الشهيد الحّي (( ممتاز البحرة )) رسام مجلة أسامة السورية ((أول رسام كاريكاتير)) فنان تشكيلي سوري أول رسام كاريكاتير يعتقل ويحكم عليه بالإعدام بسبب رسومه في سوريا مع عدد من الصحافيين أمثال : نصرالدين البحرة وعباس الصوص وغيرهم (( وألغي الحكم بساعات قبل ثورة الثامن من آذار )) الفنان ممتاز البحرة : – منقول – عرب إكسبريسو قد يستغرب البعض أن أضع رساماً سورياً في هذه القائمة ، و يعتقد أنه نوع من المقارنة الزائفة مع هامات عالية على مستوى عالمي ، لكني شخصياً أعتقد و بكل الفخر بأن هذا الرجل ذو قامة شامخة في العلالي .. لا تقل علواً عن أية قامات أجنبية أخرى. ممتاز البحرة فنان تشكيلي سوري كبير… عرف كفنان كاريكاتير سياسي لامع، و كأحد أفضل من رسم القصص المصورة العربية منذ أوائل السبعينات و حتى أواخر التسعينيات. كان من بين فنانين قلائل جرت عليهم رسومهم الويلات… فصدر عليه حكم إعدام ميداني عسكري ضده في الستينيات، ألغي قبل ساعات من تنفيذه ! نعم نحن لا نتحدث عن مسرحية مدبرة جرت في معتقل سيبريا الرهيب أيام روسيا القيصرية ، بل عن قصة درامية حدثت هنا .. في بلادنا ! وبالنسبة للجيل الذي بدأ طفولته في سبعينيات القرن العشرين وما تلاها ـ وأنا واحد من أفراد هذا الجيل … فقد ربينا على رسوم هذا الفنان الكبير الذي كان يزين برسوماته كتبنا في المرحلة الابتدائية ، و ذلك طبعاً قبل عملية التشويه البصرية المريعة في المناهج الجديدة – من مبدأ العالم ماشية لإدام و إحنا ماشيين لورا – هل ما زلت تذكر باسم و رباب ؟ أم أنك تفضل مازن و ميسون ؟ هيا .. كفاك – ولدنة – و اعترف لي أنك لا تنسى هكذا أشياء مولدنة .. هل كنت من النمط المرتب الذي يحافظ على زوايا صفحات كتبه من الإنثناء و – الجعلكة – !؟ هل كنت تقوم ب – كبس الصفحة بالمسطرة – لكي يظل الكتاب مفتوحاً دون حاجة لمسكه بين يديك ؟ أم كنت تعشق الشخبطة فوقها بالقلم الرصاص ؟ شارب هنا لرباب و نظارات هنا لمازن .. و طبعاً تسلم الكتاب في آخر الفصل الدراسي في تلك المرحلة الإشتراكية و قد تحول إلى دفتر حسابات لمحل سمانة ، و ربما أسوأ ! تلك الرسوم الجميلة العذبة .. تلك الوجوه المشرقة .. و تلك الخطوط المتعرجة على أطراف الملابس و التجاعيد و الحافلة بالتفاصيل الأنيقة ، قم بعمل خليط من أشعار سليمان العيسى الطفولية مثل ماما ماما يا أنغاما و أضف لها شيئاً من زينة ممتاز البحرة البصرية و ستكون النتيجة خليطاً ساحراً من الألوان و الجمال و البراءة .. ممتاز البحرة مرةً أخرى : نظراً لأن فناننا سوري فسأقتطف مقاطع تتناول سيرته بشيء من التفصيل الزائد رغبة مني في ملاحقة وجه سوريا في كل ثناياه ، و هي معلومات ليست جديدة و توجد على ويكيبيديا و بعض المنتديات ، لكني أدخلت كل ذلك في الخلاط لأقدم لكم هذا الكوكتيل… النشأة و البدايات: ممتاز البحرة فنان تشكيلي ورسام كاريكاتير سوري اسمه الكامل(محمد ممتاز البحرة)،ينتمي لعائلة دمشقية لكنه ولد في حلب بتاريخ 09/05/1938 بحكم عمل والده الرياضي والمربي الأستاذ محمود البحرة آنذاك كمفتش لمادة التربية الرياضية في مدينة حلب تزوج من السيدة فردوس البحرة (خريجة كلية الآداب قسم الفلسفة) عام 1960 وله منها ثلاثة أولاد. تربى ممتاز البحرة في بيئة دمشقية ارستقراطية محافظة وهو أكبر أخوته وتتالف عائلته من أخوين هما الأوسط مخلص (توفي في ميعة الصبا) والأصغر محسن (مهندس) وله اخت واحدة مؤنسة (مدرسة لغة إنكليزية) وقد عاشت العائلة أغلب الوقت في مدينة دمشق (منطقة الإطفائية) لتنتقل فيما بعد إلى حي المهاجرين الحديث نسبياً في ذلك الوقت. كان له من العمر خمسة وعشرون عاماً عندما توفي والده عن عمر لا يتجاوز الواحد وخمسين عاماً فتولى رعاية أخويه نيابه عن والده. أما وفاة أخيه الأوسط مخلص (24 سنة في مدينة برلين أثر سفره للدراسة) فقد تركت جرحاً عميقاً في نفسه. بدأ دراسة الفنون في مصر بالقاهرة إبان الوحدة بين سوريا ومصر مع زملاء سوريين أمثال نذير نبعة والدكتور غازي الخالدي ومصريون مثل محمد اللباد لكن وفاة والده في السنة الدراسية الرابعة والانفصال بين الإقليمين السوري والمصري حالا بينه وبين إنهاء دراسته ،فعاد إلى سوريا الأمر الذي اضطره للبدء من السنة الثانية في كلية الفنون الناشئة بـ جامعة دمشق بعد أن كاد ينهي دراسته في مصر. تخرج مع دفعة الخريجين الأولى لكلية الفنون اختصاص تصوير فني حاصلاً على بكالوريوس الفنون الجميلة، ومن مدرسيه الهامين في تلك الحقبة محمود حماد وحسين إسماعيل ومحمود جلال، وسعيد تحسين. التدريس : بعد التخرج عمل كمدرس للفنون الجميلة لمدة /23/ سنة فبدأ في مدينة الحسكة لمدة سنتين في معهد اعداد المدرسين ليعود فيما بعد للتدريس في مدينة دمشق في عدة ثانويات دمشقية ومعهد اعداد المدرسين . وزارة التربية لحسن الحظ فإن دخوله مجال التدريس و الوزارة قد يكون ساعده في بلد لا تعترف بالموهبة كشرط أساسي للنجاح أن يقوم بعمله الأهم أو ربما يبدو لي كذلك : رسومات الكتب المدرسية التابعة لـوزارة التربية السورية التي تناقلها الأطفال في السنوات المدرسية الأولى شاملةً ال fantastic four لتلك الحقبة : باسم و رباب و مازن و ميسون ، يقول ممتاز نفسه أنه استوحى شخصياته من أطفاله الثلاثة ،عمله هذا كان ربما من أهم ما يحسب له من بين أعماله قاطبة .. و عنجد الله يعطيه العافية و بتشكره لأنو إحترمني كطفل .. و احترام الطفل في بلدنا ليس شيئاً شائعاً .. ياللخسارة في الكتب الجديدة و التي حاولوا و بحجة التحديث و التكنولوجيا و استخدام الكومبيوتر أن تكون أفضل من السابقة ، و لكن النتيجة كانت أن قاموا بتشويه الكتب القديمة !ما بعرف شو فيني قول بس .. هذه ليست نوستالجيا .. و مستعد للخوض في هذا الموضوع مراراً و تكراراً ، كتب وزارة التربية قبل عشرين عاماً كانت أفضل فنياً منها الآن ! مع الفارق الهائل في الإمكانات المتاحة ، و مع العلم بأن الفنانين السوريين موجودون في أيامنا هذه و بكثرة ، و كم أتمنى أن يخطر على بال أحد المسؤولين الاتصال بمجلة نايلوفر و يتفق مع أولئك الشباب السوريين الرائعين القيام بحملة – إعادة تأهيل- فنية من الصفر للمناهج السورية ، قبل أن تتخاطفهم أيادي الخليج الغنية و المتعطشة للدماء السورية كالعادة – و قد بدأ يحصل في مجال الرسم على الأقل – . الصحافة و الكاريكاتير السياسي : عمل ممتاز أيضاً بالصحافة وكان يقوم برسم الكاريكاتير والرسوم المصاحبة في الجرائد اليومية والمجلات ، وهو أول رسام كاريكاتير يعتقل بسبب رسومه في سوريا حيث صدر بحقه حكم ميداني عسكري تعسفي بلا محاكمة باعدامه مع عدد من المعتقلين السياسيين الآخرين مثل الصحافي نصرالدين البحرة وعباس الصوص وغيرهم وقد الغي حكم الإعدام قبل تنفيذه بساعات إثر انقلاب 8 آذار. من الصحف والجرائد التي عمل بها جريدة الصرخة السورية التي كان يصدرها أحمد علوش ومجلة الجندي وصحيفة الطليعي، وجريدة الثورة وفيما بعد جريدة تشرين كذلك عمل بمجلات عدة مثل مجلة المعلمين ومجلة التلفزيون العربي السوري وغيرهم. يعني باختصار الأخ اشتغل بكل المؤسسات و المطبوعات الرسمية يلي ما حدا بيحسن يتحمل يشوفها بوشو هللأ ، ما أريد التذكير به بأن تلك المطبوعات شهدت أيام عز حقيقي ، قبل أن تذوي و تذبل بفعل الفساد و الإهمال و المحسوبيات ، و في تلك الفترة الذهبية .. كان نصيب كبير من الهم الفني موكلاً لذلك الرجل المميز. في بداية الثمانينات ورغم أنه كان قد اعتزل رسم الكاريكاتير نظراً لما مر به سابقاً ، لكن أحداث الإنتفاضة في الأرض المحتلة دفعته للعودة مجدداً لعالم الكاريكاتير فقام بتنفيذ معرض كاريكاتيري في دمشق عن الإنتفاضة ومعاناة الشعب الفلسطيني في فلسطين والأراض المحتلة و دار به على عدة مدن عربية وأجنبية.

 

من almooftah

اترك تعليقاً