17342626_1902259560055711_6166857053159087384_n

من تنظيم ” مدار للابداع ” كان عشاق الفن الراقي والجميل يوم الجمعة 17 مارس 2017 بقاعة ابراهيم الراضي بمدينة أكادير جنوب المغرب مع الأمسية التي احيتها الفنانة السورية وعد بوحسون  والتي أطربت بأناملها العذبة وصوتها الشجي لأول مرة جمهوره أكادير  ، على نغمات العود بكلمات منتقاة بعناية من أجمل ما جاد به كبار شعراء الأندلس مثل جلال الدين الرومي و أشعار أدونيس وابن زيدون وابن العربي ورابعة العدوية ، الفنانة وعد بوحسون نثرت علينا ورودا من الحب والغزل وشدت للجمال والعشق وأطربت القلوب ، ثم أخدت الحضور بأيديهم وحملتهم على انغام صوتها الرائع إلى الشام العزيز من خلال تراث الشعر النبطي.

 

DSC_7439

كما كان لأداء فرقة سفير العود العربي إدريس الملومي  في تقديم فقرات الأمسية ومشاركة وعد بوحسون في أغانيها، كان لأدائهم الراقي أثر في تقديم صورة جميلة أمتعت وجعلت الحضور الجماهيري الكبير يتفاعل مع الأمسية بصورة أكبر، وبتصفيق كبير يناسب ابداع الافتتاحية الجميلة التي جمعت فيها كل أنواع الشعور الإنساني  السيدة ربيعة والسيد إدريس الملومي.

الأستاذ المقتدر إدريس الملومي  يصف هذه الأمسية قائلا:DSC_7222

” اه على أمسية “مدار” ليلة الجمعة…

بهاء الصديقة السورية الجميلة “وعد بوحسون” و بهاء جمهور غمرنا باندهاش جماعي …
عودة إلى مجد صغناه بشغف طفولة و مراهقة ماض مشترك بنفس القاعة …
برأيي،الموسيقى هشة، رهيفة، ومع ذلك لها قدرة نسف وجع الانكسار و تبديد القلق على الامل و ترميم اعطاب    الروح … محاسنها جمة و أشد لذة من أعراضها السلبية … يستحسن أن نتناولها بإلحاح واع …
آه أمسية “مدار” ليلة الجمعة …
بدأنا نتعود على وجوه كثيرة تلفّنا بجمال حضورها و قريبا سنصاب بعاهة القلق عليها حين غيابها …
نحن الموقعان اسفله (ربيعة و إدريس الملومي)
نعتذر لكل من لم يجد بالقاعة مقعدا يحتوي محبته وعطفه لنا واستمر معنا -رغما عن ذلك – واقفا أو جالسا على      الارض فيما يشبه تتويجا جماعيا لحقنا المشترك بحصة ضرورية من موسيقى راقية … انتصار صغير لكنه ضروري …    و لذيذ … والبقية آتية..  ربيعة وادريس الملومي”.

 


DSC_7441
 DSC_7439

وقد علق الأستاذ والكاتب المغربي محمد الملاخ عن هذه الأمسية كذلك :DSC_7253

دأبت المؤسسة الثقافية “مدار للابداع” على تصميم و خلق حدائق للفرح الانساني في اعمق

واجمل صوره، حدائق لها اكثر من شذى واكثر من لون واكثر من بعد..
حتى قبل المدار كان هناك مدار..انها المواظبة و الاصرار منذ التقاط شرارة الابداع و مراعاتها اكتشافا و تكوينا وانجازا و استشرافا و تشاركا..لم تكن الصدفة هي الموحدة لنبض القاعة، ليلة ترنم الفنانة المبدعة وعد بوحسون، بل بوصلة الوجدان و العقل المتاهبين لاحتضان الجمال بصيغه المختلفة لان الجمال اختلاف و تشارك …. شكرا مدار للابداع..شكرا للا ربيعة المثقفة الواعية بالتفاصيل شكرا سي ادريس الملومي المبدع المتفرد و الحريص على التواصل بحرارة الكبار..

فشكرا ” مدار ” على الأمسية الرقيقة التي أهدتنا سكونا في أرواحنا بقدر ما أثارت من شجون وذكرى.

DSC_7467

 الفنانة وعد بوحسون:DSC_7239

مواليد 1979 ملحنة ومغنية وعازفة عود سورية من دبل العرب. تمتلك خامة وثقافة موسيقية  وامتهنت غناء الطرب العربي الأصيل. امتازت الفنانة السورية الشابة بوحسّون بالغناء الصوفي  وعزفها على العود الشرقي، والغناء الطربي والصوفي، وبذاك الصوت أنشأت الأساسات الثلاثة  لمشروعها الموسيقي الذي يرتكز على العزف على العود، والغناء، والتأليف الموسيقي.

تأثرت بصوت فيروز، وعازف العود منير بشير، وبأعمال  إديت بياف لإغناء لغتها الفرنسية، وموسيقا  الشعوب، اللاتينية بخاصة.

في البدايات نسجت وعد أول خيوط علاقتها بالموسيقا عبر الكاسيتات التي كان يسجلها والدها،  كان الأخير يرصد إذاعات تبثّ أغاني أم كلثوم واسمهان وفريد الأطرش.. حبّ العائلة للموسيقا انتقل إليها، فاشترى لها والدها عودها الأول وهي في السابعة من عمرها، ولقّنها العزف عليه. أما إطلالتها الأولى فانحصرت في البدء ضمن المناسبات العائلية، إذ كانت تعزف وتؤدي الأغنيات التي حفظتها، ثم راحت تشارك في المسابقات الوطنية.

تقول بوحسون «آلة العود رافقتني منذ الصغر، وتحديداً عندما كان عمري ثماني سنوات، كان أبي عاشقاً لآلة العود، وهو الذي زرع فيّ حبها, وفي حقيقة الأمر، أنا محظوظة إذ ترعرعت في وسط أسرة تعشق الطرب القديم، وكنت دائما مولعة بالعود، وأعده صديقي وهو، حقيقة، يعبر عن أفكاري من خلاله، ومن خلال الغناء أيضاً».

دخلت المعهد العالي للموسيقا في دمشق، لم يكن في المعهد فرعٌ خاص بالغناء الشرقي، فاضطرت إلى دراسة أصول الغناء الأوبرالي، إلى جانب متابعة دروس العود مع أستاذها عسكر علي أكبر (من أذربيجان). طُلِب منها إتقان العزف على آلة غربية كي تتمكن من الانخراط في ” الأوركسترا السمفونية السورية ” لكنها تمسّكت بالعود، ونالت عام 2003 شهادتها العليا في العزف عليه.

مع تفضيلها الموسيقى الكلاسيكية، حقبة الباروك، وتحديداً باخ الذي عزفت من ريبرتواره الكونشرتو الأول للكمان والأوركسترا (أدت ما كُتِبَ للكمان على العود، ورافقها البيانو الذي أدى توليف الجزء الأوركسترالي) وهذا يعد سبقا موسيقيا.قدّمت وعد حفلات عدّة، أهمها في دار الأوبرا وفي عدة محافظات سورية، كما غنّت في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وتونس والمغرب. بعد الحفلات التي أدّت فيها الكلاسيكيات الكلثومية والقدود الحلبية.

وعد تقوم بتلحين الأشعار، وهي باحثة موسيقية أيضاً، فهي عندما لحنت أشعار جلال الدين الرومي قرأت مئات الصفحات عنه وعن شعره وعن طريقته الصوفية المسماة بالمولوية، وكذلك فعلت الشيء ذاته مع ابن زيدون وولادة رابعة العدوية التي درست حياتها وشعرها وجمعت كل ما تم تلحينه من شعرها ودرسته.

ألبوم صوت الحب

مشوارها الاحترافي كان مع بدء تسجيل عملها الأول في فرنسا الذي شاركها في جزء منه محمود شغالة. وهكذا حوى ألبوم «صوت الحب» أعمالاً من تلحين وعد التي اختارت قصائدها من الشعر الغزلي والصوفي، الديني والدنيوي (ابن زيدون ، ولادة ، جلال الدين الرومي ). وكذلك، أدّت بعض كلاسيكيات الطرب، مثل «يا فجر لمّا تطلّ» و«عرفت الهوى» و«برضاك يا خالقي» و«أوقدوا الشموع».

DSC_7256

حازت اسطوانة «الهوى» للمغنية السورية وعد بو حسون المرتبة الأولى في جائزة جريدة اللوموند الفرنسية لموسيقا العالم لعام 2016. وتضمنت اسطوانة الهوى التي صدرت في شهر ايلول 2016 بباريس عن دار اسطوانات «بودا ميوزك» 16 مقطوعة تناولت قصائد الحب الغزلية والصوفية وهو الخط الذي بدأت فيه بو حسون مشوارها الفني.

وبينت المغنية بو حسون أن أغلبية المقطوعات الموسيقية في الاسطوانة تحاكي تراث منطقة جبل العرب من الشعر النبطي موضحة أن «دراستها الأكاديمية للموسيقا في فرنسا سمحت لها بالنظر للموسيقا بمنظور يختلف عن منظور العازف والمؤلف والمغني» ما يساعدها على العمل مع موسيقيين دون النظر إلى ما يقدمونه من موسيقا مختلفة عما تقدمه.

 

 

 

اترك تعليقاً