تأثير استخدام الذرة البيضاء في الخلطات العلفية للفروج في المؤشرات الإنتاجية
أ.د.حسان عباس
– م.مرسال الشعار
الملخص
أجريت تجربة لدراسة تأثير إدخال حبوب الذرة البيضاء المستنبتة في الخلطات العلفية لتغذية الفروج كبديل جزئي عن الذرة الصفراء في المؤشرات الإنتاجية ومواصفات الذبيحة. استخدم في التجربة 150 طيراً، وزعت إلى خمس مجموعات، واتبع فيها نظام الرعاية الأرضية على فرشة عميقة، كما تمت التغذية على مرحلتين، وأشارت نتائج هذه الدراسة إلى أن إدخال الذرة البيضاء في خلطات الفروج لم يكن لها أية تأثيرات سلبية، و كانت النتائج متقاربة مع مجموعات الشاهد.
إن تغذية الفروج بخلطات علفية تحوي نسباً من الذرة البيضاء المستنبتة أدت إلى تحسين في معدل الزيادة الوزنية، وتقليل كمية الدهن، كما أنها حسنت من الكفاءة التحويلية للعلف عند طيور التجربة مقارنة بالشاهد, وكان أفضل معامل تحويل عند إدخال الذرة البيضاء المستنبتة بنسبة 25% ولكنه لم يكن معنوياً (0.05<P), كما أن استخدام الذرة البيضاء لم يكن له تأثيراً في مؤشرات الذبيحة.
Effect of Using diets containing germinated sorghum in productive parameters of broilers
ABSTRACT
This experiment was conducted to study the effect of diets containing germinated sorghum on the carcass quality of broilers.One hundred and fifty birds used in this expreiment were divided into 5 groups and left under 2 feeding stages.
Results showed that feeding broilers on rations containing sorghum did not have a negative effect on the carcass quality. In fact , it gave good results in comparison of control group. Final average live body weight was increased in broilers fed on germinated sorghum than those fed on classical rations.
Moreover, skin with fat was less in expreimental groups, also,feed effeciancy was better especially at rate of germinated sorghum 25% but it was not significant
المقدمة:
لا تزال قضية نقص الأعلاف مثار نقاش لدى الجهات المعنية حفاظاً على تطور الثروة الحيوانية، وخاصة أن هذه المشكلة قد تفاقمت خلال السنوات الأخيرة فاتسعت الهوة أمام ازدياد النقص بالموارد العلفية المتاحة تحت تأثير عوامل مختلفة كزيادة أعداد الحيوانات الزراعية المرباة، واستمرار حالة الجفاف، وشح الهطولات, والاضطراب المصطنع في أسعار المواد العلفية وارتفاعها عموماً, وخاصة المستوردة منها نتيجة الاحتكارات، وبالتالي عدم تمكن المربين من شرائها بشكل منتظم طوال العام. وتستورد سوريا كغيرها من الدول النامية المواد العلفية لسد العجز، ومن المعروف أن التغذية تشكل حوالي (70 % ) من مجمل التكلفة الكلية للإنتاج الحيواني, من هنا بدأ السعي حثيثاً إلى محاولة تخفيض تكاليف التغذية عن طريق إجراء الأبحاث الساعية لإيجاد موارد علفية ومخلفات زراعية وصناعية يمكن إدخالها في خلطات الحيوانات الزراعية والدواجن مع مراعاة المحافظة على الإنتاجية المرتفعة للحيوانات عند استخدامها، لذا استخدم الشعير كبديل جزئي للذرة في خلطات الطيور النامية (صالح و آخرون,1996) و (عباس,2006), و تتأثر صلاحيته كمادة رئيسية للطيور النامية بعدة عوامل مثل: زيادة أو قلة تركيز بيتا غلو كان و التربسين و التانين و البنتوسانين (Flamme,1985), كما تم استخدام الذرة البيضاء ( السورغوم ) في البحث كون الذرة البيضاء من الحبوب النجيلية الهامة التي تزرع في سورية في المناطق البعلية دون أن تنافس في زراعتها المحاصيل الاستراتيجية رغم التراجع النسبي في زراعتها بالأعوام الأخيرة, إذ بلغت المساحة المزروعة منها عام 2001 حوالي 3712هكتار نتج عنها 2607طن من الحبوب وذلك بمردود قدره 702كغ/هكتار. و هذا يدل على تأقلم هذا المحصول مع الظروف البيئية المحلية, وذلك حسب (المجموعة الإحصائية،2001).
تستخدم الذرة البيضاء على نطاق واسع في كثير من بلدان العالم كعلف للحيوانات المختلفة (غنيم, 1995), كما أن الذرة البيضاء من المحاصيل المقاومة للجفاف وتتحمل العطش بالمقارنة مع الذرة الصفراء، لذلك فإن انتشارها في المناطق الجافة والقليلة المياه أوسع من انتشار الذرة الصفراء وإن كانت الأخيرة تفوقها قليلا ًبالقيمة الغذائية نتيجة ارتفاع معامل هضم مكوناتها قليلاً عما هو عليه في الذرة البيضاء.
يجب الانتباه عند استخدام الذرة البيضاء في تغذية الدواجن لخلو حبوبها من التانينات وأن تستخدم بنسبة تتراوح 20-40% (عبود,1995), ونظراً لأن حبوب الذرة البيضاء مغطاة بطبقة شمعية رقيقة فإن استخدام الحبوب الكاملة في تغذية الدجاج يقلل من معامل هضمها لذا فمن الواجب استخدامها مجروشة في التغذية.
و من الممكن أن تدخل الذرة البيضاء في خلطات الدواجن كمصدر للطاقة بدلاً من الذرة الصفراء وقد أوضح (Edney et al.,1989) أن مادة التانين تعيق هضم البروتين وإتاحة الحموض الأمينية إذ تسبب إحاطة السكريات و البروتينات القابلة للهضم بطبقة تعزلها عن فعل الخمائر وبالتالي تنخفض القدرة على الاستفادة من الطاقة بصورة عامة, لذا يجب اختيار الأصناف الفقيرة بالتانين، وأن إضافة الحمض الأميني ميثيونين بمعدل 0.15% إلى العليقة الحاوية على الذرة البيضاء الغنية بهذه المادة الضارة أدى إلى تحسين النمو تحسناً واضحاً.
يسبب الإنبات تحسناً في إتاحة الغذاء في الذرة (Libber,1976 ) ويؤثر في نشاط أنزيم البروتيناز, كما تم دراسة معالجة الحبوب عن طريق التحبيب فوجد زيادة في نسبة النمو عند صيصان اللحم من خلال زيادة الدخل في الغذاء، وهذا ما أكده (Calet,1965) و(Vohra, 1972 ).
أظهرت دراسات أخرى على حبوب الذرة البيضاء المستنبتة أن محتوى التانين فيها قد تقلص بعد تخزينها لفترة قصيرة, وهكذا معاملة حسنت زيادة الوزن و عامل هضم البروتين ونسبة الطاقة الإستقلابية (Hibberd,1981,) و Sarani,1984)).
هدف البحث:
يهدف البحث إلى تحديد أفضل نسبة لاستبدال الذرة الصفراء بالذرة البيضاء المستنبته دون أن يؤثر ذلك في المؤشرات الإنتاجية ومواصفات الذبيحة عند الفروج .
مواد الـبحث وطرائقه:
أجريت التجربة في الفترة الواقعة بين 3/4/2008-18/5/2008, على 150 صوص فروج من الهجين (روس) بعمر يوم واحد، سمنت هذه الصيصان حتى عمر ستة أسابيع في مدجنة من النظام المفتوح، وفق نظام الرعاية الأرضية والفرشة العميقة. استخدمت الذرة البيضاء المستنبتة في تركيب الخلطات العلفية, وكانت القيم الغذائية لجميع الخلطات المختبرة و لكافة مراحل التربية لطيور التجربة متشابهة في الطاقة القابلة للتمثيل و البروتين و الحموض الأمينية الأساسية والمعادن والفيتامينات وفقاً لجداول التغذية الأمريكية (NRC,1994), واختلفت فيما بينها بمصدر الطاقة, إذ تم استبدال الذرة الصفراء بالذرة البيضاء المستنبتة بنسب مختلفة. تم إنبات الذرة البيضاء لمدة 72 ساعة عن طريق وضع الحبوب بين طبقتين من القماش المبلل بالماء, ورشت الحبوب بالماء لمراحل متقطعة خلال عملية الإنبات بما يؤمن رطوبة مناسبة وكافية لعملية الإنبات, ثم جففت الحبوب بتعريضها لأشعة الشمس مباشرة, وتم جرشها وخلطها مع باقي مكونات الخلطة العلفية وفق كل مرحلة, ووزعت الطيور في خمس مجموعات وفق الآتي:
– المجموعة الأولى (شاهد): غذيت وفق الطريقة التقليدية دون إضافة الذرة البيضاء في خلطتها.
– المجموعة الثانية (تجربة): أضيفت الذرة البيضاء إلى الخلطة بنسبة 10%.
– المجموعة الثالثة (تجربة): أضيفت الذرة البيضاء إلى الخلطة بنسبة 15%.
– المجموعة الرابعة (تجربة): أضيفت الذرة البيضاء إلى الخلطة بنسبة 25%.
– المجموعة الخامسة (تجربة): أضيفت الذرة البيضاء إلى الخلطة بنسبة 35%.
وتم تغذية الطيور على مرحلتين: من عمر يومين إلى 28 يوماً و من عمر 29 إلى45 يوماً.
– تم إضافة العناصر المعدنية والفيتامينات بمعدل 1كغ/طن علف، ومضاد الكوكسيديا بمعدل 600غ/طن علف. حللت النتائج إحصائياً وفق برنامج (Menitab,2003) وقدرت الفروق المعنوية بين المتوسطات بطريقة أقل فرق معنوي, وتم حساب القيم لغذائية للخلطات العلفية. ويبين الجدولان رقم1و2 تركيب الخلطات العلفية خلال مراحل التجربة.
المؤشرات الإنتاجية المدروسة:
1 – وزنت الطيور بعمر يومين و 28 يوماً و 45 يوماً.
2 – حسبت كمية العلف المستهلكة في الفترات السابقة ومنها تم حساب معامل التحويل الغذائي.
3 – مواصفات الذبيحة.
وزن الذبيحة المبردة
نسبة التصافي% =———————— × 100
الوزن الحي
4 – الجدوى الاقتصادية: تم حساب الجدوى الاقتصادية من إدخال الذرة البيضاء في خلطات علف تسمين الفروج حسب مجموعات التربية وفق الآتي:
– تكلفة التغذية لإنتاج 1 كغ وزن حي = معامل التحويل × سعر 1كغ علف مستهلك × 100/سلامة الطيور
سعر الصوص 100
– كلفة الصوص لإنتاج 1 كغ وزن حي =———– × ———-
الوزن الحي(كغ) سلامة الطيور
– كلفة إنتاج 1 كغ وزن حي = (تكلفة التغذية + ثمن الصوص) × 100/ سلامة الطيور
– الربح المحقق = سعر المبيع – تكلفة إنتاج 1كغ وزن حي
– مؤشر الربح% خلال دورة تسمين واحدة = الربح/التكلفة × 100
حيث قدرت تكلفة التغذية و الصوص = 75% من تكلفة الإنتاج الكلية, و أن قيمة 1كغ وزن حي فروج =82 ل.س وقت إجراء التجربة.
– كما تم تحصين الطيور وفقاً للبرامج المطبقة في سورية.
النتائج والمناقشة
الحالة الصحية:
من خلال مراقبة الطيور المستخدمة في التجربة لم يلاحظ وجود حالات إسهال عند الطيور المغذاة على الذرة البيضاء المستنبتة، وهذا لا يتفق مع الدراسات السابقة التي أجريت على الذرة البيضاء المعاملة بالأنزيمات حسب دراسة كل من
, (Campbell et al., 1989) (Hesselman et al., 1982) و يعود السبب للتأثير الإيجابي لعملية استنبات الذرة البيضاء و التي تفكك مادة التانينات الموجودة بشكل طبيعي في حبوب الذرة البيضاء.
تطور الوزن الحي:
يبين الجدول رقم (3) معدل وزن الجسم في مراحل التجربة كافة, حيث كان وزن الصيصان في بداية التجربة ( بعمر يومين ) متقارباً دون فروق معنوية بين المعاملات, إذ تراوح متوسط الوزن بين 46.5 و45.5 غ.
يتضح من بيانات الجدول رقم (3) أن استخدام الخلطات الحاوية على الذرة البيضاء المستنبتة في تغذية الفروج أدى إلى انخفاض طفيف في معدلات الوزن الحي في المرحلة الأولى من التجربة, إذ تفوقت مجموعة الشاهد بالوزن على طيور كل من المجموعتين الثانية و الثالثة و ذلك عند مستوى ثقة 0.05≥P, و لكن الفروق بالوزن بين مجموعة الشاهد و مجموعة التجربة الأولى المغذاة على ذرة بيضاء بنسبة 10% لم يكن معنوياً (0.05<P), و ذلك بسبب الاختلافات الفردية بين أفرادها.
أما في المرحلة الثانية فقد حققت طيور المجموعة الثالثة المغذاة بالذرة البيضاء المستنبتة بنسبة25% أعلى وزن حي (2179.2غ) و لكن هذه الفرو قات مع مجموعة طيور الشاهد لم تكن معنوية إحصائياً عند درجة (0.05<P), وهذا يتفق مع النتائج التي حصل عليها (عباس,2006) عندما غذى الطيور على خلطات تحوي نسب مختلفة من الشعير المستنبت.
كما أن هذه النتائج تفوقت على النتائج التي حصل عليها كل من ( الفضلي و آخرون,2003 ) عندما استخدم 40% شعير مستنبت في علائق الفروج, و تفوقت أيضاً على النتائج التي حصل عليها (حجل,2003) إذ بلغ متوسط وزن الطيور في تجربته بعمر 44 يوماً 1598غ عندما استخدم في الخلطات 25% جربش الذرة البيضاء, و يعود تفوق الطيور بالوزن في دراستنا هذه إلى عملية الإنبات التي حسنت الاستفادة من المكونات الغذائية للذرة البيضاء و أثرت في نشاط أنزيم البروتيناز.
معدل استهلاك العلف:
يظهر الجدول رقم (4) متوسط استهلاك مجموعات الطيور من العلف، حيث يلاحظ أن استهلاك طيور الشاهد لأعلى كمية علف في المرحلة الأولى, و طيور المجموعة الثالثة لأدنى كمية علف, إذ بلغت الكميات المستهلكة على التوالي 1597, 1582غ/طير, و هذه النتائج أعلى من النتائج التي حصل عليها كل من (Madacsi et al,1988) في تجربتهم إذ بلغ متوسط استهلاك الطير للعلف في هذه المرحلة 1386غ ذرة بيضاء مستنبتة.
أما في المرحلة الثانية لوحظ ارتفاع الكميات المستهلكة من العلف من قبل طيور مجموعات التجربة مقارنة مع طيور الشاهد و هذا يدل على تأقلم طيور مجموعات التجربة مع حبوب الذرة البيضاء المستنبتة مع التقدم بالعمر, و بلغ أعلى معدل استهلاك للعلف عند طيور المجموعة الرابعة (2647 غ/طير) بينما كان أدنى معدل استهلاك عند طيور مجموعة الشاهد حيث بلغ 2600.9غ/ طير.
و عند مقارنة معدلات استهلاك العلف خلال كامل المرحلة يلاحظ ازدياد استهلاك العلف بنسب بسيطة مع زيادة نسبة الذرة البيضاء المستنبتة في الخلطة, وهذه النتيجة تنسجم مع النتائج التي حصل عليها (عباس,2006) وذلك أثناء دراسته على الشعير المستنبت, و لكنها كانت أعلى من الكميات المستهلكة من قبل الطيور المغذاة على 25% جريش الذرة البيضاء في بحث (حجل,2003) إذ بلغت 3305غ خلال كامل المرحلة و الأمر الذي انعكس سلباً على الزيادة الوزنية عنده بالمقارنة مع الزيادة الوزنية في تجربتنا.