الشيخ “عربي القباني”… دمج التجويد بالموسيقى

 

إدريس مراد

الجمعة 16 أيار 2014

دمشق

 

مجوداً للقرآن الكريم بصوت جميل ومقدرة فريدة.. محباً للموسيقا ومولعاً بالموشحات.. له الفضل في الحفاظ على جوانب من التراث الموسيقي الديني…

تكبير الصورة

مدونة وطن “eSyria” التقت ابن الشيخ “عربي القباني” الموسيقي “صلاح القباني” بتاريخ 25 نيسان 2014 ليتحدث عن شخصية أبيه ومسيرته في خدمة التلاوة والإنشاد، ويقول: «ولد الشيخ الفضيل “محمد عربي القباني” عام 1930 لأسرة فقيرة في “دمشق”، توفي والده عندما كان في السابعة من عمره، فعاش في كنف أمه يتيم الأب، درس في مدرسة “الإسعاف الخيري” وحصل على شهادة الثانوية الشرعية، ودخل بعدها جامعة الأزهر في “القاهرة” وحصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الشرعية منها».

ويضيف: «درس قراءة القرآن الكريم وتتلمذ على يد شيخ المقرئين في العالم الإسلامي الشيخ “مصطفى إسماعيل”، وكان مولعاً بقراءة الشيخ “محمد رفعت” ما أكسبه روحانيات في قراءته، وقد قرأ وحفظ الكتاب الكريم على يد كبار القراء في “دمشق” أمثال الشيخ “صالح الفرفور الحسني”، وحصل على لقب مقرئ “سورية” الأول لقراءة القرآن الكريم وكان من مقرئي الإذاعة السورية والتلفزيون السوري، وقام بتسجيل تلاوات قرآنية وقصائد وابتهالات دينية في أغلب المحطات في العالم الإسلامي، وعيّن في وزارة الأوقاف بصفة إمام وخطيب في أحد مساجد “دمشق”، ثم ترفع إلى درجة “محدث”».

ويتابع: «امتلك صوتاً جميلاً وزاده جمالاً علمه بالمقامات الموسيقية، حيث كان متمكناً من الإنشاد بكل القوالب الموسيقية،

تكبير الصورة
القباني مع شخصيات دينية دمشقية

وأبدع في التجويد والإنشاد إلى أن حصل على شهادات عالمية في التحكيم بقراءة القرآن الكريم، وشارك في التحكيم ضمن محافل دولية منها: “السعودية”، و”الهند”، و”الباكستان”، و”ماليزيا”، و”أندونيسيا”، و”إيران”، و”الخليج العربي”، و”المغرب العربي”، كما سجل المصحف المرتل في إذاعة “جدة”، حيث كانت تلك الإذاعة تتباهى بتسجيلها هذا المصحف لخلوه من الأخطاء التجويدية وتنويعه للمقامات الموسيقية؛ إذ جمع بين العلمين التجويدي والموسيقي خلال تلاوة المصحف كاملاً وذلك بشهادة الشيخ “محمود خليل الحصري” شيخ قراء “مصر”، والشيخ “عبد الباسط عبد الصمد”».

يختم “القباني”: «لفضيلة الشيخ “عربي القباني” مؤلفات في علم التجويد للقرآن الكريم والموشحات الدينية من أهمها كتاب “جامع النفحات القدسية” الذي جمع فيه ما لا يقل عن ألف وخمسمئة موشح ديني وأندلسي دوّن خلاله المقام الموسيقي لكل موشح وضرب الإيقاع الذي يغنى به، ويعد هذا الكتاب المرجع الأساس لكل من يود العمل في الإنشاد الديني أو الأندلسي».

أما الموسيقي الكبير “زهير المنيني” فيقول عن كتاب “جامع النفحات القدسية”: «لقد عرفت فضيلة الشيخ “محمد عربي القباني” قارئاً للقرآن الكريم ومجوداً له من عشرات السنين، كما عرفته منشداً متميزاً بصوته الجميل ومقدرته الفائقة، غير أنني فوجئت عندما عرض عليّ كتابه الجديد المسمى “النفحات القدسية”

تكبير الصورة
غلاف “النفحات القدسية”

فوجدت في هذا الكتاب ما أثلج صدري وأسر قلبي، ففيه المئات من الموشحات التي كادت أن تندثر وتنسى بفقد أولئك السلف من المنشدين القدامى الذين كانت تصدح أصواتهم بإنشادها وألحانها البديعة الجميلة».

يضيف: «ومما زاد سروري وإعجابي بهذا الكتاب الرائع ذلك المجهود الكبير الذي بذله فضيلة الشيخ “القباني” في تنسيق هذه الموشحات وترتيبها حسب المقامات مع ذكر إيقاعات بعضها وأوزانها الفنية مع ذكر اسم مؤلفها وملحنها حتى أصبحت غاية في الإبداع والجمال، كما نظم لها الفهارس حسب النغمات إلى جانب الفهارس العامة لسائر الكتاب مرتبة حسب حروف الهجاء ليسهل تناولها والوصول إليها، ولا شك أنه قام بهذا العمل مشكوراً للحفاظ على هذا التراث الإسلامي من الضياع والنسيان؛ فهو عمل جدير بالعناية والاهتمام والحفاظ عليه للأجيال القادمة».

الدكتور “محمد رمضان البوطي” يقول في مقدمة الكتاب ذاته: «أقول كل هذا بين يدي شكري لأخي فضيلة الشيخ “محمد عربي القباني” على هذا العمل النافع والممتع الذي قام به؛ إذ جمع في هذا الكتاب كل ما استطاع جمعه من التوشيحات والأناشيد والقصائد والقدود القديمة والحديثة متوجاً كلاً منها باسم مؤلفه وباسم النغمة التي لحّن بها واسم الملحن إن أمكن ذلك».

ويتابع: «هذه الأعمال فيها نفحة من التأثير الروحي لا توجد في كثير من الألحان والكلمات الحديثة، وكنت أخشى أن تطوى هذه الألحان والتوشيحات القديمة ثم تذهب وتضيع مع رحيل القلة الذين يحفظونها اليوم ويستوعبونها، ولكن هي ذي قد جمّعت أو جمع أكثرها في هذا السفر المبارك إن شاء الله، فالشكر الجزيل للأخ الشيخ “القباني” على هذا الجهد».

يذكر أن الشيخ “محمد عربي القباني” توفي في 23 تموز عام 2003 في “دمشق”.

 

 

من almooftah

اترك تعليقاً