كتب الأستاذ : ياسين الرزوق .. في العمل المؤسساتي في سورية ما زلت ترى موظَّفاً وزيراً و وزيراً موظَّفاً فتحتار أين الإشارة الخضراء التي توعز بالمرور لدى هذا أم لدى ذاك؟! -1-

أ ياسين الرزوق1

ياسين الرزوق: ضرورة المعارضة و معارضة الضرورة.. الموظَّف الوزير و الوزير الموظَّف!
انشأ بتاريخ: الإثنين، 26 حزيران/يونيو 2017 م
في العمل المؤسساتي في سورية ما زلت ترى موظَّفاً وزيراً و وزيراً موظَّفاً فتحتار أين الإشارة الخضراء التي توعز بالمرور لدى هذا أم لدى ذاك؟! أ ياسين الرزوق1

و تهمُّ بالبحث عن مفاتيح غير مؤسَّساتية تلعب في ساحة القانون كما يحلو لها و ترمي الكرات في كلِّ الاتجاهات كي يفقد مرماك حصانته عندما تزيغ أعين حرَّاسه و يصيبها الحول الدائم في التمييز ما بين القانون النظريّ و القانون التطبيقيّ.

في قوانين الشريعة الإسلامية “إذا وسِّد الأمرُ إلى غير أهله فانتظر الساعة!” إذا ما طرقناها من صحيح البخاريّ و لم نغرقها بتخاريفه سنتساءل كم نحتاج من القيامات و الساعات و نحن ننتظر الساعة و الرجل غير المناسب يتربَّع على سدَّة القرارات و الرجل الفاسد ينادي بكلِّ رحابة صدر بمكافحة الفساد طالما أنَّ مكافحته خارج مالكاناته و مؤسساته التي طوِّبت من الدولة باسمه كملكٍ حصري رعته الحكومات المتتابعة يجعله يمضي بحقِّ الانتفاع و شراء الذمم و المتاجرة بالأنظمة و القوانين و تدويرها على هواه و هوى شلله المنتشرة كالنار في الهشيم!

عندما ترى كيف أنَّ ضيقي الآفاق من الدينيين و سواهم من الحاقدين و غير الكفوئين و لن نقول شذَّاذ الآفاق كي لا نُقْذف بالحقد يقومون على المؤسسات الثقافية و الفكرية و هم لا يفقهون معناها و لا يميزون بين ألفها و بائها و إذا ما ميزوا يفقدون بحقدهم و بالمصالح السياسية أو غيرها ضمائرهم و عندما تأتيك امرأة تمرُّ من فخذيها و بياض أسنانها “مع احترامنا الجاد لحريتها الشخصية لكن لا يعني هذا نسف الكفاءة باسم الحرية الشخصية” كي ترعى حزبياً برخصة من رجال عفواً أشباه رجال يلهثون وراء شهواتهم المنظمات العلمية و المهنية دون أدنى قدرة و معرفة أو موازاة و لو بالحدِّ الأدنى ترى أنَّ ضرورة المعارضة باتت شيئاً حتمياً لا بدَّ من العمل عليه كي لا يحسب المجتمع على تجاره اللصوص و بيادقه الحمقى من اللصوص الصغار الذين يجرون و يستجرون الصغار و الصبيان من فاسدي الصحافة و الإعلام حينما لا ينطقون عن الهوى بل ينطقون عن عزائم الهوى و على دفاتر المازوت و الغاز كي تسجَّل تصريحاتهم في مطاعم الدرجة العاشرة التي تكشف كم هم جياع!

من الأمثلة الشركة العامة لتخزين و توزيع المواد البترولية في سورية (سادكوب) التي على مديرها العام تطبيق قاعدة مؤسساتية جديدة (يا رايح كتِّرْ ملايح) و عدم إخضاع القرارات و الموظفين لمزاجيته التي ستبدو من أركان الفساد فلا مزاج في العمل المؤسَّساتيّ الناجع و كما يبدو أنَّ مدير مكتبه يمضي بقاعدة “تعال بواسطة من الوزير أو معاونيه أو من ضباط الفيالق غير المؤسساتية المعرَّفين بكلمتهم التي هي أل التعريف للحركات غير الراشدة مؤسساتيَّاً أو المفسدين في الأرض و هم يشعرون و يدركون!”

و تستغرب طالما أنَّ الندب قانون مؤسساتيّ و الفرع المراد الندب إليه يحتمل الندب فهذا المسلسل الباهت مقرف و الأكثر قرفاً يأتيك الإداريون و على رأسهم مدير مكتبه و يقولون “الأفضل أن تأتي من فوق و عندما تريد رؤية مديرهم العام كزميل في الشهادة و الوظيفة يقولون لك تعال بشكل تسلسليّ من تحت لفوق و من المبكِّر رؤيته!”

و في المحصلة تصاب بمغص مؤسساتيّ من أشخاصٍ يصيبونك بالإسهال بعصارة أفكارهم البالية و تقول هل أنا في مؤسسات أم في حضرة المدير العام المالك الحصري لمافيات النقل و الندب و مشتقاته المسمومة و نودُّ التنويه بأنَّ الموظف المواطن بمواطنته المؤسساتية لا يجب أن يستجدي لا مديراً و لا وزيراً و لا رئيس حكومةٍ إذا ما كان القانون سيداً لا عبداً و لكن على المسؤول أن يعي الظروف و يقدِّرها دونما هذه الأساليب القذرة الملتوية و كما قالت الماشطة “احترنا يا أقرع من وين بدنا نمشطك!” لا أعرف إذا كان أقرعاً مدير سادكوب سورية و لكن يبدو أنَّه متصحِّر من الكادر المحيط به و لذلك ليس للموظف “ملك التعتير” إلا أن يكلِّم ملك ملوك مافيات النفط أو مرخِّص حصري للمحروقات برتبة حرامي “آكل البيضة و التقشيرة بالبلد ” علَّه يقول لمدير عام سادكوب “نحنا الدولة و المؤسسات ولاك…وقِّعْ ولاك!” أو الأفضل له أن يلجأ إلى سوسو كي تقول له “وقِّع يا تقبرني وقِّع تشكل آسي وقِّعْ!”

مما سبق نستنتج أنَّ ضرورة المعارضة في الداخل تفوق من حيث الأهمية بكثير معارضة الضرورة التي تتألف من قسمين الأول : المعارضة غير الفاعلة في الداخل لحدِّ الآن (كاراكوزات ) و الثاني المعارضة (المعارصة) المنفية في عواصم العالم و هي ترتضي بأغلبيتها خيانة الوطن و ما صحوة البعض من أسماء ك”نواف البشير ” و “ميس كريدي” مثلاً إلى نفسيهما و وطنهما إلا إحساس بضرورة المعارضة المنهجية الوطنية إذا ما برَّأناهما من بريق الانجرار غير المحسوب وراء أرتال الائتلاف الذين ظنوا أنفسهم معارضة الضرورة”راكبي أمواج كذبة الثورة الشعبية ” كجمال سليمان و أصالة نصري و عبد الحكيم قطيفان و ما هم إلا بيادق تجمَّعت لتهدَّ أركان الوطن على أبنائه و هي تتحدث بوقاحة باسم أبنائه و ها هي تتلاشى و تضمحل و لم يعد غبار جيوشها المتلاشية أصلاً يغري أحداً سوى من أعماهم الحقد عن بصرهم و بصيرتهم فندعو الجميع من الداخل في قلب الوطن ممن يقدرون على حمل أعباء المعارضة أن يدركوا ضرورتها شرط أن تسمى معارضة كجناح حقيقي لا كذيل لمن هبَّ و دبَّ من رؤوس الفساد في الداخل و الخا

 

Comments

Leave a Reply