شيخة الجابري

بدأ تعلقها بالقراءة في سن السابعة
شيخة الجابري: عشاق القراءة لا يهجرون الكتاب الورقي
تاريخ النشر: السبت 24 يونيو 2017

فاطمة عطفة (أبوظبي)

«لا أحد يختلف حول قيمة الكتاب كمصدر للثقافة والثراء الثقافي»، بهذه الكلمات الدالة تؤكد الشاعرة شيخة الجابري، قيمة القراءة في تشكيل الوعي والذائقة، مشيرة إلى أن أول ما أنزل على رسولنا الكريم كلمة «اقرأ»، مضيفة: «نحن كمسلمين وكأمة عربية، عندنا ارتباط وصلة روحية بالكتاب».

وتابعت الجابري، حديثها عن مراحل التكوين والنشأة: «كانت علاقتنا جميلة بالكتاب من خلال مكتبة المدرسة الابتدائية والإعدادية، واستمرت القراءة معنا إلى مرحلة الثانوية والجامعة، حيث كانت أضخم مكتبة عندنا هي مكتبة الشيخ زايد في جامعة الإمارات، وفيها مجلدات ضخمة لأمهات الكتب والمصادر والمراجع، موجودة في مدينة العين، وهي مغذٍ رئيس. أيضاً في شارع الشيخ خليفة، كانت توجد المكتبة العامة التي تشرف عليها وزارة الثقافة».

وتضيف: «القراءة مرتبطة لدي بمدينة العين التي نشأت فيها، وبوجود هذه المكتبات أصبحت القراءة سلوكاً نشأ الجيل عليه، وبمرور الأيام أصبحت القراءة منهجية أكثر». وتقول الجابري إن عام القراءة في 2016 جاء تتويجاً للجهود التي بذلت بالسابق، سواء على مستوى التعليم أو السعي الشخصي وتحصيل مزيد من المعرفة بفضل الكتاب، مبينة أن عام القراءة جاء ليقنن القراءة ويضع لها أسساً واستراتيجية، وليعلم الناس التدرب على القراءة، لأن الدولة استشعرت أننا في وسط زخم وكم من المعلوماتية تأتينا من كل اتجاه، وبسبب هذه الفوضى العارمة من المصادر المعلوماتية، أصبح الكتاب نوعاً ما مهجوراً، إلا عند محبي الكتاب وعشاق القراءة، هؤلاء لا يهجرون الكتاب، لأن «ما فيه حبيب يهجر حبيبه».

ولفتت إلى أن عام القراءة جاء ليلملم الشتات، ويضعنا على المسار الصحيح لكيفية صنع قارئ مستمر في دولة الإمارات، وبالتالي نشر المعرفة بين الناس. وتضيف: «جميل أن نحمل مشعلاً، ونضيء العالم من خلال الكتاب، أنا أرفع رأسي شموخاً وافتخاراً بالإمارات، لأنه ليس هناك من شيء أجمل ولا أهم من المعرفة والنور والثقافة والعلم لكي نضيء العالم من حولنا، وهذا ما فعلته الإمارات، خاصة في زمن الحروب والمناطحات، وأعتقد أن عام القراءة محك رئيس في مسألة تكريس الوعي، لكي يكون الكتاب رفيقاً لنا بدلاً من إضاعة الوقت على الهاتف أو الجهاز المحمول»، مؤكدة أن «متعة القراءة في الكتاب وملامسة الورق، ووضع إشارات تحت بعض الجمل والأسطر، أجمل كثيراً من التصفح على النت».

وحول مهمة دور النشر، قالت الجابري: «بعض دور النشر لا يعول عليها، بل عام القراءة كان المنقذ الذي انتشلها من مسألة الركود أو التأثر لعدم وجود قراء، وقد وجدت بعض دور النشر فيه الفرصة السانحة لإغراق السوق بكل شيء دون أن تضع معايير، فأصبحنا نرى إصدارات لكتاب مغمورين أحياناً، وتمر علينا أسماء لا نعرفها لأن الطبعة الأولى أصبحت تبدأ من 200 نسخة». وتساءلت الجابري: «هل من القوة أو الشهرة أن أطبع كتابين في السنة؟».

وعن تنوع القراءات وما يفيد المبدع، تقول الجابري: «موضوع التنوع جداً مهم في عملية القراء والتراكم المعرفي فيها، مرة سألت الروائية السودانية بثينة مكي حول ذلك، قالت: أنا أقرأ في كل مكان حتى وأنا في المطبخ. استغربت من ما قالته واستفسرت منها أكثر، فأجابت: القراءة تراكمية، وعندما أحتاجها تطلع لي من دون أن أدري. وذلك واضح فعلاً، أنا اليوم أشعر بهذا التراكم في كتاباتي لما أكتب مفردة جديدة أو صورة شعرية جديدة. أنا أقرأ وعمري سبع سنوات، وكل كتاب يعطينا زاداً معيناً ومختلفاً، ويصنع نقطة مضيئة في حياتنا».

من almooftah

اترك تعليقاً