طلاب فن النحت يمتلكون رؤية فنية مختلفة ومتجددة تبشر بتجارب تغني الحركة التشكيلية السورية لكنها تنصحهم بالبحث المستمر عن المعلومة والثقافة الفنية والتجريب للوصول لرؤى فنية خاصة بهم معبرة في ختام حديثها عن تفاؤلها بمستقبل النحت السوري لأنه رغم كل الصعوبات ليس بحالة جمود بل هو مستمر نتيجة جهود مؤسساتية وفردية من الفنانين السوريين.

والنحاتة علا هلال حاصلة على إجازة في الفنون الجميلة قسم النحت وشهادة دبلوم تأهيل تربوي من كلية التربية من جامعة دمشق ولها مشاركات في معارض جماعية وملتقيات نحتية وورشات عمل فنية داخل سورية وأعمالها مقتناة من قبل وزارات الثقافة والسياحة والتربية وعملت كمصممة رسوم أطفال في مديرية المسارح والموسيقا بوزارة التربية وتعمل حاليا مدرسة في معهد الفنون التشكيلية والتطبيقية بطرطوس.

محمد سمير طحان

النحاتة العربية السورية علا هلال: أعمالنا الفنية يجب أن تحاكي حضارة سورية الغنية

من almooftah

اترك تعليقاً